فصل: بَاب أَي حِين يقوم للصَّلَاة من اللَّيْل وَمَا يَقُول إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب مَا يستعان بِهِ على قيام اللَّيْل:

قَاسم بن أصبغ: حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد، ثَنَا عبيد الله بْن عبد الْمجِيد، ثَنَا زَمعَة بن صَالح، عَن سَلمَة بن وهرام، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَعِينُوا على قيام اللَّيْل بقيلولة النَّهَار، وَاسْتَعِينُوا على الصّيام بِأَكْلِهِ السحر».
رَوَاهُ أَبُو عمر فِي الاستذكار عَن عبد الْوَارِث بن سُفْيَان، عَن قَاسم. وَزَمعَة ضَعِيف، وَأكْثر مَا يضعف فِي الزُّهْرِيّ، وَسَلَمَة بن وهرام ثِقَة مَعْرُوف.

.بَاب أَي حِين يقوم للصَّلَاة من اللَّيْل وَمَا يَقُول إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا ابْن بشر، عَن مسعر، عَن سعد، عَن أبي سَلمَة، عَن عَائِشَة قَالَت: «مَا ألفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السحر الْأَعْلَى فِي بَيْتِي- أَو عِنْدِي- إِلَّا نَائِما».
مُسلم: حَدثنِي هناد بن السّري، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن أَشْعَث، عَن أَبِيه، عَن مَسْرُوق قَالَ: «سَأَلت عَائِشَة عَن عمل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: كَانَ يحب الدَّائِم. قَالَ: قلت: أَي حِين كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالَت: كَانَ إِذا سمع الصَّارِخ قَامَ فصلى».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا حُسَيْن بن يزِيد الْكُوفِي، ثَنَا حَفْص- هُوَ ابْن غياث- عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «إِن كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليوقظه الله عز وَجل بِاللَّيْلِ فَمَا يَجِيء السحر حَتَّى يفرغ من حزبه».
البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن بكير قَالَ: حَدثنَا اللَّيْث عَن يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي الْهَيْثَم بن أبي سِنَان، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة وَهُوَ يقص قصصه، وَهُوَ يذكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن أَخا لكم لَا يَقُول الرَّفَث- يَعْنِي بذلك ابْن رَوَاحَة:
وَفينَا رَسُول الله يَتْلُو كِتَابه ** إِذا انْشَقَّ مَعْرُوف من الْفجْر سَاطِع

أرانا الْهَدْي بعد الْعمي فَقُلُوبنَا ** بِهِ مُوقِنَات أَن مَا قَالَ وَاقع

يبيت يُجَافِي جنبه عَن فرَاشه ** إِذا استثقلت بالمركين الْمضَاجِع»

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس، عَن أبي الزبير، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة من جَوف اللَّيْل: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد أَنْت نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَلَك الْحَمد أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَلَك الْحَمد أَنْت رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، أَنْت الْحق، وَوَعدك الْحق، وقولك الْحق، ولقاؤك حق، وَالْجنَّة حق، وَالنَّار حق، والساعة حق، اللَّهُمَّ لَك أسلمت، وَبِك آمَنت، وَعَلَيْك توكلت، وَإِلَيْك أنبت، وَبِك خَاصَمت، وَإِلَيْك حاكمت، فَاغْفِر لي مَا قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أَنْت إلهي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت»
.
وَفِي أُخْرَى: «قيم السَّمَاوَات وَالْأَرْض».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي، ثَنَا يُوسُف الْمَاجشون، حَدثنِي أبي، عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج، عَن عبيد الله بن أبي رَافع، عَن عَليّ بن أبي طَالب، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنه كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا وَمَا أَنا من الْمُشْركين، إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب الْعَالمين، لَا شريك لَهُ وَبِذَلِك أمرت وَأَنا من الْمُسلمين، اللَّهُمَّ أَنْت الْملك، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك، ظلمت نَفسِي وَاعْتَرَفت بذنبي، فَاغْفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، واهدني لأحسن الْأَخْلَاق لَا يهدي لأحسنها إِلَّا أَنْت، واصرف عني سيئها لَا يصرف عني سيئها إِلَّا أَنْت، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر كُله فِي يَديك، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك، أَنا بك وَإِلَيْك، تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك. وَإِذا ركع قَالَ: اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، خشع لَك سَمْعِي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. وَإِذا رفع قَالَ: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَاوَات وملْء الأَرْض، وملْء مَا بَينهمَا، وملْء مَا شِئْت من شَيْء بعد. وَإِذا سجد قَالَ: اللَّهُمَّ لَك سجدت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره، وشق سَمعه وبصره، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ ثمَّ يكون من آخر مَا يَقُول بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أسرفت وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت».
قَالَ: وَحدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي.
وثنا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا أَبُو النَّضر قَالَا: ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة، عَن عَمه الْمَاجشون بن أبي سَلمَة، عَن الْأَعْرَج بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا استفتح الصَّلَاة كبر ثمَّ قَالَ: وجهت وَجْهي» قَالَ: «وَأَنا أول الْمُسلمين». وَقَالَ: «وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا لَك الْحَمد». وَقَالَ: «وَصُورَة فَأحْسن صوره». وَقَالَ: «وَإِذا سلم قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت...» إِلَى آخر الحَدِيث، وَلم يقل: «بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم».
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، وَمُحَمّد بن حَاتِم، وَعبد بن حميد وَأَبُو معن الرقاشِي، ثَنَا عمر بن يُونُس، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، ثَنَا يحيى بن أبي كثير، حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: «سَأَلت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: بِأَيّ شَيْء كَانَ نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفْتَتح الصَّلَاة إِذا قَامَ من اللَّيْل؟ قَالَت: كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته: اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل، فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض، عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، أَنْت تحكم بَين عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهدني لما اخْتلف فِيهِ من الْحق بإذنك، إِنَّك تهدي من تشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عصمَة بن الْفضل- نيسابوري- ثَنَا زيد بِمَ حباب، عَن مُعَاوِيَة بن صَالح، حَدثنِي الْأَزْهَر بن سعيد، عَن عَاصِم بن حميد: «سَأَلت عَائِشَة بِمَ كَانَ يستفتح قيام اللَّيْل- يَعْنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَت: لقد سَأَلتنِي عَن شَيْء مَا سَأَلَني عَنهُ أحد قبلك، كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكبر عشرا، ويحمد عشرا، ويسبح عشرا، ويهلل عشرا، ويستغفر عشرا، وَيَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي، واهدني، وارزقني، وَعَافنِي، أعوذ بِاللَّه من ضيق الْمقَام يَوْم الْقِيَامَة».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا سُوَيْد بن نصر، أَنا عبد الله، عَن معمر وَالْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة، عَن ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ قَالَ: «كنت أَبيت عِنْد حجرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكنت أسمعهُ إِذا قَامَ من اللَّيْل يَقُول: سُبْحَانَ الله رب الْعَالمين الْهَوِي، ثمَّ يَقُول: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ الْهَوِي».

.بَاب ذكر صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ:

مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا ابْن أبي فديك، أَنا الضَّحَّاك- هُوَ ابْن عُثْمَان- عَن مخرمَة بن سُلَيْمَان، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «بت لَيْلَة عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة بنت الْحَارِث فَقلت لَهَا: إِذا قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأيقظيني، فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْت إِلَى جنبه الْأَيْسَر، فَأخذ بيَدي فجعلني من شقَّه الْأَيْمن، فَجعلت إِذا أغفيت يَأْخُذ بشحمة أُذُنِي، قَالَ: فصلى إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، ثمَّ احتبى حَتَّى إِنِّي لأسْمع نَفسه رَاقِدًا، فَلَمَّا تبين لَهُ الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد- وَهُوَ ابْن جَعْفَر- ثَنَا شُعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل، عَن كريب، عَن عَبَّاس قَالَ: «بت فِي بَيت خَالَتِي مَيْمُونَة، فترقبت كَيفَ يُصَلِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَامَ فَبَال ثمَّ غسل وَجهه وكفيه، ثمَّ نَام، ثمَّ قَامَ إِلَى الْقرْبَة فَأطلق شناقها، ثمَّ صب فِي الْجَفْنَة أَو الْقَصعَة، فأكبه بِيَدِهِ عَلَيْهَا، ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا بَين الوضوءين، ثمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجئْت فَقُمْت إِلَى جنبه، فَقُمْت عَن يسَاره، قَالَ: فأخذني فأقامني عَن يَمِينه، فتكاملت صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ثمَّ نَام حَتَّى نفخ، وَكُنَّا نعرفه إِذا نَام بنفخه، ثمَّ خرج إِلَى الصَّلَاة فصلى فَجعل يَقُول فِي صلَاته أَو فِي سُجُوده: اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن شمَالي نورا، وأمامي نورا، وخلفى نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وَاجعَل لي نورا- أَو قَالَ: اجْعَلنِي نورا».
مُسلم: وحَدثني إِسْحَاق بن مَنْصُور، أَنا النَّضر بن شُمَيْل، أَنا شُعْبَة، ثَنَا سَلمَة بن كهيل، عَن بكير، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ سَلمَة: فَلَقِيت كريبا، فَقَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: «كنت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة، فجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...» ثمَّ ذكر بِمثل حَدِيث غنْدر، وَقَالَ: «اجْعَلنِي نورا» وَلم يشك.
مُسلم: وحَدثني عبد الله بن هَاشم الْعَبْدي، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن سَلمَة، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «بت لَيْلَة عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اللَّيْل فَأتى حَاجته ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه، ثمَّ نَام، ثمَّ قَامَ إِلَى الْقرْبَة فَأطلق شناقها، ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا بَين الوضوءين، وَلم يكثر، وَقد أبلغ، ثمَّ قَامَ فصلى فَقُمْت، فتمطيت كَرَاهِيَة أَن يرى أَنِّي كنت أنتبه لَهُ، فَتَوَضَّأت، فَقَامَ فصلى، فَقُمْت عَن يسَاره، فَأخذ بيَدي فأدارني عَن يَمِينه، فتتامت صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اللَّيْل ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ثمَّ اضْطجع فَنَامَ حَتَّى نفخ، وَكَانَ إِذا نَام نفخ، فَأَتَاهُ بِلَال فآذنه بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ فصلى وَلم يتَوَضَّأ، وَكَانَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وَخَلْفِي نورا، وَعظم لي نورا». قَالَ كريب: وَسبعا فِي التابوت. فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس فَحَدثني بِهن فَذكر: عصبي، ولحمي، وَدمِي، وشعري، وبشري، وَذكر خَصْلَتَيْنِ.
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن «أنه سَأَلَ عَائِشَة: كَيفَ كَانَت صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَان؟ قَالَت: مَا كَانَ يزِيد فِي رَمَضَان وَلَا فِي غَيره على إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، يُصَلِّي أَرْبعا، فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن، ثمَّ يُصَلِّي أَرْبعا، فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن، ثمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقَالَت عَائِشَة: فَقلت: يَا رَسُول الله، أتنام قبل أَن توتر؟ قَالَ: يَا عَائِشَة، إِن عَيْني تنامان وَلَا ينَام قلبِي».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى الْعَنزي، ثَنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن زُرَارَة «أن سعد بن هِشَام بن عَامر أَرَادَ أَن يَغْزُو فِي سَبِيل الله فَقدم الْمَدِينَة، فَأَرَادَ أَن يَبِيع عقارا لَهُ بهَا، فَيَجْعَلهُ فِي السِّلَاح والكراع، ويجاهد الرّوم حَتَّى يَمُوت، فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة لَقِي أُنَاسًا من أهل الْمَدِينَة، فنهوه عَن ذَلِك، وَأَخْبرُوهُ أَن رهطا سِتَّة أَرَادوا ذَلِك فِي حَيَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنهاهم نَبِي الله وَقَالَ: أَلَيْسَ لكم فِي أُسْوَة؟ فَلَمَّا حدثوه بذلك رَاجع امْرَأَته، وَقد كَانَ طَلقهَا وَأشْهد على رَجعتهَا، فَأتى ابْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ عَن وتر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَلا أدلك على أعلم أهل الأَرْض بِوتْر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: من؟ قَالَ: عَائِشَة، فائتها فاسألها ثمَّ ائْتِنِي فَأَخْبرنِي بردهَا عَلَيْك، فَانْطَلَقت إِلَيْهَا، فَأتيت على حَكِيم بن أَفْلح فاستلحقته إِلَيْهَا فَقَالَ: مَا أَنا بقاربها؛ لِأَنِّي نهيتها أَن تَقول فِي هَاتين الشيعتين شَيْئا فَأَبت فيهمَا إِلَّا مضيا، قَالَ: فأقسمت عَلَيْهِ، فجَاء فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَة، فَاسْتَأْذَنا عَلَيْهَا، فَأَذنت لنا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَقَالَت: أحكيم؟ فعرفته. فَقَالَ: نعم. فَقَالَت: من مَعَك؟ قَالَ: سعد بن هِشَام. قَالَت: من هِشَام؟ قَالَ: ابْن عَامر، فَتَرَحَّمت عَلَيْهِ، وَقَالَت خيرا. قَالَ قَتَادَة: وَكَانَ أُصِيب يَوْم أحد، فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ أَنْبِئِينِي عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَت: أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن؟ قلت: بلَى. قَالَت: فَإِن خلق نَبِي الله كَانَ الْقُرْآن، قَالَ: فهممت أَن أقوم وَلَا أسأَل أحدا عَن شَيْء حَتَّى أَمُوت، ثمَّ بدا لي فَقلت: أَنْبِئِينِي عَن قيام رَسُول الله. فَقَالَت: أَلَسْت تقْرَأ: {يَا أَيهَا المزمل}؟ فَقلت: بلَى. قَالَت: فَإِن الله افْترض قيام اللَّيْل فِي أول هَذِه السُّورَة، فَقَامَ نَبِي الله وَأَصْحَابه حولا، وَأمْسك الله خاتمتها اثنى عشر شهرا فِي السَّمَاء، حَتَّى أنزل الله عز وَجل فِي آخر هَذِه السُّورَة التَّخْفِيف، فَصَارَ قيام اللَّيْل تَطَوّعا بعد فَرِيضَة، قَالَ: قلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، أَنْبِئِينِي عَن وتر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: كُنَّا نعد لَهُ سواكه وَطهُوره، فيبعثه الله مَا شَاءَ أَن يَبْعَثهُ من اللَّيْل فيتسوك وَيتَوَضَّأ وَيُصلي تسع رَكْعَات لَا يجلس فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَة، فيذكر الله وَيَحْمَدهُ وَيَدْعُو، ثمَّ ينْهض وَلَا يسلم، ثمَّ يقوم فَيصَلي التَّاسِعَة، ثمَّ يقْعد فيذكر الله وَيَحْمَدهُ ويدعوه، ثمَّ يسلم تَسْلِيمًا يسمعنا، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يسلم وَهُوَ قَاعد فَتلك إِحْدَى عشرَة رَكْعَة يَا بني. فَلَمَّا أسن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخذه اللَّحْم أوتر بِسبع وصنع فِي الرَّكْعَتَيْنِ مثل صَنِيعه الأول، فَتلك تسع يَا بني، وَكَانَ نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا صلى صَلَاة أحب أَن يداوم عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذا غَلَبَة نوم أَو وجع عَن قيام اللَّيْل صلى من النَّهَار ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة، وَلَا أعلم نَبِي الله قَرَأَ الْقُرْآن كُله فِي لَيْلَة، وَلَا صلى لَيْلَة إِلَى الصُّبْح، وَلَا صَامَ شهرا كَامِلا غير رَمَضَان. قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَى ابْن عَبَّاس فَحَدَّثته بحديثها، فَقَالَ: صدقت، لَو كنت أقربها وَأدْخل عَلَيْهَا لأتيتها حَتَّى تشافهني بِهِ. قَالَ: قلت: لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا حدثتك حدثيها».
وثنا مُحَمَّد بن مثنى ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة بِإِسْنَادِهِ نَحوه.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُؤَمل بن هِشَام، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن مَنْصُور بْن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي، عَن الْأسود بن يزِيد «أنه دخل على عَائِشَة فَسَأَلَهَا عَن صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ، فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاث عشرَة رَكْعَة من اللَّيْل، ثمَّ إِنَّه صلى إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، وَترك رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ قبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قبض وَهُوَ يُصَلِّي سبع رَكْعَات، آخر صلَاته من اللَّيْل الْوتر».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن ابْن طَاوس، عَن عِكْرِمَة بن خَالِد، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كنت فِي بَيت مَيْمُونَة، فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي من اللَّيْل، فَقُمْت مَعَه على يسَاره، فَأخذ بيَدي فجعلني عَن يَمِينه، ثمَّ صلى ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، حزرت قدر قِيَامه فِي كل رَكْعَة: {يَا أَيهَا المزمل...}».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الْحُسَيْن بن مَنْصُور، ثَنَا عبد الله بن نمير، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سعد بن عُبَيْدَة، عَن الْمُسْتَوْرد بن الْأَحْنَف، عَن صلَة بن زفر، عَن حُذَيْفَة فال: «صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة، فَافْتتحَ الْبَقَرَة فَقَرَأَ، فَقلت: يرْكَع عِنْد الْمِائَة، فَمضى فَقلت: يرْكَع عِنْد الْمِائَتَيْنِ، فَمضى فَقلت: يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة، فَمضى فَافْتتحَ النِّسَاء فقرأها، ثمَّ افْتتح آل عمرَان فقرأها، يقْرَأ مترسلا، إِذا مر بِآيَة فِيهَا تَسْبِيح سبح، وَإِذا مر بسؤال سَأَلَ، وَإِذا مر بتعوذ تعوذ، ثمَّ ركع فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم. فَكَانَ رُكُوعه نَحوا من قِيَامه، ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: سمع الله لمن حَمده. فَكَانَ قِيَامه قَرِيبا من رُكُوعه، ثمَّ سجد فَجعل يَقُول: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى. فَكَانَ سُجُوده قَرِيبا من رُكُوعه».
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي عَمْرو بن عُثْمَان، ثَنَا أبي وَبَقِيَّة قَالَا: ثَنَا ابْن أبي حَمْزَة- هُوَ شُعَيْب- حَدثنِي الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل، عَن عبد الله بن خباب بن الْأَرَت، عَن أَبِيه- وَكَانَ قد شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنه راقب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَة صلاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفجْر، فَلَمَّا سلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ خباب فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت وَأمي، لقد صليت اللَّيْلَة صَلَاة مَا رَأَيْتُك صليت نَحْوهَا. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أجل، إِنَّهَا صَلَاة رغب ورهب، سَأَلت رَبِّي- تبَارك وَتَعَالَى- فِيهَا ثَلَاث خِصَال، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَة: سَأَلت رَبِّي أَن لَا يُهْلِكنَا بِمَا أهلك بِهِ الْأُمَم قبلنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلت رَبِّي عز وَجل أَن لَا يظْهر علينا عدوا من غَيرنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلت رَبِّي أَن لَا يلْبِسنَا شيعًا فَمَنَعَنِيهَا».