سورة الإخلاص / الآية رقم 1 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ

الإخلاصالإخلاصالإخلاصالإخلاصالفلقالفلقالفلقالفلقالفلقالناسالناسالناسالناسالناسالناس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)}.
التفسير:
قوله تعالى: {قُلْ} أمر من اللّه سبحانه وتعالى للنبى بالقول، قولا مطلقا.
وماذا يقول؟.
يقول {هُوَ}! ومن هو هذا الطلق أيضا، الذي لا تحدّه حدود، ولا تقيده قيود؟
{اللَّهُ أَحَدٌ}!.
ولفظ الجلالة {اللّه} من الألوهة، وهو اسم الذات، الجامع لأسماء اللّه تعالى وصفاته كلّها.
و{أحد} صفة للّه سبحانه، بمعنى الأحد معرفا بأل، لأنه في مقابل:
{اللَّهُ الصَّمَدُ} فأحد، وإن كان نكرة لفظا، هو معرفة دلالة ومعنى، لأنه إذ قيل {أحد} لم ينصرف الذهن إلى غيره، فإذا قيل {أحد} كان معناه الأحد، الذي ليس وراءه ثان أو ثالث، أو رابع.
فاستغنى بهذا عن التعريف، لأن التعريف إنما يراد به الدلالة على المعرّف دون أفراد جنسه المشاركة له، فإذا انحصر الجنس كله في فرد واحد، لم يكن ثمة داعية إلى تعريفه، إذ كان أعرف من أن يعرّف.
فاللّه، هو الأحد، الذي لا يشاركه في هذا الوصف موصوف.. فالأحدية هى الصفة التي لا يشارك اللّه سبحانه فيها أحد، كما أن {اللّه} هو اسم الذات الذي لا يسمّى به أحد سواه.
والأحديّة هى الصفة التي تناسب الألوهة، وهى الصفة التي تناسب كل صفة من صفات اللّه سبحانه.
فاللّه- سبحانه- واحد في ذاته، واحد في صفاته.
فالكريم، هو اللّه وحده، والرحيم هو اللّه وحده، والرحمن هو اللّه وحده، والغفور هو اللّه وحده، والشّكور هو اللّه وحده، والعليم هو اللّه وحده.. وهكذا، كل صفة من صفات الكمال، قد تفردّ بها اللّه- سبحانه- وحده، لا ينازعه فيها أحد.
وفى وصف اللّه سبحانه وتعالى بأحد، دون واحد، تحقيق لمعنى التفرّد، لأن الأحد لا يتعدد، على حين أن الواحد يتعدد، باثنين، وثلاثة، وأربعة، إلى ما لا نهاية من الأعداد.
يقول الإمام الطبرسي في تفسيره مجمع البيان في تفسير القرآن:
قيل إنما قال {أحد} ولم يقل واحد لأن الواحد يدخل في الحساب، ويضمّ إليه آخر.. وأما الأحد فهو الذي لا يتجزأ، ولا ينقسم في ذاته، ولا في معنى صفاته، ويجوز أن يجعل للواحد ثان، ولا يجوز أن يجعل للأحد ثان.
لأن الأحد يستوعب جنسه، بخلاف الواحد.. ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد، جاز أن يقاومه اثنان، وإذا قلت: لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان، ولا أكثر.. فهو أبلغ.
ويقول الطبرسي:
قال الإمام الباقر: {اللّه}: معناه المعبود الذي أله الخلق عن إدراك ماهيته، والإحاطة بكيفيته، وتقول العرب: أله الرجل إذا تحيّر في الشيء فلم يحط به علما، ودله، إذا فزع.. فمعنى قوله {اللّه أحد} أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه، والإحاطة بكيفيته.. وهو فرد بألوهيته، متعال عن صفات خلقه.
وقوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ}.
اختلف في معنى الصمد، وكل ما قيل في معناه يرجع إلى تمجيد اللّه سبحانه وتعظيمه، وتفرده بالخلق والأمر.
وفى تعريف طرفى الجملة، إفادة لمعنى الحصر، أي حصر الصمدية في اللّه سبحانه وتعالى وحده.
قيل إن أهل البصرة، كتبوا إلى الإمام الحسين، رضى اللّه عنه يسألون عن معنى {الصمد}، فكتب إليهم بقول:
أما بعد، فلا تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه، ولا تكلّموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدّى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» وإن اللّه قد فسر سبحانه الصمد، فقال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
وقوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ}.
أي أنه سبحانه منزه عن أن يكون له ولد، لأن الولد يدلّ على والد، والوالد هو مولود لوالد. وهكذا في سلسلة لا تنتهى. ثم إن الولد يماثل الوالد، وقد يفوقه، ويربى عليه، في قوته، وعلمه.
يقول الإمام الطبرسي في معنى {لم يلد}: أي لم يخرج منه شيء كثيف، كالولد، ولا سائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنّفس، ولا تنبعث منه البدوات، كالسّنة والنوم، والخطرة والغم، والحزن والبهجة، والضحك والبكاء، والخوف والرجاء، والرغبة والسآمة، والجوع والشّبع، تعالى أن يخرج منه شىء، وأن يتولد منه شىء.. كثيف أو لطيف.
وفى قوله تعالى: {وَلَمْ يُولَدْ} يقول الطبرسي أيضا: أي ولم يتولد هو من شىء، ولم يخرج من شىء، كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها، كالشىء من الشيء، والدابة، والنبات من النبات، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار.. ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الأذن، والشم من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب، والنار من الحجر.. لا، بل هو اللّه {الصمد} الذي لا من شىء، ولا في شىء، ولا على شىء.. مبدع الأشياء وخالقها، ومنشىء الأشياء بقدرته.. فذلكم اللّه الصمد الذي لم يلد ولم يولد، {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ}.
ويروى أن الإمام عليا- كرم اللّه وجهه- سئل عن تفسير هذه السورة، فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بلا تأويل عدد.. {الصمد} بلا تبعيض بدد.
{لم يلد} فيكون موروثا هالكا {ولم يولد} فيكون إلها مشاركا {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} من خلقه.
وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
كفء الشيء: عديله، ومماثله، قيمة، ووزنا، وقدرا.
فاللّه سبحانه وتعالى، متعال عن الشبيه، والنظير، والكفء والمثيل.. وهذا ما ينفى عن اللّه سبحانه وتعالى أن يلد، وأن يولد، لأن التوالد إنما يكون بين الأشباه والنظائر، وإذ قد انتفى عن أن يكون للّه سبحانه شبيه أو نظير، فقد انتفى عنه أن يكون والدا، وأن يكون مولودا.. تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال