فصل: عبد الله بن زيد الأنصاري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


عبد الله بن رياب

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن رياب‏.‏ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه مرسل، رواه معمر، عن كثير بن سويد، عنه‏.‏

قاله أبو عمر‏.‏

عبد الله بن زائدة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن زائدة بن الأصم، وهو المعروف بابن أم مكتوم‏.‏ هكذا سماه قتادة، وقال غيره‏:‏ عبد الله بن قيس بن زائدة، وقيل غير ذلك، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن الزبعرى

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي السهمي الشاعر، أمه عاتكة بنت عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح‏.‏

وكان من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وكان يناضل عن قريش ويهاجي المسلمين، وكان من أشعر قريش، قال الزبير‏:‏ كذلك تقول رواة قريش‏:‏ إنه كان أشعرهم في الجاهلية، وأما ما سقط إلينا من شعره وشعر ضرار بن الخطاب، فضرار عندي أشعر منه وأقل سقطاً‏.‏

ثم أسلم عبد الله بعد الفتح وحسن إسلامه، قال يونس بن بكير عن ابن اسحاق‏:‏ لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب هبيرة بن أبي وهب وعبد الله بن الزبعرى إلى نجران، فقال حسان بن ثابت في ابن الزبعرى وهو بنجران‏:‏ ‏"‏الكامل‏"‏

لا تعدمن رجلاً أحلّك بغضه ** نجران في عيش أجدّ لـئيم

فلما سمع ذلك ابن الزبعرى رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال حين أسلم‏:‏ ‏"‏الخفيف‏"‏

يا رسول المليك إنّ لساني ** راتقٌ ما فتقت إذ أنا بـور

إذ أجاري الشيطان في سنن ** الغيّ ومن مال ميله مثبور

آمن اللحم والعظام بما قلت ** فنسي الشهيد أنت النـذير

إن ما جئتنا به حق صـدق ** ساطعٌ نوره مضيءٌ منير

 جئتنا باليقين والبـرّ والـصّـد ** ق وفي الصّدق واليقين سرور

أذهب الله ضلّة الجهل عـنـا ** وأتانا الرّخاء والـمـيسـور

في أبيات له‏.‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏"‏الكامل‏"‏

منع الرّقاد بلابـلٌ وهـمـوم ** والليل معتلج الرواق بـهـيم

مما أتاني أن أحمـد لامـنـي ** فيه فبتّ كأننـي مـحـمـوم

يا خير من حملت على أوصالها ** عيرانةٌ سرح اليدين عـشـوم

إني لمعتذر إليك مـن الـتـي ** أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

أيام تأمرني بـأغـوى خـطةٍ ** سهمٌ وتأمرني بها مـخـزوم

وأمد أسباب الهوى ويقـودنـي ** أمر الغواة وأمرهم مـشـؤوم

فاليوم آمن بالنبـي مـحـمـد ** قلبي ومخطئ هذه مـحـروم

مضت العداوة وانقضت أسبابها ** وأتت أواصر بيننـا وحـلـوم

فاغفر فداً لك والداي كلاهمـا ** وارحم فإنك راحمٌ مـرحـوم

وعليك من سمة المليك علامة ** نور أغرٌ وخاتـمٌ مـخـتـوم

أعطاك بعد محبة بـرهـانـه ** شرفاً وبرهان الإله عـظـيم

قد انقرض ولد ابن الزبعرى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن زبيب

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن زبيب الجندي‏.‏ ذكر في الصحابة ولا يصح، وروى حديثه عبد الرزاق عن كثير بن عطاء الجندي قال‏:‏ حدثني عبد الله بن زبيب الجندي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا الوليد، يا عبادة بن الصامت، إذا رأيت الصدقة كتمت، واستؤثر على الغزو، وخرب العامر وعمر الخراب، ورأيت الرجل يتمرّس بأمانته كما يتمرّس البعير بالشجرة، فإنك والساعة كهاتين‏"‏ -وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

زُبيب‏:‏ ضم الزاي، وبباءين موحدتين، بينهما ياء تحتها نقطتان والجندي‏:‏ بفتح الجيم والنون‏.‏

عبد الله بن الزبير

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم‏.‏ لا عقب له، وهو أخو ضباعة بنت الزبير، وكان الزبير أخا عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخا أبي طالب لأبيهما وأمهما‏.‏

وشهد عبد الله قتال الروم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقتل يوم أجنادين شهيداً، ووجد حوله عصبة من الروم قتلهم، ثم أثخنته الجراح فمات‏.‏

قال الواقدي‏:‏ أول قتيل قتل من الروم يوم أجنادين البطريق، الذي قتله عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب‏.‏ برز بطريق معلم، فبرز إليه عبد الله بن الزبير، فقتله عبد الله ولم يتعرض لسلبه‏.‏ ثم برز إليه آخر فبرز إليه عبد الله بن الزبير أيضاً فاقتتلا بالرمحين، ثم صارا إلى السيفي، فحمل عليه عبد الله بن الزبير فضربه وهو دارعٌ على عاتقه، وقال‏:‏ خذها وأنا ابن عبد المطلب فقطع بسيفه الدرع وأسرع في منكبه، ثم ولّى الرومي منهزماً‏.‏ فعزم عليه عمرو بن العاص أن لا يبارز، فقال عبد الله‏:‏ إني والله ما أجدني أصبر فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها من بعض، وُجد في ربضة وحوله عشرة من الروم قتلى، وهو مقتول بينهم‏.‏

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ابن عمي وحبي‏"‏‏.‏ وقيل‏:‏ إنه كان يقول‏:‏ ‏"‏ابن أمي‏"‏‏.‏

لا تحفظ له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وكان عمره يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاثين سنة‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عبد الله بن الزبير بن العوام

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي الأسدي، أبو بكر‏.‏ وله كنية أخرى‏:‏ أبو خبيب -بالخاء المعجمة المضمومة- وهو اسم أكبر أولاده -وقيل‏:‏ كان يكنيه بذلك من يعيبه‏.‏ وأمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة ذات النطاقين وجدته لأبيه‏:‏ صفية بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخديجة بنت خويلد عمة أبيه الزبير بن العوام بن خويلد‏.‏ وخالته عائشة أم المؤمنين‏.‏

 وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنّكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها في فيه، ثم حنّكه بها، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء دخل جوفه، وسماه عبد الله، وكناه أبا بكر بجده أبي بكر الصديق ‏"‏وسماه باسمه‏"‏ ، قاله أبو عمر‏.‏

وهاجرت أمه إلى المدينة وهي حامل به، وقيل‏:‏ حملت به بعد ذلك وولدته بالمدينة على رأس عشرين شهراً من الهجرة‏.‏ وقيل ولد في السنة الأولى‏.‏ ولما ولد كبر المسلمون وفرحوا به كثيراً، لأن اليهود كانوا يقولون‏:‏ قد سحرناهم فلا يولد لهم ولد‏.‏ فكذبهم الله سبحانه وتعالى‏.‏

وكان صواماً قواماً، طويل الصلاة، عظيم الشجاعة‏.‏ وأحضره أبو الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه وعمره سبع سنين أو ثماني سنين، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلاً تبسم، ثم بايعه‏.‏

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه، وعن عمر، وعثمان، وغيرهما‏.‏ روى عنه أخوه عروة وابناه‏:‏ عامر وعباد، وعبيدة السلماني، وعطاء بن أبي رباح، والشعبي وغيرهم‏.‏

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي كتابة، أخبرنا والدي، أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّاء، أخبرنا أبو جعفر، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير بن أبي بكر قال‏:‏ حدثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن خاله يوسف بن الماجشون، عن الثقة بسنده قال‏:‏ قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال‏:‏ فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا الزبير قال‏:‏ وحدثني سليمان بن حرب، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن عبد الله بن سعيد، عن مسلم بن ينّاق المكي قال‏:‏ ركع ابن الزبير يوماً ركعة، فقرأت البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وما رفع رأسه‏.‏

وروى هشيم، عن مغيرة، عن قطن بن عبد الله قال‏:‏ رأيت ابن الزبير يواصل من الجمعة إلى الجمعة فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح، ثم يدعو بقعب من سمن، ثم يأمر فيحلب عليه، ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه، ثم يشربه‏:‏ فأما اللبن فيعصمه، وأما السمن فيقطع عنه العطش، وأما الصبر فيفتح أمعاءه‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال‏:‏ حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في التشهد قال هكذا -وضع يحيى يده اليمنى على فخذه اليمنى، واليسرى على فخذه اليسرى- وأشار بالسبابة معاً ولم يجاوز بصره إشارته‏.‏

وغزا عبد الله بن الزبير إفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأتاهم جرجير ملك إفريقية في مائة ألف وعشرين ألفاً، وكان المسلمون في عشرين ألفاً، فسقط في أيديه، فنظر عبد الله فرأى جرجير وقد خرج من عسكره، فأخذ معه جماعة من المسلمين وقصده فقتله، ثم كان الفتح على يده‏.‏

وشهد الجمل مع أبيه الزبير مقاتلاً لعلي، فكان علي يقول‏:‏ ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ له عبد الله‏.‏

وامتنع عن بيعة يزيد بن معاوية بعد موت أبيه معاوية، فأرسل إليه يزيد مسلم بن عقبة المري فحصر المدينة، وأوقع بأهلها وقعة الحرّة المشهورة‏.‏ ثم سار إلى مكة ليقاتل ابن الزبير، فمات في الطريق، فاستخلف الحصين بن نمير السّكوني على الجيش، فصار الحصين وحصر ابن الزبير بمكة لأربع بقين من المحرم من سنة أربع وستين، فأقام عليه محاصراً، وفي هذا الحصر احترقت الكعبة، واحترق فيها قرنا الكبش الذي فُدي به إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم، ودام الحصر إلى أن مات يزيد، منتصف ربيع الأول من السنة، فدعان الحصين ليبايعه ويخرج معه إلى الشام، ويهدر الدماء التي بينهما ممن قتل بمكة والمدينة، في وقعة الحرة، فلم يجبه ابن الزبير وقال‏:‏ لا أهدر الدماء‏.‏ فقال الحصين‏:‏ قبّح الله من يعدك داهياً أو أريباً، أدعوك إلى الخلافة وتدعنني إلى القتل‏!‏‏!‏‏.‏

 وبويع عبد الله بن الزبير بالخلافة بعد موت يزيد، وأطاعه أهل الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وجدد عمارة الكعبة، وأدخل فيها الحجر، فلما قتل ابن الزبير أمر عبد الملك بن مروان أن تعاد عمارة الكعبة إلى ما كانت أولاً، ويخرج الحجر منها‏.‏ ففعل ذلك فهي هذه العمارة الباقية‏.‏

وبقي ابن الزبير خليفةً إلى أن ولي عبد الملك بن مروان بعد أبيه، فلما استقام له الشام ومصر جهز العساكر، فسار إلى العراق فقتل مصعب بن الزبير، وسيّر الحجاج بن يوسف إلى الحجاز، فحصر عبد الله بن الزبير بمكة، أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين، وحجّ بالناس الحجاج ولم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، ونصب منجنيقاً على حبل أبي قبيس فكان يرمي الحجارة إلى المسجد، ولم يزل يحاصره إلى أن قتل في النصف من جمادى الآخرة، من سنة ثلاث وسبعين‏.‏

قال عروة بن الزبير‏:‏ لما اشتد الحصر على عبد الله قبل قتله بعشرة أيام، دخل على أمه أسماء وهي شاكية، فقالت له‏:‏ لعلك تمنّيته لي، ما أحبّ ان أموت حتى يأتي على أحد طرفيك، إما قتلت فأحتسبك، وإما ظفرت بعدوك فتقر عيني‏.‏ فضحك‏.‏

فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها فقالت له‏:‏ يا بني، لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل، فوالله لضربةٌ بسيف في عز خيرٌ من ضربة بسوط في ذل‏.‏ وخرج على الناس وقاتلهم في المسجد، فكان لا يحمل على ناحية إلا هزم من فيها من جند الشام، فأتاه حجر من ناحية الصفا، فوقع بين عينيه، فنكس رأسه وهو يقول‏:‏ ‏"‏الطويل‏"‏

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ** ولكن على اقدامنا يقطر الدمـا

ثم اجتمعوا عليه فقتلوه‏.‏ فلما قتلوه كبر أهل الشام، فقال عبد الله بن عمر، المكبرون عليه يوم ولد، خير من المكبرين عليه يوم قتل‏.‏

وقال يعلى بن حرملة‏:‏ دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير، فجاءت أمه امرأة طويلة عجوزاً مكفوفة البصر تقاد، فقالت للحجاج‏:‏ أما آن لهذا الراكب أن ينزل? فقال لها الحجاج‏:‏ المنافق? قالت‏:‏ والله ما كان منافقاً، ولكنه كان صوّاماً قواماً وصولاً‏.‏ قال‏:‏ انصرفي فإنك عجوز قد خرفت‏.‏ فقالت‏:‏ لا والله ما خرفت، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يخرج من ثقيف كذّابٌ ومبير‏"‏ أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت المبير‏.‏ تعني بالكذاب المختار بن أبي عبيد‏.‏

وكان ابن الزبير كوسجاً واجتاز به ابن عمر وهو مصلوب، فوقف وقال‏:‏ السلام عليك أبخ خبيب‏.‏ ودعا له ثم قال‏:‏ أما والله إن أمة أنت شرّها لنعم الأمة‏.‏ يعني أن أهل الشام كانوا يسمونه ملحداً ومنافقاً إلى غير ذلك‏.‏

عبد الله بن زغب

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن زغب الإيادي، قال أبو زرعة الدمشقي‏:‏ له صحبة وقد خالفه غيره فقال‏:‏ لا صحبة له‏.‏

روى عنه عبد الرحمن بن عايذ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار‏"‏‏.‏

وروى عنه ضمرة بن حبيب أيضاً، وهو الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث قس بن ساعدة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

زُغْب‏:‏ بضم الزاي وسكون الغين المعجمة، وعايذ‏:‏ بالياء تحتها نقطتان، وبالذال المعجمة‏.‏

عبد الله بن زمعة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي‏.‏ أمه قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة، أخت أم سلمة أم المؤمنين‏.‏

كان من أشراف قريش وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد ب عيسى، حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً يذكر الناقة والذي عقرها فقال‏:‏ ‏"‏انبعث لها رجلٌ عارمٌ عزيزٌ مثل زمعة ثم ذكر النساء فقال‏:‏ يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه‏.‏ ثم وعظهم في ضحكهم من الضّرطة فقال‏:‏ يضحك أحدكم مما يفعل‏"‏‏!‏‏.‏

وأبو زمعة هو الأسود بن المطلب، وقتل زمعة يوم بدر كافراً، وكان الأسود من المستهزئين الذين قال الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏إنا كفيناك المستهزئين‏}‏ ‏"‏الحجر 95‏"‏‏.‏

وقتل عبد الله مع عثمان يوم الدار، قاله أبو أحمد العسكري عن أبي حسان الزيادي‏.‏

 وكان لعبد الله ابن اسمه يزيد، قتل يوم الحرّة صبراً، قتله مسلم بن عقبة المرّي‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن زمل

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن زمل الجهني‏.‏ روى مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة بن ربعى، عن ابن زمل الجهني قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله‏:‏ ‏"‏سبحان الله وبحمده، أستغفر الله إن الله كان تواباً‏"‏ سبعين مرة‏.‏ وذكر الحديث الرؤيا التي رآها ابن زمل‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وسمياه عبد الله بن زمل‏.‏ وقد أخرجه أبو نعيم‏:‏ الضحاك بن زمل‏.‏ وكلاهما ليس بصحيح، فإن عبد الله تابعي، ويقال‏:‏ ابن زامل‏.‏ والضحاك من أتباع التابعين‏.‏ والصحيح‏:‏ ابن زمل، غير مسمى، وهو غير عبد الله والضحاك، والله أعلم‏.‏

عبد الله بن زهير

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن زهير‏.‏ أورده العسكري في الأفراد، ذكره أبو بكر بن أبي علي بإسناده عن حماد بن سلمة، عن عطار بن السائب، عن عبد الله بن زهير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله عز وجل، الدرهم بسبعمائة‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده إلا أنه قال‏:‏ أبو زهير‏.‏ وهو هو، وبعض الرواة قد غلط فيه أو الناسخ، أو أن بعض الرواة نسبه إلى أبيه، وغيره عرفه بابنه الراوي عنه، والمتن في الترجمتين واحد، ونذكره عقيب هذه الترجمة، إن شاء الله تعالى‏.‏

عبد الله أبو زهير

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله أبو زهير‏.‏ روى عنه ابنه ولا يصح، في إسناده اختلاف‏.‏

روى علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن زهير بن عبد الله، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله‏"‏‏.‏

كذا رواه علي بن عاصم بن عطاء‏.‏ وهو وهم، وقد اختلف على عطاء بن السائب في إسناد هذا الحديث، قاله ابن منده‏.‏ وقال أبو نعيم وذكره‏:‏ أخرج بعض المتأخرين -يعني ابن منده- هذا الحديث، وذكره عن علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن زهير، عن أبيه قال‏:‏ وصوابه ما حدثنا محمد بن علي بإسناده، عن منصور بن أبي الأسود، عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير الضّبعي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة‏"‏ ورواه أبو عوانة وجماعة، عن عطاء كرواية منصور، وما ذكره الواهم من رواية علي بن عاصم، عن عطاء، عن زهير، عن أبيه -فهو خطأ فاحش‏.‏ وإنما هو أبو زهير، فأسقط ‏"‏أبو‏"‏ وهو عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه‏.‏ فقال‏:‏ زهير بن عبد الله، عن أبيه، والله أعلم‏.‏

عبد الله بن زيد الأنصاري

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد، من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، يكنى أبا محمد، قاله أبو عمر‏.‏

وقال عبد الله بن محمد الأنصاري‏:‏ ليس في آبائه ثعلبة، إنما هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث‏.‏ وثعلبة بن عبد ربه عم عبد الله بن زيد، فأدخلوه في نسبه‏.‏

وذلك خطأ، وقد نسبه كما ذكرناه ابن الكلبي وابن منده وأبو نعيم، وأثبتوا ثعلبة‏.‏

شهد عبد الله العقبة، وبدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وهو الذي أُري الأذان في النوم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يؤذن على ما رآه عبد الله‏.‏ وكانت رؤياه سنة إحدى، بعد ما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال‏:‏ حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبي، حدثنا ‏"‏محمد بن اسحاق عن‏"‏ محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد ‏"‏عن أبيه‏"‏ قال‏:‏ لما أصبحنا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا، فقال‏:‏ ‏"‏هذه رؤيا حق، فقم مع بلال فإنه أندى صوتاً منك، فألق عليه ما قيل لك، وليناد بذلك‏"‏ قال‏:‏ فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة، خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجرّ رداءه، وهو يقول‏:‏ يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فلله الحمد، فذاك أثبت‏"‏‏.‏

 قال محمد بن عيسى‏:‏ عبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه، ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يصح إلا هذا الحديث الواحد، وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني له أحاديث، وهو عم عباد بن تميم‏.‏

وقد تقدم عند ذكر ‏"‏زيد بن ثعلبة‏"‏ والد ‏"‏عبد الله‏"‏ الحديث الذي فيه‏:‏ إن عبد الله ابنه تصدق بماله‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قول أبي عمر في نسبه‏:‏ ‏"‏إنه من بني جشم بن الحارث بن الخزرج‏"‏ ‏.‏وهم منه، وإنما هو من بني زيد بن الحارث بن الخزرج، قال ابن إسحاق -فيمن شهد العقبة- قال‏:‏ وعبد الله بن رواحة‏.‏ ثم قال‏:‏ وعبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج‏.‏ وقال فيمن شهد بدراً‏:‏ ‏"‏و‏"‏ من بني جشيم بن الحارث بن الخزرج، وزيد بن الحارث بن الخزرج، وهما التوأمان‏:‏ خبيب بن إساف بن عنبة بن عمرو بن خديج ‏"‏بن عامر‏"‏ بن جشم، وعبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج‏.‏

ومثله نسبه ابن الكلبي، فبان بهذا أنه ليس من بني جشم، وإنما دخل الوهم عليه أنه رأى ابن إسحاق قد قال‏:‏ ‏"‏ومن بني جشم بن الحارث وزيد بن الحارث‏:‏ خبيب‏"‏‏.‏ ونسبه إلى جشم، ثم قال‏:‏ ‏"‏وعبد الله بن زيد‏"‏‏.‏ فظنه من جشم أيضاً، ولو استقصى النظر لعلم أنه من ‏"‏زيد‏"‏ لا من ‏"‏جشم‏"‏، والله أعلم‏.‏ وقد ذكر أبو عمر، عن عبد الله بن محمد الأنصاري النسب الذي ذكرناه أول الترجمة إلى ‏"‏زيد‏"‏ إنما اسقط من نسبه ‏"‏ثعلبة‏"‏‏.‏

عبد الله بن زيد الجهني

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن زيد الجهني‏.‏ في إسناد حديثه نظر‏.‏

روى حرام بن عثمان، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن عبد الله بن زيد الجهني‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سرق فاقطع يده، سرق فاقطع رجله، سرق فاقطع يده، سرق فاقطع رجله، سرق فاضرب عنقه‏"‏‏.‏

هكذا قال حرام، عن معاذ بن عبد الله‏.‏ وخالفه غيره‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين -يعني ابن منده- وقال‏:‏ في إسناد حديثه نظر، ذكره من حديث محمد بن يحيى المازني، عن حرام، عن معاذ عن عبد الله بن خبيب، عن عبد الله بن زيد‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من سرق فاقطع يده‏"‏ ‏.‏ ‏.‏ الحديث‏.‏

كذا قال‏:‏ يحيى، عن حرام، عن معاذ‏.‏ وصوابه‏:‏ معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن عبد الله بن بدر الجهني‏.‏ وقد تقدم‏.‏

عبد الله بن زيد الضبي

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف الضبي‏.‏ تقدم نسبه في عبد الله بن الحارث بن زيد‏.‏ رواه الدار قطني بإسناده، عن سيف بن عمر، عن الصعب بن عطية، عن بلال بن أبي بلال الضبي، عن أبيه قال‏:‏ ‏"‏وفد عبد الحارث بن زيد الضبي على النبي صلى الله عليه وسلم، فانتسب له، فدعاه فأسلم، وقال‏:‏ ‏"‏أنت عبد الله لا عبد الحارث‏"‏ ‏.‏ فقال‏:‏ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرّ، لا تقوى إلا بعصمة، ولا عمل إلا بتوفيق، وأحق ما عمل له الثواب، وأحق ما حذر منه العقاب، رضينا بالله رباً، وانتهينا إلى أمره لنصيب من وعده، ونسلم من وعيد‏"‏ ‏.‏ ورجع ولم يهاجر‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ هذا الاسم أخرجه أبو موسى هاهنا، وفي عبد الله بن حكيم الضبي، وروى عن سيف عن الصعب، وذكر مثل هذا‏.‏ وذكره أبو عمر في ‏"‏عبد الله بن الحارث‏"‏‏.‏ والصحيح أنه‏:‏ عبد الله بن زيد، كما ذكره أبو موسى، ووافقه عليه ابن ماكولا، وابن حبيب، وابن الكلبي وغيرهم، ولعل أبا عمر قد رأى ‏"‏عبد الحارث‏"‏ فظنه ‏"‏عبد الله بن الحارث‏"‏، وأما أبو موسى فلا أعلم لم جعله ترجمتين، وغاية ما في الأمر أن اسم أبيه اختلف فيه، ولم يكن وفد ضبة من الكثرة بحيث يكون فيهم ثلاثة، كانت أسماؤهم عبد الحارث، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله عبد الله‏.‏

عبد الله بن زيد بن عاصم

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم المازني، يعرف بابن أم عمارة، يكنى أبا محمد‏.‏ وقد نسبه أبو عمر عند ذكر أبيه، فخالف في بعض النسب كما ذكرناه هناك‏.‏

 شهد بدراً، قاله ابن منده وأبو نعيم‏.‏ وقال أبو عمر‏:‏ شهد أحداً وغيرها ولم يشهد بدراً وهو الصحيح، وهو قاتل مسيلمة الكذاب، لعنه الله في قول خليفة بن خياط وغيره‏.‏ وكان مسيلمة قد قتل أخاه حبيب بن زيد وقطعه عضواً عضواً، وقد ذكرناه، فأحب عبد الله ‏"‏بن زيد‏"‏ أن يأخذ بثأر أخيه، فقدر الله تعالى أن شارك وحشياً في قتل مسيلمة، رماه وحشي بالحربة، وضربه عبد الله بن زيد بالسيف فقتله‏.‏

وروى عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث‏.‏ روى عنه ابن أخيه عبّاد بن تميم، ويحيى بن عمارة، وواسع بن حبّان وغيرهم‏.‏

أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد وغيره قالوا‏:‏ أخبرنا أبو القاسم الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو بكر بن بخيث، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا أبو كريب، حدثنا بن أبي زائدة، عن شعبة عن حبيب بن زيد، عن عبّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه توضأ ومسح على أذنيه‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني يحيى بن جرجة، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد على ظهره، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى‏.‏

روى هذا الحديث عن ابن شهاب‏:‏ مالك، ويونس، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، ومعمر، وعبد الله بن عمر، وإبراهيم بن سعد وغيرهم مثل سفيان‏.‏ وخالفهم عبد العزيز بن الماجشون فقال‏:‏ عن الزهري، عن محمود بن لبيد، عن عباد بن تميم، عن عمه‏.‏ والأول أصح‏.‏

وقتل عبد الله بن زيد يوم الحرة سنة ثلاث وستين، أيام يزيد بن معاوية‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن زيد بن عمرو

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن‏.‏ كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى يونس عن ابن إسحاق‏:‏ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم قافلاً إلى المدينة، واحتمل معه الثقل الذي أصاب، وجعل على الثقل عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن‏.‏ قاله ابن منده، وذكر أبو نعيم كلامه هذا وقال‏:‏ وهم وصحّف، أما الوهم فهو عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وأما التصحيف فإنما هو النفل من الأنفال والعطية، ليس الثقل من الظعن والنساء، جعل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام بالنفل، الذي هو الغنائم في مقفله من بدر إلى المدينة‏.‏ وقد ذكره هذا المتأخر -يعني ابن منده- في باب الكاف، في باب عبد الله بن كعب‏.‏

والحق مع أبي نعيم، ووافقه غير‏:‏ أبو عمر، وابن الكلبي، وغيرهما‏.‏ على أن ابن منده له بعض العذر، فإن ابن إسحاق قد ذكر من رواية يونس بن بكير، عنه قال‏:‏ ‏"‏ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً إلى المدينة -يعني من بدر- واحتمل معه النفل الذي أصاب، وجعل على النفل عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن‏"‏ فإن ابن منده نقل ما سمع، إلا أنه لا كلام في أنه صحف ‏"‏النفل‏"‏ بالنون ‏"‏بالثقل‏"‏ بالثاء والقاف، والله أعلم‏.‏

عبد الله بن سابط

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي‏.‏

مكي روى عنه ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، ومن قال‏:‏ ‏"‏عبد الرحمن بن سابط‏"‏ نسبه إلى جده، وهو من كبار التابعين أكثر ما يأتي ذكره‏:‏ ‏"‏ابن سابط‏"‏ غير منسوب، أو ‏"‏عبد الرحمن بن سابط‏"‏ إذا روي عنه من رأيه أو من غير رأيه شيءٌ، وأبوه عبد الله له صحبة، وزعم بعض أهل ‏"‏العلم‏"‏ بالنسب‏:‏ أن عبد الله وعبد الرحمن ابني سابط أخوان، لا صحبة لهما، وأنهما جميعاً كانا فقيهين‏.‏

وقال الزبير وعمه مصعب‏:‏ عبد الرحمن بن سابط، أمه وأم إخوته‏:‏ عبد الله، وربيعة، وموسى، وفراس، وعبيد الله، وإسحاق، والحارث‏:‏ أم موسى بنت الأعور، واسمه خلف بن عمرو بن اهيب بن حذافة بن جمح، واسمها تماضر‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، من كبار التابعين وفقهائهم، حدث عنه ابن جريج وغيره، وابوه عبد الله بن سابط مذكور في الصحابة، من بني جمح في قريش، معروف الصحبة، مشهور النسب‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عبد الله بن ساعدة بن عامر

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن ساعدة بن عامر أبو حثمة الأنصاري، وذكرناه في عامر أيضاً، وهو بكنيته اشهر، وهو والد سهل بن أبي حثمة، يذكر في الكنى إن شاء الله تعالى‏.‏

 أخرجه أبو عمر‏.‏

عبد الله بن ساعدة بن عائش

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن ساعدة بن عائش بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي‏.‏ نسبه هكذا ابن الكلبي وقال‏:‏ أصله من بلي، وهو أخو عويم بن ساعدة‏.‏

وهو مدني، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه مسلم بن جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من كانت له غنم فليسر بها عن المدينة، فإن المدينة أقل أرض الله مطراً‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده‏:‏ توفي سنة مائة‏.‏

عبد الله بن ساعدة الهذلي

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن ساعدة الهذلي، يكنى أبا محمد‏.‏

روى عن عمر، ومات سنة مائة‏.‏ أورده ابن شاهين، وقد ذكر ابن منده عبد الله بن ساعدة الأنصاري أنه مات سنة مائة، فيحتمل أن يكونا واحداً‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عبد الله بن سالم

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن سالم‏.‏ روى عنه عبادة بن نسي أنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، نجد في ‏"‏التوراة‏"‏ كتاب الله‏:‏ أمة حمّادين‏.‏ ثم ذكر حديثاً طويلاً‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عبد الله بن السائب بن أسد

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، وأمه عاتكة بنت الأسود بن المطلب بن أسد، وكان شريفاً‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ ذكره بعض مشايخنا في الصحابة، وهو ابن أخي فاطمة بنت أبي حبيش، ويبعد أن يكون له صحبة‏.‏

عبد الله بن السائب المخزومي

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن السائب بن أبي السائب، واسم أبي السائب‏:‏ صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي القارئ‏.‏

أخذ عنه أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مجاهد وغيره من قراء أهل مكة‏.‏ سكن مكة وتوفي بها قبل ان يقتل عبد الله بن الزبير بيسير، وقيل‏:‏ إنه مولى مجاهد‏.‏ وقيل‏:‏ إن مولى مجاهد قيس بن السائب‏.‏ قرأ ابن كثير القرآن على مجاهد، وقرأ مجاهد على عبد الله بن السائب‏.‏

قال هشام بن محمد الكلبي‏:‏ كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية عبد الله بن السائب‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ كان شريكه السائب بن أبي السائب‏.‏

وقال غيرهما‏:‏ كان شريكه قيس بن السائب‏.‏

وقد جاء بذلك كله أثر، واختلف فيه عل مجاهد، وقاله أبو عمر‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم، عبد الله بن السائب بن أبي السائب العائذي المخزومي القاري، من قارة‏.‏ يكنى أبا عبد الرحمن‏.‏

أخبرنا هبة الله بن عبد الوهاب، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر بن حمدان، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا ابن جريج، حدثنا محمد بن عبّاد بن جعفر قال‏:‏ حدثني حديثاً رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب قال‏:‏ حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فصلى في فناء الكعبة وخلع نعليه، ووضعهما عن يساره، ثم استفتح بسورة ‏"‏المؤمنون‏"‏ فلما جاء ذكر عيسى -أو موسى- أخذته سعلة فركع‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قول ابن منده وابي نعيم‏:‏ إنه قاري من قارة‏.‏ هذا لفظهما وقارة هي القبيل المشهورة التي ينسب غليها هو قارة وهو‏:‏ أيثع بن ‏"‏مليح‏"‏ بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن غلياس بن مضر‏.‏ وقيل‏:‏ هو الديش بن محلم بن غالب بن يثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة‏.‏ قاله ابن الكلبي، فتكون النسبة إليه‏:‏ قاريّ بالتشديد، وليس كذلك، وإنما هذا هو عبد الله من بني مخزوم، وليس من القارة، وهو قارئٌ بالهمز، كما قاله أبو عمر، ثم إن ابن منده وأبا نعيم قد نسباه إلى مخزوم، ومع هذا فيقولان‏:‏ إن من قارة‏!‏‏!‏ والله أعلم‏.‏