فصل: تفسير الآية رقم (17):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (17):

{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)}
{آتَاهُمْ} {تَقُوَاهُم}
(17)- وَالذِينَ قَصَدُوا الاهْتِداءَ بِمَا جَاءَ بهِ الرَّسُولُ، وَالانِتْفَاعَ بِمَا جَاءَ في القُرآنِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالى يُوفِّقُهم إِلى ذلِكَ، وَيُثِيبُهُمْ عَليه، وَيَشْرَحُ صُدُورَهُم لَهُ، وَيُلْهِمُهُمْ رُشْدَهُمْ، وَيُعيِنُهُمْ عَلَى تَقْواهُ.

.تفسير الآية رقم (18):

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}
{ذِكْرَاهُمْ}
(18)- وَبَعْدَ أنْ قَامَتِ الدَّلائلُ عَلَى وُجُودِ اللهِ تَعَالى، وَوحْدَانِيَّتِهِ، وَصِدْقِ نُبُوَّةِ رَسُولِهِ، وأنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ العِبَادَ مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ القِيَامِةِ لِيُحَاسِبَهُم عَلَى أعْمَالِهم، فَماذا يَنْتَظِرُ هَؤُلاءِ المُكَذِّبُونَ لِيَعْتَبُروا وَيُؤمِنُوا؟ وَهَلْ سَيَظَلُّونَ عَلَى كُفْرِهم وَتَردُّدِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعةُ وَتْفجَأهُمْ، وَهُمْ لاهُونَ، لِيتَأكَّدُوا أنَّ مَا جَاءَهُمْ بهِ الرَّسُولُ من عِنْدِ رَبِّهم حَقٌّ، وَحِينَئِذٍ يُؤمِنُونَ وَيُصَدِّقُونَ، وَقَدْ ظَهَرتْ عَلامَاتُ قِيامِ السَّاعةِ، وأمَاراتُ اقتِرابِها. وَحِينَما تَقُومُ السَّاعةُ فَمِنْ أيْنَ لِلْكَافِرين التَّذَكُّرُ، وَقَدْ فَاتَ أوَانُهُ، وَهُمْ لا يَنْتَفِعُونَ بِهِ، ولا تُقبَلُ مِنْهُمُ التَّوْبَةُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الدُّنيا.
جَاءَ أشْراطُهَا- عَلامَاتُ حُلُولِها وَوُقُوعِها.
فَأنَّى لَهُمُ- فَكَيفَ لَهُمْ وَمِنْ أينَ لَهُمْ.
ذِكْرِاهُمْ- تَذَكُّرُهُمْ مَا فَرَّطُوا في جَنْبِ اللهِ.

.تفسير الآية رقم (19):

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}
{المؤمنات} {مَثْوَاكُمْ}
(19)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ الكَريمَ صلى الله عليه وسلم بالثَّبَاتِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيهِ مِنَ الإِيمَانِ بأنَّهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَمن دَوامِ الاسْتِغفَارِ لِنَفسِهِ وَللْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، واللهُ يَعْلَمُ تَصَرُّفَ العِبَادِ في نَهَارِهِمْ، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهُمْ في لَيلِهِمْ، فَعَلَيهمْ أَنْ يَتَّقُوهُ وَيَسْتَغْفِرُوهُ.
والأحادِيثُ كَثِيرةٌ في فَضْلِ الاسْتِغْفارِ.
يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ- مُتَصَرَّفَكُمْ في حَيَاتِكُمْ.
وَمثْواكُم- مُقَامَكُم وَمَكَانَ ثَوائِكُمْ.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20)}
{آمَنُواْ}
(20)- كَانَ المُؤْمِنُونَ المُخْلِصُونَ يَشْتَاقُونَ إِلى الوَحْي، وَيَتَمَنَّوْنَ أنْ تَنْزِلَ آيَاتٌ تَحُثُّ المُؤْمِنينَ عَلَى الجِهَادِ، وَيَقُولُون: هَلا نَزَلَتْ سُورَةٌ تَأمُرنَا بِهِ. فَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ وَاضِحَةُ الدَّلالةِ في الحَثِّ عَلَى الجِهَادِ، وهيَ لا تَحْتَمِلُ تَأويلاً آخَرَ غَيْرَ وُجُوبِهِ، فَرِحَ بِها المُؤْمِنُونَ المُخْلِصُونَ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى المُنَافِقِينَ الذِينَ في قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَشَخَصَتْ أبْصَارُهُمْ مِنْ فَزَعِهِم وَجَزَعِهمْ مِنْ لِقاءِ الأعداءِ، وَنَظَرُوا نِظْرَةَ الشَّاخِصِ بِبَصَرِهِ عِنْدَ المَوتِ خَوْفاً مِنَ الموتِ، وَكُرْهاً لهُ، وكَانَ الأوْلَى بِهؤُلاءِ المُنَافِقِينَ مِنْ هذا الهَلَعِ وَالجَزَعِ أنْ يَسْتَمِعُوا وَيُطِيعُوا.
مُحَكَمَةٌ- وَاضِحَةٌ وَلا تَحْتَمِلُ تَأْوِيلاً آخَرَ.
المَغْشِيِّ عَلَيهِ- مَنْ أصَابَتْهُ الغَشْيَةُ والسَّكْرَةُ.
فَأوْلَى لهَمُ- فَالعِقَابُ وَالهَلاكُ أحَقُّ بِهِمْ وَأوْلَى لَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (21):

{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)}
(21)- وَطَاعَةٌ للهِ، وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ، خَيْرٌ لَهُم وَاحْسَنُ مِمَّا هُمْ فِيهِ منَ الهَلَعِ والجَزَعِ، فَإِذا جَدَّ الجِدُّ، وَحَضَرَ القِتَالُ، فَلَو صَدَقُوا الله في القِتَالِ، وَأخْلَصُوا لَهُ النِّيةَ، وَبَذَلُوا جَهْدَهُم لَكَانَ ذَلِكَ خَيْراً لَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِم، لأنَّهُم يَنَالُونَ بِهِ الثَّوابَ مِنَ اللهِ تَعَالَى:
طَاعةٌ- لَوْ أَطَاعُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ.
عَزَمَ الأمرُ- جَدَّ الجِدُّ وَحَضَرَ الجِهَادُ.

.تفسير الآية رقم (22):

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)}
(22)- فَلَعَلَكُمْ يَا أيُّها المُنَافِقُونَ إِنَ تولَّيتُمْ عَنِ الجِهَادِ خَوْفاً وَفَزَعاً مِن أَهْوَالِ الحَرْبِ، تَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلامِ الذي دَخْلَتُمُوهُ في الظَّاهِرِ، وَتَعُودُونَ إلى مَا كُنْتُم عَلَيهِ في الجَاهِليَّةِ تُفِسدُونَ في الأَرْضِ وَتَقْطَعُونَ أرْحَامَكُمْ.
(وَقَدْ يَكُونُ المَعْنى: فَلَعَلَّكُم إنْ تَوَلَّيتُمُ الحُكْمَ وَأمُورَ الأمَّةِ تَعْمَدُونَ إلى الإِفسَادِ في الأَرْضِ وَتَقْطِيعِ الأرْحَامِ).
فَهَلْ عَسَيْتُمْ- فَهَلْ يُتَوقَّعُ مِنْكُم أوْ لَعَلَّكُمْ.
تَوَلَّيتُمْ- إذا تَرَكْتُمُ الجِهَادَ- أوْ تَوَلَّيتُمُ الحُكْمَ.

.تفسير الآية رقم (23):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)}
{أولئك} {أَبْصَارَهُمْ}
(23)- وَالذِينَ يَبْلُغُ بِهِم الأمْرُ حَدَّ التَّوَلِّي عَنِ الجِهَادِ، وَعَنِ الإِيمان، وَحَدَّ الإِقْدَامِ عَلَى الإِفسَادِ في الأَرْضِ وَقَطْعِ الأرْحَامِ، هُمُ الذِينَ طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ رَحَمْتِهِ، فأصَمَّهُمْ عَنِ الانْتِفَاعِ بِما يَسْمَعُونَ، وَأعْمَى أبْصَارَهُمْ عَنْ رُؤْيَةِ مَا نَصَبَ اللهُ في الكَوْنِ مِنْ آياتٍ، وَعَنِ الاعْتِبَارِ بِها.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}
{القرآن}
(24)- أفَلا يَتَدبَّرُ المُنَافِقُونَ مَا في القُرآنِ مِنْ مَواعِظَ وَعِبرٍ لِيَعْلَمُوا خَطأ مَا هُمْ مُقِيمُونَ عَلَيهِ، أمْ أنَّ قُلُوبَهمَ وَضَعَ اللهُ عَليهَا أقفالاً فَهِي تَحوُلُ بَيْنَك وَبَينَ فَهْمِ القُرآنِ وَتَدَبُّرِ عِظَاتِهِ؟
أقْفَالُهَا- مَغَالِيقُها.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)}
{أَدْبَارِهِمْ} {اشيطان}
(25)- إنَّ الذِينَ ارتَدُّوا عَنِ الإِيمانِ، وَرَجَعُوا إلى مَا كَانُوا عليهِ من الكُفْرِ، مِنْ بَعْدِ ما تَبَينَّ لَهُمُ الحَقُّ، والهُدَى، والإِيمانُ، الشَّيطَانُ هو الذي زيَّن لَهُم ذَلِكَ، وَحَسَّنَه في أعْيُنِهم، وَمَدَّ لَهُمْ في الآمَالِ الكَاذِبةِ، وَوَسْوَسَ لَهُم أنَّ الحَيَاةَ لَذِيذَةٌ حُلْوةٌ يَسْتَطِيعُونَ التَّمَتَّعَ بِها، ثُمَ يتُوبُونَ وَيَعُودُونَ إلى التَّقْوى وَالإِخلاصِ في الإِيمانِ.
سَوَّلَ لَهُمْ- زَيَّنَ لَهُم وَحَسَّنَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ.
أمْلَى لَهُمْ- مَدَّ لَهُمْ في الأمَانِي البَاطِلَةِ.

.تفسير الآية رقم (26):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)}
(26)- وَكَانَ السَّبَبُ الَّذِي جَعَلَ لِلشَّيْطَانِ سُلْطَاناً عليهم فأَدَّى ذَلِكَ بِهِمْ إلى الارْتِدَادِ عَنِ الإِسْلامِ، بَعْدَ أَنْ عَرَفُوا حَلاوَةَ الإِيمَانِ، هُو أنَّهُمْ مَالَؤُوا يَهُودَ المدِينةِ، وَنَاصَحُوهُمْ سِرّا عَلَى المُؤْمِنِينَ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلنُونَ وَلا يَخْفَى عَلَيهِ مِنْ أمُورِهِمْ خَافِيةٌ. وَاليهُودُ كَرِهُوا أنْ يَبْعَثَ اللهُ رَسُولاً مِنَ العَرَبِ، فَكَادُوا للرَّسُولِ وَالإِسلامِ والمُسْلِمِينَ، وَحَارَبُوهُم حَرْباً لا هَوَادة فِيها، مَعَ أَنَّهم كَانُوا يَعْلَمُونَ مِنْ كُتَبِهِم أنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ رَسُولاً مِنْ بَني إِسْمَاعِيلَ (أيْ مِنَ العَرَبِ)، وَكَانُوا هُمْ قَبلَ مَبْعَثِ الرَّسُولِ يَسْتَنْصِرُونَ بِهِ عَلَى عَرَب المَدِينَةِ، وَيَقُولُونَ لَهُم: إِنَّهُمْ سَيُحَارِبُونَ العَرَبَ تَحْتَ لِوائِهِ، وَسَيَنْتَصِرُونَ عَلَيهِم، فَلَمَا بُعثَ الرَّسُولُ مِنْ غَيْرِهِمْ كَفرُوا بِهِ وَبِرِسَالتِهِ.
يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمُ- إخْفَاءَهُمْ مَا يُسِرُّونَ في أنْفُسِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (27):

{فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)}
{الملائكة} {أَدْبَارَهُمْ}
(27)- فَكيفَ يَكُونُ حَالُهُم غَداً حِينَما تَأتي مَلائِكَةُ الرَّحْمَنِ لِقَبْضِ أرْواحِهِمْ، وَهُمْ عَلَى فِراشِ المَوْتِ، وَتَضْرِبُ وُجُوُهَهُمْ وأدْبَارَهُمْ لاسْتِخْرَاجِ أرْواحِهم، وَلا يَجِدُونَ، وَهُمْ في تِلْكَ الحَالِ لا حَوْلَ لَهُمْ فِيهَا وَلا قوةَ، مَنْ يَنْصُرُهُمْ مِنْ بَأسِ اللهِ، وَلا مَنْ يَدْفَعُ عَنْهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشَّدَّةِ وَالكَرْبِ وَالعَذَابِ.

.تفسير الآية رقم (28):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28)}
{رِضْوَانَهُ} {أَعْمَالَهُمْ}
(28)- وَقَدْ صَارُوا إلى هَذا المَصِير السَّيِّئِ لأنَّهُم عَمَدُوا إِلى مَا يُسْخِطُ الله مِنْ نِفَاقٍ وَمَعْصِيَةٍ وَتَآمرٍ مَعَ اليَهُودِ أعدَاءِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَأعْدَاءِ الإِسْلامِ، فَاتَّبَعُوهُ. وَهُمُ الذِينَ كَرِهُوا رِضوَانَ اللهِ، فَلَم يَعْمَلُوا لَهُ، بَلْ عَمِلُوا مَا يُسْخِطُ اللهَ وَيُغْضِبُهُ، فَأبْطَلَ مَا عَمِلُوا مِنْ أعْمالِ البِرِّ وَالخير، التي كَانُوا يُعْجَبُونَ بِها، وَيَتَفَاخَرُونَ بِعَمَلِها، لِينَالُوا بِها حُسْنَ السُّمْعَةِ عِنْدَ النَّاسِ.
أحْبَط- أبْطَلَ وأهْلَكَ.

.تفسير الآية رقم (29):

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)}
{أَضْغَانَهُمْ}
(29)- أيَحْسَبُ هَؤُلاءِ المُنَافِقُونَ، الذِينَ في قُلُوبِهمْ مَرَضٌ وَشَكٌّ وَرِيبَةٌ مِنْ أمْرِ الرَّسُولِ والإِسْلامِ، أنَّ اللهَ لَنْ يَكْشِفَ للرَّسُولِ وَالمُؤْمِنينَ مَا في أنْفُسِهمْ مِنْ حِقْدٍ عَظيمٍ كَامنٍ، وَلَنْ يَفْضَحَهُم وَيَهْتكَ أسْتَارَهُمْ؟
أضْغَانَهُمْ- أحْقَادَهُمُ الكَامِنَةَ.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)}
{لأَرَيْنَاكَهُمْ} {بِسِيمَاهُمْ} {أَعْمَالَكُمْ}
(30)- وَيَهُدِّدُ اللهُ تَعَالى بِكَشْفِ أمْرِ هَؤُلاءِ المُنَافِقِينَ لِلرَّسُولِ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ الكَريمِ صلى الله عليه وسلم: إنَّهُ لَوْ شَاءَ تَعَالَى لَكَشَفَ لَهُ عَنْ أشْخَاصِهِم، حَتَّى إنَّهُ لَيَرى أحَدَهُم فَيَعرفُهُ مِنْ مَلامِحِهِ (سِيماهُمْ)، وإنَّ لَهْجَتَهُمْ وَنَبَرَاتِ أصْواتِهِمْ، وَإمَالَتَهُمْ في لَفْظِ الكَلِماتِ، وانحِرَافَ مَنْطِقهِم في خِطَابِ الرَّسُولِ، سَيَدُلُّه كُلَّ ذَلِكَ عَلَى نِفَاقِهِمْ، وَاللهُ يَعْلَمُ أعمَالَ العِبَادِ، وَسَوفَ يُجَازِيهِمْ بِها.
بِسِيماهُمْ- بِعَلاماتٍ يَسِمُهُمْ بِها.
فِي لَحْنِ القَوْلِ- بِطَرِيقَةِ كَلامِهِمِ المُلْتَوِيَةِ.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)}
{المجاهدين} {الصابرين} {نَبْلُوَاْ}
(31)- أمَرَ اللهُ تَعَالى العِبَادَ بالإِيمَانِ وَبالجِهَادِ، وَبالأخْذِ بِمَا أمَرَهُمْ بِهِ، وَبالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ، لِيَخْتَبِرَهُمْ وَيَكْشِفَ حَقِيقَتَهُم، فَيَظْهَرَ المُجَاهِدُونَ، الصَّابِرُونَ، وَالمُؤْمِنُونَ المُخْلِصُونَ، والمُسْتَسْلِمُونَ للهِ وَأمْرِهِ وَقَدَرِهِ، وَيَظْهَرَ المُتَشَكِّكُونَ النَّاكِلُونَ عَنِ الجِهَادِ، وَعَنِ القِيَامِ بِمَا أمَرَ اللهُ بهِ.
لَنَبْلُوكُمْ- لَنْخْتَبِرنُكُمْ بِالتَّكَالِيفِ الشَّاقَّةِ.
نَبْلُو أخْبَارَكُمْ- نُظْهِرُهَا وَنَكْشِفُها.