سورة الأعراف / الآية رقم 40 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} [الأعراف: 7/ 40- 41].
هذه الآية عامة في جميع الكفرة قديمهم وحديثهم، وهي تضع قرارا حاسما منكودا، وتقرر حكما مبرما لا رجعة فيه، وتوضح أن احتمال دخول الكفار الجنة مستحيل أبدا، لا يحدث بحال، فلا يطمع أحد كفر بالله في دخول الجنة، ولا يتأمل إنسان كذّب بآيات اللّه الوصول إلى مستقر رحمة اللّه في الآخرة.
إن الذين كذبوا بآيات اللّه الدالة على وحدانيته وصدق نبيه وصحة النبوات وإثبات المعاد، لا يصعد لهم عمل صالح، لخبث أعمالهم، ومثلهم الذين تكبروا عن آيات اللّه في قرآنه لا تفتحّ لأرواحهم وأعمالهم أبواب السماء، ولا يدخلون الجنة أبدا بحال، فهم مطرودون من رحمة اللّه، فدخولهم الجنة مستحيل، وهو معنى قوله تعالى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ} أي حتى يدخل الجمل في ثقب الإبرة، وهذا أسلوب شائع بين العرب للدلالة على الاستحالة.
ومثل ذلك الجزاء الشديد الشنيع يجزي اللّه كل من أجرم في حق اللّه، وفي حق نفسه، وفي حق إخوانه المسلمين، ليدل على أن الاجرام هو السبب المؤدي إلى العقاب، وأن كل من أجرم عوقب، ثم كرر ذلك في آخر الآية التالية، فقال: {وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} لأن كل مجرم ظالم لنفسه.
ولهؤلاء المجرمين من نار جهنم فراش يفترشونه من تحتهم، وأغطية من فوقهم، والمراد أن النار محيطة بهم، مطبقة عليهم من كل جانب، كما قال اللّه تعالى: {إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)} [الهمزة: 104/ 8]. وقال: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ} [التوبة: 9/ 49] وقال سبحانه: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ} [الزمر: 39/ 16].
ومثل ذلك الجزاء نجزي الظالمين أنفسهم وغيرهم من الناس، وهذا دليل على أن المجرمين والظالمين هم الكافرون، لقوله تعالى: {وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 2/ 254].
إن هذا الجزاء الحاسم للكفار يتطلب التأمل والاعتبار والاتعاظ، فلا يقبل لهم عمل صالح في الآخرة، لأن قبول العمل مرتكز على قاعدة صحيحة هي الإيمان والتقوى، واللّه إنما يتقبل من المتقين، ويقبل العمل الصالح لا الفاسد، ويرفع إليه الكلم الطيب، لقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 35/ 10] وقوله سبحانه: {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} [المطفّفين: 83/ 18].
وفي قوله: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ} تشبيه المعنويات بصور المحسوسات، فإن جهنم فراش لهم ومسكن ومضجع يتمهدونه، وهي لهم غواش:
جمع غاشية، وهي ما يغشى الإنسان، أي يغطّيه ويستره من جهة فوق، فكأن النار التي من تحتهم ومن فوقهم ومن جميع جوانبهم مثل الفراش المفترش، واللحاف الذي يتغطى به النائم، نعوذ بالله من الخذلان ومن شدة نار جهنم.
جزاء المؤمنين المصدّقين:
إن أسعد ما يفرح قلوب العاملين في الدنيا والآخرة: هو الظفر بالأجر والثواب، لأن العدل يقتضي ذلك، ولأنه يشعر العامل أن عمله محفوظ محترم، وثمرة جهوده لم تضع سدى. ولهذا تكرر في القرآن المجيد الإخبار بمكافأة العاملين، والوعد بأحسن المنازل، والجزاء في الدار الآخرة بجنان الخلد التي تجري من تحتها الأنهار، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال