فصل: تفسير الآية رقم (26):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (26):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)}
{القرآن}
(26)- وَتَوَاصَى الذِينَ كَفَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِأَلا يُؤْمِنُوا بِالقُرْآنِ، وَأَلا يَنْقَادُوا إِلَيهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِذَا تُلِيَ القُرْآنُ لا تُنْصِتُوا لَهُ، وَعَارِضُوهُ بِاللَّغْوِ والبَاطِلِ بِرْفْعِ الصَّوْتِ بِالْشِّعْرِ، أَوِ الكَلامِ أَوِ الصَّفِيرِ.. لَعَلَّكُمْ تَكُونُونَ أَنْتُمْ الغَالِبينَ.
(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِذَا قَرَأَ مُحَمَّدٌ القُرْآنَ فَصِيحُوا فِي وَجْهِهِ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ).
الغَوْا فِيهِ- عَارِضُوهُ بِاللَّغْوِ مِنَ الكَلامِ والبَاطِلِ.

.تفسير الآية رقم (27):

{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27)}
(27)- وَيَتَهَدَّدُ اللهُ تَعَالَى هَؤُلاءِ الكَافِرِينَ بِأَنَّهُ سَيُذِيقُهُمْ عَذَاباً لا تُمْكِنُ الإِحَاطَةُ بِوَصْفِهِ، وَسَيَجْزِيهِمْ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ الصَّالِحَةَ فِي الدُّنْيَا أَحْبَطَهَا الشِّرْكُ وَأَهْلَكَهَا وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ إِلا القَبِيحُ السَّيِّئُ وَلِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لا يُجَازَوْنَ إِلا عَلَى السَّيِّئَاتِ.

.تفسير الآية رقم (28):

{ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}
{بِآياتِنَا}
(28)- وَذَلِكَ الجَزَاءُ الشَّدِيدُ، الذِي أَعَدَّهُ اللهُ لأَعْدَائِهِ، هُوِ النَّارُ يُعَذَّبُونَ فِيهَا، وَيَبْقَوْنَ فِي العَذَابِ خَالِدِينَ أَبَداً، وَهِيَ جَزَاؤُهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَجُحُودِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ، وَاسْتِكْبَارِهِمْ عَنْ سَمَاعِهَا.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)}
{الذين}
(29)- وَيَسْأَلُ الكَافِرُونَ اللهَ، وَهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْ يُرِيَهُمْ الذِينَ أَضَلُّوهُمْ مِنْ شَيَاطِينِ الأُنْسِ والجِنِ لِيَدُوسُوهُمْ بِأَقْدَامِهِمْ انْتِقَاماً مِنْهُمْ، وَإِهَانَةً لَهُمْ (أَوْ لِيَجعَلُوهُمْ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ العَذَابِ لِيَكُونَ عَذَابُهُمْ أَشَدَّ).
(وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ: هُمَا ابنُ آدَمَ الذِي قَتَلَ أَخَاهُ، وَإِبْلِيسُ لأَنَّهُمَا هُمَا اللَّّذَانِ سَنّا المَعْصِيَةَ).
الأَسْفَلِينَ- فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.

.تفسير الآية رقم (30):

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)}
{استقاموا} {الملائكة}
(30)- إِنَّ الذِينَ آمَنُوا بِاللهِ، وََأَخْلَصُوا لَهُ العِبَادَةَ، وَثَبَتُوا عَلَى الإِيمَانِ (اسْتَقَامُوا) تَتَنَزَّلُ المَلائِكَةُ عَلَيْهِمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالبُشْرَى التِي يُرِيدُونَهَا، وَبِأَنَّهُمْ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ مِمّا يَقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ، وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالٍ وَزَوْجٍ وَوَلَدٍ، وَيَبَشِّرُونَهُمْ بِدُخُولِ الجَنَّةِ التِي وَعَدَهُمْ اللهُ بِهَا عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ.
(وَقِيلَ إِنَّ البُشْرَى تَكُونُ فِي ثَلاثَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ المَوْتِ، وَفِي القَبْرِ، وَحِينَ البَعْثِ والنُّشُورِ).
اسْتَقَامُوا- عَلَى الحَقِّ اعْتِقَاداً وَعَمَلاً وَإِخْلاصاً.

.تفسير الآية رقم (31):

{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)}
{الحياة}
(31)- وَتَقُولُ المَلائِكَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَهُمْ يُبَشِّرُونَهُمْ: نَحْنُ كُنَّا أَوْلِيَاءَكُمْ فِي الحِيَاةَ الدُّنْيَا نُسَدِّدُ خُطَاكُمْ، وَنُلْهِمُكُمْ الحَقَّ، وَنُرْشِدُكُمْ إِلَى مَا فِيهِ الخَيْرُ وَرِضا اللهِ تَعَالَى وَكَذِلِكَ نَكُونُ مَعَكُمْ فِي الآخِرَةِ، نُؤْمِّنُكُمْ عِنْدَ المَوْتِ مِنْ وَحْشَةِ القَبْرِ، وَعِنْدَ النَّفْخَةِ فِي الصُّورِ، وَيَوْمَ البَعْثِ والنُّشُورِ، وَنُوصِلُكُمْ إِلَى جَنَّاتِ الخُلْدِ، وَإِنَّكُمْ وَاجِدُونَ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ مِنَ المَلَذَّاتِ والنَّعِيمِ، وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَتَمَنونَ وَتَطْلُبُونَ.
تَدَّعُونَ- تَتَمَنّونَ وَتَطْلُبُونَ.

.تفسير الآية رقم (32):

{نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)}
(32)- وَالذِي أَنْزَلَكُمْ دَارَ الكَرَامَةِ هَذِهِ هُوَ اللهُ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
النُزُلُ- مَا يُهَيأُ لِلضَّيْفِ حِينَ نُزُولِهِ لِيَأْكُلَهُ.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)}
{صَالِحاً}
(33)- وَلا أَحَدَ أَحْسَنُ قَولاً. مِمَّنْ جَمَعَ بَيْنَ ثَلاثِ خِصَالٍ:
- دَعَا إِلَى اللهِ، وَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَالعَمَلِ بِطَاعَتِهِ.
- وَعَمِلَ صَالِحاً، وَاجْتَنَبَ المُحَرّمَاتِ.
- وَأَنْ يَتَّخِذَ دِينَ الإِسْلامِ دِيناً لَهُ وَيُخْلِصَ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ.
وَقَالَ إِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ- أَيْ جَعَلَ الإِسْلامَ دِينَهُ وَمُعْتَقَدَهُ.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)}
{عَدَاوَةٌ}
(34)- وَلا تَتَسَاوَى الحَسَنَةُ التِي يَرْضَى اللهُ بِهَا، وَيُثِبُ عَلْيَها، مَعَ السَّيِئةِ التِي يَكْرَهُهَا اللهُ وَيُعَاقِبُ عَلَيْهَا، فَادْفَعْ سَفَاهَةَ السُّفَهَاءِ، وَجَهَالَةَ الجُهَلاءِ بِالطَّرِيقَةِ الحُسْنَى، فَقَابِلْ إِسَاءَتَهُمْ بِالإحْسَانِ إِلَيهِمْ، وَقَابِلِ الذَّنْبَ بِالعَفْوِ، فَإِذَا صَبَرْتَ عَلَى سُوءِ أَخْلاقِهِمْ، وَقَابَلْتَ سَفَاهَتَهُمْ بِرَحَابَةِ صَدْرٍ اسْتَحْيَوْا مِنْ ذَمِيمِ أَخْلاقِهِمْ، وَتَرَكُوا قَبِيحَ أَفْعَالِهِمْ.
وَانْقَلَبُوا مِنَ العَدَاوَةِ إِلَى المَحَبَّةِ.
وَلِيٌّ حَمِيمٌ- صَدِيقٌ قَرِيبٌ.
ادْفَعْ- رُدَّ وَاصْرِفْ.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}
{يُلَقَّاهَا}
(35)- وَلا يَقْبَلُ هَذِهِ الوَصِيّةَ وَيَعْمَلُ بِهَا إِلا مَنْ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ، لأَنَّ الصَّبْرَ يَشُقُّ عَلَى النُّفُوسِ، وَيَصْعبُ احْتِمَالُهُ فِي مَجْرَى العَادَةِ، وَلا يَتَقَبَّلُهَا إِلا ذُو نَصِيبٍ وَافِرٍ مِنَ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}
{الشيطان}
(36)- وَإِذَا وَسْوَسَ لَكَ الشَّيْطَانُ لَيَحْمِلَكَ عَلَى مَجَازَاةِ المَسِيءِ، فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ كَيدِهِ وَشَرِّهِ، وَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ خَطَرَاتِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ السَّمِيعُ لاسْتِعَاذَتِكَ، العَلِيمُ بِمَا أُلْقِيَ فِي رَوْعِكَ مِنْ نَزَغَاتِهِ وَوسَاوِسِهِ.
نَزَغَ- وَسْوَسَ. وَأَصْلُ النَّزْغِ هُوَ النَّخْسُ.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}
{آيَاتِهِ} {الليل}
(37)- وَمِنَ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى الخَلْقِ: اللَّيْلُ والنَّهَارُ وَتَعَاقُبُهُمَا، والشَّمْسُ والقَمَرُ وَتَقْدِيرُ مَنَازِلِهمَا، وَاخْتِلافُ سَيرِهِمَا فِي السَّمَاءِ لِيَعْرِفَ النَّاسُ عَدَدَ السِّنِينَ والحِسَابَ، وَهُمَا مَخْلُوقَانِ للهِ تَحْتَ قَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ، فَلا يَنْبَغِي لِلْنَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُمَا، وَلا أَنْ يَسْجُدُوا لَهُمَا، وَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ خَالِقَهُمَا، الذِي لا تَنْبَغِي العِبَادَةُ إِلا لَهُ وَحْدَهُ وَلا شَرِيكَ لَهُ.

.تفسير الآية رقم (38):

{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)}
{بالليل} {يَسْأَمُونَ}
(38)- فَإِنِ اسْتَكْبَرَ المُشْرِكُونَ الذِينَ يَعْبُدُونَ هَذِهِ الكَوَاكِبَ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَأَبَوْا إِلا أَنْ يَسْجدُوا لَهَا وَحْدَهَا، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لا يَعْبَأ بِهِمْ، فَالمَلائِكَةُ الذِينَ فِي حَضْرَتِهِ، وَهُمْ خَيرٌ مِنْهُمْ، لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ رَبِّهِمْ، بَلْ يُسَبِّحُونَ لَهُ لَيلاً وَنَهَاراً، وَهُمْ لا يَفْتُرُونَ عَنْ ذَلِكَ، وَلا يَمَلُّونَ.
سَئِمَ- مَلَّ وَضَجِرَ.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
{آيَاتِهِ} {خَاشِعَةً} {لَمُحْىِ}
(39)- وَمِنَ الدَّلائِلَ الدَّالَّةِ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى عَلَى البَعْثِ والنُّشُورِ، وَإِخْرَاجِ الأَمْوَاتِ مِنَ القُبُورِ، أَحْيَاءً يَنْظُرُونَ.. أَنَّكَ تَرَى الأَرْضِ يَابِسَةً غَبْرَاءَ لا نَبَاتَ فِيهَا، فَإِذَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهَا المَطَرَ، تَبْدأ النَّبَاتَاتُ بِالتَّحِرُّكِ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ وَتَعْلُو التُّرْبَةُ (تَرْبُو)، وَتَخْرُجُ سُوقُ النَّبَاتَاتِ، فَتُزَيِّنُ الأَرْضَ وَتُجمِّلُهَا. وَالذِي أَحْيَا هَذِهِ الأَرْضَ اليَابِسَةَ، وَأَخْرَجَ النَّبَاتَاتِ مِنْهَا، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيَيَ المَوْتَى، وَعَلَى أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَهُوَ القَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ.
رَبَتْ- ارْتَفَعَتْ وَعَلَتْ.
خَاشِعَةً- يَابِسَةً مُتَطَامِنَةً.
اهْتَزَّتْ- تَحَرَّكَتْ بِالنَّبَاتِ فِي دَاخِلِهَا.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}
{ا آيَاتِنَا} {ا آمِناً} {القيامة}
(40)- الذِينَ يُعَانِدُونَ فِي آيَاتِ اللهِ وَحُجَجِهِ، وَيَمِيلُونَ بِهَا عَنِ الحَقِّ جُحُوداً وَتَكْذِيباً، اللهُ عَالِمٌ بِهِمْ، وَهُمْ لا يَخْفَوْنَ عَلَيْهِ تَعَالَى، وَهُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ، وَهَلْ يَسْتَوِي مِنْ يُلْقَى فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، بِسَبَبِ كُفْرِهِ وَتَكْذِيبِهِ، مَعَ مَنْ يَأْتِي رَبَّهُ مُؤْمِناً مُطْمَئنّاً لا يَخْشَى مِنْ عَمَلِهِ شَيئاً. ثُمَّ يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى هَؤُلاءِ الكَفَرَةَ المُعَانِدِينَ فَيَقُولُ لَهُمْ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ أَعْمَالٍ فَإِنَّكُمْ سَتُجْزَوْنَ عَلَيْهَا، وَاللهُ تَعَالَى مُحْصٍ عَلَيْكُمْ أَعْمَالَكُمْ جَمِيعاً، وَهُوَ خَبِيرٌ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ عَلِمْتُمْ مَصِيرَ كُلٍّ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُكَذِّبِينَ.
أَلْحَدَ بِالقَوْلِ- مَالَ بِهِ عَنْ مَعْنَاهُ المُتَعَارَفِ عَلَيهِ وَوَضَعَهُ عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهِ.
الإِلْحَادُ- الكُفْرُ وَالمُغَالَطَةُ.

.تفسير الآية رقم (41):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)}
{لَكِتَابٌ}
(41)- وَالذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ القُرْآنِيَةِ، والقْرآنُ كِتَابٌ عَزِيزٌ قَوِيٌّ مَنِيعُ الجَانِبِ، سَيُلاقُونَ جَزَاءَ كُفْرِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهُمْ لا يَخْفَوْنَ عَلَى اللهِ.
الذِّكْرُ- القُرْآنُ.