فصل: تفسير الآية رقم (39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (39):

{ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)}
{مَآباً}
(39)- وَذَلِكَ اليَوْمُ آتٍ مُتَحَقِّقٌ لا رَيْبَ فِيهِ، وَلا مَفَرَّ مِنْهُ، وَهُوَ يَوْمٌ تُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ وَتُخْتَبَرُ، وَتَتَكَشَّفُ فِيهِ الضَّمَائِرُ، فَمَنْ شَاءَ عَمِلَ صَالِحاً يُقَرِّبُهُ مِنْ رَبِّهِ، وَيُدْنِيهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَثَوَابِهِ، وَيُبْعِدُهُ مِنْ عِقَابِهِ.
مَآباً- مَرْجِعاً بِالإِيْمَانِ وَالطَّاعَةِ.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
{أَنذَرْنَاكُمْ} {ياليتني} {تُرَاباً}
(40)- إِنَّا نُحَذِّرُكُمْ عَذَابَ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَهُوَ آتٍ قَرِيبٌ- لأَنَّ كُلَّ آتٍ قَرِيبٌ- وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ يَنْظُرُ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى أَعْمَالِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَرَاهَا جَمِيعاً، فَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ خَيْراً سُرَّ بِهِ وَاسْتَبْشَرَ، وَإِنْ كَانَ سَيِّئاً نَدِمَ وَلاتَ سَاعَةَ مَنْدَمٍ، وَيَتَمَنّى الكَافِرُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لَوْ أَنَّهُ كَانَ فِي الدُّنْيَا حَجَراً أَوْ تُرَاباً لا يُجْرَى عَلَيْهِ التَّكْلِيفُ بِعِبَادَةٍ، حَتَّى لا يُعَاقَبَ هَذَا العِقَابَ الأَلِيمَ فِي الآخِرَةِ.

.سورة النازعات:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)}
{النازعات}
(1)- بَدَأَ اللهُ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بِالقَسَمِ بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ إِظْهَاراً لِعَظَمَةِ شَأْنِهَا، عَلَى أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ مُحَمَّدُ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِ البَعْثِ، وَعَرْضِ الخَلائِقِ عَلَى رَبِّهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُجَازِيَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.. هُوَ حَقٌّ لا رَيْبِ فِيهِ، وَسَيَكُونُ يَوْمُ القِيَامَةِ يَوْماً تَعْظُمُ فِيهِ الأهْوَالُ، وَتَخْشَعُ فِيهِ الأَبْصَارُ.. وَالنَّازِعَاتُ هِيَ المَلائِكَةُ تَنْزِعُ أَرْوَاحَ البَشَرِ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَنْزِعُ المَلائِكَةُ رُوحَهُ وَتَأْخُذُهَا بِعُسْرٍ، فَتَغْرَقُ فِي نَزْعِهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ رُوحَهُ بِسُهُولَةٍ، وَكَأَنَّمَا حَلَّتْهُ مِنْ نِشَاطٍ.
وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ النَّازِعَاتِ هِيَ الكَوَاكِبُ الجَارِيَةُ عَلَى نِظَامٍ مُعَيَّنٍ فِي سَيْرِهَا كَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ، وَبِذَلِكَ يَكُونُ مَعْنَى النَّزْعِ هُنَا الجَرْيُ، وَيَكُونُ مَعْنَى (غَرْقاً) هُوَ مُجِدَّةً مُسْرِعَةً فِي جَرْيِهَا.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}
{الناشطات}
(2)- وَمِنَ المَلائِكَةِ مَنْ تَنْشِطُ أَرْوَاحَ البَشَرِ وَتَاْخُذُهَا بِسُهُولَةٍ وَرِفْقٍ، وَكَأَنَّمَا تَحُلُّهَا مِنْ نِشَاطٍ.
(وَهُنَاكَ مَنْ قَالَ إِنَّ النَّازِعَاتِ هِيَ الكَوَاكِبُ، وَفَسَّرَ النَّاشِطَاتِ بِأَنَّهَا الكَوَاكِبُ الخَارِجَةُ مِنْ بُرْجٍ إِلَى بُرْجٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: نَشَطَ النُّورُ إِذَا خَرَجَ).
وَالنِّشَاطُ- هُوَ الرِّبَاطُ والوِثَاقُ.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}
{السابحات}
(3)- اخْتَلَفَ المُفَسِّرُونَ فِي تَحدِيدِ مَعْنَى السَّابِحَاتِ هُنَا:
- فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهَا المَلائِكَةُ.
- وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهَا النُّجُومُ السَّائِرَةُ فِي أَفْلاكِهَا سَيْراً هَادِئاً كالسَّبْحِ فِي المَاءِ.
- وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا السُّفُنُ السَّابِحَةُ فِي المَاءِ.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
{فالسابقات}
(4)- وَفِي تَفْسِيرِ مَعْنَاهَا أَقْوَالٌ:
- فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهَا المَلائِكَةُ سَبَقَتْ إِلَى الإِيْمَانِ والتَّصْدِيقِ، أَوْ سَبَقَتْ بِالأَرْوَاحِ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا فِي الجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.
- وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا الخَيْلُ تَسْبِقُ فِي سَبِيلِ اللهِ.
- وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا النُّجُومُ المُسْرِعَاتُ عَنْ غَيِرهَا فِي سَبْحِهَا.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}
{فالمدبرات}
(5)- قِيلَ إِنَّ المُدَبِّرَاتِ هُنَا تَعْنِي المَلائِكَةَ تُدَبِّرُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ بِأَمْرِ رَبِّهَا.
(وَقِيلَ إِنَّهَا الكَوَاكِبُ تُدَبِّرُ بَعْضِ أُمُورِ الكَوْنِ بِظُهُورِ بَعْضِ آثَارِهَا، فَسَيْرُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ يُعَلِّمُ البَشَرَ الحِسَابَ، وَالفَصُولَ، وَالشُّهُورَ، وَالمَوَاسِمَ.. وَاخْتِلافُ الفُصُولِ مِنْ أَسْبَابِ الحَيَاةِ..).

.تفسير الآية رقم (6):

{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}
(6)- حِينَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَتَرْجُفُ الأَرْضُ رَجْفَةً شَدِيدَةً تَتَحَرَّكُ مِنْهَا الجِبَالُ، وَيُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ شَدِيدٌ (وَهَذَا جَوَابُ القَسَمِ).

.تفسير الآية رقم (7):

{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)}
(7)- ثُمَّ تَتْبَعُ النَّفْخَةَ الأُوْلَى نَفْخَةٌ ثَانِيَةٌ هِيَ الرَّادِفَةُ، فَتُدَكُّ الأَرْضُ وَالجِبَالُ، وَتَنْشَقُّ السَّمَاءُ، وَتَنْتَثِرُ الكَوَاكِبُ، وَيَبْعَثُ اللهُ الخَلائِقَ.
الرَّادِفَةُ- التِي تَلِي الأُولَى وَتَرْدُفُهَا.

.تفسير الآية رقم (8):

{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)}
{يَوْمَئِذٍ}
(8)- فَتَهْلَعُ قُلُوبُ الكُفَّارِ حِينَ يَتَأَكَّدُونَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ، وَأَنَّهُمْ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا.
وَاجِفَةٌ- خَائِفَةٌ وَجِلَةٌ.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}
{أَبْصَارُهَا} {خَاشِعَةٌ}
(9)- وَتَخْشَعُ أَبْصَارُهُمْ، وَيَظْهَرُ فِيهَا الخَوْفُ وَالذِّلَّةُ.
خَاشِعَةٌ- ذَلِيلَةٌ مُنْكَسِرَةٌ منَ الفَزَعِ.

.تفسير الآية رقم (10):

{يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)}
{أَإِنَّا}
(10)- كَانَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ يَسْتَبْعِدُونَ وُقُوعَ البَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَبَعْدَ أَنْ يَصِيرَ النَّاسُ فِي القُبُورِ (الحَافِرَةِ).
وَقِيلَ بَلْ إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ إِلَى خَلْقِنَا الأَوَّلِ قَبْلَ المَمَاتِ فَرَاجِعُونَ أَحْيَاءً. وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى (الحَافِرَةِ) عَوْدَةُ الإِنْسَانِ إِلَى الخِلْقَةِ الأُولَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (11):

{أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)}
{أَإِذَا} {عِظَاماً}
(11)- وَكَانُوا يَقُولُونَ: أَنُرَدُّ إِلَى الحَيَاةِ مَرَّة أُخْرى بَعْدَ أَنْ نَصِيرَ عِظَاماً نَخِرَةً بَالِيَةً مُتَفَتِّتَةً؟

.تفسير الآية رقم (12):

{قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)}
(12)- وَقَالُوا: إِنَّهُ إِذَا صَحَّ مَا قِيلَ لَهُمْ مِنْ أَنَّهُمْ سَيُبْعَثُونَ مِنْ قُبُوِرِهِمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، فَهُمْ خَاسِرُونَ لأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِوُقُوعِ البَعْثِ.. (وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ اسْتِبْعَاداً لِوُقُوعِ البَعْثِ، وَاسْتِهْزَاءً بِمُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ).

.تفسير الآية رقم (13):

{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)}
{وَاحِدَةٌ}
(13)- وَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَائِلاً: لا تَسْتَبْعِدُوا ذَلِكَ، وَلا تَظُنُّوهُ عَسِيراً عَلَى اللهِ، فَإِنَّمَا هِيَ صَيْحَةٌ وَاحِدَةٌ تُطْلَقُ بِإِذْنِ اللهِ (وَقِيلَ إِنَّهَا النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ).
زَجْرَةٌ- صَيْحَةٌ.

.تفسير الآية رقم (14):

{فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
(14)- فَإِذَا بِالنَّاسِ كُلِّهم أَحْيَاءٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ (أَوْ فِي أَرْضِ المَحْشَرِ).
السَّاهِرَةُ- وَجْهُ الأَرْضِ. وَقِيلَ إِنَّهَا الأَرْضُ البَيْضَاءُ الخَالِيَةُ مِنْ كُلِّ مَعْلَمٍ.

.تفسير الآية رقم (15):

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15)}
{أَتَاكَ}
(15)- شَقَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَكْذِيبُ قُرَيْشٍ لَهُ، وَاسْتِهْزَاؤُهُمْ بِهِ، فَذَكَّرَهُ اللهُ تَعَالَى بِقِصَّةِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلامُ، مَعَ فِرْعَوْنَ، لِيُسَلِّيَهُ، وَيُثَبِّتَ قَلْبَهُ، وَلِيَعْلَمَ أَنَّ العَاقِبَةَ لِلرُّسُلِ عَلَى أَعْدَاءِ اللهِ المُكَذِّبِينَ.

.تفسير الآية رقم (16):

{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)}
{نَادَاهُ}
(16)- فَقَالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ الكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم: هَلِ اتَّصَلَ بِكَ خَبَرُ مُوسَى، حِينَمَا كَلَّمَهُ رَبُّهُ نِدَاءً، وَهُوَ فِي وَادِي طُوىً المُطَهِّرِ المُبَارَكِ؟
(وَطُوىً اسْمُ وَادٍ أَسْفَلِ جَبَلِ سيْنَاءَ).

.تفسير الآية رقم (17):

{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17)}
(17)- أَمَرَ اللهُ تَعَالَى عَبْدَهُ مُوسَى بِأَنْ يَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ الطَّاغِيَةِ المُتَجَبِّرِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ، وَإِلَى الكَفِّ عَنِ الطُّغْيَانِ وَالاسْتِعْلاءِ عَلَى النَّاسِ.
طَغَى- عَتَا وَتَجَبَّرَ.

.تفسير الآية رقم (18):

{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)}
(18)- فَقُلْ لَهُ: هَلْ تَرْغَبُ فِي أَنْ تُطَهِّرَ نَفْسَكَ مِنَ الآثَامِ التِي انْغَمَسْتَ فِيهَا؟ وَتُزَكِّيَهَا؟
تَزَكَّى- تَطَهَّرَ مِنَ الكُفْرِ والطُّغْيَانِ.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)}
(19)- وَهَلْ تُرِيدُ أَنْ أَدُلَّكَ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ، فَيَخْضَعَ قَلْبُكَ لَهُ، وَيُصْبِحَ مُطِيعاً خَاشِعاً.