فصل: تفسير الآية رقم (33):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (33):

{وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)}
{وَآيَةٌ}
(33)- وَمِنَ الدَّلائِل عَلَى وُجُودِ اللهِ تَعَالَى، وَقُدْرَتِهِ التَّامَّةِ عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى، أَنَّ الأَرْضَ تَكُونَ مَيْتَةً هَامِدَةً لا نَبَاتَ فِيهَا وَلا حَيَاةَ، فَيُنْزِلُ اللهُ المَطَرَ عَلَيْهَا فَتَرْتَوي، وَتَهْتَزُّ تُرْبَتُهَا، وَتَعْلُو بِمَا يَتَحَرَّكُ فِي بَاطِنِها مِنْ بُذُورِ النَّبَاتَاتِ الآخِذَةِ فِي النَّبتِ والنُّمُوِّ، ثُمَّ يُخْرِجُ اللهُ مِنْ هَذَا النَّبَاتِ حَبّاً يَأْكُلُهُ النَّاسُ والأَنْعَامُ.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}
{جَنَّاتٍ} {أَعْنَابٍ}
(34)- وَأَنْشَأَ اللهُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ التي أَحْيَاهَا بِالمَطَرِ بَسَاتِينَ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ، وَفَجَّرَ العُيُونَ فِيهَا فَأَخَذَتِ المِيَاهُ تَنْسَابُ فِي جَنَبَاتِهَا.
فَجَّرْنَا فِيهَا- شَقَقْنَا وَأَجْرَيْنَا فِي الأَرْضِ.

.تفسير الآية رقم (35):

{لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)}
(35)- لِيَأْكُلُوا مِنْ ثِمَارِ هَذِهِ البَسَاتِينِ، وَلا فَضْلَ لَهُمْ فِي إِنْبَاتِهَا وَإِخْرَاجِهَا مِنَ الأَرْضِ، أَفَلا يَشْكُرُونَ خَالِقَ هَذِهِ النِّعَمِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ؟

.تفسير الآية رقم (36):

{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)}
{سُبْحَانَ} {الأزواج}
(36)- تَنَزَّهَ اسْمُ اللهِ الذِي خَلَقَ هَذِهِ الأَصْنَافَ والأَنْوَاعَ كُلَّهَا عَلَى سُنَّةِ الذُّكُورَةِ والأُنُوثَةِ: مِنَ النَّبَاتِ وَمِنَ الأَنْفُسِ، وَمِمَّا لا يَعْلَمُهُ النَّاسُ.
الأَزْوَاجُ- الأَنْوَاعُ والأَصْنَافُ.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)}
{آيَةٌ} {الليل}
(37)- وَمِنَ الآيَاتِ العَظِيمَةِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِ اللهِ تَعَالَى وَعَلَى قُدْرَتِهِ: خَلْقُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، هَذَا بِظَلامِهِ، وَذَاكَ بِضِيَائِهِ، وَجَعْلُهُمَا يَتَعَاقَبَانِ، وَيَتَنَاوَبَانِ الطُّولَ والقِصَرَ، فَيَنزِعُ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَأْتِي الظُّلَمَةُ، وَتَلُفُّ الكَوْنَ، فَيَهْدَأُ الخلْقُ وَيَنَامُونَ.
نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ- ننزعُ مِنْ مَكَانِهِ الضَّوْءَ.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)}
(38)- والشمسُ تَجْرِي فِي المَدَارِ الذِي جَعَلَهُ اللهُ لَهَا مُسْتَقَرّاً، وَذَلِكَ مِنْ تَقْدِيرِ اللهِ العَزِيزِ الغَالِبِ، المُحِيطِ عِلْماً بِكُلِّ شَيءٍ فِي الوُجُودِ.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}
{قَدَّرْنَاهُ}
(39)- وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى لِسَيرِ القَمَرِ مَنَازِلَ يَنْزِلُ فِيهَا كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ أَيَامِ دَوَرَانِهِ حَوْلَ الأَرْضِ، وَبِمَوْجِبِ حَرَكَتِهِ هَذِهِ فَإِنَّ صَفَحَاتِهِ تَتَبَدَّلُ فَيَكُونُ بَدْراً، ثُمَّ يَتَنَاقَصُ حَتَّى يُصْبحَ دَقِيقاً كَعُودِ عِذْقِ النَّخْلِ القِدِيمِ اليَابِسِ (العُرْجُونِ).
قَدَّرْنَاهُ مُنَازِلَ- قَدَّرْنَا سَيْرَهُ فِي مَنَازِلَ، وَمَسَافَاتٍ.
العُرْجُونِ القَدِيمِ- عُودِ عِذْقِ النَّخْلَةِ القِدِيمِ اليَابِسِ.

.تفسير الآية رقم (40):

{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)}
{الليل}
(40)- لا يَتَأَتَّى لِلشَّمْسِ، وَلا يَسْهُلُ عَلَيْهَا (لا يَنْبَغِي لَهَا) أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ فِي مَسِرَتِهِ، لأَنَّ لِكُلِّ مِنْهُمَا مَسَاراً مُسْتَقِلا، وَهُمَا مَسَارَانِ مُتَبَاعِدَانِ لا مَجَالَ لاِلتِقَائِهِمَا، وَلِذَلِكَ فَلا مَجَالَ لِلقَوْلِ إِن الليلَ سَابِقٌ لِلنَّهَارِ، أَوْ إِنَّ النَّهَارَ سَابِقٌ لِليلِ، وَكُلِ مِنَ الشَّمْسِ والقَمَرِ وَغَيرِهِمَا يَسْبَحُ فِي الفَضَاءِ فِي فَلَكٍ لا يَخْرُجُ عَنْهُ أبداً.
يَسْبَحُونَ- يَسِيرُونَ أَوْ يَدُورُونَ.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)}
{آيَةٌ}
(41)- وَمِنْ آيَاتِهِ تَعَالَى الدَّالَّةِ عَلَى عَظِيمِ قُدْرَتِهِ، وَرَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ أَنَّهُ جَعَلَ البَشَرَ يَرْكَبُونَ السُّفُنَ المُحَمَّلَةَ بالبَضَائِعِ، التي يَنْقُلُونَهَا مِن قُطْرٍ إِلى قُطْرٍ آخَرَ، لِيَنْتَفِعَ بِهَا خَلْقُ اللهِ فِي الأَقْطَارِ التي لا تُنْتَجُ فِيهَا هَذَهِ المُنْتَجَاتُ، وَلِيَسْتَفِيدُوا مِنْهَا بِالتِّجَارَةِ والمُبَادَلَةِ.
المَشْحُونِ- المَمْلُوءِ بِالبَضَائِعِ.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)}
(42)- وَخَلَقَ اللهُ تَعَالَى لِلْعِبَادِ وَسَائِلَ نَقْلٍ أُخْرَى تُمَاثِلُ السُّفُنَ التي تَمْخُرُ عُبَابَ البِحَارِ، مِنْهَا الإِبل، وَحَيَوانَاتٌ الجَرِّ والنَّقْلِ.. كَالْخَيْلِ والبِغَالِ والحَمِيرِ والفِيَلَةِ وغَيْرِهَا، وَمِنْهَا الوَسَائِلُ الحَدِيثَةُ مِنْ سُفُنٍ وَقُطُرٍ وَمَرْكَبَاتٍ.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)}
(43)- وَإِذا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُغْرِقَ الذِينَ يَرْكَبُونَ السُّفُنَ، فَإِنَّهُ يَسْتَطِيعُ إِغْرَاقَهُمْ، وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مُغِيثاً مِمَّا هُمْ فِيهِ، وَلا يَجِدُونَ مُنْقِذاً يُنْقِذُهُمْ مِنْ الغَرَقِ.

.تفسير الآية رقم (44):

{إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44)}
{وَمَتَاعاً}
(44)- وَلَكِنَّهُ تَعَالَى يُسَيِّرُ العِبَادَ فِي البَحْرِ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ، وَيَحْفَظُهُمْ مِنَ الغَرَقِ، وَيُمَتِّعُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، إِلَى أَنْ تَحِينَ آجَالُهُمُ المُحَدَّدَةُ لَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)}
(45)- وَإِذَا قِيلَ لِهَؤُلاءِ، المُكَذِّبِينَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: احْذَرُوا أَنْ يَحِلَّ بِكُمْ مَا حَلَّ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ مُكَذِّبِي الأُمَمِ الخَالِيَةِ، مِنْ دَمَارٍ وَهَلاكٍ، واخْشَوا عَذَابَ اللهِ الذِي يَسْتَقْبِلُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، فآمنُوا بِاللهِ، وَأَطِيعُوا رَسُولَهُ، وَاعْمَلُوا صَالِحاً لَعَلَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْكُمْ وَيَرْحَمُكُمْ.. أَعْرَضُوا مُسْتَكْبِرِينَ، وَظَلُّوا فِي غَيِّهِمْ وَضَلالِهِمْ سَادِرِينَ.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46)}
{آيَةٍ} {آيَاتِ}
(46)- فَكَانُوا كُلَّّمَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَصِدْقِ رُسُلِهِ، بَادَرُوا إِلَى تَكْذِيبهَا، وَالإِعْرَاضِ عَنْهَا، وَلَمْ يُكَلِّفُوا أنْفُسَهُمْ عَنَاءَ النَّظَرِ والتَّعَمُّقِ فِيهَا.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47)}
{آمنوا} {ضَلالٍ}
(47)- وَإِذَا أُمِرُوا بِالإِنْفَاقِ مِمَّا رَزَقَهُم اللهُ عَلَى الفُقَرَاءِ والمُحْتَاجِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَالُوا لِمَنْ أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ.
أَتأمُروننا بِأَنْ نُنْفِقَ أَمْوَالَنَا عَلَى أُنَاسٍ لَوْ شَاءَ الله لأَغْنَاهُمْ، وَأَطْعَمَهُمْ مِنْ رِزْقِهِ، فَنَحْنُ فِي عَدَمِ الإِنْفَاقِ إِنَّمَا نُوافِقُ مَشيئَةَ اللهِ التي اقْتَضَتْ أَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ فَقَرَاءَ، وَأَنْتُمْ بِأْمْرِكُمِ إِيَّانَا بالإِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ فِي ضَلالٍ وَجَهَالَةٍ وَاضِحَيْنِ لأَنَّكُمْ تَأْمُرُونَنَا بِمُعَانَدَةِ مَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى، وَقَدْ تَذَرَّعَ هَؤُلاءِ بِهِذِهِ الحُجَجِ الوَاهِيَةِ مِنْ الشبَه لِيَسْتُرُوا بُخْلَهُمْ بِأْمْوَالِهِمْ أَنْ يُنْفِقُوهَا فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ اللهُ، وَفِي مُوَاسَاةِ عِبَادِ اللهِ، واللهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَ جَمِيعَ خَلْقِهِ. وَلَكِنَّهُ يَبْتَلِي الخَلْقَ بالأَوَامِر والزَّوَاجِرِ لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعُ أمرَهُ، وَيَمْتَثِلُ لِمَشِيئَتِهِ، وَمَنْ يُعْرِضُ عَنْ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
{صَادِقِينَ}
(48)- وَيَقُولُونَ لِلْمُؤِمِنِينَ، اسْتِهْزَاءً وَإِنْكَاراً لِقِيَامِ السَّاعَةِ والحِسَابِ وَالجَزَاءِ: مَتَى يَقَعُ البَعْثُ الذِي تُخَوِّفُونَنَا بِهِ، إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِيمَا تَقُولُونَ؟

.تفسير الآية رقم (49):

{مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)}
{وَاحِدَةً}
(49)- وَيَرُدُّ اللهُ تََعَالَى عَلَى سُؤَالِ هَؤُلاءِ المُكَذِّبِينَ المُسْتَهْزِئينَ بِالرُّسُلِ: إِنَّهُمْ لا يَنْتَظِرُونَ إِلا نَفْخَةً وَاحِدَةً في الصُّورِ فَتَأخُذُ جَمِيعَ من فِي الأَرْضِ مِنَ الخَلائِقِ بَغْتَةً، وَهُمْ فِي أَسْوَاقِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ، يَتَجَادَلُونَ وَيَتَخَاصَمُونَ فِي شُؤُونِ الدُّنْيَا، فَتَصْعَقُ الخَلائِق جَمِيعاً.
صَيْحَةً وَاحِدَةً- نَفْخَةَ المَلَكِ فِي الصُّورِ التي تَصْعَقُ أَهْلَ الأَرْضِ يَخِصِّمُونَ- يَتَخَاصَمُونَ فِي أُمُورِهِمْ وَهُمْ غَافِلُونَ.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}
(50)- فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَعْهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ إِلَى أَحَدٍ لِيرْعَاهَا لَهُمْ (تَوْصِيَةً)، إِذ لا يُمْهَلُونَ لِذَلِكَ، وَلا يَسْتَطِيعُ مَنْ كَانَ بَعِيداً عَنْ دَارِهِ وَأَهْلِهِ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِمْ، إِذْ تَبْغَتُ الصَّيْحَةُ الخَلائِقَ فَيَمُوتُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَيْثُ هُوَ قَائِمٌ.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)}
(51)- ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ أُخْرَى (هِيَ نَفْخَةُ النُّشُورِ)، فَتَخْرُجُ الأَمْوَاتُ مِنَ القُبُورِ أَحْيَاءً، وَيُسْرِعُونَ فِي الخُرُوجِ والمَشْيِ إِلَى المَحْشَرِ لِيَقِفُوا بَيْنَ يَدِي اللهِ تَعَالَى.
الأَجْدَاثِ- القُبُورِ.
يَنْسِلُونَ- يُسْرِعُونَ فِي الخُرُوجِ والمَشْيِ.

.تفسير الآية رقم (52):

{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}
{ياويلنا}
(52)- فَيَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ بَعَثَنا مِنْ قُبُورِنَا التي كُنَّا نَرْقُدُ فِيهَا بَعْدَ حَيَاتِنَا الدُّنْيا (فَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا كَانُوا لا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ سَيُبَعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ لِذَلِكَ يَسْتَغِرِبُونَ بَعْثَهُمْ هَذَا).
وَيَردُّ عَلَيْهِم المُؤْمِنُونَ قَائِلِينَ: هَذَا البَعْثُ الذِي تَرَوْنَهُ هُوَ الذِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ بِهِ عِبَادَهُ، وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ فِي إِخْبَارِهِمْ عَنْهُ.
(أَوْ أَنَّ هَذَا القَوْلَ يَقُولُهُ المُتَسَائِلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ).