سورة النساء / الآية رقم 152 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً إِن تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ قَدِيراً إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقاًّ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً يَسْئَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا العِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (150) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (152)} [النساء: 4/ 150- 151].
نزلت هذه الآيات في شأن من آمن ببعض الرّسل، وكفر بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن كفر بخاتم الأنبياء، فكأنه كفر بجميع الرّسل، والكفر بالرّسل كفر بالله، وتفريق بين اللّه ورسله في أنهم قالوا: نحن نؤمن بالله، ولا نؤمن بفلان وفلان من الأنبياء.
يتوعّد اللّه تعالى في هذه الآيات الكافرين به وبرسله، حيث فرّقوا في الإيمان بين اللّه ورسله، فآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، تعصّبا وتمسّكا بالموروث، واعتصاما بالأهواء والشهوات، وحفاظا على المراكز والمصالح.
ومن أنكر وجود اللّه، أو أقرّ بوجوده ولكنه كفر بالرّسل وكتبهم، ولم يعترف بوجود ظاهرة الوحي من اللّه لبعض عباده الذين اصطفاهم، فهؤلاء أيضا من فئة الكفار.
وإن من آمنوا بنبي أو رسول، وجحدوا نبوّة أو رسالة رسول آخر، فهم كفار، فرّقوا بين اللّه ورسله في الإيمان، واتّخذوا سبيلا وسطا بين الإيمان والكفر، واخترعوا دينا مبتدعا بين الأديان، إنهم هم الكافرون الكاملون في الكفر، الراسخون في الضلال، فالدين دين اللّه، وما يقرّه اللّه فهو الحق، وما يبطله فهو الباطل، ولو كان هؤلاء مؤمنين حقّا بما أمر اللّه به، لما أوجدوا هذه التفرقة ولا تلك الضلالة، وأعتد اللّه وهيّأ للكافرين جميعا من هؤلاء وأمثالهم عذابا فيه ذلّ وإهانة لهم في الدنيا والآخرة، جزاء كفرهم.
يتبين من هذا أن الكفر بالرسل نوعان: كفر بجميع الرّسل، وأصحابه لا يؤمنون بأحد من الأنبياء، لإنكارهم النّبوات، وكفر ببعض الرّسل دون بعض، وكلا الفريقين سواء في استحقاق العذاب، فمن آمن برسول وجب عليه الإيمان ببقية الرّسل لأن الإيمان ليس بحسب الهوى والمزاج، وإنما بحسب ما يرتضيه اللّه، ومن كان محبّا للناس، رحيما بهم، حرص على سعادتهم وإيمانهم، لإنقاذهم من العذاب.
ولا يتصور إيمان بالله، وكفر بالرّسل كلهم أو بعضهم.
وأما أهل الإيمان: فهم الذين صدقوا وآمنوا بالله ورسله، ولم يفرّقوا بين أحد من رسله إيمانا خالصا لله سبحانه، كما قال جلّ وعلا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 2/ 285].
هؤلاء المؤمنون الصادقون في إيمانهم الذين آمنوا بالله ورسله جميعا، ومنهم محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، وعدهم اللّه تعالى وعدا قاطعا بجنان الخلد والرّضوان الإلهي، وسوف يؤتيهم ربّهم أجورهم كاملة يوم القيامة، وكان اللّه وما يزال غفورا لمن يأتي بهفوة مع الإيمان الصحيح، رحيما بعباده التائبين، حيث أرسل اللّه لهم الرّسل لهدايتهم، وقبلوا عن اللّه ما أراده وما وضعه لهم من مناهج الإيمان لتحقيق سعادتهم الأبدية.
تعنّت اليهود:
التّعنّت والعناد شأن الذين يعرفون الحق والصواب، ثم يحيدون عنه، وهذا الوصف واضح في الكفار لا في المنافقين الجبناء الذين شأنهم التذبذب بين الكفر والإيمان دون استقرار على حال واحدة، فلا تعنّت عندهم، وإنما يوصفون بالاضطراب والقلق.
وقد حكى القرآن الكريم بعض أخبار أهل التّعنت والعناد، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال