فصل: تفسير الآية رقم (11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (11):

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)}
{طَآئِعِينَ}
(11)- ثُمَّ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقُ السَّمَاءَ فَوَجَّهَ إِرَادَتَهْ إِلَى خَلْقِهَا، وَهِيَ مَادَّةٌ غَازِيَّةٌ أَشْبَهُ بِالدُّخَانِ أَوْ بَالسِّدِيمِ، وَقَالَ لِلسَّمَاءِ وَالأَرْضِ: اسْتَجِيبَا لأَمْرِي كَيْفَ شِئْتَمَا: طَوْعاً أَوْ كَرْهاً. قَالَتَا: أَتَيْنَا طَائِعِينَ.
ائْتِيَا- افْعَلا مَا أَمَرْتُكُمَا بِهِ.

.تفسير الآية رقم (12):

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)}
{فَقَضَاهُنَّ} {سَمَاوَاتٍ} {بِمَصَابِيحَ}
(12)- فَأَتَمَّ خَلْقَهُنَّ وَجَعَلَهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَينِ آخَرَينِ، فَأَصْبَحَ خَلْقُ الكَوْنِ كُلِّهِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ. وَجَعَلَ فِي كُلٍّ مِنْهَا مَا تَحْتَاجُ إِلَيهِ، وَمَا هِيَ مُسْتَعِدَّةٌ لَهُ. وَزَيَّنَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِكَوَاكِبَ مَضِيئَةٍ مَتَلأْلِئَةٍ كَالمَصَابِيحِ، وَحَفِظَها مِنَ الاضْطِرَابِ فِي سَيْرِهَا (وَحِفْظَاً)، وَجَعَلَهَا تَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ وَاحِدٍ مَا دَامَ هَذَا النِّظَامُ بَاقِياً حَتَّى يَأْتِي اليَوْمُ المَوْعُودُ. وَذِلِكَ الذِي تَقَدَّمَ هُوَ تَقْدِيرُ اللهِ الذِي عَزَّ كُلَّ شَيءٍ وَقَهَرَهُ، العَلِيمِ بِحَرَكَاتِ مَخْلُوقَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِمْ.
فَقَضَاهُنَّ- أَتَمَّ خَلْقَهُنَّ وَأَحْكَمَهُ وَأَبْدَعَهُ.
أَوْحَى- كَوَّنَ أَوْ دَبَّرُ.
حِفْظاً- حَفِظْنَاهَا حِفْظاً مِنَ الخَلَلِ والاضْطِرَابِ.

.تفسير الآية رقم (13):

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)}
{صَاعِقَةً} {صَاعِقَةِ}
(13)- فَإِنْ أََعْرَضَ مُشْرِكُو قُرَيشٍ، فَقُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: إِنْ أَعْرَضْتُمْ عَمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ بِحُلُولِ نَقْمَتِهِ تَعَالَى بِكُمْ كَمَا نَزَلَتْ بِالأُمَمِ المَاضِيَةِ التِي كَذَّبَتْ رُسُلَهَا كَعَادٍ وَثَمُودَ وَمَنْ شَاكَلَهُمَا.
أَنْذَرْتُكُمْ- خَوَّفْتُكُمْ مِنْ حُلُولِ العَذَابِ بِكُمْ.

.تفسير الآية رقم (14):

{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)}
{مَلائِكَةً} {كَافِرُونَ}
(14)- فَقَدْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ، وَأَمَرُوهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، فَكَذَّبُوا رُسُلَهُمْ، وَاسْتَكْبِرُوا عَنٍ اتِّبَاعِ دَعْوَتِهِمْ، مُتَعَلِّلِينَ بِأَنَّ اللهَ لَوْ شَاءَ أَنْ يُرْسِلَ رَسُلاً لأَرْسَلَهُمْ مِنَ المَلائِكَةِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُمْ مِنَ البَشَرِ، وَبِمَا أَنَّ رُسُلَهُمْ كَانُوا مِنَ البَشَرِ لِذَلِكَ أَعْلَنُوا هُمْ بِأَنَّهُمْ لَنْ يَتْبَعُوهُمْ، وَأَنَّهُمْ كَافِرُونَ بِمَا أُرْسِلُوا بِهِ إِلَيْهِمْ.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)}
{بِآيَاتِنَا}
(15)- أَمَّا عَادٌ فَإِنَّهُمْ بَغَوْا وَعَصَوْا رَبَّهُمْ، وَاغْتَرُّوا بِقُوَّتِهِمْ فَقَالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنّا قُوّةً حَتَّى يَسْتَطِيعَ قَهْرَنَاً وَإِذْلالَنَا؟ وَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مُوَبِّخاً: أَلا يَتَفَكَّرُونَ فِيمَنْ يُبَارِزُونَ بِالعَدَاوَةِ؟ إِنَّهُ العَظِيمُ الذِي خَلَقَ الأَشْيَاءَ، وَرَكَّبَ فِيهَا القُوَّةَ الحَامِلَةَ لَهَا، وَإِنَّ بَطْشَهُ شَدِيدٌ، وَإِنَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْزِلَ فِيهِمْ بَأْسَهُ وَعَذَابَهُ. وَكَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّ آيَاتِ اللهِ التِي أَنْزَلَهَا عَلَى رُسَلِهِ حَقٌّ لا شَكَّ فِيهَا، وَلَكِنَّهُمْ جَحَدُوهَا، وَعَصَوا رُسُلَ رَبِّهِمْ.

.تفسير الآية رقم (16):

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}
{الحياة}
(16)- فَأَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ رَيحاً شَدِيدَةَ الهُبُوبِ، أَوْ شَدِيدَةَ البُرُودَةِ (صَرْصَراً) تُهْلِكُ بِشِدَّتِهَا أَوْ بِشِدَّةِ بُرُودَتَهَا، وَإِذَا هَبَّتْ سُمِعَ لَهَا صَوْتٌ قَوِيٌّ لِتَكُونَ عُقُوبَةً لَهُمْ عَلَى اغْتِرَارِهِمْ بِقُوَّتِهِمْ، وَقَدْ أَرْسَلَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ شُؤْمٍ مُتَتَابِعَةٍ (نَحِسَاتٍ)، لِيُذِيقَهُمْ عَذَابَ الذُّلِّ وَالهَوَانِ فِي الحِيَاةِ الدُّنْيَا بِسَبَبِ ذَلِكَ الاسْتِكْبَارِ. وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ خِزْياً وَإِهَانَةً مِنْ عِذَابِ الدُّنْيَا، وَلا يَجِدُونَ فِي يَوْمِ القِيَامَةِ نَصِيراً وَلا مُعِيناً.
الصَّرْصَرُ- الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ البُرُودَةِ أوِ الشَّدِيدَةُ الهُبُوبِ.
أَيَّامٍ نُحِسَاتٍ- أَيّامٍ شُؤْمٍ مُتَتَابِعَاتٍ.
أَخْزَى- أَكْثَرُ إِذَلالاً وَإِهَانَةً.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)}
{فَهَدَيْنَاهُمْ} {صَاعِقَةُ}
(17)- أَمَّا ثَمُودُ فَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى لَهُمُ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِمْ صَالِحٍ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَكَذَّبُوهُ وَاسْتَحَبّوا العَمَى عَلَى الهُدَى، وَالكُفْرَ عَلَى الإِيْمَانِ، فَأَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَرَجْفَةً وَذُلاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الكُفْرِ والآثَامِ، وَتَكْذِيبِ رُسُلِ اللهِ.
فَهَدَيْنَاهُمْ- فَبَيَّنَا لَهُمْ طَرِيقَيْ الهُدَى والضَّلالِ.
العَذَابِ الهُونِ- العَذَابِ المُهِينِ.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)}
{آمَنُواْ}
(18)- وَنَجَّى اللهُ تَعَالَى صَالِحاً وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ مِنْ ذَلِكَ العَذَابِ، فَلَمْ يُوقِعْهُ بِهِمْ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ وَتَقْوَاهُمْ، وَأَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَاتِ.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)}
(19)- وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ المُكَذِّبِينَ حَالَ الكُفَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ وَيَرْتَدِعُونَ عَنْ غِوَايَاتِهِمْ، فَفِي ذَلِكَ اليَومِ يُسَاقُ الكَفَرَةُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ، فَتَحْبِسُ الزَّبَانِيَةُ أَوَلَّهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ (أَيْ تَقِفُهُمُ المَلائِكَةُ حَتَّى يَتَلاحَقُوا، وَيَتَكَامَلَ جَمْعُهُمْ).
يُوزَعُونَ- يُحْبسُونَ وَيُوقَفُونَ لِيَلْحَقَ بِهِمْ مَنْ بَعْدَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (20):

{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20)}
{أَبْصَارُهُمْ} {جَآءُوهَا}
(20)- حَتَّى إِذَا وَصَلُوا إِلَى النَّارِ وَوَقَفُوا عَلَيْهَا، شَهِدَتْ عَلَيْهِمْ جَوَارِحُهُمْ (سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) بِمَا كَانُوا يَجْتَرِحُونَ فِي الدُّنْيَا مِنَ المَعَاصِي، وَبِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالٍ، لا يَكْتُمُونَ مِنْهَا شَيْئاً.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)}
(21)- فَيَقُولُ المُجْرِمُونَ لِجُلُودِهِمْ، وَهُمْ يَلُومُوَنَها عَلَى شَهَادَتِهَا عَلَيْهِمْ: لِمَاذَا شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ فَتَرُدُّ الجُلُودُ قَائِلَةً: إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الذِي أَنْطَقَهَا، وَهُوَ تَعَالَى الذِي خَلَقَهَا وَخَلَقَهُمْ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُونَ، فَهُوَ تَعَالَى لا يُخَالَفُ وَلا يُمَانَعُ.
وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلُهُ: «عَجِبْتُ مِنْ مُجَادَلَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ: أَيْ رَبِّي أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي لا تَظْلِمُنِي؟ قَالَ: بَلَى. فَيَقُولُ إِنِّي لا أَقْبَلُ عَلَيَّ شَاهِداً إِلا مِنْ نَفْسِي، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَوَ لَيْسَ كَفَى بِي شَهِيداً، وَبِالمَلائِكَةِ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ؟ قَالَ فَيُرَدِّدُ هَذَا الكَلامَ فَيخْتِمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى فِيهِ، وَتَتَكَلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ. فَيَقُولُ بُعْداً لَكَنَّ وَسُحْقاً، عَنْكُنَّ كُنْتُ أُجَادِلُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ والَبزّارُ.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)}
{أَبْصَارُكُمْ}
(22)- وَتَقُولُ لَهُمْ جَوَارِحُهُمْ وَجُلُودُهُمْ: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَخْفُونَ مِنَّا حِينَمَا كُنْتُمْ تَرْتَكِبُونَ الفَوَاحِشَ حَذَراً مِنْ أَنْ نَشْهَدَ عَلَيْكُمْ، بَلْ كُنْتُمْ تُجَاهِرُونَ اللهَ تَعَالَى بِالكُفْرِ والمَعَاصِي، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ يَعْلَمُ جَمِيعَ أَفْعَالِكُمْ.
تَسْتَتِرُونَ- تَسْتَخْفُونَ عِنْدَ ارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ.
أَنْ يَشْهَدَ- مَخَافَةً أَنْ يَشْهَدَ.
ظَنَنْتُمْ- اعْتَقَدْتُمْ عِنْدَ اسْتِتَارِكُمْ مِنَ النَّاسِ.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
{أَرْدَاكُمْ} {الخاسرين}
(23)- وَهَذَا الظَّنُّ الفَاسِدُ بِأَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ هُوَ الذِي أَرْدَاكُمْ وَأَوْصَلَكُمْ إِلَى الهَلَكَةِ، فَصِرْتُمْ اليَومَ مِنَ الهَالِكِينَ الخَاسِرِينَ.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «لا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ، فَإِنَّ قَوْماً أَرْدَاهُمْ سُوءُ الظَّنِّ بِاللهِ، فَقَالَ تَعَالَى: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ..». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه عَنْ جَابِرٍ.
أرْدَاكُمْ- أَهْلَكَكُمْ.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)}
(24)- وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَصَبَرُوا أَمْ لَمْ يَصْبِرُوا فَإِنَّهُمْ فِي النَّارِ لا مَحيدَ لَهُمْ عَنْهَا، وَلا خُرُوجَ لَهُمْ مِنْهَا، وَإِنْ طَلَبُوا أَنْ يَسْتَعِتبُوا وَيُبْدُوا مَعَاذِيرَهُمْ فَلَنْ يُقْبَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَلا تُقَالُ عَثَرَاتُهُمْ.
يَسْتَعِتبُونَ- يَطْلُبُونَ العُتْبَى والرِّضَا مِنَ اللهِ، وَيُقَالَ اسْتَعْتَبْتَهُ فَأَعْتَبَنِي، أَيْ اسْتَرْضَيْتُهُ فَأَرْضَانِي.
مِنَ المُعْتَبِينَ- المُجَابِينَ إِلَى مَا طَلَبُوا مِنَ العُتْبَى.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)}
{خَاسِرِينَ}
(25)- وَيَسَّرَ اللهُ تَعَالَى لِهَؤُلاءِ الكَافِرِينَ أَخْدَاناً وَأَقْرَاناً مِنْ شَيَاطِينِ الجِنِّ وَالإِنْسِ، فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَينَ أَيْدِيهِمْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا مِنَ الضَّلالَةِ وَالكُفْرِ واتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، وَمَا خَلْفَهُمْ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ، فَحَسَّنُوا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَلَمْ يَرَوْا أَنْفُسَهُمْ إِلا مُحْسِنِينَ، وَأَوْحَوْا إِلَيْهِمْ إِنَّهُ لا جَنَّةَ وَلا نَارَ وَلا حِسَابَ، فَوَجَبَ عَلَيهِمْ مِنَ العَذَابِ مَا وَجَبَ عَلَى الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلِهِمْ مِمَّنْ فَعَلُوا مِثْلَ أَفْعَالهِمْ، فَكَانُوا جَمِيعاً فِي الخَسَارِ والدَّمَارِ، وَاسْتَحَقُّوا اللَّعْنَ والخِزْيَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
قَيَّضْنَا- يَسَّرْنَا وَهَيَّأنَا.
حَقَّ- وَجَبَ وَثَبَتَ.