سورة الأنعام / الآية رقم 20 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وَقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (24)} [الأنعام: 6/ 20- 24].
ذكر المؤرّخون أن كفار قريش سألوا أهل الكتاب (اليهود والنّصارى) عن رأيهم في النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم وفي دينه، فقالوا: ليس في التوراة والإنجيل شيء يدلّ على نبوّته. ولكنهم في هذا لم يكونوا صادقين لأنهم يعرفونه بالنّبوة والرسالة كما يعرفون أبناءهم، لما روي أنه لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة قال عمر لعبد اللّه بن سلام: أنزل اللّه على نبيّه هذه الآية، فكيف هذه المعرفة؟ فقال: يا عمر، لقد عرفته فيكم حين رأيته كما أعرف ابني، ولأنا أشدّ معرفة بمحمد مني بابني لأني لا أدري ما صنع النساء، وأشهد أنه حقّ من اللّه تعالى.
ومعنى الآيات: إن الذين آتيناهم الكتاب قبل القرآن وهم اليهود والنصارى يعرفون أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم نبي، وأنه خاتم الرّسل، كما يعرفون أبناءهم، بما عندهم من الأخبار والأنباء عن الرّسل المتقدّمين والأنبياء السابقين، فإن صفته في كتبهم واضحة، ودلائل نبوّته التي ظهرت معه مؤيدة للأوصاف السابقة، ولكنهم أنكروا، كما أنكر المشركون.
وسبب إنكارهم ناشئ من أنهم خسروا (أي غبنوا) أنفسهم، حين لم يؤمنوا برسالة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا بالقرآن، لعنادهم وحسدهم، لا لجهلهم به. وليس أحد أظلم ممن افترى (أي اختلق) على اللّه كذبا، أو كذب بعلامات الصدق ومعجزات النّبي ونحو ذلك، ثم قرّر اللّه تعالى قرارا حاسما وهو أنه لا يفلح الظالمون أبدا، أي لا يبلغون الأمل ولا ينجحون في مخططاتهم في الدنيا والآخرة. والآية تدلّ على أن المشركين جمعوا بين الكذب على اللّه، والتكذيب بآيات اللّه الدّالة على التوحيد وعلى إثبات رسالة النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
وزيادة في الإيلام والتأنيب والتّبكيت يسأل المشركون يوم القيامة والحشر سؤال تقريع وتوبيخ: أين شركاؤكم من الأصنام والأوثان الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء لله، وتدعونهم كما تدعون اللّه؟ والزّعم: القول الأميل إلى الباطل والكذب في أكثر كلامهم.
ثم لم تكن فتنتهم، أي لم تكن حجتهم أو قولهم عند اختبار اللّه إياهم اعتذارا عما سلف منهم من الشّرك بالله إلا أن أقسموا بالله يوم القيامة: ما كنا مشركين، أي لم نكن مقرّين بالشّرك ولا معتزين به ولا بدين الآباء والأجداد.
وذلك موقف لهم في غاية التّخاذل والخزي والحيرة، وتأمل أيها الإنسان وتعجب من تناقضهم، فتارة يصدقون وتارة يكذبون، وإنكارهم الشّرك يوم القيامة كذب صريح، فانظر كيف كذبوا على أنفسهم، بعد الاعتداد بدين الشّرك والوثنية، وتعجب كيف ضلّ عنهم أي غاب عنهم ما كانوا يفترونه من الإشراك، حتى إنهم بادروا إلى نفي حدوث الشّرك في الدنيا، مع أنهم كانوا أساطين الشّرك، وذلك مثل قوله تعالى في آية أخرى: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً} [غافر: 40/ 73- 74].
إن هذا الموقف المتناقض من المشركين يتّسم بالكذب والخزي والعار، ولكن بعد فوات الأوان وضياع الفرصة، فإن دار الدنيا هي دار التكليف بالإيمان والفرائض، وأما دار الآخرة فهي للجزاء من ثواب وعقاب فقط، فلا يقبل فيها إيمان أو إقرار بصدق رسالة القرآن ونبي الإسلام.
موقف المشركين من القرآن الكريم:
كان الموقف الرسمي المعلن للمشركين القرشيين من القرآن الكريم هو الرفض والإنكار جملة وتفصيلا، لأنهم قدروا بانضمامهم للإسلام أنهم يفقدون مركز الزعامة والسيادة بين العرب، الذي كانوا يتميزون به في الجاهلية، ولكنهم بهذا الموقف التاريخي كانوا سبّة الدهر، وخسروا برفضهم الدنيا والآخرة، فقد زالت زعامتهم وانتقلت للمسلمين، وكانوا حطب جهنم وبئس المصير، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال