سورة الأعراف / الآية رقم 11 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـمص‌ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (17) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)} [الأعراف: 7/ 11- 18].
هذا تمجيد وتكريم لا مثيل له للعنصر البشري يتمثّل في إيجاد اللّه وخلقه للبشر، بدءا من أبينا آدم عليه السّلام من الماء والطين المتحجّر، ثم تصويره في أحسن شكل وتقويم بصورة البشر السّوي، والنّفخ فيه من روح اللّه، ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم سجود تحية وتكريم.
وبادر الملائكة لتنفيذ أمر اللّه، فسجدوا جميعا لآدم عليه السّلام، إلا إبليس من الجنّ أبى واستكبر وكان من الكافرين الفاسقين الخارجين عن أمر اللّه. فسئل من قبل اللّه تعالى: ما منعك من السجود؟ فأجاب معتذرا: إني أنا خير منه، خلقتني من النّار، وخلقته من الطّين، والنّار بما فيها من خاصية الارتفاع والنّور أشرف- في زعمه- من الطين الراكد الخامل، والشريف لا يعظم من دونه. وهذا قياس فاسد باطل، إذ لا يستدلّ بطبائع الأشياء على الأفضلية، وإنما تكون بالمعاني والخواص، لا بالنظر إلى المادّة.
وكان جزاء المخالفة من إبليس وعصيانه أن أمر اللّه تعالى إبليس بالهبوط من الجنّة التي خلقه اللّه فيها، وكانت على مرتفع من الأرض، وما ينبغي لأحد أن يتكبّر في جنّة الكرامة والسعادة التي لا مجال فيها للتّكبّر والشّقاء والعصيان. وأخرجه اللّه من الجنّة صاغرا ذليلا مهينا، معاملة له بنقيض مقصوده، ومكافأة له بضدّ مراده.
ثم استدرك إبليس على الطّرد من الجنّة بطلب إنظاره (إمهاله) إلى يوم البعث الذي يبعث اللّه فيه آدم وذرّيّته، ليتمكّن من الثّأر من البشر بالإغواء والوسواس، وليشهد حياة البشر وانقراضهم، ثم بعثهم للحساب والجزاء. فأمهله اللّه وأجّله إلى وقت النّفخة الأولى حيث تصعق الخلائق، وهي نفخة الفزع والرعب، وعندها يموت إبليس أي بعد النفخة الأولى.
ولما أمهل اللّه إبليس إلى يوم البعث، لجأ إلى العناد والتّمرد، وإضلال الناس، فصمم على تنفيذ غرضه، لئلا يعبد الناس ربّهم ولا يوحّدوه بسبب إضلال اللّه له، ووسيلته هي التزيين للمعاصي.
وقال إبليس: لأقعدن للبشر على الطريق القويم، ثم لا أدع جهة من الجهات الأربع إلا أتيتهم منها، ولا تجد أكثرهم شاكرين لنعمة اللّه، ولا مطيعين أوامر اللّه، وذلك مجرد وهم وتأمّل وتمنّيات باطلة.
ثم أكّد اللّه تعالى إنزال اللعنة على إبليس، والحكم عليه بالطّرد والإبعاد مذموما (معيبا) مدحورا (مطرودا مبعدا من رحمة اللّه). وأقسم اللّه تعالى على أن من تبع إبليس من الآدميين فيما يزينه من الشرك والفسوق والعصيان، لتملأن منهم جهنّم، هم وأتباعهم جميعا دون استثناء ولا تخفيف إلا عباد اللّه المخلصين الذين لا يصغون لنداء الشيطان، ويتمسكون بأمر الرحمن. وذلك كما ورد في آية أخرى: {قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطان إِلَّا غُرُوراً (64) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} [الإسراء: 17/ 63- 65].
إن جزاء المخالفين لأمر اللّه هو جزاء عادل، وواحد، لأن العصيان فيه معنى التحدي، والطاعة فيها معنى الامتثال والانقياد.
سكنى آدم في الجنّة وخروجه منها:
اقتضت عدالة اللّه أن ترتبط المسبّبات بالأسباب والنتائج بالمقدّمات، وعملا بهذا المبدأ أمر اللّه آدم عليه السّلام بسكنى الجنّة واختباره فيها بامتثال الأمر الإلهي، فلما خالف وعصى، أمره ربّه بالخروج منها عدلا وجزاء موافقا لمخالفته وعصيانه، وهذه التجربة تصلح عنوانا لكل قضية في العالم، النعمة فيها مرتبطة بالموافقة، والنقمة فيها ملازمة للمخالفة. قال اللّه تعالى واصفا هذه القصّة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال