فصل: تفسير الآيات (28- 36):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.تفسير الآيات (28- 36):

{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون} فإنهم يشربونها صرفاً لأنهم لم يشتغلوا بغير الله، وتمزج لسائر أهل الجنة وانتصاب {عَيْناً} على المدح أو الحال {مِن تَسْنِيمٍ} والكلام في الباء كما في {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله} {إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ} يعني رؤساء قريش. {كَانُواْ مِنَ الذين ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ} كانوا يستهزئون بفقراء المؤمنين.
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون بأعينهم.
{وَإِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمْ انقلبوا فاكهين} متلذذين بالسخرية منهم، وقرأ حفص {فَكِهِينَ}.
{وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَؤُلاَء لَضَالُّونَ} وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال.
{وَمَا أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ} على المؤمنين. {حافظين} يحفظون عليهم أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم.
{فاليوم الذين ءَامَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ} حين يرونهم أذلاء مغلوبين في النار. وقيل يفتح لهم باب إلى الجنة فيقال لهم اخرجوا إليها، فَإِذَا وصلوا أغلق دونهم فيضحك المؤمنون منهم.
{عَلَى الأرائك يَنظُرُونَ} حال من {يَضْحَكُونَ}.
{هَلْ ثُوّبَ الكفار} أي هل أثيبوا. {مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} وقرأ حمزة والكسائي بادغام اللام في الثاء.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المطففين سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة».

.سورة الانشقاق:

مكية وآيها خمس وعشرون آية.

.تفسير الآيات (1- 12):

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)}
{إِذَا السماء انشقت} بالغمام كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام} وعن علي رضي الله تعالى عنه: تنشق من المجرة.
{وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا} واستمعت له أي انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للآمر ويذعن له. {وَحُقَّتْ} وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد يقال: حق بكذا فهو محقوق وحقيق.
{وَإِذَا الأرض مُدَّتْ} بسطت بأن لا تزال جبالها وآكامها.
{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في باطنها.
{وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا} في الإِلقاء والتخلي. {وَحُقَّتْ} للإِذن وتكرير {إِذَا} لاستقلال كل من الجملتين بنوع من القدرة، وجوابه محذوف للتهويل بالإِبهام أو الاكتفاء بما مر في سورتي (التكوير) و(الانفطار) أو لدلالة قوله.
{يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبّكَ كَدْحاً فملاقيه} عليه وتقديره لاقى الإِنسان كدحه أي جهداً يؤثر فيه من كدحه إذا خدشه، أو {فملاقيه} و{يا أيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبّكَ} اعتراض، والكدح إليه السعي إلى لقاء جزائه.
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} سهلاً لا يناقش فيه.
{وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} إلى عشيرته المؤمنين، أو فريق المؤمنين، أو {أَهْلِهِ} في الجنة من الحور.
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه وَرَاء ظَهْرِهِ} أي يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره. قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره.
{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً} يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك.
{ويصلى سَعِيراً} وقرأ الحجازيان والشامي {ويصلى} لقوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} وقرئ: {ويصلى} لقوله تعالى: {ونصله جَهَنَّمَ}.

.تفسير الآيات (13- 19):

{إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)}
{إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ} أي في الدنيا. {مَسْرُوراً} بطراً بالمال والجاه فارغاً عن الآخرة.
{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} لن يرجع إلى الله تعالى.
{بلى} إيجاب لما بعد {لَنْ}. {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً} عالماً بأعماله فلا يهمله بل يرجعه ويجازيه.
{فَلاَ أُقْسِمُ بالشفق} الحمرة التي ترى في أفق المغرب بعد الغروب. وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى: أنه البياض الذي يليها، سمي به لرقته من الشفقة.
{واليل وَمَا وَسَقَ} وما جمعه وستره من الدواب وغيرها يقال: وسقه فاتسق واستوسق، قال:
مُسْتَوْسِقَاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سَائِقاً

أو طرده إلى أماكنه من الوسيقة.
{والقمر إِذَا اتسق} اجتمع وتم بدراً.
{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ} حالاً بعد حال مطابقة لأختها في الشدة، وهو لما طابق غيره فقيل للحال المطابقة، أو مراتب من الشدة بعد المراتب هي الموت ومواطن القيامة وأهوالها، أو هي وما قبلها من الدواهي على أنه جمع طبقة. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {لَتَرْكَبُنَّ} بالفتح على خطاب الإنسان باعتبار اللفظ، أو الرسول عليه الصلاة والسلام على معنى {لَتَرْكَبُنَّ} حالاً شريفة ومرتبة عالية بعد حال ومرتبة، أو {طَبَقاً} من أطباق السماء بعد طبق ليلة المعراج وبالكسر على خطاب النفس، وبالياء على الغيبة و{عَن طَبقٍ} صفة ل {طَبَقاً} أو حال من الضمير بمعنى مجاوز ال {طَبقٍ} أو مجاوزين له.

.تفسير الآيات (20- 25):

{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)}
{فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} بيوم القيامة.
{وَإِذَا قُرِئ عَلَيْهِمُ القرءان لاَ يَسْجُدُونَ} لا يخضعون أو {لاَ يَسْجُدُونَ} لتلاوته. لما روي: أنه عليه الصلاة والسلام قرأ {واسجد واقترب} فسجد بمن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤوسهم فنزلت. واحتج به أبو حنيفة على وجوب السجود فإنه ذم لمن سمعه ولم يسجد. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سجد فيها وقال: والله ما سجدت فيها إلا بعد أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
{بَلِ الذين كَفَرُواْ يُكَذّبُونَ} أي بالقرآن.
{والله أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ} بما يضمرون في صدورهم من الكفر والعداوة.
{فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} استهزاء بهم.
{إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} استثناء منقطع أو متصل، والمراد من تاب وآمن منهم. {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} مقطوع أو {مَمْنُونٍ} به عليهم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الانشقاق أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره».

.سورة البروج:

مكية وآيها ثنتان وعشرون آية.

.تفسير الآيات (1- 4):

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)}
{والسماء ذَاتِ البروج} يعني البروج الاثني عشر شبهت بالقصور لأنها تنزلها السيارات وتكون فيها الثوابت، أو منازل القمر أو عظام الكواكب سميت بروجاً لظهورها، أو أبواب السماء فإن النوازل تخرج منها وأصل التركيب للظهور.
{واليوم الموعود} يوم القيامة.
{وشاهد وَمَشْهُودٍ} ومن يشهد في ذلك اليوم من الخلائق وما أحضر فيه من العجائب، وتنكيرهما للإبهام في الوصف أي {وشاهد وَمَشْهُودٍ} لا يكتنه وصفهما، أو المبالغة في الكثرة كأنه قيل: ما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود، أو النبي عليه الصلاة والسلام وأمته، أو أمته وسائر الأمم، أو كل نبي وأمته، أو الخالق والخلق، أو عكسه فإن الخالق مطلع على خقله وهو شاهد على وجوده، أو الملك الحفيظ والمكلف أو يوم النحر، أو عرفة والحجيج، أو يوم الجمعة والجمع فإنه يشهد له أو كل يوم وأهله.
{قُتِلَ أصحاب الأخدود} قيل إنه جواب القسم على تقدير لقد {قَتْلَ}، والأظهر أنه دليل جواب محذوف كأنه قيل إنهم ملعونون يعني كفار مكة لعن أصحاب الأخدود، فإن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على أذاهم وتذكيرهم بما جرى على من قبلهم، والأخدود الخد وهو الشق في الأرض ونحوهما بناء ومعنى الحق والأحقوق. روي مرفوعاً: «أن ملكاً كان له ساحراً فلما كبر ضم إليه غلاماً ليعلمه، وكان في طريقه راهب فمال قلبه إليه، فرأى في طريقه ذات يوم حية قد حبست الناس فأخذ حجراً وقال: اللَّهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر فاقتلها فقتلها، وكان الغلام بَعْدُ يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي من الأدواء، وعمي جليس الملك فأبرأه، فسأله الملك عمن أبرأه فقال ربي فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه، فدل على الراهب فقده بالمنشار، وأرسل الغلام إلى جبل ليطرح من ذروته، فدعا فرجف بالقوم فهلكوا ونجا، وأجلسه في سفينة ليغرق فدعا فانكفأت السفينة بمن معه فغرقوا ونجا، فقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس وتصلبني وتأخذ سهماً من كنانتي وتقول: بسم الله رب هذا الغلام، ثم ترميني به فرماه فوقع في صدغه فمات، فآمن الناس برب الغلام، فأمر بأخاديد وأوقدت فيها النيران، فمن لم يرجع منهم طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاعست فقال الصبي: يا أماه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت» وعن علي رضي الله تعالى عنه. كان بعض ملوك المجوس خطب الناس وقال: إن الله أحل نكاح الأخوات فلم يقبلوه، فأمر بأخاديد النار فطرح فيها من أبى، وقيل لما تنصر نجران غزاهم ذو نواس اليهودي من حمير فأحرق في الأخاديد من لم يرتد.

.تفسير الآيات (5- 14):

{النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)}
{النار} بدل من {الأخدود} بدل الاشتمال. {ذَاتِ الوقود} صفة لها بالعظمة وكثرة ما يرتفع بها لهبها، واللام في {الوقود} للجنس.
{إِذْ هُمْ عَلَيْهَا} على حافة النار. {قُعُودٌ} قاعدون.
{وَهُمْ على مَا يَفْعَلُونَ بالمؤمنين شُهُودٌ} يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنهم لم يقصروا فيما أمروا به، أو يشهدون على ما يفعلون يوم القيامة حين تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم.
{وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ} وما أنكروا. {إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بالله العزيز الحميد} استثناء على طريقة قوله:
وَلاَ عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم ** بِهِن فُلُولٌ مِنْ قراعِ الكتائبِ

ووصفه بكونه عزيزاً غالباً يخشى عقابه حميداً منعماً يرجى ثوابه وقرر ذلك بقوله: {الذى لَهُ مُلْكُ السموات والارض وَهُوَ على كُلّ شَئ شَهِيدٍ} للإِشعار بما يستحق أن يؤمن به ويعبد.
{إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات} بلوهم بالأذى. {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} بكفرهم. {وَلَهُمْ عَذَابُ الحريق} العذاب الزائد في الاحراق بفتنتهم. بل المراد ب {الذين فَتَنُواْ} {أصحاب الأخدود} وب {عَذَابَ الحريق} ما روي أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.
{إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار ذَلِكَ الفوز الكبير} إذ الدنيا وما فيها تصغر دونه.
{إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ} مضاعف عنفه فإن البطش أخذ بعنف.
{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئ وَيُعِيدُ} {يُبْدِئ} الخلق ويعيده، أو {يُبْدِئ} البطش بالكفرة في الدنيا ويعيده في الآخرة.
{وَهُوَ الغفور} لمن تاب. {الودود} المحب لمن أطاع.