سورة العاديات / الآية رقم 9 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ

البينةالبينةالزلزلةالزلزلةالزلزلةالزلزلةالزلزلةالزلزلةالزلزلةالعادياتالعادياتالعادياتالعادياتالعادياتالعاديات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)} [العاديات: 100/ 1- 11].
أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم، عن ابن عباس قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلا، ولبثت شهرا، لا يأتيه منها خبر، فنزلت: {وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1)}
المعنى: أقسم بالخيل التي تجري بفرسانها المجاهدين في سبيل اللّه إلى العدو، ويسمع لها حينئذ صوت زفيرها الشديد وأنفاسها المتصاعدة، بسبب شدة الجري، وتخرج شرر النار بحوافرها أثناء الجري لتصادم الحصى بالحصى، وبسبب اصطكاك نعالها بالحجر تتطاير منه النار، وتغير على العدو وقت الصباح. والضبح: تصويت جهير عند العدو الشديد، ليس بصهيل.
فهيّجن في وقت الصبح أو في ساحة المعركة غبارا يملأ الجو، ثم توسطن بعدوهن جمعا من الأعداء، اجتمعوا في مكان، ففرّقنه أشتاتا. والنقع: الغبار الساطع المثار، وقوله: {جَمْعاً} المراد به جمع من الناس هم المحاربون.
- وجواب القسم هو: { إِنَّ الْإِنْسانَ} أي إن جنس الإنسان سواء كان مؤمنا أو كافرا بطبعه للنعمة، كثير الجحود لها، أي ان الإنسان لنعمة ربه لكنود، أي كفور أو عاص.
- وإن الإنسان على كونه كنودا جحودا لشهيد، يشهد على نفسه بالجحود والكفران، أي بلسان حاله، وظهور أثر ذلك عليه، في أقواله، وأفعاله، بعصيان ربه.
- وإن الإنسان أيضا، بسبب حبه للمال، لبخيل به، أو إن حبه للمال قوي، فتراه مجدا في طلبه وتحصيله، متهالكا عليه، ويكون هناك معنيان صحيحان للآية:
أحدهما- وإنه لشديد المحبة للمال.
والثاني- وإنه لحريص بخيل بسبب حبه المال، أي من أجل حب الخير لشديد، أي بخيل بالمال، ضابط له. والخير: المال في عرف القرآن.
ثم هدد اللّه الإنسان وتوعده إذا استمر متلبسا بهذه الصفات، فقال: {أَفَلا يَعْلَمُ} أي أفلا يدري الجاحد إذا أخرج ما في القبور من الأموات، وجمع محصّلا ما في النفوس أو الصدور من النوايا والعزائم، والخير والشر، إن رب هؤلاء المبعوثين من القبور لخبير بهم، مطلع على جميع أحوالهم، لا تخفى عليه منهم خافية في ذلك اليوم وفي غيره، وهو مجازيهم في ذلك اليوم على جميع أعمالهم أوفر الجزاء، دون أن يظلموا مثقال ذرة. وإذا علموا ذلك ووعوه، فعليهم ألا يشغلهم حب المال عن شكر ربهم وعبادته والاستعداد للآخرة بالعمل الصالح. وتخصيص أعمال القلوب بالذكر، لأنها البواعث على الأفعال العضوية الصادرة من الإنسان.
وهذا إخبار وتعريف بالمآل والمصير، أي أفلا يعلم الإنسان مآله ومصيره فيستعد له؟
وبعثرة ما في القبور: نقضه مما يستره والبحث عنه، وهي عبارة عن البعث. ثم استؤنف الخبر الصادق بأن اللّه تعالى خبير بهم يومئذ. واللّه تعالى خبير دائما، ولكن خصّص (يومئذ) لأنه يوم المجازاة، فإليه طمحت النفوس، وفي هذا وعيد مصرّح بما سيحدث.
تدل هذه الآية على أن اللّه تعالى عالم بالجزئيات الزمانية، لأنه تعالى نص على كونه عالما بكيفية أحوالهم في ذلك اليوم، ويعد منكر هذا العلم كافرا.
إن القسم الإلهي بخيول الجهاد على توصيف طبع الإنسان، بكونه جحودا للنعمة، وشهادته بهذا الطبع على نفسه، وبكونه محبا للمال، بخيلا به بخلا شديدا، يوجب علينا الحذر من هذا الطبع، ومحاولة تعديله، وجهاد النفس وترويضها للتخلص من هذه الصفات السيئة فينا.
أما الإصرار على هذا الطبع والإبقاء عليه، فهو مدعاة للتهديد والوعيد والإنكار الشديد، لا سيما إذا علم الإنسان أنه سيلقى ربه، ويحاسبه على أعماله حسابا دقيقا، ويجازيه عليها جزاء وافرا.
وفي ملاحظة هذا الوضع وخطورة المصير، يدرك الإنسان في النهاية: أنه هو الجاني على نفسه إذا قصر في واجباته، وأهمل القيام بما عليه، ولم يتحمس لفعل الخير، ولم يرعو عن فعل الشر.
وفي النهاية، إن الإنسان يترك بموته كل ما جناه، ولا يستفيد من ماله إلا ما ادخر فيه الثواب عند اللّه، بإنفاقه في سبيل النفس والأهل وفي سبيل اللّه، وذلك يشمل الجهاد وعون المحتاجين.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال