فصل: تفسير الآية رقم (87):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (87):

{قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
(87)- فَأَعْلَنَ ذُو القَرْنَيْنِ فِي أَفْرَادِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَنَّهُ مَنْ ظَلَمَ مِنْهُمْ نَفْسَهُ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى كُفْرِهِ وَشِرْكِهِ بِرَبِّهِ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ بِالْقَتْلِ فِي الدُّنْيا، وَحِينَ يَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَإِنَّهُ سَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً شَدِيداً مُؤْلِماً.
عَذَاباً نُكْراً- مُنْكَراً فَظِيْعاً.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
{آمَنَ} {صَالِحاً}
(88)- وَأَمَّا مَنْ تَابَعَنَا عَلَى مَا نَدْعُوهُ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، فَلَهُ المَثُوبَةُ الحُسْنَى فِي الدَّارِ الآخِرَةِ، جَزَاءً لَهُ عَلَى إِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِحِ، وَسَنُعَامِلُهُ بِرِفْقٍ فِي الدُّنْيَا، وَسَنُعَلِّمُهُ مَا يَتَيَسَّرُ لَنَا تَعْلِيمُهُ مِمَّا يُقَرِّبُهُ إِلَى رَبِّهِ، وَيَلِينُ لَهُ قَلْبُهُ، وَلا يَشُقُّ عَلَيْهِ فِعْلُهُ.

.تفسير الآية رقم (89):

{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
(89)- ثُمَّ قَفَلَ رَاجِعاً فَسَلَكَ الطَّرِيقَ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ إِلَى مَشْرِقِهَا.

.تفسير الآية رقم (90):

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
(90)- فَلَمَّا بَلَغَ أَقْصَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ الإِنْسَانُ فِي سَيْرِهِ بَاتِّجَاهِ الشَّرْقِ مِنَ الأَرْضِ (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ لَهُمْ بِنَاءٌ يُكِنُّهُمْ، وَلا أَشْجَارٌ تُظِلُّهُمْ وَتَسْتُرُهُمْ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ وَلَفْحِهَا، فَهُمْ يَغِيْبُونَ فِي سَرَادِيبَ فِي النَّهَارِ، تَقِيْهِمْ حَرَّ الشَّمْسِ وَلَفْحِهَا، وَيَخْرُجُونَ مِنْ هَذِهِ السَّرَادِيبِ لَيْلاً لِكَسْبِ عَيْشِهِمْ.
سِتْراً- سَاتِراً مِنَ اللِّبَاسِ أَوِ البِنَاءِ.

.تفسير الآية رقم (91):

{كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
(91)- لَقَدْ كَانَ حَالُ ذِي القَرْنَيْنِ كَمَا وَصَفْنَا مِنْ قَبْلُ: مَكَّنَا لَهُ فِي الأَرْضِ، وَبَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَمَغْرِبَهَا، وَنَحْنُ عَلَى عِلْمٍ وَاطِّلاعٍ عَلَى جَمِيعِ أَحْوَالِهِ وَأَحْوَالِ جَيْشِهِ، لا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنْهُ شَيءٌ.
خُبْراً- عِلْماً شَامِلاً.

.تفسير الآية رقم (92):

{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
(92)- ثُمَّ أَتْبَعَ طَرِيقاً ثَالِثاً مُعْتَرِضاً مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ إِلَى الشِّمَالِ.

.تفسير الآية رقم (93):

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
(93)- حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ، وَجَدَ، دُوْنَ السَّدَّيْنِ، قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً، لاسْتِعْجَامِ كَلامِهِمْ، وَبُعْدِ لُغَتِهِمْ عَنْ لُغَاتِ النَّاسِ، مَعَ قِلَّةِ فِطْنَتِهِمْ، إِذْ لَوْ كَانَتْ لَهُمْ فِطْنَةٌ لَفَهِمُوا مَا يُرَادُ مِنَ القَوْلِ بِالْقَرَائِنِ، وَمُقْتَضَيَاتِ الحَالِ.
السَّدَّيْنِ- جَبَلَيْنِ مُتَنَاوِحَيْنِ بَيْنَهُمَا ثَغْرَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا قَوْمُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ عَلَى بِلادِ التُّرْكِ، فَيَعِيثُونَ فِيهَا فَسَاداً، وَيُهْلِكُونَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ.

.تفسير الآية رقم (94):

{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
{ياذا القرنين}
(94)- فَقَالُوا: يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ قَوْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ هُمْ قَوْمٌ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ، وَيَعِيثُونَ فِي أَرْضِنَا فَسَاداً، فَيَقْتُلُونَ وَيُخَرِّبُونَ. فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ جُعْلاً مِنْ أَمْوَالِنَا لِتَبْنِيَ لَنَا سَدّاً يَحُولُ دُونَ وُصُولِهِمْ إِلَيْنَا؟
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ- قَبِيلَتَانِ.
خَرْجاً- جُعْلاً مِنَ المَالِ تَسْتَعِينُ بِهِ فِي البِنَاءِ.

.تفسير الآية رقم (95):

{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
(95)- فَقَالَ لَهُمْ ذُو الْقَرْنَينِ: إِنَّ الَّذِي أَعْطَانِي اللهُ رَبِّي مِنَ المَالِ وَالقُوَّةِ وَالتَّمْكِينِ فِي الأَرْضِ هُوَ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي تَبْذُلُونَهُ لِي، فَلا حَاجَةَ لِي بِهِ، وَلَكِنْ سَاعِدُونِي بِعَمَلِكُمْ، وَبِآلاتِ البِنَاءِ (بِقُوَّةٍ)، أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ سَدّاً مَنِيعاً، وَحَاجِزاً حَصِيناً مَتِيناً (رَدْماً).

.تفسير الآية رقم (96):

{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
{آتُونِي}
(96)- قَالَ ائْتُونِي بِقِطَعِ الحَدِيدِ، فَأَتَوْهُ بِهَا، فَأَخَذَ يُنَضِّدُهَا بَعْضَها فَوْقَ بَعْضٍ مِنْ الأَسَاسِ، حَتَّى إِذَا حَاذَى بِهَا رُؤُوسَ الجِبَالِ طَوْلاً وَعَرْضاً، أَضْرَمَ النَّارَ، حَتَّى إِذَا صَارَ الحَدِيدُ كُلُّهُ نَاراً، قَالَ: اتُونِي بِالنُّحَاسِ الذَّائِبِ لِيَصُبَّهُ عَلَى الحَدِيدِ المُحَمَّي. فَصَارَ السَدُّ كُلُّهُ كُتْلَةً وَاحِدَةً.
زُبَرَ الْحَدِيدِ- وَاحِدُها زُبْرةٌ أَيْ قِطْعَةٌ ضَخْمَةٌ.
قِطْراً- النٌّحَاسُ الذَّائِبُ.
الصَّدَفَيْنِ- جَانِبَيِ الجَبَلَيْنِ- أَوْ رَأْسَ الجَبَلَيْنِ.

.تفسير الآية رقم (97):

{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
{اسطاعوا} {استطاعوا}
(97)- فَمَا اسْتَطَاعَ قَوْمُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَنْ يَصْعَدُوا فَوْقَ السَّدِّ لارْتِفَاعِهِ وَمَلاسَتِهِ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا نَقْبَهُ لَصَلابَتِهِ وَسَمَاكَتِهِ.
أَنْ يَظْهَرُوهُ- أَنْ يَعْلُوا ظَهْرَهُ لارْتِفَاعِهِ.
نَقْباً- خَرْقاً وَثُقْباً لِصَلابَتِهِ وَثَخَانَتِهِ.

.تفسير الآية رقم (98):

{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
(98)- وَلَمَّا انْتَهَى ذُو القَرْنَيْنِ مِنْ إِقَامَةِ السَّدِّ قَالَ: هَذا السَّدُّ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ بِالنَّاسِ، إِذْ حَالَ دُونَ يَأْجُوجٍ وَمَأْجُوجٍ وَالْعَيْثِ وَالفَسَادِ فِي الأَرْضِ، فَإِذا اقْتَرَبَ الوَعْدُ الحَقُّ، وَحَانَ مَوْعِدُ خُرُوجِهِمْ مِنْ وَرَاءِ السَّدِّ، دَكَّهُ اللهُ، وَسَوَّاهُ بِالأَرْضِ، وَكَانَ وَعْدُ اللهِ حَقّاً مَفْعُولاً لا مَحَالَةَ.
جَعَلَهُ دَكَّآءَ- مَدْكُوكاً مِنْ أَسَاسِهِ وَمُسَوَّى بِالأَرْضِ. وَتَقُولُ العَرَبُ نَاقَةٌ دَكَّاءُ أَيْ لا سَنَامَ لَهَا.

.تفسير الآية رقم (99):

{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)}
{يَوْمَئِذٍ} {فَجَمَعْنَاهُمْ}
(99)- وَيَوْمَ يَدُكُّ اللهُ هَذَا السَّدَّ يَخْرُجُ هؤُلاءِ فَيَمُوجُونَ فِي النَّاسِ، وَيُفْسِدُونَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيُتْلِفُونَ أَشْيَاءَهُمْ. وَحِينَ يَحِينُ مَوْعِدُ قِيَامِ السَّاعَةِ يَنْفُخُ المَلَكُ فِي الصُّورِ، وَيَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ جَمِيعاً إِلَيْهِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
يَمُوجُ- يَخْتَلِطُ وَيَضْطَرِبُ.
نُفِخَ فِي الصُّورِ- نُفِخَ فِي القَرْنِ نَفْخَةُ البَعْثِ؛ وَالصُّورُ قَرْنٌ إِذَا نُفِخَ فِيهِ أَحْدَثَ صَوْتاً.

.تفسير الآية رقم (100):

{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)}
{يَوْمَئِذٍ} {لِّلْكَافِرِينَ}
(100)- وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يَعْرِضُ اللهُ تَعَالَى جَهَنَّمَ عَلَى الكَافِرِينَ، وَيُبْرِزُهَا لَهُمْ لِيَرَوْا مَا فِيهَا مِنَ الهَوْلِ وَالنَّكَالِ، قَبْلَ أَنْ يَقْذِفَهُمْ فِيهَا، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي تَعْجِيلِ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالأَلَمِ لَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (101):

{الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
(101)- وَهَؤُلاءِ الكَافِرُونَ، الَّذِينَ اسْتَحَقُّوا هَذا العِقَابَ، هُمُ الَّذِينَ تَغَافَلُوا عَنْ قَبُولِ الهُدَى، وَاتِّبَاعِ الحَقِّ، وَكَانُوا لا يَعْقِلُونَ عَنِ اللِه أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ.
غِطَاءٍ- غِشَاءٍ غَلِيظٍ، وَسِتْرٍ كَثِيفٍ.

.تفسير الآية رقم (102):

{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
{لِلْكَافِرِينَ}
(102)- أَفَظَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِي، وَاتَّخَذُوا عِبَادِي، الَّذِينَ هُمْ فِي قَبْضَتِي، وَتَحْتَ سُلْطَانِي، كَالمَلائِكَةِ وَعِيسَى وَعُزَيْرٍ... مَعْبُودَاتٍ مِنْ دُونِي أَنَّ هَؤُلاءَ المَعْبُودِينَ سَيَنْفَعُونَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ إِنَّ ذَلِكَ لَنْ يُجْدِيهِمْ نَفْعاً، وَلَنْ يُنَجِّيهِمْ مِمَّا يَحِلُّ بِهِمْ مِنَ النَّكَالِ وَالوَبَالِ، وَلَنْ يُنْجِيَهُمْ مِنَ العَذَابِ، فَقَدْ هَيَّأْنَا جَهَنَّمَ وَأَعْدَدْنَاهَا لِهَؤُلاءِ الكَافِرِينَ لِتَكُونَ لَهُمْ مَقَرّاً وَمُسْتَقَرّاً (نُزُلاً).
نُزُلاً- مَنْزِلاً أَوْ شَيْئاً يَمْتَنِعُونَ بِهِ.

.تفسير الآية رقم (103):

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)}
{أَعْمَالاً}
(103)- قُلْ، أَيُّهَا الرَّسُولُ لِهَؤُلاءِ الَّذِينَ يُجَادِلُونَكَ بِالبَاطِلِ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ: هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً؟ إِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ عَبَدُوا اللهَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقَةٍ يَرْضَاهَا تَعَالَى، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُصِيبُونَ فِيهَا، وَأَنَّ عَمَلَهُمْ مَقْبُولٌ. وَهُمْ فِي الحَقِيقَةِ مُخْطِئُونَ وَاهِمُونَ، وَعَمَلُهُمْ مَرْدُودٌ.

.تفسير الآية رقم (104):

{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}
{الحياة}
(104)- يُفَسِّرُ اللهُ تَعَالَى هُنَا مَعْنَى (الأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً)، وَيَدُلٌّ عَلَيْهِمْ، فَيَقُولُ: إِنَّهُمُ الَّذِينَ عَمِلُوا أَعْمَالاً بَاطِلَةً عَلَى غَيْرِ شَرِيعَتِهِ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيءٍ مِنَ الهُدَى وَالصَّوَابِ، وَأَنَّهُمْ مَقْبُولُونَ وَمَحْبُوبُونَ، وَأَنَّ أَعْمَالَهُمْ حَسَنَةٌ يَقْبَلُهَا اللهُ تَعَالَى.

.تفسير الآية رقم (105):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)}
{أولئك} {بِآيَاتِ} {وَلِقَائِهِ} {أَعْمَالُهُمْ} {القيامة}
(105)- وَهَؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ، وَكَفَرُوا بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَكَفَرُوا بِحُجَجِ رَبِّهِمْ وَبَرَاهِينِهِ وَدَلائِلِهِ التِي أَقَامَهَا عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَصِدْقِ رُسُلِهِ، وَكَذَّبُوا بِالآخِرَةِ وَالحِسَابِ، فَهَلَكَتْ أَعْمَالُهُمْ وَبَطَلَتْ (حَبِطَتْ)، فَلا تَزِنُ أَعْمَالُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ شَيْئاً، وَلا يَكُونُ فِي كَفَّةِ أَعْمَالِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَمَلٌ صَالِحٌ يُرَجِّحُهَا، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ خَالِيَةٌ مِنْ عَمَلِ خَيْرٍ، وَالمَوَازِينُ لا تَرْجَحُ وَلا تَثْقُلُ إِلا بِالعَمَلِ الصَّالِحِ.
وَفِي الحَدِيثِ: «يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِرَجُلٍ عَظِيمٍ طَوِيلٍ فَلا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جُنَاحَ بَعُوضَةٍ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وَزْناً- مِقْدَاراً وَاعْتِبَاراً لِحُبُوطِ أَعْمَالِهِمْ وَتَلاشِيهَا.

.تفسير الآية رقم (106):

{ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)}
{آيَاتِي}
(106)- وَيَكُونُ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ اللهِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، العَذَابَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَقَدْ جَازَاهُمُ اللهُ بِهَذا الجَزَاءِ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ، وَاتِّخَاذِهِمْ، آيَاتِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَنُذُرِهِ هُزْواً، فَاسْتَهْزَؤُوا وَكَذَّبُوا الرُّسُلَ أَشَدَّ التَّكْذِيبِ.