فصل: تفسير الآية رقم (47):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (47):

{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)}
{بَنَيْنَاهَا} {بِأَييْدٍ}
(47)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى أنَّهُ بَنَى السَّماءَ بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ، وَأنهُ لَقَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ، لا يَمَسُّهُ تَعَبٌ وَلا نَصَبٌ.
بِأيْدٍ- بقُوّةٍ وَقُدْرَةٍ.
مُوسِعُونَ- قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أنَّهُ وَسَّع أرْجَاءَها.
وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنى قَادِرُونَ أيْ إِنَّ خَلْقَها في طَاقَتِهِ تَعَالى وَقُدْرَتِهِ، وَإِنَّ في طَاقَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أنْ يَخْلقَ غَيْرَها إِذا شَاءَ.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)}
{فَرَشْنَاهَا} {الماهدون}
(48)- وَجَعَلَ اللهُ تَعَالى الأرضَ فرَاشاً لِلْمَخْلُوقَاتِ، وَمَهَّدَهَا وَجَعَلَهَا صَالِحَةً لاسْتِقْرارِ المَخْلُوقَاتِ عَليها، مِنْ حَيَوانٍ وَنَبَاتٍ.
الماهِدُونَ- المُصْلِحُونَ المُسَوُّونَ.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}
(49)- وَقَدْ خَلَقَ اللهُ تَعَالى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ المَخْلُوقَاتِ ثَانِياً لَهُ مُخَالِفاً لَهُ في مَبْنَاهُ، فَأصْبحَ كُلُّ وَاحِدٍ منهما زَوْجاً للآخَرِ، فَخَلَقَ السَّماءَ وَالأَرْضَ، وَخَلَقَ البَرَّ والبَحْرَ، وَخَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهارَ.. وَذَلِكَ لِيتَذَكَّرَ الخَلْقُ وَيَعْتَبِرُوا، وَيَعْلَمُوا أنَّ الخَالِقَ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ.
زَوْجَينِ- صِنْفَينِ وَنَوعَينِ مُخْتَلِفَينِ.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
(50)- فَالجَؤوا إلى اللهِ يَا أَيُّها النَّاسُ، وَأسْرِعُوا إلى طَاعَتِهِ، وَاعتَمِدُوا عَلَيه في جَميعِ أُمُورِكُمْ، فَإني لَكُم مِنْهُ نَذيرٌ، أنذِرُكُم عِقَابَه، وَأخَوِّفُكُمْ مِنْ عَذابِه الذِي أنزَلَهُ بالأمَمِ الخَاليةِ التي كَذَّبَتْ رُسُلَها، وَكَفَرتْ بِرَبِّها، وَإِني مُبَيِّنٌ لَكُم مَا يَجِبُ عَلَيكُمْ أنْ تَحْذُروه.
فِرُّوا- اهْرُبُوا مِنْ عِقَابِ اللهِ إلى ثَوَابِهِ.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)}
{آخَر}
(51)- وَلا تَجْعَلُوا لَكُم مَعْبُوداً آخَرَ تَعْبُدُونَهُ مَعَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الخَالِقُ، وَهُوَ وَحْدَه الرَّبُّ الذِي تَجِبُ العِبَادَةُ لهُ، وَإِني نَذِيرٌ أنْذِرُكُمْ مِنْ عَذَابِهِ عَلَى إشْراكِكُم مَعَهُ غَيْرَهُ في العِبَادَةِ.

.تفسير الآية رقم (52):

{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)}
(52)- يُسَلِّي اللهُ تَعَالى رَسُولَهُ الكَرِيمَ صلى الله عليه وسلم وَيُعْلِمُهُ أنَّ مَا قَالَه هؤُلاءِ المُشْرِكُونَ المُكَذِبُونَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ سَاحِرٌ.. أوْ مَجْنُونٌ، سَبَقَ أنْ قَالَهُ المُكَذِّبُونَ مِنَ الأمَمِ الأخْرى الخَالِيَةِ لِرُسُلِهِمْ، فَصَبُروا عَلَى إِيذاءِ أقوامِهِمْ، حَتَّى جَاءَ نَصْرُ اللهِ.

.تفسير الآية رقم (53):

{أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)}
(53)- أأوْصَى بَعْضُهُم بَعْضاً بِهَذا القَوْلِ، فَتَنَاقَلَهُ الخَلَفُ عَن السَّلَفِ حَتَّى قَالَهُ المُكَذِّبُونَ مِنْ قَومكَ؟ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ طُغَاةٌ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ وَتَلاقَتْ في الطَّعْنِ عَلَى الرُّسُلِ، فَقال مُتَأخِّرُهُمْ كَمَا قَالَ مُتَقَدِّمُهُمْ.
طَاغُونَ- مُتَجَاوِزونَ الحَدَّ في الكُفْرِ.

.تفسير الآية رقم (54):

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}
(54)- فَأعْرِضْ عَنْهُمْ يَا مُحَمَّدُ، وَلا تَأسَفْ عَلَى إصِرَارِهِمْ عَلَى الكُفْرِ وَالتَّكْذيبِ فَأنْتَ غَيْرُ مَلُومٍ عَلَى ذَلِكَ، لأنَّكَ رَسُولٌ وَقَدْ قُمْتَ بمَا أمرَكَ بِهِ رَبُّكَ مِنْ إِبلاغِ الرِّسَالةِ عَلَى خَيْرِ وِجْهٍ.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}
(55)- وَثَابِرْ عَلَى دَعْوةِ النَّاسِ إلى اللهِ، وَذَكِّرْهُمْ بِهذا القُرآنِ، فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ القُلُوبَ المُوقِنَةَ التي فِيها اسْتِعْدَادٌ للهِدَايةِ.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
(56)- وَاللهُ تَعَالى لَمْ يَخْلُقِ الإِنْسَ وَالجِنَّ إلا لِيَعْرِفُوهُ، وَيَقُومُوا بِعِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَمْدِهِ عَلَى أنْعُمِهِ التي لا تُحصَى.
لِعَيْبُدونِ- لِيَعْرِفُوني أوْ لِيَخْضَعُوا لِي وَيَتَذَلَّلُوا.

.تفسير الآية رقم (57):

{مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)}
(57)- وَاللهُ تَعَالى لا يُريدُ أنْ يَسْتَعِينَ بِالخَلْقِ لِجَلْبِ مَنْفَعةٍ لَهُ، وَلا لِدَفْعِ ضَرَرٍ عَنْهُ، وَلا يُصَرِّفهُمْ في تَحْصِيلِ الأرْزَاقِ وَالمطَاعِمِ، كما يَفْعَلُ المَوالي مَعَ عَبِيدِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (58):

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}
(58)- وَالله تَعَالى غَيْرُ مُحتَاجٍ إليهم فَهُوَ خَالِقُهُم وَرَازِقُهُمْ، وَهُمْ مُحتَاجُونَ إليهِ، وَهُوَ الغَنَيُّ عَنْهُم، وَعَمَّنْ سِوَاهُمْ، وَهُوَ تَعالى ذُو القُوَّةِ الشَّدِيدُ الذِي لا يُعْجِزُه شَيءٌ.
وَجَاءَ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتي أمْلأْ صَدْرَكَ غنىً، وأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإلا تَفْعَلْ مَلأتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أسُدَّ فَقْرَكَ.

.تفسير الآية رقم (59):

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)}
{أَصْحَابِهِمْ}
(59)- فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُم بالاشْتِغَالِ في غَيْرِ ما خُلِقُوا لَهُ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَظَلَمُوها بالكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ، نَصيباً مِنَ العَذابِ، مِثْلَ نَصِيبِ أصْحَابِهِم، الكَفَرَةِ المُكَذِّبِينَ مِنَ الأمَمِ الخَاليةِ، فَلا تَسْتَعْجِلُوني بإنزالِ العَذَابِ بِهِمْ، قَبْلَ حُلُولِ موعِدِهِ المُقَرَّرِ.
ذُنُوباً- نَصِيباً مِنَ العَذَابِ.

.تفسير الآية رقم (60):

{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
(60)- فَهَلاكٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ اليَوْمِ الذِي وُعِدُوا بِهِ، لأنَّهُ إذا جَاءَ نَزَلَ بِهِم العَذَابُ الشَّدِيدُ.
فَوْيلٌ- فَهَلاكٌ وَحَسْرَةٌ، أوْ شِدَّةُ عَذابٍ.

.سورة الطور:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالطُّورِ (1)}
(1)- يُقسِمُ اللهُ تَعَالى بِجَبَلِ الطُّورِ فِي سِينَاءَ، وَهُوَ الجَبَلُ الذِي كَلَّمَ اللهُ فَوْقَهُ مُوسَى، عَلَيهِ السَّلامُ، وَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ عَلَيهِ التَّورَاةَ.
الطُّورِ- جَبَلٍ في طُورِ سِينَاءَ. وَقِيلَ إِنَّهُ الجَبَلُ المَكْسُوُّ بالشَّجَرِ. وَقِيلَ إِنَّهُ الجَبَلُ عَامَّةً فِي السِّريَانيَّةِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)}
{كِتَابٍ}
(2)- وَيُقْسِمُ اللهُ تَعَالى بالكِتَابِ المَسْطُورِ الذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُوسَى، عَليهِ السَّلامُ، في جَبَلِ الطُّور- وَهُوَ التَّورَاةُ.
وَقِيلَ أيضاً إِنَّهُ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ.

.تفسير الآية رقم (3):

{فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)}
(3)- وَقَدْ سُطِّرَ هذا الكِتَابُ المُنَزَّلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالى عَلَى عَبْدِهِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، في جِلْدٍ رَقيقٍ مِمّا يَكْتُبُ عَلَيهِ الأَوَّلُونَ كُتُبَهُمْ، وَقَدْ نَشَرَ اللهُ الرَّقَّ لِتَسْهُلَ قِراءَةُ ما فِيهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ النَّاسُ مَا فِيهِ مِنْ أَحْكَامٍ.
رَقٍّ- مَا يُكْتَبُ فِيهِ مِنْ جِلْدٍ أَوْ غَيْرِهِ.
مَنْشُورٍ- مَبْسُوطٍ غيرِ مَطْوِيٍّ.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)}
(4)- وَالَبْيتُ المَعْمُورُ هُوَ كَعْبَةُ أَهْلِ السَّماءِ، وَفِي كُلِّ سَماءٍ بَيْتٌ مَعْمُورٌ يَتَعَبَّدُ فِيهِ أَهْلُها، وَيُصَلُّونَ إِلَيهِ.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)}
(5)- وَيُقْسِمُ تَعَالى بِالسَّمَاءِ، وَهِيَ السَّقْفُ المَرْفُوعُ مِنْ غَيرِ عَمَدٍ. وَقَالَ تَعَالَى {وَجَعَلْنَا السمآء سَقْفاً مَّحْفُوظاً}

.تفسير الآية رقم (6):

{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)}
(6)- وَيُقْسِم اللهُ تَعَالى بالبَحْرِ المَحْصُورِ مِنْ أَنْ يَفيضَ فَيُغْرِقَ مَا حَوْلَهُ مِنَ الأَرْضِ.
(وَقِيلَ إِنَّ المَسْجُورَ تَعْنِي هُنَا المُشْتَعِلَ بِالنِّيرَانِ الكَائِنَةِ دَاخِلَ الأَرْضِ. وَمِنْها سَجَرَ التَّنُّورَ إِذا مَلأَهُ حَطَباً وَأَوْقَدَهُ).

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)}
{لَوَاقِعٌ}
(7)- لَقَدْ أَقْسَمَ تَعَالى بِجَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ عَلَى أَنَّ عَذَابَهُ الذِي أَنْذَرَ الرُّسُلُ بهِ الخَلائقَ لَوَاقِعٌ بِالكَافِرينَ، وَمُحِيطٌ بِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.
(وَهذا جَوابُ القَسَمِ).

.تفسير الآية رقم (8):

{مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)}
(8)- وَإِذا وَقَعَ العَذَابُ فَلا يَدْفَعُهُ عَنْهُمْ دَافِعٌ وَلا يَجِدُونَ عَنْهُ مَحِيصاً وَلا مَهْرَباً، جَزَاءً لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ، وَتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَ رَبِّهِمْ وَآياتِهِ.

.تفسير الآية رقم (9):

{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)}
(9)- وَيَقَعُ عَذَابُ اللهِ تَعَالى بالكَافِرينَ، وَلا يَدْفَعُهُ عَنْهُمْ دَافعٌ، في يَوْمِ القِيَامةِ الذِي تَتَحَرَّكُ فِيهِ السَّماءُ، وَتَدُورُ دَوَرانا وَهِي في مَكانِها كما تَدُورُ الرَّحَى.
تَمُورُ مَوْراً- تَتَحَرَّكُ وَتَدُورُ وَهِيَ في مَكَانِها.