سورة المائدة / الآية رقم 56 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (56)} [المائدة: 5/ 54- 56].
من المعلوم أنه ارتدّ عن الدّين إحدى عشرة فئة، ثلاث قبائل أيام النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم:
وهم بنو مدلج بزعامة الأسود العنسي، وبنو حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، وبنو أسد بزعامة طليحة بن خويلد، وسبع قبائل في عهد أبي بكر الصّديق، وهم غطفان وفزارة وبنو سليم، وبنو يربوع، وبعض بني تميم بزعامة سجاح الكاهنة، وكندة، وبنو بكر. وارتدّ جبلة بن الأيهم من الغساسنة وتنصّر ولحق بالشام والروم.
فنزلت هذه الآيات السابقة خطابا للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة، وأشارت إلى القوم الذين قاتلوا أهل الرّدة والذين يأتي اللّه بهم وهم: أبو بكر الصّديق وأصحابه رضوان اللّه عليهم.
ومعنى الآيات الكريمات: أن اللّه وعد هذه الأمة أن من ارتدّ منها، فإنه تعالى يجيء بقوم ينصرون الدين، ويستغنى بهم عن المرتدّين، فكان أبو بكر وأصحابه ممن صدق فيهم الخبر في ذلك العصر السابق في صدر الإسلام. فمن يرتد عن دينه في المستقبل، فسوف يأتي اللّه بقوم بديل عنهم، وصفهم القرآن الكريم بستّ صفات:
1- إنهم أناس يحبّهم اللّه تعالى، أي يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم، ويرضى عنهم.
2- ويحبّون اللّه تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه.
3- وهم أذلّة على المؤمنين، متواضعون لهم، متفاهمون معهم، متعاونون.
4- وهم أعزّة على الكافرين، أي أشدّاء متعالون عليهم، معادون لهم كما قال اللّه تعالى في وصف المؤمنين في آية أخرى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 48/ 29].
5- وشأنهم أنهم يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة اللّه ودينه، ومن أجل مناصرة الحق والخير والفضيلة وتوحيد الإله، ويدافعون عن الأوطان والأهل والديار والبلاد.
6- وهم لا يخافون في اللّه لومة لائم، أي لا يخشون لوم أحد واعتراضه ونقده، لصلابتهم في دينهم، ولأنهم يعملون لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، على نقيض المنافقين الذين يخافون لوم حلفائهم وأنصارهم من الأعداء.
هذه الصفات السّت التي اتّصف بها هؤلاء المؤمنون المخلصون هي من فضل اللّه العظيم، واللّه سبحانه يؤتي فضله من يشاء، ويوفق إليه من يريد، واللّه واسع عليم، أي ذو سعة فيما يملك ويعطي، كثير الأفضال، عليم بمن هو أهلها، يمنح فضله وإحسانه ونعمه على من يجد فيهم الاستعداد الطيب لها.
وبعد أن نهى اللّه تعالى عن موالاة الأعداء، أمر بموالاة ومناصرة اللّه ورسوله والمؤمنين، فأنتم أيها المؤمنون إنما وليّكم وناصركم بحق هو اللّه ومعه رسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة، أي يؤدّونها كاملة تامّة الأركان والشروط، ويؤتون الزّكاة، أي يعطونها بإخلاص وطيب نفس لمن يستحقّها، وهم خاضعون لأوامر اللّه، بلا ضجر ولا رياء. وإيتاء الزّكاة هنا لفظ عامّ يشمل الزّكاة المفروضة والتّطوع:
بالصّدقات والقيام بكل أفعال البر إذ هي تنمية للحسنات، مطهرة للمرء من دنس الذنوب. وهذه الآية في جميع المؤمنين.
ثم أوضح القرآن المجيد مبدأ عامّا، مفاده: أن من يناصر دين اللّه بالإيمان به والتوكل عليه، ويؤازر رسول اللّه والمؤمنين دون أعدائهم، فإنه هو الفائز النّاجي، وهو الذي يحقق النّصر والغلبة على المناوئين، وحزب اللّه بحق، دائما هو غالب، كما قال اللّه تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 58/ 21] إلى قوله: {أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 58/ 22].
العلاقة مع غير المؤمنين:
من الطبيعي أن تحتفظ كل أمة أو جماعة بأسرارها فيما بينها، ولا تبيح بشيء منها لأعدائها، وإلا كانت جماعة حمقاء طائشة، سرعان ما يهدّد وجودها الضّياع والذّوبان وتسلّط الأعداء عليها، لهذا حذّر القرآن الكريم هذه الأمة من اتّخاذ الأنصار والأعوان من غيرها، منعا من التّشتّت والهزيمة، وحفاظا على العزّة والقوة والمجد، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال