فصل: تفسير الآية رقم (36):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (36):

{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
(36)- لِيَرَوا إِنْ كَانَ هَؤُلاءِ الكُفَّارُ قَدْ لَقُوا الجَزَاءَ الأَوْفَى، الذِي يَسْتَحِقُّونَهُ عََلَى كُفْرِهِمْ وَأَعْمَالِهِم المُجْرِمَةِ، فِي الحِيَاةِ الدُّنْيَا.
التَّثْوِيبُ وَالإِثَابَةُ- المُجَازَاةُ.

.سورة الانشقاق:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
(1)- حِينَمَا يَحِينُ قِيَامُ السَّاعَةِ تَحْدُثُ أَحْدَاثٌ عَجِيبَةٌ فِي الكَوْنِ، وَيَضْطَرِبُ نِظَامُهُ، وَتَنْشَقُّ السَّمَاءُ، وَتَتَصَدَّعُ.
انْشَقَّتْ- انْصَدَعَتْ.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}
(2)- وَاسْتَمَعَتِ السَّمَاءُ لأَمْرِ رَبِّهَا، وَأَطَاعَتْهُ فِيمَا أَمَرَهَا بِهِ مِنَ الانْشِقَاقِ (أَذِنَتْ)، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تُطِيعَ أَمْرَ رَبِّهَا، لأَنَّهَا تَعْرِفُ عَظَمَتَهُ وَجَلالَهُ، وَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَعَالَى لا يُمَانَعُ وَلا يُغَالَبُ.
أَذِنَتْ- اسْتَمَعَتْ وَانْقَادَتْ.
حُقَّتْ- مِنْ حَقِّ اللهِ عَلَيْهَا الانْقِيَادُ لأَمْرِهِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}
(3)- وَتَضْطَرِبُ الأَرْضُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ المَهُولِ، وَتَنْدَكُّ جِبَالُهَا، وَتَنْبَسِطُ فَتُصْبحُ الأَرْضُ كَالفِرَاشِ، وَتَمْتَدُّ كَمَا يَمْتَدُّ الجِلْدُ المَدْبُوغُ (كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ).
مُدَّتْ- بُسِطَتْ وَسُوِّيَتْ.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
(4)- وَتَقْذِفُ الأَرْضُ مَا فِي جَوْفِهَا مِنْ أَمْوَاتٍ وَمَعَادِنَ وَسَائِلٍ مُنْصَهِرٍ، وَتَتَخَلَّى عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ.
أَلْقَتْ مَا فِيهَا- لَفَظَتْ مَا فِي جَوْفِهَا.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}
(5)- وَهِيَ إِنَّمَا تَفْعَلُ ذَلِكَ اسْتِجَابَةً لأَمْرِ رَبِّهَا العَظِيمِ، وَحَقِيقٌ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتَجِيبَ لأَمْرِهِ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ عَظَمَةَ جَلالِهِ، وَتُدْرِكُ أَنَّهَا فِي قَبْضَةِ القُدْرَةِ الإِلَهِيَّةِ.

.تفسير الآية رقم (6):

{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)}
{الإنسان} {فَمُلاقِيهِ} {ياأيها}
(6)- يَا أَيَّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ عَامِلٌ فِي حَيَاتِكَ، وَمُجِدٌّ فِي عَمَلِكَ، إِلَى أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتُكَ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ فِي عَمَلِكَ هِيَ خُطْوَةٌ فِي أَجَلِكَ، وَالمَوْتُ يَكْشِفُ غِطَاءَ الغَفْلَةِ عَنِ الرُّوحِ، وَيَجْلُو لَهَا وَجْهَ الحَقِّ، فَتَعْرِفُ مِنَ اللهِ مَا كَانَتْ تُنْكِرُهُ، وَيَوْمَ الحَشْرِ يَجِدُ كَلُّ إِنْسَانٍ صَحِيفَةَ عَمَلِهِ حَاضِرَةً، وَقَدْ حَوَتْ جَمِيعَ أَعْمَالِهِ خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، وَيُجَازِيهِ اللهُ وَفْقَهَا.
كَادِحٌ- جَاهِدٌ فِي عَمَلِكَ لِرَبِّكَ.
فَمُلاقِيهِ- وَسَتُلاقِي جَزَاءَ عَمَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7)}
{كِتَابَهُ}
(7)- فَأَمَّا مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ سِجِلُّ عَمَلِهِ فَتَنَاوَلَهُ بِيَدِهِ اليُمْنَى.

.تفسير الآية رقم (8):

{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)}
(8)- فَإِنَّهُ يُحَاسَبُ أَيْسَرَ حِسَابٍ، إِذْ يُثِيبُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ، وَيَتَجَاوَزُ الرَّحْمَنُ عَمَّا كَانَ مِنْهُ مِنْ هَفَوَاتٍ.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)}
(9)- وَمَنْ حُوِسبَ هَذَا الحِسَابَ اليَسِيرَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ المُؤْمِنِينَ مَسْرُوراً مُبْتَهِجاً قَائِلاً: {هَآؤُمُ اقرؤا كِتَابيَهْ}.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)}
{كِتَابَهُ}
(10)- وَأَمَّا الذِي ارْتَكَبَ المَعَاصِي، وَاجْتَرَحَ السَّيِّئَاتِ، فَيُؤْتَى كَتَابَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ تَحْقِيراً لَهُ، وَيَتَنَاوَلُهُ بِشِمَالِهِ.

.تفسير الآية رقم (11):

{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)}
{يَدْعُواْ}
(11)- فَيُدْرِكُ أَنَّهُ هَالِكٌ فَيَدْعُو هَلاكاً وَخَسَاراً وَيَقُولُ: وَاثُبُورَاهْ.
ثُبُوراً- هَلاكاً وَخَسَاراً.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)}
(12)- وَيُقَذَفُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ لِيَصْلَى سَعِيرَهَا.
يَصْلَى- يُقَاسِي حَرَّ جَهَنَّمَ أَوْ يَدْخُلُهَا.

.تفسير الآية رقم (13):

{إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13)}
(13)- فَقَدْ كَانَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا بَطِراً لا يُفَكِّرُ فِي أُمُورِ الآخَرَةِ، وَيُقْدِمُ عَلَى المَعَاصِي وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ لَذَّاتِهَا لَنْ تَعْقُبَهَا حَسْرَةٌ، وَلَنْ تُؤَدِّيَ بِهِ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ، وَلِذَلِكَ يُبَدِّلُهُ اللهُ تَعَالَى بِالنَّعِيمِ الزَّائِلِ الذِي كَانَ فِيهِ فِي الدُّنْيَا، بِالعَذَابِ الدَّائِمِ فِي الآخِرَةِ.

.تفسير الآية رقم (14):

{إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)}
(14)- فَقَدْ ظَنَّ أَنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ إِلَى اللهِ، وَأَنَّ اللهَ لَنْ يَبْعَثَ الخَلائِقَ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
لَنْ يَحُورَ- لَنْ يَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ.

.تفسير الآية رقم (15):

{بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)}
(15)- بَلَى إِنَّهُ سَيَرْجِعُ إِلَى اللهِ لِيُحَاسِبَهُ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِ، إِن خَيْراً فَخْيراً، وَإِنْ شَرّاً فَشَراً، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى كَانَ مُطَّلِعاً عَلَى جَمِيعِ مَا عَمِلَ فِي الحِيَاةِ الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (16):

{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)}
(16)- يَقُولُ تَعَالَى إِنَّهُ لا يُرِيدُ أَنْ يُقْسِمَ بِمَا ذَكَرَهُ مِنَ الأَشْيَاءِ التِي ذَكَرَهَا عَلَى إِثْبَاتِ مَا سَيَذْكُرُهُ، لأَنَّهُ أَمْرٌ ظَاهِرٌ لا يَحْتَاجُ ثُبُوتُهُ إِلَى حَلْفٍ.
(وَقِيلَ إِنَّ المَعْنَى هُوَ أُقسِمُ مُؤَكَّداً بِحْمَرَةِ الأُفُق بَعْدَ الغُرُوبِ أَوْ قَبْلَ طَلُوعِ الشَّمْسِ). وَلا لِتَوْكِيدِ القَسَمِ. وَقِيلَ إِنَّهَا صِلَةٌ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ}.
الشَّفَقُ- الحُمْرَةُ فِي السَّمَاءِ بَعْدَ الغُرُوبِ أَوْ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)}
{الليل}
(17)- ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: إِنَهُ لا يُرِيدُ أَنْ يُقْسِمَ بِاللَّيْلِ وَمَا جَمَعَ، وَمَا لَفَّ فِي ظُلْمَتِهِ مِنَ الخَلائِقِ، لِوُضُوحِ المَوْضُوعِ المُقسَمِ عَلَيْهِ.
(وَقِيلَ وَمَا وَسَقَ تَعْنِي وَمَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَةٍ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى أَقْسَمَ بِالضِّيَاءِ وَالظَّلامِ).
وَسَقَ- ضَمَّ وَجَمَعَ- أَوْ مَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَةٍ.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)}
(18)- وَإِنَّهُ تَعَالَى لا يُرِيدُ أَنْ يُقْسِمَ بِالقَمَرِ إِذَا اجْتَمَعَ نُورُهُ، وَتَكَامَلَ وَأَصْبَحَ بَدْراً.

.تفسير الآية رقم (19):

{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)}
(19)- لَتُلاقُنَّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ حَالاً بَعْدَ حَالٍ، وَأُمُوراً بَعْدَ أُمُورٍ، إِلَى أَنْ تَصِيرُوا إِلَى رَبِّكُمْ، وَهُنَاكَ الخُلُودُ فِي الجَنَّةِ أَوْ فِي النَّارِ (وَهَذَا جَوَابُ القَسَمِ).
(أَيْ لَتَنْتَقِلُنَّ مِنْ طَوْرٍ مِنْ أَطْوَارِ حَيَاتِكُمْ إِلَى طَوْرٍ آخَرَ مُنْذُ أَنْ كُنْتُمْ نُطْفَةً حَتَّى يُدْرِكَكُمُ المَوْتُ).
لَتَرْكَبُنَّ- لَتُلاقُنَّ.
طَبَقاً- أَحْوَالاً مُتَطَابِقَةً- أَوْ حَالاً بَعْدَ حَالٍ.

.تفسير الآية رقم (20):

{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}
(20)- فَمَا الذِي يَمْنَعُهُمْ عَنِ الإِيْمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِهِ واليَوْمِ الآخِرِ؟ وَلِمَاذَا يَجْحَدُونَ بِقُدْرَةِ اللهِ، وَيُنْكِرُونَ صِحَّةَ البَعْثِ.. وَكُلُّ شَيءٍ أَمَامَهُمْ يَدُلُّ عَلَى بَاهِرِ قُدْرَةِ اللهِ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ؟

.تفسير الآية رقم (21):

{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21)}
{القرآن}
(21)- وَمَا لَهُمْ إِذَا قُرِيءَ القُرْآنُ لا يَسْجدُونَ إِعْظَاماً للهِ وَإِكْرَاماً؟

.تفسير الآية رقم (22):

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22)}
(22)- إِنَّ كُلَّ الدَّلائِلِ تُوجِبُ عَلَيْهِم الإِيْمَانَ بِاللهِ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ مُعَانِدُونَ مُكَابِرُونَ، يُصِرُّونَ عَلَى الكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)}
(23)- وَاللهُ يَعْلَمُ مَا يُضْمِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الأَسْبَابِ التِي تَحْمِلُهُمْ عَلَى الإِصْرَارِ عَلَى الشِّرْكِ، وَالاسْتِمْرَارِ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ.
يُوعُونَ- يَكْتمُونَ فِي صُدُورِهِمْ، أَوْ يَجْمَعُونَ مِنَ السَّيِّئَاتِ.
وَأَوْعَى- جَمَعَ فِي وِعَاءٍ.