فصل: تفسير الآية رقم (16):

.تفسير الآية رقم (16):

{قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
(16)- وَهذِهِ القَوَارِيرُ يَحْمِلُهَا إِلَيهِم السُّعَاةُ وَقَدْ قَدَّرُوا مَا صَبُّوهُ فِيهَا عَلَى قَدَرِ كِفَايَةِ الشَّارِبِينَ وَرَيهِّمْ، لا تَزِيدُ وَلا تَنْقُصُ.
قَدَّرُوهَا- جَعَلُوا شَرَابَهَا عَلَى قَدَرِ الرّيِّ.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
(17)- وَيُسْقَى هُؤَلاءِ الأَبْرَارُ فِي الجَنَّةِ كَأْساً مِنْ خَمْرِ الجَنَّةِ مُزِجَتْ بِالزَّنْجِبِيلِ (فَهُمْ يُمْزَجُ الشَّرَابُ لَهُمْ مَرَّةً بِالكَافُورِ وَمَرَّةً بِالزَّنْجَبِيلِ فَالكَافُورُ بَارِدٌ وَالزَّنْجَبِيلُ حَارٌّ).

.تفسير الآية رقم (18):

{عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
(18)- وَيُسْقَونَ فِي الجَنَّةِ مِنْ عَيْنٍ غَايَةٍ فِي السَّلاسَةِ وَالاسْتِسَاغَةِ.
سَلْسَبِيلاً- سَلِساً مُسْتَسَاغاً.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
{وِلْدَانٌ}
(19)- وَيَطُوفُ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ غِلْمَانٌ (وِلْدَانٌ) يَخْدِمُونَهُمْ، وَهُمْ شَبَابٌ، وُجُوهُهُمْ نَضِرَةٌ، كَأَنَّهُمْ لِحُسْنِ أَلْوَانِهِمْ، وَنَضْرَةِ وُجُوهِهِمْ، وَكَثْرَةِ انْتِشَارِهِمْ فِي قَضَاءِ الحَاجَاتِ، اللًّؤْلُؤْ المَنْثُورُ، وَهُمْ لا يَهْرَمُونَ وَلا يَشِيبُونَ، وَلا تَتَبَدَّلُ أَحْوَالُهُمْ.
مُخَلَّدُونَ- لا يَشِيبُونَ وَلا يَهْرَمُونَ.
وِلْدَانٌ- غِلْمَانٌ لِلْخِدْمَةِ فِي سَنِّ الشَّبَابِ المُبَكِّرِ.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
(20)- وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ نَعِيمٍ فِي الجَنَّةِ، لَرَأَيْتَ نَعِيماً عَظِيماً، وَمُلْكاً كَبِيراً لا يُحِيطُ بِهِ وَصْفٌ.

.تفسير الآية رقم (21):

{عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
{عَالِيَهُمْ} {سَقَاهُمْ}
(21)- وَيَلْبَسُ أَهْلُ الجَنَّةِ الرَّفِيعَ مِنَ الحَرِيرِ، مِمَّا يَلِي أَبْدَانَهُمْ كَالقُمْصَانِ وَنَحْوِهَا، وَيَلْبَسُونَ الثِّيَابَ التِي لَهَا لَمَعَانٌ وَبَرِيقٌ، مِمَّا يَلِي الخَارِجَ، وَيَتَحَلَّوْنَ بِأَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَسْقِيِهِمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً يُطَهِّرُ بَاطِنَ شَارِبِهِ مِنَ الحَسَدِ، وَالحِقْدِ، وَالغِلِّ، وَرَدِيءِ الأَخْلاقِ.
السُّنْدُسُ- الرَّفِيعُ مِنْ نَسْجِ الحَرِيرِ.
الإِسْتَبْرَقُ- الثِّيَابُ التِي لَهَا لَمَعَانٌ وَبَرِيقٌ أَوْ هِيَ الدِّيبَاجُ الغَلِيظُ.

.تفسير الآية رقم (22):

{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}
(22)- وَيُقَالُ لَهُمْ تَكْرِيماً: إِنَّ هَذَا الذِي أُعْطِيتُمُوهُ مِنَ الكَرَامَةِ إِنَّمَا كَانَ ثَوَاباً لَكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمُ الصَّالِحَاتِ فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ شَكَرَ اللهُ لَكُمْ سَعْيَكُمْ فَأَثَابَكُمْ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ ثَوَاباً حَسَناً.

.تفسير الآية رقم (23):

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23)}
{القرآن}
(23)- إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ- يَا مُحَمَّدُ- القُرْآنَ مُنَجَّماً بِحَسَبِ الحَوَادِثِ وَالوَقَائِعِ، لِيَكُونَ أَسْهَلَ فَهْماً، وَأَكْثَرَ تَثْبِيتاً لِلْمُؤْمِنِينَ.
تَنْزِيلاً- شَيْئاً فَشَيئاً.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)}
{آثِماً}
(24)- فَاصْبِرْ عَلَى قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيُدَبِّرُكَ بِحُسْنِ تَدْبِيرِهِ، وَلا تُطِعِ الكَافِرينَ، وَلا تُطِعِ المُنَافقِينَ، إِنْ أَرَادُوا صَدَّكَ عَمَّا أُنْزِلَ إلَيْكَ، بِلْ قُمْ بِإِبْلاغِ رِسَالَةِ رَبِّكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّهُ عَاصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
الآثِمُ- الفَاجِرُ فِي أَفْعَالِهِ الكَثِيرُ الإِثْمِ.
الكَفُورُ- الكَافِرُ قَلْبُهُ.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)}
(25)- وَدُمْ عَلَى ذِكْرِ رَبِّكَ وَتَسْبِيحِهِ في البُكُورِ وَفِي الأَصَائِلِ أَيْ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ.
الأَصِيلُ- وَقْتُ مِيْلِ الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ- العَصْرُ.
البُكْرَةُ- أَوَّلُ النَّهَارِ.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)}
{الليل}
(26)- وَصَلِّ بَعْضَ اللَّيْلِ، كَصَلاةِ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ، وَتَهَجَّدْ لِرَبِّكَ طَائِفَةً مِنَ اللَّيْلِ.

.تفسير الآية رقم (27):

{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)}
(27)- إِنَّ هَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ يحِبُّونَ الدُّنْيَا العَاجِلَةَ، وَتُعْجِبُهُمْ زِينَتُهَا وَفِتْنَتُهَا وَلَذَّاتُهَا، وَيَتْرُكُونَ وَرَاءِ ظُهُورِهِم العَمَلَ لِليَوْمِ الآخِرِ، وَهُوَ يَوْمٌ ثَقِيلٌ عَلَى الكَافِرِينَ.
يَوْماً ثَقِيلاً- هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ الشَّدِيدُ الأَهْوَالِ.

.تفسير الآية رقم (28):

{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)}
{خَلَقْنَاهُمْ} {أَمْثَالَهُمْ}
(28)- وَكَيْفَ يَغْفُلُ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ عَنْ رَبِّهِمْ، وَهُوَ الذِي خَلَقَهُمْ، وَأَحْكَمَ خَلْقَهُمْ، وَشَدَّ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِأَرْبِطَةٍ وَعَضَلاتٍ وَأَعْصَابٍ.. وَإِذَا شَاءَ اللهُ أَهْلَكَهُمْ وَاسْتَبْدَلَ غَيْرَهُمْ مِنَ الخَلْقِ بِهِمْ.
شَدَدْنَا أَسْرَهُمْ- أَحْكَمْنَا خَلْقَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (29):

{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29)}
(29)- إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ بِمَا فِيهَا مِنْ تَرْتِيبٍ بَدِيعٍ، وَوَعْدٍ وَوَعِيدٍ، وَتَرْغِيبٍ وَتَرْهِيبٍ، تَذْكِرَةٌ لِلمُتَأَمِّلِينَ، وَتَبْصِرَةٌ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ، فَمَنْ شَاءَ الخَيْرَ لِنَفْسِهِ فَلْيَتَقَرَّبْ إِلَى رَبِّهِ بِالطَّاعَةِ، وَليَتَّبعِ الهُدَى الذِي جَاءَ فِي القُرْآنِ.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)}
(30)- إِنَّكُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ سُلُوكَ سَبِيلِ الخَيْرِ والنَّجَاةِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ تَوْفِيقَكُمْ لِذَلِكَ، وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَنْ يَسْتًحِقُّ الهِدَايَةَ فَيُيَسِّرُهَا لَهُ، وَيُقَيِّضُ لَهُ أَسْبَابَهَا، وَبِمَنْ يَسْتَحِقُّ الغَوَايَةََ، فَيَصْرِفُهُ عَنْ الهُدَى، وَللهِ الحِكْمَةُ البَالِغَةُ.

.تفسير الآية رقم (31):

{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}
{الظالمين}
(31)- وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، فَمَنْ يَهْدِهِ اللهُ وَيُدْخِلْهُ فِي رَحْمَتِهِ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَالذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، وَمَاتُوا عَلَى شِرْكِهِمْ، أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَاباً أَلِيماً مُوجِعاً.

.سورة المرسلات:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)}
{المرسلات}
(1)- يُقْسِمُ اللهُ تَعَالَى بِالرِّيَاحِ التِي تَهُبُّ شَيْئاً فَشَيئاً، وَكَانَّهَا عُرْفُ الفَرَسِ.
(وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ المُرْسَلاتِ هُم المَلائِكَةُ الذِينَ يُرْسِلُهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالإِحْسَانِ وَالمَعْرُوفِ إِلَى خَلْقِهِ).
عُرْفُ الفَرَسِ- شِعْرُ رَقَبَتِهَا.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)}
{فالعاصفات}
(2)- وَهَذِهِ الرِّيَاحُ تَهُبُّ هُبُوباً عَاصِفاً يُحْدِثُ صَوْتاً.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)}
{الناشرات}
(3)- وَهَذِهِ الرِّيَاحُ تَنْشُرُ السَّحَابَ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4)}
{فالفارقات}
(4)- وَيُقْسِمُ تَعَالَى بِالمَلائِكَةِ التِي تَتَنَزَّلُ بِأَمْرِهِ تَعَالَى عَلَى الرُّسُلِ، لِتَفْرِقَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ، وَالهُدَى والضَّلالِ.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5)}
{فالملقيات}
(5)- وَهَؤُلاءِ المَلائِكَةُ يُلْقُونَ إِلَى الرُّسُلِ وَحْياً مِنَ اللهِ لِتَذْكِيرِ العِبَادِ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَبُّهُمْ.

.تفسير الآية رقم (6):

{عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}
(6)- وَهَذَا الوَحْيُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ إِعْذَاراً إِلَى الخَلْقِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ إِنْذَاراً لَهُمْ بِعِقَابِ اللهِ، إِنْ هُمْ خَالَفُوا أَمْرَهُ.

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}
{لَوَاقِعٌ} {إِنَّمَا}
(7)- أَفْسَمَ تَعَالَى بِجَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ عَلَى أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ الخَلْقَ مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَالبَعْثِ، وَالحَشْرِ، وَالحِسَابِ، وَالعِقَابِ.. كُلُّهُ كَائِنٌ لا مَحَالَةَ. (وَهَذَا جَوَابُ القَسَمِ).

.تفسير الآية رقم (8):

{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)}
(8)- فَإِذَا ذَهَبَ ضَوْءُ النَّجُومِ.
طُمِسَتْ- ذَهَبَ ضَوْؤُهَا.