فصل: تفسير الآيات (23- 27):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (23- 27):

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}

.شرح الكلمات:

{وقضى ربك}: أي امر وأوصى.
{وبالوالدين إحساناً}: أي وان تحسنوا بالوالدين إحساناً وذلك ببرورهما.
{فلا تقل لهما أف}: أي تبأ أو قبحاً أو خسراناً.
{ولا تنهمرهما}: أي ولا تزجرهما بالكلمة القاسية.
{قولاً كريما}: جميلاً ليناً.
{جناح الذل}: أي ألن لهما جانبك وتواضع لهما.
{كان للأوابين}: أي الرجاعين إلى الطاعة بعد المعصية.
{وآت ذا القربى}: أي اعط أصحاب القرابات حقوقهم من البر والصلة.
{ولا تبذر تبذيرا}: أي ولا تنفق المال في غير طاعة الله ورسوله.
{لربه كفورا}: أي كثير الكفر كبيرهُ لنعم ربه تعالى، فكذلك المبذر اخوه.

.معنى الآيات:

لما حرم الله تعالى الشرك ونهى عنه رسوله بقوله: {ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً} أمر بالتوحيد فقال: {وقضى ربك} أي حكم وأمر ووصى {ألا تعبدوا الا إياه} أي بأن لا تعبدوا إلا الله عز وجل، وقوله تعالى: {وبالوالدين إحساناً} أي وأوصى بالوالدين وهما الأم والأب إحساناً وهو برهما وذلك بإيصال الخير إليهما وكف الأذى عنهما، وطاعتهما في غير معصية الله تعالى. وقوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهمرهما} أي ان يبلغ سن الكبر عندك واحد منهما الاب أو الام أو يكبران معاً وانت حي موجود بينهما في هذه الحال يجب ان تخدمهما خدمتهما لك وأنت طفل فتغسل بولهما وتطهر نجاستها وتقدم لهما ما يحتاجان اليه ولا تتتضجر أو تتأفف من خدمتهما كما كانا هما يفعلان ذلك معك وأنت طفل تبول وتخرأ وهما يغسلان وينظفان ولا يتضجران أو يتأففان، وقوله: {ولا تنهمرهما} أي لا تزجرهما بالكلمة العالية النابية {وقل لهما قولاً كريماً} أي جميلاً سهلاً لينا يشعران معه الكرامة والاكرام لهما وقوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} أي ألن لهما وتطامن وتعطف عليهما وترحم. وادع لهما طوال حياتك بالمغفرة والرحمة ان كانا موحدين وماتا على ذلك لقوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} وهو معنى قوله تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}، وقوله تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً} يخبر تعالى أنه أعلم بنا من أنفسنا فمن كان يضمر عدم الرضاء عن والديه والسخط عليهما فالله يعلمه منه، ومن كان يضمر حبهما واحترامهما والرضا بهما وعنهما فالله تعالى يعلمه ويجزيه فالمحسن يجزيه بالاحسان والمسئ يجزيه بالاساءة، وقوله: {إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً} بحكم ضعف الإنسان فإنه قد يضمر مرة السوء لوالديه أو تبدر منه البادرة السئية من قول أو عمل وهو صالح مؤد لحقوق الله تعالى وحقوق والديه وحقوق الناس فهذا العبد الصالح يخبر تعالى انه غفور له متى آب إلى الله تعالى مستغفراً مما صدر منه نادماً عليه.
وقوله تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} هذا أمر الله للعبد المؤمن بايتاء قرابته حقوقهم من البر والصلة وكذا المساكين وهو الفقراء الذين مسكنتهم الفاقة وأذلهم الفقر فهؤلاء أمر تعالى المؤمن باعطائهم حقهم من الإحسان إليهم بالكساء أو الغذاء والكلمة الطيبة، وكذا ابن السبيل وهو المسافر يعطي حقه من الضيافة والمساعدة على سفره ان احتاج إلى ذلك مع تأمينه وإرشاده إلى طريقه. وقوله تعالى: {ولا تبذر تبذيرا} أي ولا تنفق مالك ولا تفرقه في غير طاعة الله تعالى. وقوله: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} لأنهم بتبذيرهم المال في المعاصي كانوا عصاة الله فاسقين عن أمره وهذه حال الشياطين فتشابهوا فكانوا إخواناً، وقوله ان الشيطان كان لربه كفوراً لأنه عصى الله تعالى وكفر نعمه عليه ولم يشكره بطاعته فالمبذر للمال في المعاصي فسق عن أمر ربه ولم يشكر نعمه عليه فهو إذا شيطان فهل يرضى عبدالله المسلم ان يكون شيطاناً؟

.من هداية الآيات:

1- وجوب عبادة الله تعالى وحده ووجوب بر الوالدين، وهو الاحسان بهما، وكف الأذى عنهما، وطاعتهما في المعروف.
2- وجوب الدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمة.
3- وجوب مراقبة الله تعالى وعدم إضمار أي سوء في النفس.
4- من كان صالحاً وبدرت منه البادرة وتاب منها فإن الله يغفر له ذلك.
5- وجوب إعطاء ذوي القربى حقوقهم من البر والصلة، وكذا المساكين وابن السبيل.
6- حرمة التبذير وحقيقته إنفاق المال في المعاصي والمحرمات.