سورة النساء / الآية رقم 171 / تفسير تيسير التفسير / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً لَن يَسْتَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلَّهِ وَلاَ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


الغلو: مجاوزة الحد. كلمته: وهي {كُن} التي وُجد فيها. ألقاها إلى مريم: أوصلها اياها. روح منه: لأنه خُلق بنفخٍ من روح الله وهو جبريل. الاستنكاف: الامتناع عن الشيء أنفةً وكِبرا.
بعد أن انتهى القرآن من محاجّة اليهود وإنصاف سيّدنا عيسى وأمه الطاهرة من افتراءاتهم وغلوِّهم في تحقيره عطف هنا إلى إنصاف عيسى من غلو النصارى في شأنه، ورفضِ ما دخل عليهم من أساطير الوثنية التي تسربت إلى عقيدة المسيح بعده، بفعل شتى الأقوام والمِلل.
يا أهل الكتاب من اليهود، لا تتجاوزوا الحدود التي حدّها الله، ولا تعتقدوا الا الحق الثابت: أحذروا ان تفتروا على الله الكذب. فتنكروا رسالة عيسى، أو تجعلوه آلها مع الله. إنما هو رسول من عند الله كسائر الرسل، خَلقه بقُدرته، كلمتِه التي نفخها روحه جبريل في مريم. فالمسيح سرٌّ من أسرار قدرته، وليس ذلك بغريب. أما خلَقَ آدَمَ من قبله من غير أب ولا أم!! {إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران: 59].
قال القاسمي في تفسيره: يحكى ان طبيبا نصرانياً من أطباء الرشيد ناظر عليَّ بن حسن الواقدي ذات يوم فقال له: إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى عليه السلام جزء منه تعالى. وتلا هذه الآية؟ {إِنَّمَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}. فقرأ الواقدي قوله تعالى في سورة الجاثية: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ}، فقال إذن يلزم ان يكون جميع تكل الأشياء جزءاً من الله، تعالى علوا كبيرا. فانقطع النصراني وأسلم. وفرح الرشيد بذلك الجواب ووصل الواقديَّ بِصِلة فاخرةٍ.
آمِنوا يا نصارى بالله ورسله جميعاً إيماناً صحيحاً، ونزِّهوه عن كل شريك ومثيل. لا تقولوا إن الآلهة ثلاثة. انتهوا عن هذا الباطل، فهو نقيض لعقيدة التوحيد التي جاءت بها الأديان السماوية. إن الله يا هؤلاء واحد منزَّه عن التعدد، فليس له أجزاء ولا أقانيم، ولا هو مركَّب ولا متَّحد بشيء من المخلوقات.
الأقانيم: جمع اقنوم معناها الاصل، والاقانيم الثلاثة عند النصارى هي: الأب والابن وروح القدس.
قال مرقص في الفصل الثاني عشر من انجيله: إن أحد الكتبة (من اليهود) سأل يسوع عن أول الوصايا فأجابه: أول الوصايا إسمع يا إسرائيل، الربُّ آلهنا واحد... فقال له الكاتب: جيداً يا معلِّم، بالحق قلتَ إنّه واحد وليس آخرُ سواه. فلما رأى يسوعُ أنه أجاب بعقلٍ قال له لستَ بعيداً عن ملكوت السماوات.
هذا نص صريح على أن عقيدة المسيح التوحيد، سبحانه تعالى، تقدَّس ان يكون له ولد. وما حاجته اليه، وكل ما في السموات والأرض ملك له!!
لن يأنَف المسيح أو يترفع عن ان يكون عبداً لله، فهو عارف بعظمة الله وما يجب له من العبودية. كذلك لن يأنف الملائكة المقربون عن ذلك، ومن يتكّبر على ذلك، أباً كان، فإن الله سيحشرهم يوم القيامة ويجزيهم اشد الجزاء.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال