سورة الأنعام / الآية رقم 160 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَباًّ وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{هَلْ يَنظُرُونَ} أي أقمنا حجج الوحدانية وثبوت الرسالة وأبطلنا ما يعتقدون من الضلالة فما ينتظرون في ترك الضلالة بعدها {إِلا أَن تَأْتِيهُمُ الملائكة} أي ملائكة الموت لقبض أرواحهم {يَأْتِيهِمُ} حمزة وعلي {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي أمر ربك وهو العذاب أو القيامة، وهذا لأن الإتيان متشابه وإتيان أمره منصوص عليه محكم فيرد إليه {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايات رَبِّكَ} أي أشراط الساعة كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايات رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} لأنه ليس بإيمان اختياري بل هو إيمان دفع العذاب والبأس عن أنفسهم {لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ} صفة {نَفْساً} {أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْرًا} أي إخلاصاً كما لا يقبل إيمان الكافر بعد طلوع الشمس من مغربها لا يقبل إخلاص المنافق أيضاً أو توبته وتقديره: لا ينفع إيمان من لم يؤمن ولا توبة من لم يتب قبل {قُلِ انتظروا} إحدى الآيات الثلاث {إِنَّا مُنتَظِرُونَ} بكم إحداها.
{إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ} اختلفوا فيه وساروا فرقاً كما اختلفت اليهود والنصارى وفي الحديث: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية وإلا واحدة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي السواد الأعظم» وفي رواية: «وهي ما أنا عليه وأصحابي» وقيل: فرقوا دينهم فآمنوا ببعض وكفروا ببعض. {فارقوا دِينَهُمُ} حمزة وعلي أي تركوا {وَكَانُواْ شِيَعاً} فرقاً كل فرقة تشيع إماماً لها {لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} أي من السؤال عنهم وعن تفرقهم أو من عقابهم {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله يُنَبّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} فيجازيهم على ذلك {مَن جَاءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} تقديره عشر حسنات أمثالها إلا أنه أقيم صفة الجنس المميزة مقام الموصوف {وَمَن جَاء بالسيئة فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بنقص الثواب وزيادة العقاب {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبّي} {رَبّي} أبو عمرو ومدني {إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ دِينًا} نصب على البدل من محل {إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ} لأن معناه هداني صراطاً بدليل قوله {وَيَهْدِيَكُمْ صراطا مُّسْتَقِيماً} [الفتح: 20] (قِيِّماً) {قيما} فيعل من قام كسيد من ساد وهو أبلغ من القائم {قَيِّماً} كوفي وشامي وهو مصدر بمعنى القيام وصف به {مِلَّةِ إبراهيم} عطف بيان {حَنِيفاً} حال من {إِبْرَاهِيمَ} {وَمَا كَانَ مِنَ المشركين} بالله يا معشر قريش.
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي} أي عبادتي، والناسك العابد أو ذبحي أو حجي {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} وما أتيته في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل {للَّهِ رَبِّ العالمين} خالصة لوجهه.
{وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} بسكون الياء الأول وفتح الثاني: مدني. وبعكسه غيره {لاَ شَرِيكَ لَهُ} في شيء من ذلك {وبذلك} الإخلاص {أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المسلمين} لأن إسلام كل نبيٍ متقدم على إسلام أمته.
{قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبّاً} جواب عن دعائهم له إلى عبادة آلهتهم. والهمزة للإنكار أي منكر أن أطلب رباً غيره، وتقديم المفعول للإشعار بأنه أهم {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} وكل من دونه مربوب ليس في الوجود من له الربوبية غيره {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا} جواب عن قولهم {اتبعوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خطاياكم} [العنكبوت: 12] {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} أي لا تأخذ نفس آثمة بذنب نفس أخرى {ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} من الأديان التي فرقتموها {وَهُوَ الذي جَعَلَكُمْ خلائف الأرض} لأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فأمته قد خلفت سائر الأمم، أو لأن بعضهم يخلف بعضاً أو هم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ} في الشرف والرزق وغير ذلك {درجات} مفعول ثانٍ، أو التقدير إلى درجات، أو هي واقعة موضع المصدر كأنه قيل رفعة بعد رفعة {لّيَبْلُوَكُمْ فِى ما آتاكم} فيما أعطاكم من نعمة الجاه والمال كيف تشكرون تلك النعمة وكيف يصنع الشريف بالوضيع والغني بالفقير والمالك بالمملوك {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب} لمن كفر {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} لمن قام بشكرها، ووصف العقاب بالسرعة لأن ما هو آتٍ قريب {وَمَا أَمْرُ الساعة إِلاَّ كَلَمْحِ البصر أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 77] عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ ثلاث آيات من أول الأنعام حين يصبح وكل الله تعالى به سبعين ألف ملك يحفظونه وكتب له مثل أعمالهم إلى يوم القيامة».




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال