سورة الأنعام / الآية رقم 112 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ المَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ المَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)} [الأنعام: 6/ 111- 113].
روي عن ابن عباس في بيان سبب نزول الآيات: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتى جماعة من كفار مكة وزعمائها، فقالوا له: أرنا الملائكة يشهدون بأنك رسول اللّه، أو ابعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم: أحقّ ما تقول أم باطل، أو ائتنا بالله والملائكة قبيلا، فنزلت الآية.
أخبر اللّه عزّ وجلّ في هذه الآية الأولى: أنه لو أتى بجميع ما اقترحوه من إنزال الملائكة، وإحياء سلفهم حسبما كان من اقتراح بعضهم أن يحشر قصي بن كلاب وغيره، فيخبر بصدق محمد، أو يجمع كل شيء يعقل أن يحشر عليهم، ما آمنوا إلا بالمشيئة واللطف الذي يخلقه اللّه، ويخترعه في نفس من شاء.
لو أننا نزّلنا إليهم الملائكة، فرأوهم بأعينهم مرة بعد أخرى، وسمعوا شهادتهم لك بالرسالة، ولو كلمهم الموتى إذ أحييناهم، وأخبروهم بصدق ما جاء به النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم كما طلبوا، وجمعنا كل شيء من الآيات والدلائل معاينة ومواجهة، فيخبرونهم بصدق النّبي، لو حدث كل هذا، ما كان شأن هؤلاء القرشيين المكّيين أن يؤمنوا، وليس عندهم الاستعداد أن يصدّقوا لأنهم لا ينظرون في الآيات نظر تأمّل وهداية وعظة، وإنما ينظرون إليها نظر معاداة واستهزاء، إنهم لا يؤمنون إلا بمشيئة اللّه، على سبيل الاختيار، وليس الإيمان الاضطراري، ولكن أكثر هؤلاء المشركين يجهلون أن الإيمان إليهم والكفر بأيديهم، متى شاؤوا آمنوا، ومتى شاؤوا كفروا، وليس ذلك كما يظنّون، لا يؤمن أحد منهم إلا من هديته ووفقته للإيمان، ولا يكفر إلا من خذلته عن الرّشد فأضللته.
ومن أجل التّخفيف من اللّه على نبيّه ومواساته، أبان سبحانه أن سنّته في الخلق أن يكون للأنبياء عدوّ من الجنّ والإنس، لا ينفرد به نبيّنا، وإنما كان هذا أمرا عامّا امتحن به غيره من الأنبياء، ليبتلي اللّه أولي العزم منهم. وأعداء الأنبياء يلقي بعضهم إلى بعض القول المزيّن المزخرف الذي يخدع بعض السامعين، ويموّه عليهم الحقائق، ويغريهم بالمعاصي والأباطيل، {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ} أي إن ذلك كله بقدر اللّه وقضائه وإرادته ومشيئته أن يكون لكل نبيّ عدوّ من الشياطين.
فدعهم أيها الرّسول النّبي وما يفترون أي يكذّبون، واتركهم يخوضون في إفكهم وكذبهم، ليغروا غيرهم بالفساد، ولتصغى إليه قلوب الكفار والفسّاق، فإنها تميل إلى الشّر والسّوء، وإنهم لا يؤمنون بالآخرة وليرضوا لأنفسهم هذا الموقف الخاسر، وليترتب على ذلك أن يكتسبوا ما هم مكتسبون من المعاصي والآثام بغرورهم به ورضاهم عنه. إن إغراءات هؤلاء المتمرّدين تؤثر في المضلّلين، وتوهمهم أنهم على شيء، والأمر بخلاف ذلك. أما المؤمنون الواعون الذين ينظرون في عواقب الأمور، فلا ينخدعون بأباطيل الأقوال، ولا تغرنّهم الزخارف. وبه يتبيّن أن الكفار يؤثر بعضهم في بعض، ويحمل بعضهم بعضا على الإثم والعصيان، على عكس أهل الإيمان الذين ينظرون ويتأملون ولا ينجرفون بأضاليل الأقوال وسوء الأفعال.
القرآن برهان النّبوة:
من حقّ الناس أن يطلبوا برهانا على صدق الأنبياء، من غير عناد ولا تعنّت، غير أن البرهان أو الدليل المؤيّد للنّبوة والرسالة، ليس كما يطلب الناس من إنزال برهان حسّي أو علامة مادّية، فإن اللّه تعالى جلّت حكمته يعلم علما تامّا ما يناسب، فينزل من الآيات والمعجزات التي يظهرها على يد نبي أو رسول ما يكون موافقا للحكمة وكافيا في إثبات النّبوة والرّسالة.
والدليل الدّال على صدق نبوة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم حصل من وجهين: الأول- أنه أنزل إليه القرآن الكريم مبيّنا مختلف الشرائع والأحكام بأسلوب بياني معجز وببلاغة وفصاحة عالية تدلّ على إعجازه وكونه من كلام اللّه.
الثاني- اشتمال التوراة والإنجيل في صورتهما الأصلية على الآيات الدّالة على أن محمدا رسول حق، وأن القرآن كتاب اللّه الحق القاطع. قال اللّه تعالى مبيّنا الاكتفاء بالقرآن دليلا:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال