سورة البقرة / الآية رقم 79 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناًّ قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَفَتَطْمَعُونَ} الخطاب لرسول الله والمؤمنين. {أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ} أن يؤمنوا لأجل دعوتكم ويستجيبوا لكم كقوله تعالى: {فَئَامَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت: 26]، يعني اليهود. {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مّنْهُمْ} طائفة فيمن سلف منهم. {يَسْمَعُونَ كلام الله} أي التوراة. {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} كما حرفوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآية الرجم. {مِن بَعْدِِ مَا عَقَلُوهُ} من بعد ما فهموه وضبطوه بعقولهم. {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم كاذبون مفترون. والمعنى إن كفر هؤلاء وحرفوا فلهم سابقة في ذلك. {وَإِذَا لَقُواْ} أي المنافقون أو اليهود. {الذين آمنواْ} أي المخلصون من أصحاب محمد عليه السلام. {قَالُواْ} أي المنافقون {آمنَا} بأنكم على الحق وأن محمداً هو الرسول المبشر به. {وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ} الذين لم ينافقوا {إلى بَعْضِ} إلى الذين نافقوا {قَالُواْ} عاتبين عليهم {أَتُحَدِّثُونَهُم} أتخبرون أصحاب محمد عليه السلام {بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ} بما بين الله لكم في التوراة من صفة محمد عليه السلام {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ} ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه، جعلوا محاجتهم به وقولهم هو في كتابكم هكذا محاجة عند الله، ألا تراك تقول هو في كتاب الله تعالى هكذا وهو عند الله هكذا بمعنى واحد؟ وقيل: هذا على إضمار المضاف أي عند كتاب ربكم. وقيل: ليجادلوكم ويخاصموكم به بما قلتم لهم عند ربكم في الآخرة يقولون كفرتم به بعد أن وقفتم على صدقه. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أن هذه حجة عليكم حيث تعترفون به ثم لا تتابعونه {أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ} جميع {مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ومن ذلك إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان.
{وَمِنْهُمُ} ومن اليهود {أُمِّيُّونَ} لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها {لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب} التوراة {إِلاَّ أَمَانِىَّ} إلا ما هم عليه من أمانيهم وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا تمسهم النار إلا أياماً معدودة، أو إلا أكاذيب مختلقة سمعوها من علمائهم فتقبلوها على التقليد ومنه قول عثمان رضي الله عنه: ما تمنيت منذ أسلمت، أو إلا ما يقرؤون من قوله:
تمنى كتاب الله أول ليلة *** وآخرها لا في حمام المقادر
أي لا يعلمون هؤلاء حقيقة المنزل وإنما يقرؤون أشياء أخذوها من أحبارهم. والاستثناء منقطع. {وَإِنْ هُمْ} وما هم {إِلاَّ يَظُنُّونَ} لا يدرون ما فيه فيجحدون نبوتك بالظن. ذكر العلماء الذين عاندوا بالتحريف مع العلم ثم العوام الذين قلدوهم {فَوَيْلٌ} في الحديث: «ويل واد في جهنم» {لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب} المحرف {بِأَيْدِيهِمْ} من تلقاء أنفسهم من غير أن يكون منزلاً.
وذكر الأيدي للتأكيد وهو من مجاز التأكيد {ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} عوضاً يسيراً. {فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} من الرشا. {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً} أربعين يوماً عدد أيام عبادة العجل. وعن مجاهد رضي الله عنه: كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوماً. {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ الله عَهْدًا} أي عهد إليكم أنه لا يعذبكم إلا هذا المقدار {فَلَن يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ} متعلق بمحذوف تقديره إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} {أم} إما أن تكون معادلة أي أتقولون على الله ما تعلمون أم تقولون عليه ما لا تعلمون، أو منقطعة أي بل أتقولون على الله ما لا تعلمون. {بلى} إثبات لما بعد النفي وهو لن تمسنا النار أي بلى تمسكم أبداً بدليل قوله {هم فيها خالدون} {مَن كَسَبَ سَيّئَةً} شركاً عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما رضي الله عنهم {وأحاطت بِهِ خَطِيئَتُهُ} وسدت عليه مسالك النجاة بأن مات على شركه، فأما إذا مات مؤمناً فأعظم الطاعات وهو الإيمان معه فلا يكون الذنب محيطاً به فلا يتناوله النص، وبهذا التأويل يبطل تشبث المعتزلة والخوارج. وقيل: استولت عليه كما يحيط العدو ولم ينفضّ عنها بالتوبة، {خطياته} مدني. {فأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال