فصل: تفسير الآية رقم (10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (10):

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)}
{أَدْرَاكَ}
(10)- وَأَيُّ شَيءٍ يُدْرِيكَ وَيُعَرِّفُكَ بِمَا هِيَ تِلْكَ الهَاوِيَةُ؟

.تفسير الآية رقم (11):

{نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
(11)- إِنَّهَا نَارٌ مُلْتَهِبَةٌ شَدِيدَةُ الحَرِّ، يَهْوِي فِيهَا المُجْرِمُ الظَّالِمُ لِيَبْقَى فِيهَا خَالِداً، جَزَاءً لَهُ عَلَى مَا قَدَّمَ مِنْ سَيِّئَاتٍ.

.سورة التكاثر:

.تفسير الآية رقم (1):

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}
{أَلْهَاكُمُ}
(1)- شَغَلَكُمُ التَّفَاخُرُ بِكَثْرَةِ الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَالأَنْصَارِ والأَشْيَاعِ عَنْ طَلَبِ الآخِرَةِ، وَالعَمَلِ لَهَا.
أَلْهَاكُمْ- شَغَلَكُمْ عَنْ طَاعَةِ رَبِّكُمْ.
التَّكَاثُرُ- التَّبَاهِي بِكَثْرَةِ المَالِ مَتَاعِ الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (2):

{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}
(2)- وَمَا زَالَ هَذَا حَالُكُمْ حَتَّى هَلَكْتُمْ، وَصِرْتُمْ مِنْ أَهْلِ القُبُورِ.
زُرْتُمُ المَقَابِرَ- مُتُّمْ وَقُبِرْتُمْ.

.تفسير الآية رقم (3):

{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)}
(3)- كَفُّوا عَمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ التَّبَاهِي، وَالتَّفَاخُرِ، وَفِعْلِ المُنْكَرَاتِ، وَتَرْكِ طَاعَةِ اللهِ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ.

.تفسير الآية رقم (4):

{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}
(4)- ثُمَّ أَكَّدَ اللهُ تَعَالَى زَجْرَهُ لِهَؤُلاءِ عَمَّا هُمْ فِيهِ، وَهَدَّدَهُمْ بِأَنَّهُمْ سَوْفَ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (5):

{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)}
(5)- فَكُفُّوا عَمّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَغْرِيرٍ بِالنَّفْسِ، فَإِنَّكُمْ لَوْ تَعْلَمُونَ حَقِيقَةَ أَمْرِكُمْ، وَعَاقِبَتَهُ لَشَغَلَكُمْ ذَلِكَ عَنِ التَّكَاثُرِ بِالأَوْلادِ وَالأَمْوَالِ، وَلَصَرفَكُمْ إِلَى الاهْتِمَامِ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ.

.تفسير الآية رقم (6):

{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)}
(6)- فَإِذَا اسْتَمَرَّ بِكُمُ الحَالُ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَتَكُونُنَّ فِي الآخِرَةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَتَرَوُنَّهَا بِأَعْيُنِكُمْ، فَاسْتَحْضِرُوا صُورَةَ عَذَابِهَا فِي أَذْهَانِكُمْ لِتَعِظَكُمْ، وَتُنَبِّهَكُمْ إِلَى عَمَلِ مَا فِيهِ خَيْرٌ لَكُمْ.

.تفسير الآية رقم (7):

{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}
(7)- وَلَتَرَوُنَّهَا رُؤْيَةً هِيَ اليَقِينُ بِعَينِهِ، لا شَكَّ فِيهِ، وَلا شُبْهَةَ وَلا لبسَ.

.تفسير الآية رقم (8):

{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
{لَتُسْأَلُنَّ} {يَوْمَئِذٍ}
(8)- وَهَذَا النَّعِيمُ الذِي تَتَفَاخَرُونَ بِهِ، وَتَعُدّونَهُ سَبَباً مِنْ أَسْبَابِ التَّبَاهِي، سَتُسْأَلُونَ عَنْهُ مَاذَا صَنَعْتُمْ بِهِ؟ وَهَلْ أَدَّيْتُمْ حَقَّ اللهِ فِيهِ؟ فَإِذَا كُنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، كَانَ هَذَا النَّعِيمُ لَكُمْ غَايَةَ الشَّقَاءِ فِي الآخِرَةِ.

.سورة العصر:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالْعَصْرِ (1)}
(1)- يُقْسِمُ اللهُ تَعَالَى بِالدَّهْرِ لِمَا فِيهِ مِنْ أَحْدَاثٍ وَعِبَرٍ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى قَدْرَةِ اللهِ وَعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)}
{الإنسان}
(2)- إِنَّ الإِنْسَانَ لَخَاسِرٌ فِي أَعْمَالِهِ. وَأَعْمَالُهُ مَصْدَرُ شَقَائِهِ، وَهِيَ التِي تُوقِعُهُ فِي الهَلاكِ (وَهَذَا هُوَ جَوَابُ القَسَمِ).
خُسْرٌ- نُقْصَانٌ وَخَسَارَةٌ وَهَلَكَةٌ.

.تفسير الآية رقم (3):

{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
{آمَنُواْ} {الصالحات}
(3)- قَالَ تَعَالَى: إِنَّ بَنِي الإِنْسَانِ خَاسِرُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ إِلا الذِينَ اعْتَقَدُوا اعْتِقَاداً صَحِيحاً بِوُجُودِ اللهِ وَوحْدَانِيتِهِ، وَبِمَا أَنْزِلَ مِنَ الكُتُبِ عَلَى رُسُلِهِ الكِرَامِ ثُمَّ عَمِلُوا صَالِحَةً تُرْضِي اللهَ، وَاجْتَنَبُوا مَا حَرَّمَ اللهُ وَأَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالصَّبْرِ عَنِ المَعَاصِي التِي تَشْتَاقُ إِلَيهَا النُّفُوسُ الضَّعِيفَةُ، وَبِالصَّبْرِ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ التِي يَشُقُّ عَلَى النُّفُوسِ القِيَامُ بِهَا.. فَهؤُلاءِ المُسْتَثْنَوْنَ هُمُ الرَّابِحُونَ الفَائِزُونَ.
تَواصَوا- أَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِفِعْلِ الخَيْرِ.

.سورة الهمزة:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
(1)- يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى بِالسَّخَطِ وَالعَذَابِ وَالوَيْلِ مَنْ كَانَ دَأَبَهُ الطَّعْنُ فِي النَّاسِ، يَعِيبُهُمْ، وَيَتَنَقَّصُهُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَهُمْ بِالغِيبَةِ، بِالقَوْلِ، وَبِالإِشَارَةِ.
(وَيُرْوَى أَنَّ هَذِهِ الآَيَةَ نَزَلَتْ فِي الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيقٍ، وَقِيلَ: لا بَلْ بِالوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ، فَقَدْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَطْعَنُ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَتَنَقَّصُهُ).
الهُمَزَةُ- الطَّعَّانُ المُغْتَابُ.
اللُمَزَةُ- العَيَّابُ.

.تفسير الآية رقم (2):

{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
(2)- وَالذِي دَعَاهُ إِلى الحَطِّ مِنْ أَقْدَارِ النَّاسِ، وَالزِّرَايَةِ بِهِمْ، هُوَ أَنَّهُ جَمَعَ مَالاً كَثِيراً، وَعَدَّدَهُ وَأَحْصَاهُ، لأَنَّهُ لا يَرَى عِزاً لأَحَدٍ، وَلا شَرَفاً إِلا بِالمَالِ.
عَدَّدَهُ- أَحْصَاهُ أَوْ أَعَدَّهُ لِلنَّوَائِبِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}
(3)- وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ مَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ يَضْمَنُ لَهُ الخُلُودَ فِي الدُّنْيَا، وَيُعْطِيهِ الأَمَانَ مِنَ المَوْت، لِذَلِكَ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ أَعْمَالَ مَنْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ بَاقُونَ مُخَلَّدُونَ أَبَد الدَّهْرِ.
أَخْلَدَهُ- جَعَلَهُ خَالداً.

.تفسير الآية رقم (4):

{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
(4)- كَلا إِنَّ مَالَهُ لَنْ يُخَلِّدَهُ، وَلَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَسَيُطْرَحُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ كَمَا تُطْرَحُ النَّوَاهُ.
(وَسُميتِ النَّارُ حُطَمَةً لأَنَّهَا تُحَطِّمُ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَلا تُبْقِي مِنْهُ عَلَى شَيءٍ).
يُنْبَذَنَّ- يُقْذَفَنَ قَذْفاً كَمَا تُقْذفُ النَّوَاةُ.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)}
{أَدْرَاكَ}
(5)- وَهَذِهِ الحُطَمَةُ لَيْسَتْ مِمّا يُحِيطُ بِهِ عِلْمُكَ.

.تفسير الآية رقم (6):

{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)}
(6)- إِنَّهَا نَارُ اللهِ المُشْتَعِلَةِ التِي أَعَدَّهَا اللهُ لِعَذَابِ الكَفَرَةِ العُصَاةِ.

.تفسير الآية رقم (7):

{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
(7)- وَإِنَّهَا لَتَبلُغُ فِي عَذَابَهِمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ فَتَنْهَشُهَا نَهْشاً، وَالقَلْبُ أَكْثَرُ الأَعْضَاءِ تَأَلماً، فَإٍذَا نَهَشَتْهُ النَّارُ بَلَغَ العَذَابُ بِالإِنْسَانِ أَقْصَاهُ.
الأَفْئِدَةِ- القُلُوبِ.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
(8)- وَتُطْبِقُ النَّارُ عَلَيْهِمْ إِطْبَاقاً شَدِيداً، وَتُغْلَقُ عَلَيْهِمْ أَبْوَابُهَا، فَلا يَسْتَطِيعُونَ مِنْهَا خَلاصاً.
مُؤْصَدَةٌ- مُغْلَقَةٌ.

.تفسير الآية رقم (9):

{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
(9)- وَأَبْوَابُ النَّارِ تُطْبَقُ عَلَيْهِمْ، وَتُشَدُّ بِأَعْمِدَةٍ مُمَدَّدةٍ مِنْ حَدِيدٍ فَلا يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ بَابٌ.
(أَوْ إِنَّهُمْ يَكُونُونَ مُوثَقِينَ فِي النَّارِ، وَمَشْدُودِينَ إِلَى أَعْمدةٍ مُمَدَّدَةٍ فَلا يَسْتَطِيعُونَ حَرَاكاً وَلا خَلاصاً).

.سورة الفيل:

.تفسير الآية رقم (1):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)}
{بِأَصْحَابِ}
(1)- قِصَّةُ الفِيلِ هِيَ أَنَّ الحَبَشَةَ احْتَلَّتِ اليَمَنَ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ، وَكَانَ الحَبَشَةُ مِنَ النَّصَارَى، وَلَمَّا رَأَى حَاكِمُ اليَمَنِ الحَبَشْيُّ (وَاسْمُهُ أَبْرَهَةُ) تَعَلُّقَ العَرَبِ بِالكَعْبَةِ أَرَادَ أَنْ يَصْرِفَهُمْ عَنْهَا. فَبَنَى كَنِيسَةً عَظِيمَةً، وَدَعَا العَرَبَ إِلَى الحَجِّ إِلَيهَا وَزِيَارَتِهَا، بَدَلاً مِنْ زِيَارَةِ الكَعْبَةِ. فَكَرِهَ العَرَبُ ذََلِكَ، وَدَخَلَ بَعْضُهُمْ البِنَاءَ وَأَحْدَثَ فِيهِ. وَقِيلَ إِنَّ بَعْضَهُمْ حَاوَلَ إِحْرَاقَهُ. فَأَقْسَمَ أَبْرَهَةُ عَلَى أَنْ يَهْدِمَ الكَعْبَةَ رَداً عَلَى هَذِهِ الإِسَاءَةِ. وَسَارَ بِجَيْشٍ عَظِيمٍ يَتَقَدَّمُهُ فِيلٌ عَظِيمٌ.
وَأَرَادَتْ بَعْضُ القَبَائلِ العَرَبِيةِ أَنْ تَعْتَرِضَ سَبِيلَهُ، وَتَصُدَّهُ عَنِ الحَرَمِ فَقَاتَلُوهُ، وَلَكِنَّهُ تَغَلَّبَ عَلَيْهِمْ. وَلَمَّا وَصَلَ الجَيْشُ إِلَى مَكَانٍ يُعْرَفُ (بِالمغمَّسِ) مِنْ أَطْرَافِ مَكَّةَ تَوَقَّفَ الفِيلُ عَنِ السَّيْرِ بِاتِّجَاهِ مَكَّةَ وَبَرَكَ. فَحَاوَلُوا سَوْقَهُ فَلَمْ يَسْتَجِبْ. وَكَانُوا كُلَّمَا وَجَّهُوهُ وُجْهَةً غَيْرَ مَكَّةَ سَارَ إِلَيْهَا وَلَكِنَّهُمْ حِينَمَا كَانُوا يُوَجِّهُونَهُ إِلَى مَكَّةَ كَانَ يَبْرُكُ، وَيَرْفُضُ السَّيْرَ.
وَفِي هَذِهِ الأَثْنَاءِ أَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى الأَحْبَاشِ مَجْمُوعَاتٍ كَبِيرَةً مِنَ الطَّيْرِ، كَانَتْ تُهَاجِمُهُمْ عَلَى دُفَعَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ (أَبَابِيل)، وَتَقْذِفُهُمْ بِحِجَارَةٍ صَغِيرَةٍ كَانَتْ تَحْمِلُهَا، فَيَهْلِكُ مَنْ تُصِيبُهُ.
وَلَمَّا رَأَى أَبْرَهَةُ ذَلِكَ رَجَعَ بِمَنْ تَبَقَّى مَعَهُ مِنَ الجَيْشِ سَالِماً، بَعْدَ أَنْ وَقَعَتْ فِي الأَحْبَاشِ إَصَابَاتٌ جَسِيمَةٌ.
وَيُقَالُ إِنَّ أَبْرَهَةَ نَفْسَهُ هَلَكَ وَهُوَ فِي طَرِيقِ العَوْدَةِ إِلَى اليَمَنِ.
(وَيُرِيدُ بَعْضُ الأَئِمَّةِ المُفْسِّرِينَ صَرْفَ مَعْنَى الطَّيْرِ الأَبَابِيلِ إِلَى أَشْيَاءَ أُخْرَى كَالجُدَرِي وَالأَمْرَاضِ الأُخْرَى التِي سَلَّطَهَا اللهُ عَلَى جَيْشِ أَبْرَهَةَ، اسْتِبْعَاداً مِنْهُمْ أَنْ يَكُونَ اللهُ تَعَالَى قَدْ سَخَّرَ طَيْراً تَرْمِي جَيْشَ الأَحْبَاشِ حَقِيقَةً وَفِعْلاً. وَلَكِنْ حِينَمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيشٍ، مِمَّنْ شَهِدُوا حَادِثَ الفِيلِ، أَحْيَاءً، وَقَدْ رَأوا بِأَعْيُنِهِم الطَّيْرَ تَرُوحُ وَتَغْدُوه فَوْقَ جَيْشِ أَبْرَهَةَ، وَلَوْ كَانَ مَا أَصَابَ جَيْشَ أَبْرَهَةَ لا يَعْدُوا أَمْرَاضاً سَلَّطَهَا اللهُ عَلَى الأَحْبَاشِ، لَكَذَّبَ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ، وَلاتَّخَذُوا هَذِهِ السُّورَةَ وَسِيلَةً للتَّكْذِيبِ وَالنَّيْلِ مِنَ الرَّسُولِ).
وَيَقُصُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم نَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم قِصَّةَ أَصْحَابِ الفِيلِ.
فَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا أَنْزَلَهُ اللهُ بِأَصْحَابِ الفِيلِ الذِينَ قَصَدُوا الاعْتِدَاءَ عَلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ؟
أَصْحَابُ الفِيلِ- الأَحْبَاشُ مِنْ جَمَاعَةِ أَبْرَهَةَ الذِي أَرَادَ هَدمَ الكَعْبَةِ.