سورة الأنعام / الآية رقم 142 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)} [الأنعام: 6/ 141- 144].
هذه الآيات تنبيه على مواضع الاعتبار والاتّعاظ، وقد تضمّنت الأمر بفريضة الزكاة على الزروع والثمار، أخرج ابن جرير الطبري عن أبي العالية قال: كان المشركون يعظّمون شيئا سوى الزّكاة، فنزلت هذه الآية: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
وقال أبو العالية: كانوا يعظّمون يوم الحصاد شيئا سوى الزكاة، ثم تباروا فيه وأسرفوا، فقال اللّه تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ومعنى الآيات أن اللّه تعالى هو الذي أوجد البساتين والكروم المشجرة، سواء منها المعروش، أي الذي يحمل على عرش وهو السقف الذي يوضع عليه كروم العنب، وغير المعروش: وهو البساتين وما يلقى على وجه الأرض من غراس الشجر في الجبال والصحراء ونحو ذلك، وخلق سبحانه أيضا النّخل والزّرع المختلف الطعم واللون والرائحة والشكل، وخصص اللّه إيراد النّخل لكثرته عند العرب ولجماله وكثرة منافعه ودوام ورقه، دون سقوط في مختلف الفصول، وأنشأ اللّه أيضا مع هذا: الزيتون والرّمان متشابها في المنظر وغير متشابه في الأكل والطّعم، وذلك كله مظهر من مظاهر قدرة اللّه تعالى وحكمته ووحدانيته في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
بدليل أن التربة واحدة والماء واحد، ويخرج منهما أصناف الأشجار والثمار والزروع من طعام وعسل ومسك ونباتات وأعشاب طبية وغير طبية، وكل ذلك لمنفعة الإنسان وخدمة أغراضه.
فكلوا أيها الناس من ثمر هذه الزروع والبساتين، واشكروا نعمته عليكم بإيتاء الفقراء والمساكين جزءا من الناتج والغلّة يوم الحصاد أو القطاف، وهذه هي الزّكاة المفروضة المطلقة في بدء صدر الإسلام، ثم حددت أصناف الزكاة في آيات مدنية. ولا تسرفوا أيها الناس، فالإسراف خطأ مطلقا ولو في الشيء الحلال، ولا تسرفوا في الأكل، ولا في التّصدق، إنه سبحانه لا يحبّ المسرفين في أي شيء، وإنما يحب التوسط.
وخلق اللّه لكم من الأنعام أنواعا مختلفة، منه ما يصلح للحمل والعمل والركوب، ومنه الصغار الذي يتخذ فرشا أي يفرش على الأرض للذبح، كلوا مما رزقكم اللّه، وانتفعوا بلحوم الأنعام وألبانها وأوبارها وشعرها وصوفها، ولا تتبعوا خطوات الشيطان ومزالقه بتحريم ما أحلّ اللّه، أو إحلال ما حرّم اللّه، فإن الشيطان عدوّ ظاهر العداوة للإنسان.
وهذه الأنعام ثمانية أصناف وأزواج وهي الإبل والبقر والغنم والمعز، وكل منها ذكر وأنثى: كبش ونعجة، وتيس وعنزة، وجمل وناقة، وثور وبقرة.
فما الذي حرّم اللّه عليكم أيها المشركون: أحرّم الذّكرين من الجمل والثور أم حرّم الأنثيين من الناقة والبقرة أم حرّم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين؟ لم يحرّم اللّه شيئا من ذلك إذا ذبح، فأخبروني عن دليل لكم في التحريم والتحليل إن كنتم صادقين في ادّعائكم، إنكم لكاذبون فيما زعمتم، وهل كنتم حضورا شهودا شاهدتم ربّكم، فوصّاكم وأمركم بهذا التشريع، فمن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب لإضلال الناس جهلا بغير علم، واللّه تعالى جزاء لهذا الظلم لا يوفق للرّشاد من افترى عليه الكذب، ولا يهديه إلى الحق والعدل.
المقارنة بين المحرّمات في شريعتنا وبين شريعة اليهود:
ذكر القرآن الكريم مقارنة لطيفة بين المطعومات المحرّمة في شريعتنا وبين المحرّمات على اليهود، ليظهر الفارق الواضح بين أسباب التحريم، ففي شريعتنا كان سبب التحريم في المطعومات الحرام ما فيها من ضرر وأذى للصحة أو العقيدة، وفي شريعة اليهود كان سبب التحريم هو البغي والعدوان وتجاوز حدود الوحي الإلهي، فاستحقوا بذلك المكايدة والمضايقة في الدنيا وإنزال العذاب عليهم في الآخرة. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال