سورة المائدة / الآية رقم 35 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ القِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (37)} [المائدة: 5/ 35- 37].
تأمر الآية الأولى المؤمنين بأوامر ثلاثة: وهي تقوى اللّه، وهي إذا قرنت بالطاعة تعني الكفّ عن المحارم وترك المنهيات، والأمر الثاني: طلب القربة إلى اللّه وهي ابتغاء الوسيلة، والوسيلة: القربة أي ما يتوصل به إلى تحصيل المقصود والنجاح، والأمر الثالث: الجهاد في سبيل إعلاء كلمة اللّه ودينه، وخصّ هنا الأمر بالجهاد لأمرين: أولهما- رفعة شأنه بين أعمال البر وأنه قاعدة الإسلام، والثاني- أنه الطريق إلى الجنة والعبادة التي هي بديل عن المحاربة أو قطع الطريق.
وأما الوسيلة المطلوبة للنّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم في دعائنا بعد الأذان بإيتاء الوسيلة والفضيلة، فمعناها درجة في الجنة، وأعلى منزلة في الجنة. والفضيلة: هي الشفاعة العظمى له في المقام المحمود بجميع الخلائق ليقدّم الناس إلى الحساب، تخلّصا من أهوال يوم القيامة.
ومعنى الآية: يا من آمنتم بالله ورسوله، اتّخذوا الوقاية لأنفسكم من عذاب اللّه، بامتثال أمره واجتناب نهيه، وتقرّبوا إلى اللّه بالطاعة والعمل بما يرضيه، وجاهدوا أعداء الإسلام حتى يكون الدين كله لله، ومن أجل نصرة الحق والخير والحرية للبشرية.
ثم أخبر اللّه عما أعدّ لأعدائه الكفار من العذاب الشديد يوم القيامة، وأوضح أن الذين كفروا أو جحدوا بالله ربّا واحدا لا شريك له، وأنكروا آياته الدّالة على وجوده ووحدانيته وقدرته الشاملة، وكذبوا رسله، لو جاؤوا بملء الأرض ذهبا، ومثله أو ضعفه معه، ليفتدوا بهذا الفداء من عذاب اللّه، على كفرهم وعنادهم، ما تقبّل منهم ذلك، ولهم عذاب ثابت دائم مستمر لا خروج لهم منه، كما قال اللّه تعالى في آية أخرى: {كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها} [الحج: 22/ 22].
نعود إلى قوله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} لنحقق معنى التّوسل، فقد استدلّ بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة والتّوسل بالصالحين، وجعلهم وسطاء ووسائل بينهم وبين اللّه تعالى. ولكن اللّه لا يحتاج إلى هذه الوسائل والوسائط لقوله سبحانه: {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 40/ 60] وقوله عزّ وجلّ: {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [البقرة: 2/ 186] وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} [ق: 50/ 16].
وتحقيق القول في التّوسل ما ذكره الألوسي في تفسيره حيث قال: جاء لفظ التوسل بثلاثة معان:
أولا- التوسل بمعنى التّقرب إلى اللّه بطاعته وفعل ما يرضيه، وهو المراد بالآية {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}. وقد توسّل أهل الصخرة الثلاثة إلى اللّه عزّ وجلّ بصالح الأعمال، أي طلبوا الفرج بصلاح أعمالهم، لا بالولي الفلاني أو الشيخ الفلاني.
ثانيا- التّوسّل بالمخلوق والاستغاثة، بمعنى طلب الدعاء منه، لا شك في جوازه، إن كان المطلوب منه حيّا، كالتّوسل بالنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم حال حياته، أو بعمّه العباس في صلاة الاستسقاء. أما إذا كان المطلوب منه الدعاء ميتا أو غائبا فغير جائز.
ثالثا- القسم على اللّه تعالى بأحد من خلقه، مثل أن يقال: اللهم إني أقسم عليك، أو أسألك بفلان إلا ما قضيت لي حاجتي. أجازه العزّ بن عبد السّلام في النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، لأنه سيّد ولد آدم، دون غيره من الأنبياء والملائكة والأولياء، ومنع أبو حنيفة وأبو يوسف وابن تيمية التّوسل بالذات والقسم على اللّه تعالى بأحد من خلقه.
جزاء السّارق:
السّرقة من الأموال الخاصة أو من الأموال العامة كأموال الدولة أو القطاع العام أو الخاص من أعظم الجرائم في الإسلام، فهي حرام حرمة شديدة، ومنكر عظيم، وأكل لأموال الناس بالباطل، لا يحل في شرع ولا دين ولا قانون في الدنيا لأن إباحة السرقة تخل بأمن الناس في أموالهم وتهز مبدأ الثقة والطمأنينة، وتزعزع استقرار الاقتصاد والتجارة وغيرها من موارد الرزق. والغصب والخيانة والنهب ونحو ذلك كالسرقة أخذ ملك الآخرين بغير حق.
لذا كانت جريمة السرقة مستوجبة الحدّ وهو قطع اليد في شريعة القرآن، وهذه العقوبة، وإن كانت قاسية، فهي العقوبة الوحيدة الزاجرة للاعتداء على الأموال وأخذها بغير حق. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال