فصل: تفسير الآية رقم (11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (11):

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)}
(11)- كَانَ الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ سَيِّداً مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ، عَظِيمَ المَالِ والجَاهِ، وَلَهُ عَشَرَةُ أَبْنَاءٍ. سَمِعَ مَرَّةً رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ فَتَأَثَّرَ بِذَلِكَ، وَقَالَ لِقَوْمِهِ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّداً آنِفاً يَقُولُ كَلاماً مَا هُوَ مِنْ كَلامِ الإِنْسِ، ولا مِنْ كَلامِ الجِنَّ، إِنَّ لَهُ لَحَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً، وَإِنَّ أَعْلاهُ لَمُثْمِرٌ، وَإِنَّ أسْفَلَهُ لَمُغْدِقٌ، وَإِنَّهُ يَعْلُوا وَمَا يُعْلَى عَلَيْهِ.
وَتَبِعَهُ أَبُو جَهْلٍ إِلَى مَنْزِلِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَدْخُلَ الإِسْلامُ قَلْبَهُ فَتُسْلِمَ قُرَيْشٌ كُلُّهَا، وَأَخَذَ يَسْتَثِيرُهُ حَتَّى جَاءَ قُرَيْشاً فِي نَادِيهَا، فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ مُحَمَّداً لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، وَلا كَاهِنٍ، وَلا شَاعِرٍ، وَلا كَذَّابٍ، فَقَالُوا لَهُ: وَلَكِنْ مَا هُوَ؟
قَالَ: مَا هُوَ إِلا سَاحِرٌ، أَمَا رَأَيْتُمُوهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ، وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَوَالِيهِ؟ فَانْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَاتِ.
(وَكَانَ الوَلِيدُ يُسَمَّىالوَحِيدَ لأَنَّهُ وَحِيدٌ فِي قَوْمِهِ، لِكَثْرَةِ مَالِهِ، وَعَظِيمِ جَاهِهِ).
وَمَعْنَى الآيَةِ: خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَخْرَجْتُهُ مِنْ بِطْنِ أُمِّهِ وَحِيداً لا مَالَ لَهُ وَلا وَلَدَ.
ذَرْنِي- دَعْنِي وَخَلِّنِي، وَهِيَ هُنَا لِلتَّهْدِيدِ.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)}
(12)- ثُمَّ أَفَضْتُ عَلَيْهِ النِّعَمِ، وَأَعْطَيْتُهُ المَالَ الكَثِيرَ، فَكَانَ لَهُ مَالٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، مِنَ الإِبْلِ والخَيْلِ والغَنَمِ والبَسَاتِينِ الكَثِيرَةِ التِي لا تَنْقَطِعُ ثِمَارُهَا صِيْفاً وَلا شِتَاءً- عَلَى مَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
مَالاً مَمْدُوداً- كَثِيراً دَائِماً غَيْرَ مُنْقَطِعٍ.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَبَنِينَ شُهُودًا (13)}
(13)- وَجَعَلْتُ لَهُ بَنِينَ حَاضِرِينَ مَعَهُ فِي مَكَّةَ دَائِماً، لا يُفَارِقُونَهَا لِكَسْبِ عَيْشٍ، وَلا ابْتِغَاءَ رِزْقٍ، إِذْ كَانُوا فِي غِنىً عَنِ الضَّرْبِ فِي الأَرْضِ، لِمَا لَهُمْ مِنْ وَاسِعِ الثَّرَاءِ.
بَنِينَ شُهُوداً- حُضُوراً مَعَهُ، لا يُفَارِقُونَهُ لِكَسْبِ عَيْشٍ.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14)}
(14)- وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ، وَبَسَطْتُ لَهُ فِي المَالِ، فَكَانَ الأَخْلَقَ بِهِ أَنْ يَشْكُرَ رَبَّهُ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ الوَفِيرَةِ.
مَهَّدْتُ لَهُ- بَسَطْتُ لَهُ النِّعْمَةَ والرِّيَاسَةَ.

.تفسير الآية رقم (15):

{ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)}
(15)- ثُمَّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يَطْمَعُ فِي أَنْ يَزِيدَ اللهُ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، فَهُوَ حَرِيصٌ عَلَى الاسْتِكْثَارِ مِنَ المَالِ والوَلَدِ.

.تفسير الآية رقم (16):

{كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16)}
{لآيَاتِنَا}
(16)- كَلا لَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ، لأَنَّهُ كَانَ مُعَانِداً لآيَاتِ اللهِ المُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ عَلَيْهِ، وَهِيَ آيَاتُ القُرْآنِ التِي أَنْزَلَهَا اللهُ وَحْياً عَلَى رَسُولِهِ الكَرِيمِ، وَلِذَلِكَ قَالَ مَا قَالَ.
وَمُعَانَدَةُ الحَقِّ جَدِيرَةٌ بِزَوَالِ النِّعَمِ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الوَلِيدَ أَخَذَتْ حَالُهُ تَسُوءُ وَتَتَرَاجَعُ مُنْذُ نُزْولِ هَذِهِ الآيَاتِ وَبَقِيَ كَذِلِكَ حَتَّى مَاتَ.
كَلا- كَلِمَةُ رَدْعٍ وَزجْرٍ عَنِ الطَّمَعِ الفَارِغِ.
لآيَاتِنَا عَنِيداً- جَاحِداً وَمُعَانِداً.

.تفسير الآية رقم (17):

{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)}
(17)- سُنُنْزِلُ بِهِ عَذَاباً شَاقّاً، يُرهِقُهُ وَلا يُطِيقُهُ، فَيَكُونُ حَالُهُ حَالَ مَنْ يُكَلَّفُ صُعُودَ جَبَلٍ وَعْرٍ شَائِكٍ.
(وَقِيلَ إِنَّهُ سَيُكَلِّفُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صُعُودَ جَبَلٍ مِنْ نَارٍ فِي جَهَنَّمَ).
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً- سَأُكَلِّفُهُ عَذَاباً شَاقّاً لا يُطَاقُ.

.تفسير الآية رقم (18):

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)}
(18)- وَإِنَّمَا فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِهِ ذَلِكَ العَذَابَ الشَّاقَّ لأَنَّهُ فَكَّرَ فِيمَا يَقُولُهُ فِي القُرْآنِ، حِينَ سُئِلَ عَنْهُ، وَفِيمَا يَخْتَلِقُهُ فِيهِ، ثُمَّ تَرَوَّى.
قَدَّرَ- تَرَوَّى وَهَيَّأَ فِي نَفْسِهِ القَوْلَ بِالطَّعْنِ فِي القُرْآنِ.

.تفسير الآية رقم (19):

{فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)}
(19)- فَهَلاكاً وَلَعْنَةً لَهُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ الذِي قَدَّرَهُ.
فَقُتِلَ- فَهَلَكَ وَلُعِنَ وَقُبِّحَ.

.تفسير الآية رقم (20):

{ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)}
(20)- ثُمَّ هَلاكاً وَلَعْناً لَهُ، عَلَى مَا قَدَّرَهُ وَأَعََدَّهُ فِي نَفْسِهِ مِنْ طَعْنٍ فِي القُرْآنِ.

.تفسير الآية رقم (21):

{ثُمَّ نَظَرَ (21)}
(21)- ثُمَّ نَظَرَ فِي أَمْرِ القُرْآنِ مَرَّةً أُخْرَى، لَعَلَّهُ يَتَوَصَّلُ إِلَى قَوْلٍ فِيهِ يُرْضِي قُرَيشاً عَنْهُ لِيَحْفَظَ مَرْكَزَهُ، وَزَعَامَتَهُ فِيهَا.

.تفسير الآية رقم (22):

{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)}
(22)- ثُمَّ قَطَّبَ وَجْهَهُ حِينَ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ، ثُمَّ تَجَهَّمَ وَجْهُهُ وَكَلَحَ.
عَبَسَ- قَطَّبَ بَيْنَ حَاجِبَيْهِ.
بَسَرَ- كَلَحَ وَجْهُهُ وَعَبَسَ.

.تفسير الآية رقم (23):

{ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)}
(23)- ثُمَّ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنِ الحَقِّ، وَرَجَعَ القَهْقَرَى مُسْتَكْبِراً عَنِ الاعْتِرَافِ بِهِ، وَالانْقِيَادِ لَهُ.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)}
(24)- ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ لَيْسَ إِلا سِحْراً يَنْقُلُهُ عَنْ غَيْرِهِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ السَّحَرَةِ الأَوَّلِينَ.
يُؤْثَرُ- يُرْوَى وَيُتَعَلَّمُ مِنَ السَّحَرَةِ.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)}
(25)- وَمَا هَذَا القُرْآنُ إِلا قَوْلُ البَشَرِ، أَخَذَهُ مُحَمَّدٌ عَنْ غَيْرِهِ، وَلَيْسَ بِكَلامِ رَبِّ العَالَمِينَ كَمَا يَدَّعِي مُحَمَّدٌ.

.تفسير الآية رقم (26):

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)}
(26)- سَأْدْخِلُهُ جَهَنَّمَ، وأَغْمُرُهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.
سَقَرَ- اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ.
صَلاةُ النَّارَ- أَدْخَلَهُ فِيهَا حَتَّى تَغْمُرَهُ أَوْ أَذَاقَهُ حَرَّهَا.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27)}
{أَدْرَاكَ}
(27)- وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَ نَارُ جَهَنَّمَ؟ إِنَّهَا بَلَغَتْ فِي الغَرَابَةِ حَدّاً لا يُمْكِنُ إِحَاطَةُ الوَصْفِ بِهِ.

.تفسير الآية رقم (28):

{لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)}
(28)- لا تُبْقِي لَحْماً، وَلا تَذَرُ عَظْماً، وَإِنَّمَا تَأْتي عَلَيْهِ جَمِيعاً.

.تفسير الآية رقم (29):

{لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29)}
(29)- تُلَوِّحُ الجِلْدَ فَتحْرِقُهُ وَتُغَيِّرُ لَوْنَهُ.
لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ- سَوَّدَتْ ظَاهِرَهُ.

.تفسير الآية رقم (30):

{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}
(30)- وَعَلَى النَّارِ خَزَنَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ، عِدَّتُهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكاً يَلُونَ أَمْرَهَا.
(وَرُوِيَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ أَنَّ نَفَراً مِنَ اليَهُودِ سَأَلُوا رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ).

.تفسير الآية رقم (31):

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
{أَصْحَابَ} {مَلائِكَةً} {الكتاب} {آمنوا} {إِيمَاناً} {الكافرون}
(31)- لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قوْلَهُ الكَرِيمَ (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)، قَالَ أَبُو جَهْلٍ مُسْتَهْزِئاً: أَيَعْجَزُ كُلُّ عَشَرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَبْطُشُوا بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ رَدّاً عَلَى هَؤُلاءِ السَّاخِرِينَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: إِنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ حَرَسَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً، وَمَنْ يُطِيقُ مُغَالَبَةَ مَلائِكَةِ اللهِ تَعَالَى؟ وَمَا جَعَلَ عَدَدَهُمْ (تِسْعَةَ عَشَرَ)، إِلا لِيَقُولَ الكَافِرُونَ مَا قَالُوا، لِيَتَضَاعَفَ غَضَبُ اللهِ وَنَقْمَتُهُ عَلَيْهِمْ، فَقَدِ اسْتَقَلُّوا العَدَدَ، وَقَالُوا كَيْفَ يَتَوَلَّى مِثْلُ هَذَا العَدَدِ القَلِيلِ تَعْذِيبَ خَلْقِ اللهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى العَدَدَ لِرَسُولِهِ لِيَحْصُلَ اليَقِينُ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِأَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِي نُبُوَّتِهِ، وَأَنَّ القُرْآنَ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ مُوَافِقٌ لِمَا جَاءَ فِي كُتُبِهِمْ، وَلِيَزْدَادَ المُؤْمِنُونَ إِيْمَاناً، حِينَمَا يَرَوْنَ تَسْلِيمَ أَهْلِ الكِتَابِ، وَتَصْدِيقَهُمْ لِمَا جَاءَ فِي القُرْآنِ، فَلا يَبْقَى فِي أَنْفُسِهِمْ شَكًّ مِنْ أَنَّ القُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَلِكَيْلا يَشُكَّ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، وَالمُؤْمِنُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، مِنَ المُنَافِقِينَ، وَالكَافِرِينَ بِرِسَالَتِهِ: مَا الذِي أَرَادَهُ اللهُ بِذِكْرِ هَذَا العَدَدِ القَلِيلِ المُسْتَغْرَبِ، وَمَا الحِكْمَةُ فِيهِ؟
وَكَمَا أَضَلَّ اللهُ تَعَالَى المُنَافِقِينَ وَالمُشْرِكِينَ بِذِكْرِ العَدَدِ، كَذَلِكَ فَإِنَّهُ تَعَالَى يُضِلّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ فَيَصْرِفُهُ عَنِ الحَقِّ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ فَيُوفِّقُهُ لِلْهُدَى، وَالخَيْرِ، والصَّوَابِ. وَمَا يَعْلَمُ عَدَدَ خَلْقِ اللهِ، وَمِقْدَارَ جُمُوعِهِ، التِي مِنْهَا المَلائِكَةُ، إِلا اللهُ تَعَالَى، لِكَيْلا يَتَوَهَّمَ مُتَوهِّمٌ أَنَّهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ فَقَطْ، وَمَا سَقَرُ ولا صِفَتُهَا إِلا تَذْكِرَةٌ لِمَنْ يَتَّعَظُ مِنَ البَشَرِ، وَتَخْوِيفٌ لَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (32):

{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32)}
(32)- كَلا لا سَبِيلَ إِلَى إِنْكَارِ النَّارِ، قَسَماً بِالقَمَرِ.