سورة الأعراف / الآية رقم 39 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَمَنْ أَظْلَمُ} فمن أشنع ظلماً {مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بئاياته} ممن تقول على الله ما لم يقله أو كذب ما قاله {أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مّنَ الكتاب} ما كتب لهم من الأرزاق والأعمار {حتى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا} ملك الموت وأعوانه. و{حتى} غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له وهي {حتى} التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هنا الجملة الشرطية وهي {إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا} {يَتَوَفَّوْنَهُمْ} يقبضون أرواحهم وهو حال من الرسل أي متوفيهم و{ما} في {قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ} في خط المصحف موصولة ب {أَيْنَ} وحقها أن تكتب مفصولة لأنها موصولة، والمعنى أين الآلهة الذين تعبدون {مِن دُونِ الله} ليذبوا عنكم {قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} غابوا عنا فلا نراهم {وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كافرين} اعترفوا بكفرهم بلفظ الشهادة التي هي لتحقيق الخبر.
{قَالَ ادخلوا} أي يقول الله تعالى يوم القيامة لهؤلاء الكفار: ادخلوا {فِى أُمَمٍ} في موضع الحال أي كائنين في جملة أمم مصاحبين لهم {قَدْ خَلَتْ} مضت {مِن قَبْلِكُم مّن الجن والإنس} من كفار الجن والإنس {فِى النار} متعلق ب {أَدْخِلُواْ} {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} النار {لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} شكلها في الدين أي التي ضلت بالاقتداء بها {حَتَّى إِذَا اداركوا فِيهَا} أصله تداركوا أي تلاحقوا واجتمعوا في النار، فأبدلت التاء دالاً وسكنت للإدغام ثم أدخلت همزة الوصل {جَمِيعاً} حال {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ} منزلة وهي الأتباع والسفلة {لأولاهم} منزلة وهي القادة والرءوس. ومعنى {لأولاهم} لأجل أولاهم لأن خطابهم مع الله لا معهم {رَبَّنَا} يا ربنا {هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا} مضاعفاً {مّنَ النار قَالَ لِكُلّ ضِعْفٌ} للقادة بالغواية والإغواء وللأتباع بالكفر والاقتداء {ولكن لاَّ تَعْلَمُونَ} ما لكل فريق منكم من العذاب. {لاَّ يَعْلَمُونَ} أبو بكر أي لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر.
{وَقَالَتْ أولاهم لأُِخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} عطفوا هذا الكلام على قول الله تعالى للسفلة {لِكُلّ ضِعْفٌ} أي فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا وأنا متساوون في استحقاق الضعف {فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} بكسبكم وكفركم وهو من قول القادة للسفلة. ولا وقف على {فَضَّلَ} أو من قول الله لهم جميعاً والوقف على {فَضَّلَ} {إِنَّ الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا واستكبروا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أبواب السماء} أي لا يؤذن لهم في صعود السماء ليدخلوا الجنة إذ هي في السماء، أو لا يصعد لهم عمل صالح ولا تنزل عليهم البركة، أو لا تصعد أرواحهم إذا ماتوا كما تصعد أرواح المؤمنين إلى السماء، وبالتاء مع التخفيف: أبو عمرو وبالياء معه: حمزة وعلي.
{وَلاَ يَدْخُلُونَ الجنة حتى يَلِجَ الجمل فِى سَمّ الخياط} حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة أي لا يدخلون الجنة أبداً لأنه علقه بما لا يكون. والخياط والمخيط ما يخاط به وهو الإبرة {وكذلك} ومثل ذلك الجزاء الفظيع الذي وصفنا {نَجْزِي المجرمين} أي الكافرين بدلالة التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها {لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ} فراش {وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} أغطية جمع غاشية {وكذلك نَجْزِى الظالمين} أنفسهم بالكفر.
{والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} طاقتها والتكليف إلزام ما فيه كلفة أي مشقة {أولئك} مبتدأ والخبر {أصحاب الجنة} والجملة خبر {الذين}، و{لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} اعتراض بين المبتدأ والخبر {هُمْ فِيهَا خالدون * وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ} حقد كان بينهم في الدنيا فلم يبق بينهم إلا التواد والتعاطف، وعن علي رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم {تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأضنهار} حال من {هم} في {صُدُورُهُمْ} والعامل فيها معنى الإضافة {وَقَالُواْ الحمد لِلَّهِ الذى هَدَانَا لهذا} لما هو وسيلة إلى هذا الفوز العظيم وهو الإيمان {وَمَا كُنَّا} {مَا كُنَّا} بغير {واو}: شامي على أنها جملة موضحة للأولى {لِنَهْتَدِىَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله} اللام لتوكيد النفي أي وما كان يصح أن نكون مهتدين لولا هداية الله، وجواب {لولا} محذوف دل عليه ما قبله {لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بالحق} فكان لطفاً لنا وتنبيهاً على الاهتداء فاهتدينا، يقولون ذلك سروراً بما نالوا وإظهاراً لما اعتقدوا {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الجنة} {أن} مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، والجملة بعدها خبرها تقديره ونودوا بأنه تلكم الجنة. والهاء ضمير الشأن، أو بمعنى أي كأنه قيل، لهم تلكم الجنة {أُورِثْتُمُوهَا} أعطيتموها وهو حال من {الجنة} والعامل فيها ما في {تِلْكَ} من معنى الإشارة {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} سماها ميراثاً لأنها لا تستحق بالعمل بل هي محض فضل الله وعده على الطاعات كالميراث من الميت ليس بعوض عن شيء بل هو صلة خالصة. وقال الشيخ أبو منصور رحمه الله: إن المعتزلة خالفوا الله فيما أخبر ونوحاً عليه السلام وأهل الجنة والنار وإبليس، لأنه قال الله تعالى: {يُضِلُّ مَن يَشَآء وَيَهْدِى مَن يَشَآء} [النحل: 93] وقال نوح عليه السلام: {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} [هود: 34] وقال أهل الجنة: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله} وقال أهل النار: {لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ} [ابراهيم: 21] وقال إبليس {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى}




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال