سورة الشمس / الآية رقم 8 / تفسير تفسير الماوردي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى

الشمسالشمسالشمسالشمسالشمسالشمسالشمسالشمسالليلالليلالليلالليلالليلالليلالليل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


مكية عند جميعهم
قوله تعالى {والشّمْسِ وضُحاها} هذان قسمان:
قَسَمٌ بالشمس، وقَسَم بضحاها، وفي ضحاها أربعة أوجه:
أحدها: هو إشراقها، قاله مجاهد.
الثاني: هو إنبساطها، قاله اليزيدي.
الثالث: حرها، قاله السدي.
الرابع: هذا النهار، قاله قتادة.
ويحتمل خامساً: أنه ما ظهر بها من كل مخلوق، فيكون القسم بها وبالمخلوقات كلها.
{والقَمَرِ إذا تَلاها} ففيه وجهان:
أحدهما: إذا ساواها، قاله مجاهد.
الثاني: إذا تبعها، قاله ابن عباس.
وفي اتباعه لها ثلاثة أوجه:
أحدها: أول ليلة من الشهر إذا سقطت الشمس يرى القمر عند سقوطها، قاله قتادة.
الثاني: الخامس عشر من الشهر يطلع القمر مع غروب الشمس، قاله الطبري.
الثالث: في الشهر كله فهو في النصف الأول يتلوها، وتكون أمامه وهو وراءها، وإذا كان في النصف الأخير كان هو أمامها وهي وراءه، قاله ابن زيد.
ويحتمل رابعاً: أنه خلفها في الليل، فكان له مثل ما لها في النهار لأن تأثير كل واحد منهما في زمانه، فللشمس النهار. وللقمر الليل.
{والنّهارِ إذا جَلاَها} فيه وجهان:
أحدهما: أضاءها، يعني الشمس لأن ضوءها بالنهار يجلي ظلمة الليل، قاله مجاهد.
الثاني: أظهرها، لأن ظهور الشمس بالنهار، ومنه قول قيس بن الخطيم:
تجلب لنا كالشمس بين غمامةٍ *** بدا حاجبٌ منها وضنّتْ بحاجب
ويحتمل ثالثاً: أن النهار جلّى ما في الأرض من حيوانها حتى ظهر لاستتاره ليلاً وانتشاره نهاراً.
{والليل إذا يَغْشاها} فيه وجهان:
أحدهما: أظلمها، يعني الشمس، وهو مقتضى قول مجاهد.
الثاني: يسترها، ومنه قول الخنساء:
أرْعَى النجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها *** وتارةً أتغشى فَضْلَ أطْماري
{والسّماءِ وما بَناها} فيه وجهان:
أحدهما: والسماء وبنائها، قاله قتادة.
الثاني: معناه ومن بناها وهو الله تعالى، قاله مجاهد والحسن.
ويحتمل ثالثاً: والسماء وما في بنائها، يعني من الملائكة والنجوم، فيكون هذا قسَماً بما في السماءِ، ويكون ما تقدمه قسَماً بما في الأرض.
{والأرْضِ وما طَحَاهَا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه بَسطها، قاله سفيان وأبو صالح.
الثاني: معناه قسَمها، قاله ابن عباس.
الثالث: يعني ما خلق فيها، قاله عطية العوفي، ويكون طحاها بمعنى خلقها، قال الشاعر:
وما تَدري جذيمةُ مَنْ طحاها *** ولا من ساكنُ العَرْشِ الرّفيع
ويحتمل رابعاً: أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز، لأنه حياة لما خلق عليها.
{ونَفْسٍ وما سَوَّاها} في النفس قولان:
أحدهما: آدم، ومن سواها: الله تعالى، قاله الحسن.
الثاني: أنها كل نفس.
وفي معنى سواها على هذا القول وجهان:
أحدهما: سوى بينهم في الصحة، وسوى بينهم في العذاب جميعاً، قاله ابن جريج.
الثاني: سوى خلقها وعدل خلقها، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً: سوّاها بالعقل الذي فضّلها به على جميع الحيوانات.
{فأَلْهَمَهَا فجُورَها وتَقْواها} في {ألهمها} تأويلان:
أحدهما: أعلمها، قاله مجاهد.
الثاني: ألزمها، قاله ابن جبير.
وفي {فجورها وتقواها} ثلاثة تأويلات:
أحدها: الشقاء والسعادة، قاله مجاهد.
الثاني: الشر والخير، قاله ابن عباس.
الثالث: الطاعة والمعصية، قاله الضحاك.
ويحتمل رابعاً: الرهبة والرغبة لأنهما داعيا الفجور والتقوى.
وروى جوبير عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان إذا قرأ هذه الآية {فألهمها فجورها وتقواها} رفع صوته: اللهم آتِ نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكّاها.
{قد أفْلَحَ مَن زكّاها} على هذا وقع القسم، قال ابن عباس: فيها أحد عشر قسماً.
وفيه وجهان: أحدهما: قد افلح من زكى الله نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
الثاني: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
وفي زكاها وجهان:
أحدهما: طهّرها، وهو قول مجاهد.
الثاني: أصلحها، وهو قول سعيد بن جبير.
{وقد خابَ من دَسّاها} فيه وجهان:
أحدهما: على ما قضى وقد خاب من دسّى الله نفسه.
الثاني: من دسّى نفسه.
وفي {دسّاها} سبعة تأويلات:
أحدها: أغواها وأضلها، قاله مجاهد وسعيد بن جبير، لأنه دسّى نفسه في المعاصي، ومنه قول الشاعر:
وأنت الذي دَسْيت عَمْراً فأصْبَحَتْ *** حلائلهم فيهم أراملَ ضُيّعاً
الثاني: إثمنها وفجورها، قاله قتادة.
الثالث: خسرها، قاله عكرمة.
الرابع: كذبها، قاله ابن عباس.
الخامس: أشقاها، قاله ابن سلام.
السادس: جنبها في الخير، وهذا قول الضحاك.
السابع: أخفاها وأخملها بالبخل، حكاه ابن عيسى.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال