فصل: سورة الشرح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.سورة الشرح:

مكية. وآيها ثمان آيات.

.تفسير الآيات (1- 8):

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق فكان غائباً حاضراً، أو ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم وأزلنا عنه ضيق الجهل، أو بما يسرنا لك تلقي الوحي بعدما كان يشق عليك، وقيل إنه إشارة إلى ما روي: «أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباه أو يوم الميثاق، فاستخرج قلبه فغسله ثم ملأه إيماناً وعلماً» ولعله إشارة إلى نحو ما سبق ومعنى الاستفهام إنكار نفي الانشراح مبالغة في إثباته ولذلك عطف عليه.
{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} عبأك الثقيل.
{الذى أَنقَضَ ظَهْرَكَ} الذي حمله على النقيض وهو صوت الرحل عند الانتقاض من ثقل الحمل وهو ما ثقل عليه من فرطاته قبل البعثة، أو جهله بالحكم والأحكام أو حيرته، أو تلقي الوحي أو ما كان يرى من ضلال قومه من العجز عن إرشادهم، أو من إصرارهم وتعديهم في إيذائه حين دعاهم إلى الإيمان.
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} بالنبوة وغيرها، وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته، وصلى عليه في ملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وخاطبه بالألقاب، وإنما زاد {لَكَ} ليكون إبهاماً قبل إيضاح فيفيد المبالغة.
{فَإِنَّ مَعَ العسر} كضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم. {يُسْراً} كالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمك، وتنكيره للتعظيم والمعنى بما في {إن} مع من المصاحبة المبالغة في معاقبة اليسر للعسر، واتصاله به اتصال المتقاربين.
{إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً} تكرير للتأكيد أو استئناف وعده بأن {العسر} متبوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك: إن للصائم فرحة، إن للصائم فرحة أي فرحة عند الإِفطار وفرحة عند لقاء الرب. وعليه قوله عليه الصلاة والسلام: «لن يغلب عسر يسرين» فإن العسر معرف فلا يتعدد سواء كان للعهد أو للجنس، واليسر منكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد يغاير ما أريد بالأول.
{فَإِذَا فَرَغْتَ} من التبيلغ. {فانصب} فاتعب في العبادة شكراً لما عددنا عليك من النعم السالفة ووعدناك من النعم الآتية. وقيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة، أو {فَإِذَا فَرَغْتَ} من الصلاة فانصب بالدعاء.
{وإلى رَبّكَ فارغب} بالسؤال ولا تسأل غيره فإنه القادر وحده على إسعافك، وقرئ: {فَرَغِّبْ} أي فرغب الناس إلى طلب ثوابه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة ألم نشرح فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني».

.سورة التين:

مختلف فيها. وآيها ثمان آيات.

.تفسير الآيات (1- 8):

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}
{والتين والزيتون} خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فصل له وغذاء لطيف سريع الهضم، ودواء كثير النفع فإنه يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين، ويزيل رمل المثانة ويفتح سدد الكبد والطحال، ويسمن البدن وفي الحديث: «أنه يقطع البواسير وينفع من النقرس». والزيتون فاكهة وإدام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع، مع أنه قد ينبت حيث لا دهنية فيه كالجبال، وقيل المراد بهما جبلان من الأرض المقدسة أو مسجدا دمشق وبيت المقدس، أو البلدان.
{وَطُورِ سِينِينَ} يعني الجبل الذي ناجى عليه موسى عليه الصلاة والسلام ربه و{سِينِينَ} و{سَيْنَاء} اسمان للموضع الذي هو فيه.
{وهذا البلد الأمين} أي الآمن من أمن الرجل أمانة فهو أمين، أو المأمون فيه يأمن فيه من دخله والمراد به مكة.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان} يريد به الجنس. {فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} تعديل بأن خص بانتصاب القامة وحسن الصورة واستجماع خواص الكائنات ونظائر سائر الممكنات.
{ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين} بأن جعلناه من أهل النار أو إلى أسفل سافلين وهو النار. وقيل هو أرذل العمر فيكون قوله: {إِلاَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} استثناء منقطعاً. {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} لا ينقطع أولاً يمن به عليهم، وهو على الأولى حكم مرتب على الاستثناء مقرر له.
{فَمَا يُكَذّبُكَ} أي فأي شيء يكذبك يا محمد دلالة أو نطقاً. {بَعْدُ بالدين} بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل وقيل: {ما} بمعنى من. وقيل الخطاب للإنسان على الالتفات. والمعنى فما الذي يحملك على هذا الكذب.
{أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين} تحقيق لما سبق. والمعنى أليس الذي فعل ذلك من الخلق والرد {بِأَحْكَمِ الحاكمين} صنعاً وتدبيراً ومن كان كذلك كان قادراً على الإِعادة والجزاء على ما مر مراراً.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والتين أعطاه الله العافية واليقين ما دام حياً، فإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة».

.سورة العلق:

مكية. وآيها تسع عشرة آية.

.تفسير الآيات (1- 19):

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
{اقرأ باسم رَبّكَ} أي اقرأ القرآن مفتتحاً باسمه سبحانه وتعالى. أو مستعيناً به. {الذى خَلَقَ} أي الذي له الخلق أو الذي خلق كل شيء، ثم أفرد ما هو أشرف وأظهر صنعاً وتدبيراً وأدل على وجوب العبادة المقصودة من القراءة فقال: {خَلَقَ الإنسان} أو الذي {خَلَقَ الإنسان} فأبهم أولاً ثم فسر تفخيماً لخلقه ودلالة على عجيب فطرته. {مِنْ عَلَقٍ} جمعه على {الإنسان} في معنى الجمع ولما كان أول الواجبات معرفة الله سبحانه وتعالى نزل أولاً ما يدل على وجوده وفرط قدرته وكمال حكمته.
{اقرأ} تكرير للمبالغة، أو الأول مطلق والثاني للتبليغ أو في الصلاة ولعله لما قيل له: {اقرأ باسم رَبّكَ} فقال: «ما أنا بقارئ» فقيل له اقرأ: {وَرَبُّكَ الأكرم} الزائد في الكرم على كل كريم فإنه سبحانه وتعالى ينعم بلا عوض ويحلم من غير تخوف، بل هو الكريم وحده على الحقيقة.
{الذى عَلَّمَ بالقلم} أي الخط بالقلم، وقد قرئ به لتقيد به العلوم ويعلم به البعيد.
{عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ} بخلق القوى ونصب الدلائل وإنزال الآيات فيعلمك القراءة وإن لم تكن قارئاً، وقد عدد سبحانه وتعالى مبدأ أمر الإنسان ومنتهاه إظهاراً لما أنعم عليه، من أن نقله من أخس المراتب إلى أعلاها تقريراً لربوبيته وتحقيقاً لأكرميته، وأشار أولاً إلى ما يدل على معرفته عقلاً ثم نبه على ما يدل عليها سمعاً.
{كَلاَّ} ردع لمن كفر بنعمة الله بطغيانه وإن لم يذكر لدلالة الكلام عليه. {إِنَّ الإنسان ليطغى}.
{أَن رَّءاهُ استغنى} أن رأى نفسه، واستغنى مفعوله الثاني لأنه بمعنى علم ولذلك جاز أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين لواحد.
{إِنَّ إلى رَبّكَ الرجعى} الخطاب للإنسان على الالتفات تهديداً وتحذيراً من عاقبة الطغيان، و{الرجعى} مصدر كالبشرى.
{أَرَأَيْتَ الذي ينهى عَبْداً إِذَا صلى} نزلت في أبي جهل قال لو رأيت محمداً ساجداً لوطئت عنقه، فجاءه ثم نكص على عقبيه فقيل له مالك، فقال إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة. فنزلت ولفظ العبد وتنكيره للمبالغة في تقبيح النهي والدلالة على كمال عبودية المنهي.
{أَرَءَيْتَ إِن كَانَ على الهدى أَوْ أَمَرَ بالتقوى} أرأيت تكرير للأول وكذا الذي في قوله: {أَرَءيْتَ إِن كَذَّبَ وتولى أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى} والشرطية مفعوله الثاني وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب الشرط الثاني الواقع موقع القسيم له. والمعنى أخبرني عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته إن كان ذلك الناهي على هدى فيما ينهى عنه، أو آمراً {بالتقوى} فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقده، أو إن كان على التكذيب للحق والتولي عن الصواب كما تقول، {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى} ويطلع على أحواله من هداه وضلاله.
وقيل المعنى {أَرَأَيْتَ الذي ينهى عَبْداً} يصلي والمنهي على الهدى آمراً بالتقوى، والناهي مكذب متولٍ فما أعجب من ذا. وقيل الخطاب في الثانية مع الكافر فإنه سبحانه وتعالى كالحاكم الذي حضره الخصمان يخاطب هذا مرة والآخر أخرى، وكأنه قال يا كافر أخبرني إن كان صلاته هدى ودعاؤه إلى الله سبحانه وتعالى أمراً بالتقوى أتنهاه، ولعله ذكر الأمر بالتقوى في التعجب والتوبيخ ولم يتعرض له في النهي لأن النهي كان عن الصلاة والأمر بالتقوى، فاقتصر على ذكر الصلاة لأنه دعوة بالفعل أو لأن نهي العبد إذا صلى يحتمل أن يكون لها ولغيرها، وعامة أحوالها محصورة في تكميل نفسه بالعبادة وغيره بالدعوة.
{كَلاَّ} ردع للناهي. {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ} عما هو فيه. {لَنَسْفَعاً بالناصية} لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها إلى النار، والسفع القبض على الشيء وجذبه بشدة، وقرئ: {لنَسْفَعَنَّ} بنون مشددة و{لأسفعن}، وكتابته في المصحف بالألف على حكم الوقف والاكتفاء باللام عن الإِضافة للعلم بأن المراد ناصية المذكور.
{نَاصِيَةٍ كاذبة خَاطِئَةٍ} بدل من الناصية وإنما جاز لوصفها، وقرئت بالرفع على هي ناصية والنصب على الذم ووصفها بالكذب والخطأ، وهما لصاحبها على الإسناد المجازي للمبالغة.
{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أي أهل ناديه ليعينوه وهو المجلس الذي ينتدي فيه القوم. روي أنا أبا جهل لعنه الله مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال: ألم أنهك، فاغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً فنزلت» {سَنَدْعُ الزبانية} ليجروه إلى النار وهو في الأصل الشرط واحدها زبنية كعفرية من الزبن وهو الدفع، أو زبني على النسب وأصلها زباني والتاء معوضة عن الياء.
{كَلاَّ} ردع أيضاً للناهي. {لاَ تُطِعْهُ} أي أثبت أنت على طاعتك. {واسجد} داوم على سجودك. {واقترب} وتقرب إلى ربك وفي الحديث: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد» عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة العلق أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله».

.سورة القدر:

مختلف فيها. وآيها خمس آيات.

.تفسير الآيات (1- 5):

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
{إِنَّا أنزلناه في لَيْلَةِ القدر} الضمير للقرآن فخمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند نزله إليه، وعظم الوقت الذي أنزل فيه بقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وإنزاله فيها بأن ابتدأ بإنزاله فيها، أو أنزله جملة من اللوح إلى السماء الدنيا على السفرة، ثم كان جبريل عليه الصلاة والسلام ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوماً في ثلاث وعشرين سنة. وقيل المعنى {أنزلناه} في فضلها وهي في أوتار العشر الأخير في رمضان، ولعلها السابعة منها. والداعي إلى إخفائها أن يُحيي من يريدها ليالي كثيرة، وتسميتها بذلك لشرفها أو لتقدير الأمور فيها لقوله سبحانه وتعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} وذكر الألف إما للتكثير، «أو لما روي أنه عليه الصلاة والسلام ذكر إسرائيلياً يلبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المؤمنون وتقاصرت إليهم أعمالهم، فأعطوا ليلة القدر هي خير من مدة ذلك الغازي» {تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم} بيان لما له فُصِّلَتْ على ألف شهر وتنزلهم إلى الأرض، أو إلى السماء الدنيا أو تقربهم إلى المؤمنين. {مّن كُلّ أَمْرٍ} من أجل كل قدر في تلك السنة، وقرئ: {من كل امرئ} أي من أجل كل إنسان.
{سلام هِىَ} ما هي إلا سلامة أي لا يقدر الله فيها إلا السلامة، ويقضي في غيرها السلامة والبلاء، أو ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون فيها على المؤمنين. {حتى مَطْلَعِ الفجر} أي وقت مطلعه أي طلوعه. وقرأ الكسائي بالكسر على أنه كالمرجع أو اسم زمان على غير قياس كالمشرق.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة القدر أعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر».