فصل: بَاب الإبعاد عِنْد قَضَاء الْحَاجة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب رفع الْعلم:

مُسلم: حَدثنَا شَيبَان بن فروج، ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا أَبُو التياح، ثَنَا أنس بْن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرفع الْعلم، وَيثبت الْجَهْل، وَيشْرب الْخمر، وَيظْهر الزِّنَا».
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَابْن بشار قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، سَمِعت قَتَادَة يحدث، عَن أنس بن مَالك قَالَ: «أَلا أحدثكُم حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُحَدثكُمْ أحد بعدِي سَمعه مِنْهُ، إِن من أشراطها أَن يرفع الْعلم، وَيظْهر الْجَهْل، ويفشو الزِّنَا، وَيشْرب الْخمر، وَيذْهب الرِّجَال، وَتبقى النِّسَاء حَتَّى يكون لخمسين امْرَأَة قيم وَاحِد».
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا ويع كوأبي قَالَا: ثَنَا الْأَعْمَش.
وحَدثني أَبُو سعيد الْأَشَج- وَاللَّفْظ لَهُ- ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي وَائِل قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ عبد الله وَأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن بَين يَدي السَّاعَة أَيَّامًا يرفع فِيهَا الْعلم، وَينزل فِيهَا الْجَهْل، وَيكثر فِيهَا الْهَرج، والهرج: الْقَتْل».
قَالَ مُسلم: وحَدثني حَرْمَلَة بن يحيى، أخبرنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، حَدثنِي حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَنا أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يتقارب الزَّمَان وَيقبض الْعلم، وَتظهر الْفِتَن، ويلقى الشُّح، وَيكثر الْهَرج. قَالُوا: وَمَا الْهَرج؟ قَالَ: الْقَتْل».
حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ، أَنا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد: «يتقارب الزَّمَان، وَيقبض الْعلم» ثمَّ ذكر مثله.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، ثَنَا عبد الله بن وهب، سَمِعت اللَّيْث بن سعد يَقُول: حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة، عَن الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي، عَن جُبَير بن نفير، عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إِلَى السَّمَاء يَوْمًا، فَقَالَ: هَذَا أَوَان يرفع الْعلم. فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار- يُقَال لَهُ لبيد بن زِيَاد-: يَا رَسُول الله، أيرفع الْعلم، وَقد أثبت ووعته الْقُلُوب؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي كنت لأحسبك من أفقه أهل الْمَدِينَة. وَذكر لَهُ ضَلَالَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى على مَا فِي أَيْديهم من كتاب الله. قَالَ: فَلَقِيت شَدَّاد بن أَوْس، فَحَدَّثته بِحَدِيث عَوْف بن مَالك، فَقَالَ: صدق عَوْف، أَلا أخْبرك بِأول ذَلِك يرفع؟ قلت: بلَى. قَالَ: الْخُشُوع حَتَّى لَا ترى خَاشِعًا».
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: «هَذَا أَوَان يختلس الْعلم حَتَّى لَا يقدروا مِنْهُ عَليّ شَيْء» رَوَاهُ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، عَن عبد الله بن صَالح، عَن مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير، عَن أَبِيه، عَن أبي الدَّرْدَاء، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، وَمُعَاوِيَة بن صَالح ثِقَة عِنْد أهل الحَدِيث، لَا نعلم أحدا تكلم فِيهِ غير يحيى بن سعيد الْقطَّان.

.بَاب كَيفَ يقبض الْعلم:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا جرير، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، سَمِعت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعاً يَنْزعهُ من النَّاس، وَلَكِن يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء، حَتَّى إِذا لم يتْرك عَالما أَخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا، فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلوا وأضلوا». تمّ كتاب الْعلم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

.كتاب الطَّهَارَة:

.بَاب الإبعاد عِنْد قَضَاء الْحَاجة:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب، قَالَ أَبُو بكر: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن مُسلم، عَن مَسْرُوق، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: «كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فَقَالَ: يَا مُغيرَة، خُذ الْإِدَاوَة، فأخذتها، ثمَّ خرجت مَعَه، فَانْطَلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توارى عني، فَقضى حَاجته، ثمَّ جَاءَ وَعَلِيهِ جُبَّة شامية ضيقَة الكمين، فَذهب يخرج يَده من كمها، فضاقت عَلَيْهِ فَأخْرج يَده من أَسْفَلهَا، فَصَبَبْت عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ مسح على خفيه، ثمَّ صلى».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة القعْنبِي، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد يَعْنِي ابْن عمر عَن أبي سَلمَة، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا ذهب أبعد».

.بَاب الاستتار عِنْد قَضَاء الْحَاجة:

مُسلم: حَدثنَا شَيبَان بن فروخ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء الضبعِي، قَالَا: ثَنَا مهْدي- وَهُوَ ابْن مَيْمُون- ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب، عَن الْحسن بن سعيد مولى الْحسن بن عَليّ، عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: «أردفني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم خَلفه، فَأسر إِلَيّ حَدِيثا لَا أحدث بِهِ أحدا من النَّاس، وَكَانَ أحب مَا استتر بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحَاجَة هدف، أَو حائش نخل قَالَ ابْن أَسمَاء فِي حَدِيثه يَعْنِي: حَائِط نخل».
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف وَمُحَمّد بن عباد- وتقاربا فِي لفظ الحَدِيث والسياق لهارون- قَالَا: ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، عَن يَعْقُوب بن مُجَاهِد أبي حرزة، عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: «سرنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزلنَا وَاديا أفيح، فَذهب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْضِي حَاجته، فاتبعته بإداوة من مَاء فَنظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا يسْتَتر بِهِ، فَإِذا شجرتان بشاطئ الْوَادي، فَانْطَلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهمَا فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كالبعير المخشوش الَّذِي يصانع قائده حَتَّى أَتَى الشَّجَرَة الْأُخْرَى فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كَذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ بالمنصف مِمَّا بَينهمَا فالأم بَينهمَا حَتَّى يَعْنِي جَمعهمَا، فَقَالَ: التئما عَليّ بِإِذن الله. فالتأما، قَالَ جَابر: فَخرجت أحضر مَخَافَة أَن يحس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقربي، فيبتعد- قَالَ ابْن عباد: فيتبعد- فَجَلَست أحدث نَفسِي، فحانت مني لفتة، فَإِذا أَنا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقبلا، وَإِذا الشجرتان قد افترقتا، فَقَامَتْ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا على سَاق» هَذَا الْخَبَر فِي حَدِيث طَوِيل، وَسَيَأْتِي ذكره فِي المناقب من آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله.
وروى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ: عَن قُتَيْبَة، عَن عبد السَّلَام بن حَرْب، عَن الْأَعْمَش، عَن أنس بن مَالك: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَرَادَ الْحَاجة لم يرفع ثَوْبه حَتَّى يدنو من الأَرْض».
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهَذَا مُرْسل، يُقَال أَن الْأَعْمَش لم يسمع من أنس، وَقد رَآهُ، وَحكى عَنهُ حِكَايَة فِي الصَّلَاة.
وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: سمع الْأَعْمَش من أنس، فَلَا يُنكر مَا أرسل عَنهُ وَأورد حَدِيثا ذكر فِيهِ سَمَاعه مِنْهُ، وَسَيَأْتِي الحَدِيث فِي بَاب الصمت من كتاب الزّهْد إِن شَاءَ الله.

.بَاب خُرُوج النِّسَاء لحاجتهن:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «خرجت سَوْدَة بَعْدَمَا ضرب عَلَيْهَا الْحجاب لِتَقضي حَاجَتهَا، وَكَانَت امْرَأَة جسيمة تفرع النِّسَاء جسماً، لَا تخفي على من يعرفهَا، فرآها عمر بن الْخطاب، فَقَالَ: يَا سَوْدَة، وَالله مَا تخفين علينا، فانظري كَيفَ تخرجين. قَالَت: فَانْكَفَأت رَاجِعَة، وَرَسُول الله فِي بَيْتِي، وَإنَّهُ ليتعشى وَفِي يَده عرق، فَدخلت، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي خرجت فَقَالَ لي عمر كَذَا وَكَذَا. قَالَت: فَأُوحي إِلَيْهِ، ثمَّ رفع عَنهُ، وَإِن الْعرق فِي يَده مَا وَضعه، فَقَالَ: إِنَّه قد أذن لَكِن أَن تخرجن لحاجتكن» وَفِي رِوَايَة أبي بكر: «يفرع النِّسَاء جسمها» زَاد أَبُو بكر فِي حَدِيثه: فَقَالَ هِشَام: يَعْنِي البرَاز.

.بَاب مَا نقُول عِنْد دُخُول الْخَلَاء وَعند الْخُرُوج مِنْهُ:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى أَنا حَمَّاد بن زيد.
وَقَالَ يحيى أَيْضا: ثَنَا هشيم، كِلَاهُمَا عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، عَن أنس فِي حَدِيث حَمَّاد: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا دخل الْخَلَاء- وَفِي حَدِيث هشيم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا دخل الكنيف- قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث».
وَحدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيل- وَهُوَ ابْن علية- عَن عبد الْعَزِيز بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: «أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَمْرو بن مَرْزُوق، حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن النَّضر بْن أنس، عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن هَذِه الحشوش محتضرة، فَإِذا أَتَى أحدكُم الْخَلَاء فَلْيقل: أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث».
اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عَن قَتَادَة: فَقَالَ شُعْبَة. كَمَا تقدم. وَقَالَ معمر: عَن قَتَادَة، عَن النَّضر بن أنس، عَن أَبِيه.
وَقَالَ ابْن ابي عرُوبَة: عَن قَتَادَة، عَن الْقَاسِم بن عَوْف الشَّيْبَانِيّ، عَن زيد بْن أَرقم.
وَقَالَ حسام: عَن قَتَادَة، عَن الْقَاسِم بن ربيعَة، عَن زيد بن أَرقم.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، عَن إِسْرَائِيل، عَن يُوسُف بن أبي بردة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا خرج من الْخَلَاء قَالَ: غفرانك».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِسْرَائِيل عَن يُوسُف بن أبي بردة، وَأَبُو بردة اسْمه عَامر بن عبد الله بن قيس، وَلَا يعرف فِي هَذَا الْبَاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيث عَائِشَة. انْتهى كَلَام أبي عِيسَى. سمع إِسْرَائِيل يُوسُف، ويوسف أَبَاهُ.