فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (19):

{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19)}
(19)- وَأرْسَلَ البَحْرَ المِلْحَ وَالبَحْرَ الحُلْوَ مُتَجَاوِرَيْنِ مُتَلاقِيَيْنِ.
مََرَجَ- أرْسَلَ العَذْبَ وَالمِلْحَ في مَجَارِيهما.
يَلْتَقِيانِ- يَتَجَاوَرانِ أوْ يَلْتَقي طَرَفَاهُمَا.

.تفسير الآية رقم (20):

{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)}
(20)- وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالى بِقُدْرَتِهِ بَيْنَ البَحْرَينِ العَذْبِ وَالمِلْحِ حَاجِزاً (بَرْزَخاً) فَلا يَبْغي أحَدُهُما عَلَى الآخَرِ، وَلا يَطغى عَليه، فَلا البَحْرُ المِلْحُ يَجْعَلُ الماءَ العَذْبَ مِلْحاً، وَلا العَذبُ يَجْعَلُ البَحْرَ المِلْحَ عَذْباً.
بَيْنَهُما بَرْزخٌ- حَاجِزٌ أرْضِيُّ أوْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالى.

.تفسير الآية رقم (21):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}
{آلاء}
(21)- فَبَأيِّ نِعَمِ اللهِ المَتَقَدِّمِ ذِكْرُهَا تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجنِّ وَالإِنس؟ إنَّكُم لا تَسْتَطيعُونَ أنْ تُنكِرُوا شَيْئاً مِنْها فَهِيَ ظَاهِرةٌ عَلَيكُم، وأنْتُمْ مَغْمُورُونَ بِها.

.تفسير الآية رقم (22):

{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)}
(22)- وَيَخْرُجُ مِنْ كِلا البَحْرَينِ، العَذْبِ وَالمِلْحِ، اللُؤْلُؤْ وَالمرجَانُ وَإِنْ كَانَا يَخْرُجَانِ في الأغْلَبِ مِنَ البَحْرِ المِلْحِ.

.تفسير الآية رقم (23):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)}
{آلاء}
(23)- فَبأيِّ أنْعَمِ اللهِ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُها تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجنِّ وَالإِنْسِ؟ إنَّكُم لا تَسْتَطِيعُون إنكَارَ شَيءٍ مِنْها فَهِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْكُم وَأنْتُمْ مَغْمُورُونَ بِها.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)}
{المنشئات} {كالأعلام}
(24)- وَلَهُ السُّفُنُ العِظَامُ التِي نَشَرَتْ قُلُوعَها في البَحْرِ وَكَأنَّها الجِبَالُ الشَّاهِقَاتُ، لِتَسيرَ في البَحْرِ، تَنْقُلُ النَّاسَ والمتَاعَ والتِّجَارَاتِ وَالأنعَامَ مِنْ إقْلِيم إلى إقليمٍ، وَمِنْ أرْضٍ إلى أرْضٍ لِتَبَادُلِ، السِّلَعِ والحَاجَاتِ.
الجَوَارِي- السُّفُن الجَارِيةُ.
كَالأعْلامِ- كَالجِبَالِ الشَّاهِقَاتِ أوِ القُصُورِ.

.تفسير الآية رقم (25):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)}
{آلاء}
(25)- فَبَأيِّ أنعُمِ اللهِ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُهَا تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَر الجِنِّ وَالإِنْسِ؟ إِنَّكُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ إنكَارَ شَيءٍ مِنْها فَهِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْكُم وَأنْتُمْ مَغْمُورُونَ بِها.

.تفسير الآية رقم (26):

{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)}
(26)- جَميعُ مَنْ عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ سَيَمُوتُونَ، وَكَذَلِكَ سَيَمُوتُ أهْلُ السَّمَاوَاتِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ.
فَانٍ- هَالِكٌ.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)}
{الجلال}
(27)- وَلا يَبْقَى حَيّاً إلا وَجْهُ اللهِ العَليِّ العَظِيمِ الكَرِيمِ، فَإِنَّهُ باقٍ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَأهْلٌ لأنْ يُجَلَّ فلا يُعصَى، وَأنَ يُطَاعَ فَلا يُخالفَ.
وَجَاءَ في الدُّعاء المَأثُورِ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا بَديعَ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ، يَاذَا الجَلالِ والإِكْرامِ، لا إِلَهَ إِلا أنْتَ بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغيثُ، أصْلِحْ لَنا شَأنَنَا كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنا لأنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا إلى أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ».
ذُو الجَلالِ- ذُو العَظَمَةِ وَالاسْتِغْنَاءِ المُطْلَقِ.
الإِكْرَامِ- الفَضْلِ التَّامِّ.

.تفسير الآية رقم (28):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28)}
{آلاء}
(28)- فَبأيِّ نِعَمِ اللهِ السَّالِفَةِ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (29):

{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)}
{يَسْأَلُهُ} {السماوات}
(29)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى عَنْ غِنَاهُ عَمَّنْ سِوَاهُ مِنَ الخَلْقِ، وَعَنْ حَاجَةِ الخَلْقِ إليهِ، وافتِقَارِهِم إلى مَنِّهِ وَكَرَمِه، وَأنَّهُم يَسْألُونَه بلسَانِ الحَالِ، وَبالألْسِنَةِ، وَأنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأنِ. وَمِنْ شَأنِهِ تَعَالى أنْ يُجِيبَ دَاعياً أَوْ يُعْطِيَ سَائِلاً، أَوْ يَفُكَّ عَانِياً، أَو يَشْفِيَ سَقِيماً، وأَنْ يَغْفِرَ ذَنْباً وأنْ يَرْفَعَ قَوْماً وَيَضَعَ آخرينَ- كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
في شَأنٍ- يَأتي بِأحْوالٍ وَيَذْهَبُ بِأحْوالٍ بالحِكْمَةِ.

.تفسير الآية رقم (30):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)}
{آلاء}
(30)- فَبأيِّ نِعَمِ اللهِ السَّالِفَةِ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (31):

{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)}
{أَيُّهَ}
(31)- وَيَتَوعَّدُ اللهُ العِبَادَ، وَيُحَذِّرُهُمْ من نفسهِ الكريمةِ، ويقول لهم إنَّ الله سَيَتَجرَّدُ لِحِسَابِهِمْ، وَجَزَائِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَسَيَنْتَقِمُ مِنَ المُكَذِّبينَ الظَّالِمِينَ أنْفُسَهُمْ بِالكُفْرِ.
سَنَفْرُغُ لَكُمْ- سَنَقْصدُ لِمُحَاسَبَتِكُمْ بَعْدَ الإِمْهَالِ.

.تفسير الآية رقم (32):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)}
{آلاء}
(32)- فَبأيِّ نِعَمِ اللهِ السَّالِفَةِ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (33):

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)}
{يامعشر} {السماوات} {بِسُلْطَانٍ}
(33)- يُنبِّهُ اللهُ تَعَالى الإِنسَ والجنَّ إلى أنَّهُمْ لا مَهْرَبَ لَهُمْ مِنَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَهُ طَلباً، وَيَقُولُ لَهُمْ: إذا قَدرْتُمْ أنْ تَخْرُجُوا مِنْ جَوانِبِ السَّماواتِ والأَرْضِ هَرَباً مِنْ عِقَابِ اللهِ، فَافْعَلُوا. إِنَّكُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ ذَلِكَ لأنَّهُ مُحِيطٌ بِكُمْ وَلا خَلاصَ لَكُمْ مِنْهُ، وَإِنَّكُم لا تَسْتَطيعُونَ الهَرَبَ إلا بالقُوَّةِ والسُّلْطَانِ، وَلَكِنْ أنَّى لَكُمْ ذَلِكَ في ذلِكَ اليَوْمِ، فَأنْتُمْ لا حَوْلَ لَكُمْ وَلا طَوْلَ في ذلِكَ اليَوْمِ العَصيبِ؟
تَنْفُذُوا- تَخْرُجُوا هَرَباً مِنْ قَضَائِي.
إلا بِسُلْطَانٍ- بِقُوَّةٍ وَقَهْرٍ وَهَيْهَاتَ.

.تفسير الآية رقم (34):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}
{آلاء}
(34)- فَبأيِّ نِعَمِ اللهِ السَّالِفَةِ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (35):

{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}
(35)- ويُصَبُّ عَلَيكُم يَا مَعْشَرَ الجنِّ وَالإِنْسِ في ذَلِكَ اليومِ ألوانٌ مِنَ النِّيرانِ، فَمِنْ لَهَبٍ خالِصٍ يُضَيءُ كَالسِّراجِ (شُوَاظٌ) إلى نَارٍ مُخْتَلِطةٍ بالدُّخَانِ (نُحَاسٍ)، فَلا تَسْتَطِيعُون الهَرَبَ مِنْها، وَلا تَجِدُونَ لَكُمْ مَنْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ.
النُّحَاسُ- دُخَانُ النَّارِ وَقَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بهِ هُنَا مَعْدِنُ النُّحَاسِ المَصْهُورُ.
الشُّوَاظُ- لَهَبُ النَّارِ الخَالِصُ المُضِيءُ الذِي لا دُخَانَ فيه.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)}
{آلاء}
(36)- فَبأيِّ أَنْعُمِ اللهِ تَعَالى السَّالِفِ ذِكْرُهَا تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (37):

{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)}
(37)- فَإِذا جَاءَ يَوْمُ القِيَامَةِ تَتَصَدَّعُ السَّمَاءُ، وَيَحْمَرُّ لوْنُها، وَتَذُوبُ حَتَّى لَتَصِيرُ وَكَأنَّها الزَّيتُ المُحْتَرِقُ، وَنَحْوهُ ممّا يُدْهَنُ بِهِ.
وَرْدَةً- حَمْراءَ كَالوَرْدَةِ.
كَالدِّهَانِ- مَا يُدْهَنُ بِهِ.

.تفسير الآية رقم (38):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)}
{آلاء}
(38)- فَبأيِّ أَنْعُمِ اللهِ عَلَيْكُمْ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

.تفسير الآية رقم (39):

{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)}
{فَيَوْمَئِذٍ} {يُسْأَلُ}
(39)- وَفي ذَلِكَ اليَوْمِ تَظْهَرُ أعْمَالُ الخَلائِق في صَحَائِفِ أعْمَالِهِم التي سطَّرَها المَلائِكَةُ الكِرامُ الكَاتِبُونَ، فَيَسْكُتُ المُجْرِمُونَ {هذا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ.} (وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: إنَّ الكفَرَةَ المُجْرِمينَ لا يُسْألُونَ هَلْ عَمِلْتُمْ كَذَا، وَلكِنْ يُسْألُونَ لِمَ عَمِلْتُمْ كَذا)؟

.تفسير الآية رقم (40):

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)}
{آلاء}
(40)- فَبأيِّ أَنْعُم اللهِ عَلَيْكُمْ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟