سورة النساء / الآية رقم 158 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور بميثاقهم} بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوه {وَقُلْنَا لَهُمُ} والطور مطل عليهم {ادخلوا الباب سُجَّداً} أي ادخلوا باب إيلياء مطأطئين عند الدخول رؤوسكم {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ} لا تجاوزوا الحد {تَعدّوُا}: ورش {تعدوا} بإسكان العين وتشديد الدال: مدني غير ورش وهما مدغماً {تعتدوا} وهي قراءة أبي إلا أنه أدغم التاء في الدال وأبقى العين ساكنة في رواية، وفي رواية نقل فتح التاء إلى العين {فِى السبت} بأخذ السمك {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ ميثاقا غَلِيظاً} عهداً مؤكداً.
{فَبِمَا نَقْضِهِم} أي فبنقضهم و{ما} مزيدة للتوكيد والباء يتعلق بقوله {حرمنا عليهم طيبات} تقديره حرمنا عليهم طيبات بنقضهم ميثاقهم، وقوله {فبظلم من الذين هادوا} بدل من قوله {فبما نقضهم} {ميثاقهم} ومعنى التوكيد تحقيق أن تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد وما عطف عليه من الكفر وقتل الأنبياء وغير ذلك {وَكُفْرِهِم بئايات الله} أي معجزات موسى عليه السلام {وَقَتْلِهِمُ الأنبياء} كزكريا ويحيى وغيرهما {بِغَيْرِ حَقٍّ} بغير سبب يستحقون به القتل {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} جمع أغلف أي محجوبة لا يتوصل إليها شيء من الذكر والوعظ {بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} هو رد وإنكار لقولهم {قلوبنا غلف} {فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} كعبد الله بن سلام وأصحابه {وَبِكُفْرِهِمْ} معطوف على {فبما نقضهم} أو على ما يليه من قوله: {بكفرهم}. ولما تكرر منهم الكفر لأنهم كفروا بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم عطف بعض كفرهم على بعض: {وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بهتانا عَظِيماً} هو النسبة إلى الزنا {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المسيح} سمي مسيحاً لأن جبريل عليه السلام مسحه بالبركة فهو ممسوح، أو لأنه كان يمسح المريض والأكمة والأبرص فيبرأ فسمي مسيحاً بمعنى الماسح {عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله} هم لم يعتقدوه رسول الله لكنهم قالوا استهزاء كقول الكفار لرسولنا {يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} [الحجر: 6] ويحتمل أن الله وصفه بالرسول وإن لم يقولوا ذلك.
{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبّهَ لَهُمْ} روي أن رهطاً من اليهود سبوه وسبوا أمه فدعا عليهم: اللهم أنت ربي وبكلمتك خلقتني، اللهم العن من سبني وسب والدتي، فمسخ الله من سبهما قردة وخنازير. فاجتمعت اليهود على قتله فأخبره الله بأنه يرفعه إلى السماء ويطهره من صحبة اليهود، فقال لأصحابه: أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة؟ فقال رجل منهم: أنا، فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب. وقيل: كان رجل ينافق عيسى فلما أرادوا قتله قال: أنا أدلكم عليه فدخل بيت عيسى ورفع عيسى وألقى الله شبهه على المنافق فدخلوا عليه فقتلوه وهم يظنون أنه عيسى.
وجاز هذا على قوم متعنتين حكم الله بأنهم لا يؤمنون، {وشبه} مسند إلى الجار والمجرور وهو {لهم} كقولك (خيل إليه) كأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه. أو مسند إلى ضمير المقتول لدلالة {إنا قتلنا} عليه كأنه قيل: ولكن شبه لهم من قتلوه {وَإِنَّ الذين اختلفوا فِيهِ} في عيسى يعني اليهود قالوا: إن الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا، أو اختلف النصارى قالوا: إله وابن إله وثالث ثلاثة {لَفِى شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتباع الظن} استثناء منقطع لأن اتباع الظن ليس من جنس العلم يعني ولكنهم يتبعون الظن. وإنما وصفوا بالشك وهو أن لا يترجح أحد الجانبين، ثم وصفوا بالظن وهو أن يترجح أحدهما، لأن المراد أنهم شاكون مالهم به من علم ولكن إن لاحت لهم أمارة فظنوا فذاك. وقيل: وإن الذين اختلفوا فيه أي في قتله لفي شك منه أي من قتله لأنهم كانوا يقولون إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى! {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} أي قتلاً يقيناً، أو ما قتلوه متيقنين، أو ما قتلوه حقاً فيجعل {يقيناً} تأكيداً لقوله {وما قتلوه} أي حق انتفاء قتله حقاً {بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ} إلى حيث لا حكم فيه لغير الله أو إلى السماء {وَكَانَ الله عَزِيزاً} في انتقامه من اليهود {حَكِيماً} فيما دبر من رفعه إليه.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال