سورة المسد / الآية رقم 4 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ

الكافرونالكافرونالكافرونالكافرونالكافرونالنصرالنصرالنصرالنصرالنصرالمسدالمسدالمسدالمسدالمسد




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)}
قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ} أم جميل.
وقال ابن العربي: العوراء أم قبيح، وكانت عوراء. {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي: كانت تمشي بالنميمة بين الناس، تقول العرب: فلان يحطب على فلان: إذا ورش عليه. قال الشاعر:
إن بني الأدرم حمالو الحطب *** هم الوشاة في الرضا وفي الغضب
عليهم اللعنة تترى والحرب ***
وقال آخر:
من البيض لم تصطد على ظهر لامة *** ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب
يعني: لم تمش بالنمائم، وجعل الحطب رطبا ليدل على التدخين، الذي هو زيادة في الشر.
وقال أكثم بن صيفي لبنيه: إياكم والنميمة! فإنها نار محرقة، وإن النمام ليعمل في ساعة مالا يعمل الساحر في شهر. أخذه بعض الشعراء فقال:
إن النميمة نار ويك محرقة *** ففر عنها وجانب من تعاطاها
ولذلك قيل: نار الحقد لا تخبو. وثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يدخل الجنة نمام». وقال: «ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها».
وقال عليه الصلاة والسلام: «من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
وقال كعب الأحبار: أصاب بني إسرائيل قحط، فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يستسقون فلم يسقوا فقال موسى: إلهي عبادك فأوحى الله إليه: إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لان فيهم رجلا نماما، قد أصر على النميمة. فقال موسى: يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى أنهاك عن النميمة وأكون نماما قال: فتابوا بأجمعهم، فسقوا. والنميمة من الكبائر، لا خلاف في ذلك، حتى قال الفضيل بن عياض: ثلاث تهد العمل الصالح ويفطرون الصائم، وينقضن الوضوء: الغيبة، والنميمة، والكذب.
وقال عطاء بن السائب: ذكرت للشعبي قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يدخل الجنة سافك دم، ولا مشاء بنميمة، ولا تاجر يربي» فقلت: يا أبا عمرو، قرن النمام بالقاتل وآكل الربا؟ فقال: وهل تسفك الدماء، وتنتهب الأموال، وتهيج الأمور العظام، إلا من أجل النميمة.
وقال قتادة وغيره: كانت تعير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفقر. ثم كانت مع كثرة ما لها تحمل الحطب على ظهرها، لشدة بخلها، فعيرت بالبخل.
وقال ابن زيد والضحاك: كانت تحمل العضاه والشوك، فتطرحه بالليل على طريق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وقاله ابن عباس. قال الربيع: فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطؤه كما يطأ الحرير.
وقال مرة الهمداني: كانت أم جميل تأتي كل يوم بإبالة من الحسك، فتطرحها على طريق المسلمين، فبينما هي حاملة ذات يوم حزمة أعيت، فقعدت على حجر لتستريح، فجذبها الملك من خلفها فأهلكها.
وقال سعيد بن جبير: حمالة الخطايا والذنوب، من قولهم: فلان يحتطب على ظهره، دليله قوله تعالى: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ} [الأنعام: 31].
وقيل: المعنى حمالة الحطب في النار، وفية بعد. وقراءة العامة {حمالة} بالرفع، على أن يكون خبرا وَامْرَأَتُهُ مبتدأ. ويكون فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ جملة في موضع الحال من المضمر في حَمَّالَةَ. أو خبرا ثانيا. أو يكون حَمَّالَةَ الْحَطَبِ نعتا لامرأته. والخبر فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ، فيوقف على هذا على ذاتَ لَهَبٍ. ويجوز أن يكون وَامْرَأَتُهُ معطوفة على المضمر في سَيَصْلى فلا يوقف على ذاتَ لَهَبٍ ويوقف على وَامْرَأَتُهُ وتكون حَمَّالَةَ الْحَطَبِ خبر ابتداء محذوف. وقرأ عاصم حَمَّالَةَ الْحَطَبِ بالنصب على الذم، كأنها اشتهرت بذلك، فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص، كقوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا} وقرأ أبو قلابة: {حاملة الحطب}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال