سورة الأنعام / الآية رقم 71 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الحَقُّ وَلَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)}.
التفسير:
فى هذا المعرض الذي يؤخذ فيه المشركون بشركهم، حيث يلقون في جهنم، ويصلون نارها، ويشربون حميمها- يتلفت المؤمنون إلى أنفسهم، ويتلمسون طريق الخلاص من هذا المصير المشئوم، فيلقاهم على أول الطريق، النبىّ الكريم، بقول اللّه تعالى: {أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا}.
والاستفهام هنا إنكارى، ينكر فيه المؤمنون على أنفسهم أن يأخذوا طريق هؤلاء القوم الضالين، الذين ساقهم الضلال إلى هذا المصير المشئوم، وأن يتخلّوا عن هذا الطريق المستقيم الذي أقامهم الرسول عليه، ليأخذوا وجهتهم فيه إلى رضوان اللّه، وإلى جنات لهم فيها نعيم مقيم.
وإنه لخسران مبين، وسفه جهول، أن يرى المؤمن هذا الذي يلقاه المكذبون باللّه، من بلاء ونكال ثم يسلك طريقهم، ويتبع سبيلهم.. إنه بهذا يردّ إلى الوراء، على وضع مقلوب: {وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا}.
وليس ثمة عذر يقوم لهذه العودة إلى القهقرى، {بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ} وأرانا الهدى مشرقا وضيئا، وأقامنا على الصراط المستقيم.
أفبعد هذا ينتظم المؤمنين ركب مع هؤلاء الضالين، الذين لم يعرفوا غير الظلام لونا، ولا غير الضلال طريقا؟
أنردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه، ونكون كالذى استهوته الشياطين في الأرض حيران، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى، ويمدّون إليه أيديهم بحبل النجاة، فلا يستجيب لهم، ولا تعلق يده بحبالهم؟.
وفى قوله تعالى: {لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا} إشارة إلى أن المؤمنين هم دعاة هدى مع النبىّ، يحملون إلى الناس هذا الخير الذي بين أيديهم، ويطعمونهم مما طعموا منه.. إن ذلك أشبه بالزكاة المفروضة على المسلمين للفقراء والمساكين.. وهؤلاء المشركون هم فقراء ومساكين، يستحقون العطف والإحسان.. ولكن كثيرا منهم يموت على ضلاله وكفره، دون أن يمد يده إلى تلك اليد التي تقدم له مركب النجاة! وقوله سبحانه: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى} يحتمل وجهين:
الوجه الأول: هو أنه وصف للقرآن الكريم، ولما حمل من شريعة، وأنه هو هدى اللّه، وكل ما سواه باطل وضلال.. وهذا الوصف الذي وصف به القرآن هو وصف لكل كتاب سماوىّ، ولكل شريعة سماوية.
والوجه الآخر هو أن الهدى الذي يؤثّر أثره في النفوس، فيستجيب المدعوون إليه- هو ما وقع في نفوس أراد اللّه لها الخير، ويسر لها السبيل إليه.. أما من لم يرد اللّه أن يهديه فلا هادى له أبدا.. وفى هذا يقول اللّه تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} [125: الأنعام] ويقول سبحانه: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً} [17: الكهف] ويقول سبحانه: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ} [56: القصص] وقوله تعالى: {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} معطوف على مقول القول: {قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}.
ووجه آخر.. وهو أن يكون المراد بالواو في قوله تعالى: {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} واو الحال، والجملة بعدها حال.
وهذا الوجه يؤيد ما ذهبنا إليه في فهمنا لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ} على الوجه الآخر، بمعنى أن من أراد اللّه له الهدى اهتدى.. ومع هذا فإن اللّه قد كلفنا أن نهتدى بهداه الذي ندعى إليه، وأنّ كون الأمر كله للّه لا يرفع عنا هذا التكليف، ولا يعفينا من مسئولية الجمود على ما كنّا فيه من ضلال، فهذا الإيمان الذي دخل قلوبنا هو من هدى اللّه لنا، ومع هذا فهو من كسبنا. إذا استجبنا لأمر اللّه، واستقمنا على ما دعانا إليه.
وقوله تعالى: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ} معطوف على جملة {لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}.
أي أمرنا بأن نسلم لرب العالمين، ونستجيب لدعوته، وأن نقيم الصلاة، وأن نتقيه، ونتجنب محارمه، ونلتزم حدوده.
وفى عطف الأمر في قوله تعالى: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ} على الخبر في قوله تعالى: {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} إشارة إلى أن الخبر يتضمن الأمر والإلزام، وأن قوله تعالى: {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ} معناه: أسلموا للّه رب العالمين.
والحكمة في المخالفة بين المطلبين، مطلب الإسلام للّه والإيمان به، ومطلب إقامة الصلاة وتقوى اللّه، إذ جاء المطلب الأول بصيغة المتكلم، على حين جاء المطلب الثاني في صيغة المخاطب- هى أن الإيمان باللّه مطلوب من الإنسان أولا أن يبحث عنه بنفسه، وأن يهتدى إليه بعقله، فإذا هو أصبح في المؤمنين، كان مهيأ لأن يتلقى شريعة هذا الدين الذي آمن به، وأن يتعرف على ما ينبغى أن يؤديه للّه الذي عرفه، وأسلم له.. من عبادات، وطاعات.. فكانت الصلاة بعينها، هى المطلوب الأول من المؤمن أن يؤديه للّه، ويتصل به عن طريقه.
ثم كانت التقوى على إطلاقها، هى المطلوب الذي يجمع جميع الطاعات والعبادات، ومنها الصلاة، التي أفردت بالذكر، لعظم شأنها في تحقيق التقوى.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} هو تذكير باللّه، وبالموقف الذي يقفه الناس بين يديه يوم القيامة.
وقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} عرض لقدرة اللّه وجلال عظمته، وأنه قادر على أن يبعث الناس بعد موتهم، ويحشرهم إليه، ويوفّيهم حسابهم عنده.
وفى قوله تعالى: {بِالْحَقِّ} إشارة إلى أن هذا الخلق الذي خلقه اللّه من سماوات وأرض، وما في السموات والأرض، وما هو غير السموات والأرض- كله خلق بالحق، أي متلبسا بالحق.. كل ذرة فيه عن تقدير وعلم، وحكمة، وليس عن مصادفة عابثة أو هوى لاه.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ} [38- 39:
الدخان] وقوله سبحانه {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ..} [115- 116 المؤمنون].
وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} إشارة إلى أن هذا الخلق الذي خلقه اللّه سبحانه، كان عن أمره وتقديره، وأن لا شيء يعجزه، وأن تقدير المخلوقات، ومجيئها على صفاتها وأحوالها وأزمانها، كل ذلك كان بالحق، وبالحساب، وبالتقدير.
وقوله سبحانه: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} تقرير لهذه الحقيقة، وأنه سبحانه حين ينفخ في الصور لم يكن هذا النفخ إلا عن أمره، وقوله الحق لنافخ الصور: أن انفخ فيه وليس عن مصادفة عمياء.
وقوله تعالى: {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} عرض آخر لسعة علم اللّه، وسلطان قدرته، فهو {الحكيم} الذي لا يصدر عنه إلا ما كان متلبسا بالحكمة، قائما على الحق، {الْخَبِيرُ} الذي تقوم حكمته على علم شامل بما هو حق وخير.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال