سورة الأنعام / الآية رقم 39 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله} إذ فاتهم النعم واستوجبوا العذاب المقيم ولقاء الله البعث وما يتبعه. {حتى إِذَا جَاءتْهُمُ الساعة} غاية لكذبوا لا لخسر، لأن خسرانهم لا غاية له. {بَغْتَةً} فجأة ونصبها على الحال، أو المصدر فإنها نوع من المجيء. {قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا} أي تعالي فهذا أوانك. {على مَا فَرَّطْنَا} قصرنا {فِيهَا} في الحياة الدنيا أضمرت وإن لم يجر ذكرها للعلم بها، أو في الساعة يعني في شأنها والإِيمان بها. {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} تمثيل لاستحقاقهم آصار الآثام. {أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} بئس شيئاً يزرونه وزرهم.
{وَمَا الحياة الدنيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} أي وما أعمالها إلا لعب ولهو يلهي الناس ويشغلهم عما يعقب منفعة دائمة ولذة حقيقية. وهو جواب لقولهم {إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا} {وَلَلدَّارُ الآخرة خَيْرٌ لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} لدوامها وخلوص منافعها ولذاتها، وقوله: {لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} تنبيه على أن ما ليس من أعمال المتقين لعب ولهو. وقرأ ابن عامر {ولدار الآخرة}. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أي الأمرين خير. وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب بالتاء على خطاب المخاطبين به، أو تغليب الحاضرين على الغائبين.
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الذى يَقُولُونَ} معنى قد زيادة الفعل وكثرته كما في قوله:
وَلَكِنَّهُ قَدْ يُهْلِكُ المَالَ نَائِلُهْ ***
والهاء في أنه للشأن وقرئ: {لَيَحْزُنُكَ} من أحزن. {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ} في الحقيقة. وقرأ نافع والكسائي {لاَ يُكَذّبُونَكَ} من أكذبه إذا وجده كاذباً، أو نسبه إلى الكذب. {ولكن الظالمين بئايات الله يَجْحَدُونَ} ولكنهم يجحدون بآيات الله ويكذبونها، فوضع الظالمين موضع الضمير للدلالة على أنهم ظلموا بجحودهم، أو جحدوا لتمرنهم على الظلم، والباء لتضمين الجحود معنى التكذيب. روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا لصادق وإنما نكذب ما جئتنا به فنزلت.
{وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على أن قوله: {لاَ يُكَذّبُونَكَ}، ليس لنفي تكذيبه مطلقاً. {فَصَبَرُواْ على مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ} على تكذيبهم وإيذائهم فتأس بهم واصبر. {حتى أتاهم نَصْرُنَا} فيه إيماء بوعد النصر للصابرين. {وَلاَ مُبَدّلَ لكلمات الله} لمواعيده من قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين} الآيات. {وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَبَإِي المرسلين} أي بعض قصصهم وما كابدوا من قومهم.
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ} عظم وشق. {إِعْرَاضُهُمْ} عنك وعن الإِيمان بما جئت به. {فَإِن استطعت أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً فِى الأرض أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} منفذاً تنفذ فيه إلى جوف الأرض فتطلع لهم آية، أو مصعداً تصعد به إلى السماء فتنزل منها آية، وفي الأرض صفة لنفقاً وفي السماء صفة لسلما، ويجوز أن يكونا متعلقين بتبتغي، أو حالين من المستكن وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره فافعل، والجملة جواب الأول والمقصود بيان حرصه البالغ على إسلام قومه، وأنه لو قدر أن يأتيهم بآية من تحت الأرض أو من فوق السماء لأتى بها رجاء إيمانهم {وَلَوْ شَاء الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى} لوفقهم للإِيمان حتى يؤمنوا ولكن لم تتعلق به مشيئته، فلا تتهالك عليه والمعتزلة أولوه بأنه لو شاء لجمعهم على الهدى بأن يأتيهم بآية ملجئة ولكن لم يفعل لخروجه عن الحكمة.
{فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين} بالحرص على ما لا يكون، والجزع في مواطن الصبر فإن ذلك من دأب الجهلة.
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ} إنما يجيب الذين يسمعون بفهم وتأمل لقوله تعالى: {أَوْ أَلْقَى السمع وَهُوَ شَهِيدٌ} وهؤلاء كالموتى الذين لا يسمعون. {والموتى يَبْعَثُهُمُ الله} فيعلمهم حين لا ينفعهم الإِيمان. {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} للجزاء.
{وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ} أي آية بما اقترحوه، أو آية أخرى سوى ما أنزل من الآيات المتكاثرة لعدم اعتدادهم بها عناداً. {قُلْ إِنَّ الله قَادِرٌ على أَن يُنَزّلٍ ءايَةً} مما اقترحوه، أو آية تضطرهم إلى الإِيمان كنتق الجبل، أو آية إن جحدوها هلكوا. {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أن الله قادر على إنزالها، وأن إنزالها يستجلب عليهم البلاء، وأن لهم فيما أنزل مندوحة عن غيره. وقرأ ابن كثير ينزل بالتخفيف والمعنى واحد.
{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى الأرض} تدب على وجهها. {وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} في الهواء، وصفه به قطعاً لمجاز السرعة ونحوها. وقرئ: {ولا طائر} بالرفع على المحل. {إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم} محفوظة أحوالها مقدرة أرزاقها وآجالها، والمقصود من ذلك الدلالة على كمال قدرته وشمول علمه وسعة تدبيره، ليكون كالدليل على أنه قادر على أن ينزل آية. وجمع الأمم للحمل على المعنى. {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْء} يعني اللوح المحفوظ، فإنه مشتمل على ما يجري في العالم من الجليل والدقيق لم يهمل فيه أمر، حيوان ولا جماد. أو القرآن فإنه قد دون فيه ما يحتاج إليه من أمر الدين مفصلاً أو مجملاً، ومن مزيدة وشيء في موضع المصدر لا بالمفعول به، فإن فرط لا يتعدى بنفسه وقد عدي بفي إلى الكتاب. وقرئ: {مَّا فَرَّطْنَا} بالتخفيف. {ثُمَّ إلى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ} يعني الأمم كلها فينصف بعضها من بعض كما روي: أنه يأخذ للجماء من القرناء. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: حشرها موتها.
{والذين كَذَّبُواْ بآياتنا صُمٌّ} لا يسمعون مثل هذه الآيات الدالة على ربوبيته وكمال علمه وعظم قدرته سماعاً تتأثر به نفوسهم. {وَبُكْمٌ} لا ينطقون بالحق. {فِى الظلمات} خبر ثالث أي خابطون في ظلمات الكفر، أو في ظلمة الجهل وظلمة العناد وظلمة التقليد، ويجوز أن يكون حالاً من المستكن في الخبر. {مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ} من يشأ الله إضلاله يضلله، وهو دليل واضح لنا على المعتزلة.
{وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ على صراط مُّسْتَقِيمٍ} بأن يرشده إلى الهدى ويحمله عليه.
{قُلْ أَرَأَيْتُكُم} استفهام تعجيب، والكاف حرف خطاب أكد به الضمير للتأكيد لا محل له من الإِعراب لأنك تقول: أرأيتك زيداً ما شأنه فلو جعلت الكاف مفعولاً كما قاله الكوفيون لعديت الفعل إلى ثلاثة مفاعيل، وللزم في الآية أن يقال: أرأيتموكم بل الفعل معلق أو المفعول محذوف تقديره: أرأيتكم آلهتكم تنفعكم. إذ تدعونها. وقرأ نافع أرأيتكم وأرأيت وأرأيتم وأفرأيتم وأفرأيت وشبهها إذا كان قبل الراء همزة بتسهيل الهمزة التي بعد الراء، والكسائي يحذفها أصلاً والباقون يحققونها وحمزة إذا وقف وافق نافعاً. {إِنْ أتاكم عَذَابُ الله} كما أتى من قبلكم. {أَوْ أَتَتْكُمْ الساعة} وهو لها ويدل عليه. {أَغَيْرَ الله تَدْعُونَ} وهو تبكيت لهم. {إِن كُنتُمْ صادقين} أن الأصنام آلهة وجوابه محذوف أي فادعوه.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال