فصل: تفسير الآية رقم (47):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (47):

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}
{الموازين} {القيامة} {حَاسِبِينَ}
(47)- وَيَضَعُ اللهُ تَعَالَى المَوَازِينَ العَادِلَةَ، يَوْمَ القِيَامَةِ، لِوَزْنِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، فَإِنَّهَا تُوزَنُ لَهُ أَو عَلَيْهِ. وَكَفَى باللهِ حَاسِباً لِأَعْمَالِ الخَلائِقِ، فلا يُغَادِرُ مِنْهَا صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا.
القِسْطَ- العَدْلَ أَوْ ذواتَ العَدْلِ.
مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ- وَهِيَ أَقَلُّ شَيءٍ وَزْناً.

.تفسير الآية رقم (49):

{الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)}
(49) وَهَوُلاءِ المُتَّقُونَ، الذِينَ تَعِظُهُمْ كُتُبُ اللهِ، وَتُذَكِّرُهُمْ، وَتُنِيرُ قُلُوبَهُمْ، هُمُ الذينَ تَسْتَشْعِرُ قُلُوبُهُم خَشْيَةَ اللهِ، وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُم وَهُمْ لَمْ يَرُوْهُ، وَهُمْ يَخَافُونَ قِيامَ السَّاعَةِ، وَيُشْفِقُونَ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَعْمَلُون لِذَلِكَ اليَوْمِ وَيَسْتَعِدُّونَ.
مُشْفِقُونَ- خَائِفُونَ حَذِرُونَ.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)}
{آتَيْنَآ} {إِبْرَاهِيمَ} {عَالِمِينَ}
(51)- وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ مَا فِيهِ صَلاحُهُ وَهُدَاهُ مِنْ قَبْلِ هَارُونَ وَمُوسَى، وَوَفَّقْنَاهُ لِلْحَقِّ، وَأَضَأْنَا لَهُ سَبِيلَ الرَّشَادِ، وَكُنَّا عَالِمِينَ بِأَنَّهُ ذُو يَقِينٍ وَإِيْمَانٍ باللهِ وَتَوْحِيدٍ لَهُ، وأَنَّهُ أَهْلٌ لِحَمْلِ الرِّسَالَةِ.
(وقِيلَ بَلِ المَعْنَى هُو: وَفَّقْنَاهُ إِلَى هُدَاهُ مِنْ قَبْلِ النُّبُوَّةِ والْبُلُوغِ، وَوَفَّقْنَاهُ للنَّظَرِ والاسْتِدْلالِ، لَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، فَرَأَى النَّجْمَ والْقَمَرَ ثُمَّ رَأَى الشَّمْسَ).

.تفسير الآية رقم (53):

{قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)}
{آبَآءَنَا} {عَابِدِينَ}
(53)- فَلَمْ يَجِدُوا مَا يَرُدُّونَ بِهِ عَلَى سُؤَالِهِ لَهُمْ إِلا قَوْلَهُمْ لَهُ: إِنَّهُمْ وَجَدُوا آبَاءَهُمْ يَعْبُدُونَها، فَهُمْ يَقْتَفُونَ آثَارَهُمْ فِي عِبَادَتِها.

.تفسير الآية رقم (55):

{قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55)}
{اللاعبين}
(55)- فَقَالُوا لَهُ، وَهُمْ يَسْتَبْعِدُونَ أَنْ يَكُونُوا عَلَى ضَلالٍ: إِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا بِمِثْلِ هَذَا الكَلامِ مِنْ قَبْلُ. وَسَأَلُوهُ إِنْ كَانَ جَادّاً فِي قَوْلِهِ هَذَا أَوْ هَازِلاً؟

.تفسير الآية رقم (57):

{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}
{أَصْنَامَكُمْ}
(57) ثُمَّ أَقْسَمَ إِبْرَاهِيمُ فِي نَفْسِهِ عَلَى أَنَّهُ سَيَكِيدُ لأَصْنَامِ قَوِمِهِ، وَسَيُحَرِّضُ عَلَى تَحْطِيمِهَا بَعْدَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ إِلى الاحْتِفَالاتِ بِعِيدِهِمْ، لِيُظْهِرَ لَهُمْ ضَلالَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فِي عِبَادَتِها.
(وَيُرَوَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ دَعَاهُ أَبُوهُ إِلى الخُرُوجِ مَعَهُمْ لِيَرى الاحْتِفَالَ بِعِيد قَوْمِهِ، وَقَالَ لَهُ إِنّهُ لَوْ رَأى هَذَا الاحْتِفَالَ لأَعْجَبَهُ دِينُهُمْ. فَخَرَجَ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَرِيق أَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَقَالَ لأبِيهِ إِنَّهُ سَقِيمٌ، فَلَمَّا أَقْسَمَ عَلَى أَنَّهُ سَيَكِيدُ لِأَصْنَامِ قَوْمِهِ سَمِعَهُ بَعْضُ مَنْ تأَخَرَّ عَنْ الذَّهابِ مِنْ قَوْمِهِ إِلى الاحْتِفَالِ).

.تفسير الآية رقم (59):

{قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}
{بِآلِهَتِنَآ} {الظالمين}
(59)- وَحِينَما رَجَعَ القَوْمُ مِن الاحْتِفَالِ، وشَاهَدُوا الأَصْنَامَ مُحَطَّمَةً قَالُوا مُتَسَائِلِينَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتنَا وَحَطَّمَهَا؟ إِنَّهُ بِلا شَكٍ ظَالِمٌ فِي صَنِيعِهِ.

.تفسير الآية رقم (61):

{قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}
(61)- فَقَالُوا: ائْتُوا بِهِ أمامَ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ لِيُسْأَلَ عَنْ فِعْلَتِهِ أَمَامَ الأَشْهَادِ، لِتَكُونَ شَهَادَتُهُمْ حُجَّةً عَلَيْهِ.
عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ- ظَاهِراً بِمَرْأى مِنَ النَّاسِ.

.تفسير الآية رقم (63):

{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)}
{فَاسْأَلُوهُمْ}
(63)- قَالَ لَهُمْ إِبْرِاهِيمُ مُتَهَكِّماً: إِنَّ الذي حَطَّمَ الأصنامَ هُوَ الصَّنَمُ الأكبرُ، وَطَلَبَ إِلَيْهِم أَنْ يَسْأَلُوا هَذِهِ الأَصْنَامَ الآلِهَةَ لِتَدُلَّهم عَلَى مَنْ فَعَلَ هَذَا بِهَا وَحَطَّمَهَا، هَذَا إِنْ كَانَ لَهُمْ لِسَانٌ يَنْطِقُ.
(وَكَانَتْ غايَةُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَعْتَرِفَ النَّاسُ أَمَامَ الحَفْلِ العَظِيمِ أَنَّ الأصنَامَ حِجَارَةٌ لا تَنْطِقُ، وَأَنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَمْنَعَ مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهَا مِنَ القِيَامِ بِفعْلَتِهِ).

.تفسير الآية رقم (65):

{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)}
(65)- فَأَدْرَكَتِ القومَ حَيْرَةٌ مِنْ مَقَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَنَكَّسُوا رُؤوسَهُم إِلَى الأرض، ثُمَّ قَالُوا لإِبْراهِيمَ: إِنَّكَ تَعْلَمُ أنَّهُم حجَارَةٌ لا تَنْطِقُ، فَكَيْفَ نَسْأَلُهُمْ؟
نُكِسُوا عَلَى رٌؤوسِهِم- رَجَعُوا إِلَى البَاطِلِ والعِنَادِ.

.تفسير الآية رقم (67):

{أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)}
(67)- أَفَلا تَعْقِلُونَ وَتُدْرِكُونَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الكُفْرِ والضَّلالِ الذِي لا يَرُوجُ إِلا عَلَى جَاهِلٍ لا عَقْلَ لَهُ؟ فَتَبّاً لَكُمْ وَلِمَعْبُودَاتِكُم التِي اتَّخَذْتُموهَا مِنْ دُونِ اللهِ، وبِذَلِكَ أَقَامَ الحُجَّةَ عَلَيْهِم، وَهِيَ الحُجَّةُ التِي أشارَ إِلَيْهَا تَعَالَى فِي آيةٍ أُخرى {وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ على قَوْمِهِ} أُفٍّ- كِلمَةُ تَضَجُّرٍ وَتَبَرُّمٍ.

.تفسير الآية رقم (69):

{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)}
{يانار} {وسلاما} {ا إِبْرَاهِيمَ}
(69)- فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى النَّارَ بِأَلا تُحْرقَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ، وبِأَنْ تَكُونَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً فَكَانَتْ. وَنَجَّى اللهُ إِبْرَاهِيمَ مِن المَصِيرِ الذِي أَرَادَهُ لَهُ الظَّالِمُونَ.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}
{وَنَجَّيْنَاهُ} {بَارَكْنَا} {لِلْعَالَمِينَ}
(71)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ نَجَّى إِبْرَاهِيمَ مِنْ نَارِ قَوْمِهِ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ مُهَاجِراً إِلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ، التِي بَارَكَ اللهُ فِيهَا، وَخَرَجَ مَعَهُ مُهَاجِراً ابنُ أخِيهِ لُوطٌ عَلَيْهِمَا السَّلامُ.
(الأَرْضُ المُبَارَكَةُ المقْصُودَةُ هُنَا هِيَ أرضُ الشَّامِ أوْ فِلَسْطِينُ. وفلسطينُ جَزْءٌ مِنَ أرضِ الشَّامِ)

.تفسير الآية رقم (73):

{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)}
{وَجَعَلْنَاهُمْ} {أَئِمَّةً} {الخيرات} {الصلاة} {الزكاة} {عَابِدِينَ}
(73)- وَجَعَلَهُمَ اللهُ أَئِمَّةً بِهِمُ النَّاسُ، وَيَدْعُونَ إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، وَأَلْهَمَهُم اللهُ فِعْلَ الأَعْمَالِ الخَيِّرَةِ، وإِقَامَةَ الصَّلاةِ، وتَأْدِيَةَ الزَّكَاةِ؛ وكَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ، وَيَقُومُونَ بِمَا يَأْمُرُونَ بِهِ النَّاسَ، وَلا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ طَاعَتِهِ (وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين).

.تفسير الآية رقم (75):

{وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}
{وَأَدْخَلْنَاهُ} {الصالحين}
(75)- وَجَعَلَ اللهُ لُوطاً فِي جُمْلَةِ مَنْ يَسْتَحِقُّونَ رَحْمَتَهُ وَلُطْفَهُ فَنَجَّاهُ مِنْ القَوْم الفَاسِقِينَ. وَوَصَفَهُ اللهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ كَانَ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ الذِين سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الحُسْنَى.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}
{وَنَصَرْنَاهُ} {بِآيَاتِنَا} {فَأَغْرَقْنَاهُمْ}
(77)- وَنَصَرَهُ اللهُ عَلَى قَوْمِهِ الذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِم فَأَغْرَقَهُم اللهُ جَمِيعاً بالطُّوفَانِ، لأَنَّهُم كَانُوا قَوْماً يُسِيئُونَ الأَعْمَالَ فَيَعْصُونَ اللهِ، وَيُخَالِفُونَ أوَامِرَهُ، وَيُكَذِّبُونَ رَسُولَهُ وَيُؤْذُونَهُ.

.تفسير الآية رقم (79):

{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)}
{فَفَهَّمْنَاهَا} {سُلَيْمَانَ} {آتَيْنَا} {دَاوُودَ} {فَاعِلِينَ}
(79)- ولَقَدْ أَوحَى اللهُ تعالى إلى سليمان بالقَوْل الفَصْلِ في هذا النِّزَاعِ، ويقولُ تَعالى إنَّه آتَى كُلاًّ مِنْ دَاوُجَ وسُلَيْمَانَ وعِلْماً، وإنَّه سَخَّرَ الجبالَ والطَّيرَ يُسَبِّحْنَ مَعَ دَاودَ، وذَلِكَ لِطيبِ صَوْتِهِ بتِلاوةِ الزَّبُورِ، فكَانَ إذا تَرَنَّمَ بِه رَدَّدَتْ تَسْبِيحَهُ الجِبَالُ والطَّيرُ تَأويباً، وكانَ الله فاعِلاً ذلكَ بِقُدْرَتِه التي لا يُعْجِزُها شيءٌ.

.تفسير الآية رقم (81):

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)}
{وَلِسُلَيْمَانَ} {بَارَكْنَا} {عَالِمِينَ}
(81)- وسَخَّرَ اللهُ تَعالى الرِّيحَ تَجْري بأَمْرِ سُلَيمَان حَيثُ يَشَاءُ عَاصِفَةً تَارَةً، ورُخَاءً لَيِّنةً تَارَةً أُخْرى. وهُنا يَقُولُ تعالى إنَّها تَجْرِي إلى الأرضِ المُقَدَّسَةِ التي بَارَكَ اللهُ فيها. ثمَّ يَقُولُ تعالى إنَّه عَالِمٌ بِكُلِّ شيءٍ، فَقَدْ آتَى سُليمانَ مَا آتاهُ لِما يَعْلَمُهُ في ذلكَ مِنَ المصْلَحَةِ والحِكْمَةِ.
عَاصِفَةً- شَدِيدَةَ الهُبُوبِ.

.تفسير الآية رقم (83):

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)}
{الراحمين}
(83)- يذْكُرُ اللهُ تَعالى مَا أَصابَ عَبْدَهُ أَيُّوبَ عَليْه السلامُ، مِنَ البَلاءِ في مَالِهِ وولَدِهِ وجَسَدِهِ، ولِبثَ فِي ذلِكَ البلاءِ مُدَّةً طَويلةً فَنادَى رَبَّه: يَا رَبِّ لَقَدْ مَسَّنِي الضُّرُّ فَارْحَمْنِي، وأفِضْ عَليَّ مِنْ جُودِكَ وَرَحْمَتِكَ مَا يُسْعِفُنِي، ويَدْفَعُ الضُّرُّ عَنِّي، وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

.تفسير الآية رقم (85):

{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)}
{وَإِسْمَاعِيلَ} {الصابرين}
(85)- وإِنَّ إسْمَاعيلَ وإدريسَ وذا الكفْلِ، كلَّهُم مِنَ الرُّسُل الكِرَامِ، الذين صَبَروا على ما ابْتَلاهُمْ بِهِ اللهُ، وأَخْبتُوا لِرَبِّهم، فَنَالُوا رِضَاهُ.
ذُو الكِفْلِ- نَبِيٌّ وقِيلَ إنَّهُ إلياسُ عليهِ السلامُ.