سورة الأنعام / الآية رقم 91 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذرها فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غمراك المَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ اليَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (92)} [الأنعام: 6/ 91- 92].
ذكر ابن أبي حاتم وغيره عن سعيد بن جبير- في بيان سبب نزول هاتين الآيتين- قال: جاء رجل من اليهود يقال له: مالك بن الصيف، فخاصم النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له النّبي: «أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد في التوراة أن اللّه يبغض الحبر السّمين؟» وكان حبرا سمينا، فغضب، وقال: ما أنزل اللّه على بشر من شيء، فقال له أصحابه: ويحك، ولا على موسى، فأنزل اللّه: {وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية.
اللّه سبحانه هو القادر على كل شيء، والعالم بكل شيء، والرّحيم بخلقه، فأرسل الرّسل، وأنزل الكتب، وأوحى إلى الأنبياء شرائعه لهداية الناس وإرشادهم، أما منكرو الوحي الذين يكفرون برسل اللّه من الوثنيين والملاحدة فما عرفوا اللّه حقّ معرفته، وما عظّموه حقّ تعظيمه، إذ كذبوا رسله إليهم، وقالوا: ما أنزل اللّه كتابا من السّماء.
والرّد على هؤلاء المنكرين للوحي بأمر مشهور لهم، لم يكذّبه العرب قاطبة، وهو ما أمر اللّه به نبيّه محمدا أن يقول لهم: من أنزل كتاب التّوراة على موسى بن عمران؟
وأنتم تعترفون بالتوراة إذ قلتم: {لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ} [الأنعام: 6/ 157]. والتوراة نور للمؤمنين، وهداية للمسترشدين، وأنتم يا بني إسرائيل تجعلون التوراة قراطيس، أي قطعا تكتبونها من الكتاب الأصلي الذي بأيديكم، وتحرّفون منها ما تحرّفون، وتبدّلون منها ما تبدّلون، وتقولون: هذا من عند اللّه، أي في كتابه المنزل، وما هو من عند اللّه. وأنتم أيضا تخفون دلائل نبوة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم والبشارة به وبعض الأحكام التشريعية كحكم الزّنى، فيجدر بكم أيها المشركون ألا تثقوا بأقوال المعادين للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم عداء شديدا بقصد إبطال رسالته.
ويا معشر العرب علّمتم من الهدايات والتوحيد والإرشاد إلى الحق ما لم تكونوا عالمين به ولا آباؤكم، وقد أصبح للعرب بالإسلام مجد وعزّة ودولة، بعد أن كانوا قبائل شتى، وفي جهالة عمياء.
ثم أمر اللّه تعالى نبيّه بالمبادرة إلى موضع الحجة والرّد الحاسم، فقل لهم: اللّه تعالى هو الذي أنزل الكتاب على موسى، وأنزل علي هذا الكتاب وهو القرآن، ثم أمره تبارك وتعالى بترك من كفر وأعرض بقوله: {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} أي ثم دعهم واتركهم في جهلهم وضلالهم يلعبون، حتى يأتيهم الموت الذي يطوي صحيفة هؤلاء المعاندين المكابرين. ومعنى الخوض: الذهاب فيما لا تعرف حقائقه.
ثم أبان اللّه تعالى أوصاف القرآن بأنه كتاب كثير البركة والخير، أنزله اللّه مؤيّدا لما تقدمه من الكتب، ومهيمنا عليها، يبشّر بالجنّة والثواب والمغفرة من أطاع اللّه، وينذر بالنار والعقاب من عصى اللّه، ويخوّف أهل مكة: أمّ القرى ومركز قطب الدائرة في العالم، ومن حولها من سائر الناس، من أحياء العرب ومن سائر طوائف بني آدم، من عرب وعجم، كما قال اللّه تعالى: {قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف: 7/ 158] وقال سبحانه: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 6/ 19].
وكل من آمن بالآخرة والمعاد وقيام الساعة يؤمن ويصدّق بهذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد، وهو القرآن، هؤلاء المؤمنون هم الذين يحافظون على صلواتهم، أي يقيمون ما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها، ويسرعون إلى كل أمر آخر أمروا به.
جزاء المفترين على اللّه الكذب:
إن هناك أنواعا من الظلم القبيح، ولكن أشدّ أنواع الظلم قبحا هو افتراء الكذب على اللّه، وادّعاء نزول الوحي، مثل فئة المتنبّئين الذين ادّعوا النّبوة كمسيلمة الكذّاب والأسود العنسي، فإنهم جماعة حمقى، اقتحموا مجالا يسهل كشف حقيقته، وزيف ادّعاءاته لأن الوحي لا يكون بسخف القول، وتفاهة الكلام الذي يأباه العقلاء، ويرفضه أبسط الناس وأدناهم تأمّلا وتفكّرا، لذا أنكر اللّه تعالى هذا الظلم الذي ارتكبوه، وفضح هذا المسلك الذي ادّعوه واختلقوا فيه الأكاذيب، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال