سورة الأعراف / الآية رقم 8 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـمص‌ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (9) وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (10)} [الأعراف: 7/ 6- 10].
هذا وعيد من اللّه عزّ وجلّ لجميع العالم، تضمن أن اللّه تعالى يسأل الأمم أجمع يوم القيامة عما بلغ إليهم عنه، وعن جميع أعمالهم، وعما أجابوا به الرّسل المرسلين إليهم، ويسألون الرّسل أيضا عما بلّغوا من الرسالات. والسؤال يوم القيامة صعب وعسير لأنه موقف الفصل الحاسم في مصير دائم للناس، فيشتد الخوف ويعظم الرجاء وتكثر الأعذار، حتى ينجو الإنسان من هول الحساب وشدة العذاب.
يسأل اللّه في الآخرة كل إنسان عما أجاب به الرسل، وعن مدى قبول دعوة الأنبياء، وعما صدر منه من إيمان أو كفر، ويسأل اللّه الأنبياء المرسلين عما بلّغوا.
والمراد بالسؤال تقريع الكفار وتوبيخهم، لأنهم لما أقروا بأنهم كانوا ظالمين مقصّرين، سئلوا بعد ذلك عن سبب ذلك الظلم والتقصير.
وليس السؤال عن الذنب الواقع، وإنما عن الأسباب والدواعي التي دعت الناس إلى العصيان، وعن الموانع التي حالت بينهم وبين امتثال الأحكام والتكاليف الشرعية. وأكّد اللّه تعالى أنه عالم بما وقع علما تامّا، فيخبر عن علم وإحاطة تامة الرسل وأقوامهم بكل ما حدث منهم، فلا يغيب عنه شيء قليل أو كثير، وإن كان مثقال ذرة من خردل في أعماق الأرض أو في عالم السماء. وكل ذلك يدلّ على أن سؤال الناس يوم القيامة ليس للاستعلام والاستفهام عن شيء مجهول عن اللّه تعالى، بل للإخبار بما حدث منهم توبيخا وتقريعا على تقصيرهم وإهمالهم. والمخبر عنه هو المحاسب عنه، وهو الذي يعقبه الجزاء.
ووزن الأعمال للرسل وأقوامهم والتمييز بين راجحها وخفيفها يوم القيامة يكون على أساس من الوزن الحق والعدل التام، وعبّر تعالى عن نتيجة الحساب بالوزن والميزان، لأن البشر لا يعرفون أمرا أكثر دقّة منه وأقرب إلى العدل والإنصاف. فمن ثقلت موازينه ورجحت صحائف حسناته على سيئاته، فأولئك هم الفائزون بالجنة، الناجون من العذاب. ومن خفت موازين أعماله وغلبت سيئاته بسبب كفره ومعاصيه، فأولئك الخاسرون أنفسهم إذ حرموها السعادة والظفر بالنعيم الأبدي، وصيّروها إلى عذاب النار. والفريق الأول وهم المؤمنون إيمانا صحيحا، على تفاوت درجاتهم في الأعمال، هم المفلحون، وإن عذّب بعضهم بقدر ذنوبه. والفريق الثاني وهم الكافرون، على تفاوت دركاتهم ومراتبهم في النار هم الخاسرون حقّا.
ثم ذكّر اللّه تعالى بجلائل نعمه على الناس، ليحملهم الإقرار بالنعمة على الوفاء للخالق المنعم، فأقسم سبحانه بأنه مكّن في الأرض للنوع الإنساني، وخلق للبشر جميع المنافع والخيرات، وجعل لهم أمكنة يستقرّون بها في الدنيا، وجعل لهم في المعايش التي تقوم عليها حياتهم من خلق النبات والزرع، والفاكهة والثمر، والماء والشجر، والسمك والجوهر، والحيوان المسخّر المذلّل لهم، ليسهل أمر المعيشة، وكل ذلك يقتضي الشكر وعرفان الجميل، ولكن الشكر من العباد قليل، كما أخبر سبحانه: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 34/ 12].
أمر الملائكة بالسّجود لآدم:
نبّه اللّه تعالى على موضع العبرة، والتعجيب من غريب الصنعة وإساءة النعمة، فبدأ بالخلق الذي هو الإيجاد بعد العدم، ثم بالتصوير في هذه البنية المخصوصة للبشر، وإظهارا لتفضيل البشر على سائر المخلوقات وإبداء لتكريمهم، أمر اللّه تعالى الملائكة بالسجود لآدم أبي البشر عليه السّلام ونبّه على عداوة الشيطان لذرّيّته، فقال سبحانه:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال