فصل: تفسير الآيات (28- 30):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (28- 30):

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

.شرح الكلمات:

{لا يتخذ}: لا يجعل.
{أولياء}: جمع وليّ يتولّونهم بالنصر والمحبة والتأييد.
{فليس من الله في شيء}: أي بريء الله تعالى منه، ومن برئ الله منه هلك.
{تقاة}: وقاية باللسان وهى الكلمة الملينة للجانب، المبعدة للبغضاء.
{محضراً}: حاضراً يوم القيامة.
{أمداً بعيداً}: أي يخوفكم عقابه إن عصيتموه.

.معنى الآيات:

ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذهم الكافرين أولياء من دون المؤمنين أي أعواناً وانصاراً يبادلونهم المحبة والمناصرة على إخوانهم المؤمنين، وأعلمهم تعالى أن من يفعل ذلك فقد برئ الله تعالى منه وذلك لكفره ورَّدته حيث والى أعداء الله وعادى أولياءه، فقال تعالى: {لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} أي برئ الله تعالى منه وانقطعت صلته وانبتَّ حبل الولاية بينه وبين الله تعالى، ويا هلاكه ثم رخص تعالى للمؤمنين المستضعفين الذين يعيشون تحت سلطان الكافرين في أن يعطوهم حلاوة لسانهم دون قلوبهم وأعمالهم فيتقون بذلك شرهم وأذاهم، وذلك بكلمة المصانعة والمجاملة قال تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة...} ولما كان أمر البراء والولاء ذا خطر عظيم قال تعالى: {ويحذركم الله نفسه} أي في أن تتخذوا أعداءه أولياء ضد اوليائه وأخبرهم أن المصير إليه لا إلى غيره فليحذر العصاة من وقوفهم بين يدي الله فقال: {وإلى الله المصير}، هذا ما تضمنته الآية الأولى (28) وأما الآية الثانية (29) فقد أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس مؤمنهم وكافرهم {.. ان تخفوا ما في صدوركم..} من حب أو بغض، من رضًا أو سخط فلا تنطقوا به ولا تظهروه بحال من الأحوال، أو أن تظهروه بقول أو عمل أو حال فإنه تعالى يعلمه ويعلم ما في السموات وما في الأرض، ويحاسب به ويجزي عليه وهو على كل شيء قدير. ألا فليراقب الله العاقل وليتقه، فلا يقدم على معصيه خاصة مولاة أعدائه على أوليائه. وأما الآية الثالثة (30): {يوم تجد كل نفس..} فيها ذكر تعالى عباده بيوم القيامة ليقصروا عن الشر ويرعَوُوا من الظلم والفساد فيقول أذكروا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً أي حاضراً تجزى به، وما عملت من سوء وشر حاضراً أيضاً يسوءها مرآه فتود بكل قلبها لو ان بينها وبينه غاية من المسافة لا تدرك وينهي تعالى تذكيره وإرشاده سبحانه وتعالى قوله: {ويحذركم الله نفسه} مؤكدً التحذير الأول به، ويختم الآية بقوله والله رؤوف بالعباد، ونعم ما ختم به إذ لولاه لطارت قلوب العالمين فزعاً وخوفاً فذو الرأفة بعباده لا يُوأس من رحمته.

.من هداية الآيات:

1- حرمة موالاة الكافريت مطلقاً.
2- مولاة الكافرين على المؤمين ردة وكفر وبراءة من الله تعالى.
3- جواز التقيّة في حال ضعف المؤمنين وقوة الكافرين.
4- وجوب الحذر من عذاب الله تعالى وذلك بطاعته تعالى.
5- خطورة الموقف يوم القيامة ووجوبا لاستعداد له بالإِيمان والتقوى.