فصل: بَاب الْأَمر بِالصَّلَاةِ عِنْد كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب عدد صَلَاة الاسْتِسْقَاء:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، عَن هِشَام بن إِسْحَاق- هُوَ ابْن عبد الله بن كنَانَة- عَن أَبِيه قَالَ: «أَرْسلنِي الْوَلِيد بن عقبَة- وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة- إِلَى ابْن عَبَّاس أسأله عَن استسقاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْته فَقَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج متبذلا، متواضعا، متضرعا، حَتَّى أَتَى الْمصلى، فَلم يخْطب خطبتكم هَذِه وَلَكِن لم يزل فِي الدُّعَاء، والتضرع، وَالتَّكْبِير، وَصلى رَكْعَتَيْنِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيد».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب الْجَهْر فِي صَلَاة الاسْتِسْقَاء:

البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عباد بن تَمِيم، عَن عَمه قَالَ: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خرج يَسْتَسْقِي قَالَ: فحول إِلَى النَّاس ظَهره، واستقبل الْقبْلَة يَدْعُو، ثمَّ حول رِدَاءَهُ، ثمَّ صلى لنا رَكْعَتَيْنِ جهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ».

.بَاب مَا يَقُول فِي الاسْتِسْقَاء:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، وَيحيى بن أَيُّوب، وقتيبة، وَابْن حجر، قَالَ يحيى: أَنا، وَقَالَ الْآخرُونَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن شريك بن أبي نمر، عَن أنس بن مَالك «أن رجلا دخل الْمَسْجِد يَوْم الْجُمُعَة من بَاب كَانَ نَحْو دَار الْقَضَاء وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يخْطب النَّاس، فَاسْتقْبل رَسُول الله قَائِما، ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله يغثنا. قَالَ: فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغنا، اللَّهُمَّ أغثنا. قَالَ أنس: وَلَا وَالله مَا نرى فِي السَّمَاء من سَحَاب وَلَا قزعة وَلَا بَيْننَا وَبَين سلع من بَيت وَلَا دَار، قَالَ: وطلعت من وَرَائه سَحَابَة مثل الترس، فَلَمَّا توسطت السَّمَاء انتشرت، ثمَّ أمْطرت، قَالَ: فَلَا وَالله مَا رَأينَا الشَّمْس سبتا. قَالَ: ثمَّ دخل رجل من ذَلِك الْبَاب فِي الْجُمُعَة الْمُقبلَة، وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يخْطب، فأستقبله قَائِما، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال وانقطعت السبل، فَادع الله يمْسِكهَا عَنَّا. قَالَ: فَرفع رَسُول الله يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا، اللَّهُمَّ على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشّجر. قَالَ: فانقلعت، وَخَرجْنَا نمشي فِي الشَّمْس. قَالَ شريك: فَسَأَلت أنس بن مَالك: أهوَ الرجل الأول؟ قَالَ: لَا أَدْرِي».
زَاد البُخَارِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: «وَرفع النَّاس أَيْديهم».
وَقَالَ أَبُو دَاوُد: «فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حذاء وَجهه».
مُسلم: حَدثنَا دَاوُد بن رشيد، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنِي إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، عَن أنس بن مَالك قَالَ: «أَصَابَت النَّاس سنة على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا رَسُول الله يخْطب النَّاس على الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة إِذْ قَامَ أَعْرَابِي فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هلك المَال، وجاع الْعِيَال...» وسَاق الحَدِيث بِمَعْنَاهُ، وَفِيه قَالَ: «اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا. قَالَ: فَمَا يُشِير بيدَيْهِ إِلَى نَاحيَة إِلَّا تفرجت، حَتَّى رَأَيْت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة، وسال وَادي قناة شهرا، وَلم يجِئ أحد من نَاحيَة إِلَّا أخبر بجود».
وَلمُسلم: فِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث: «فَنَظَرت إِلَى الْمَدِينَة وَإِنَّهَا لفي مثل الإكليل». وَفِي أُخْرَى: «فَرَأَيْت السَّحَاب يتمزق كَأَنَّهُ الملاء حِين يطوى».
وَزَاد البُخَارِيّ- أَيْضا-: «ثمَّ لم ينزل عَن منبره حَتَّى رَأَيْت الْمَطَر يتحادر على لحيته- يَعْنِي أول جُمُعَة».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا ابْن أبي خلف، ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد، ثَنَا مسعر، عَن يزِيد الْفَقِير، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: «أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواك فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا، نَافِعًا غير ضار، عَاجلا غير آجل. قَالَ:
فأطبقت عَلَيْهِم السَّمَاء»
.

.بَاب بركَة الْمَطَر:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا جَعْفَر بن سُلَيْمَان، عَن ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس قَالَ: قَالَ أنس: «أَصَابَنَا وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطر فحسر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبه، حَتَّى أَصَابَهُ من الْمَطَر، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، لم صنعت هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ حَدِيث عهد بربه عز وَجل».
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا سُلَيْمَان- يَعْنِي ابْن بِلَال- عَن جَعْفَر- وَهُوَ ابْن مُحَمَّد- عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، أَنه سمع عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقول: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا كَانَ يَوْم الرّيح والغيم عرف ذَلِك فِي وَجهه فَأقبل وَأدبر، فَإِذا مطرَت سر بِهِ، وَذهب ذَلِك عَنهُ، قَالَت عَائِشَة: فَسَأَلته، فَقَالَ: إِنِّي خشيت أَن يكون عذَابا سلط على أمتِي، وَيَقُول إِذا رأى الْمَطَر: رَحْمَة».

.بَاب مَا جَاءَ فِي الاستمطار بالنجوم:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا سُفْيَان، عَن صَالح بن كيسَان، عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة، عَن زيد بن خَالِد قَالَ: «مطر النَّاس على عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ألم تسمعوا مَا قَالَ ربكُم اللَّيْلَة؟ قَالَ: مَا أَنْعَمت على عبَادي من نعْمَة إِلَّا أصبح طَائِفَة مِنْهُم بهَا كَافِرين، يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا، وبنوء كَذَا. فَأَما من آمن بِي وحمدني على سقياي فَذَلِك الَّذِي آمن بِي وَكفر بالكوكب، وَمن قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا، وبنوء كَذَا، فَذَلِك الَّذِي كفر بِي وآمن بالكوكب».
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة، عَن مَالك، عَن صَالح بِهَذَا الْإِسْنَاد: «صلى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الصُّبْح بِالْحُدَيْبِية على أثر سَمَاء كَانَت من اللَّيْل، فَلَمَّا انْصَرف أقبل على النَّاس فَقَالَ: هَل تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ ربكُم؟ قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: أصبح من عبَادي مُؤمن بِي وَكَافِر، فَأَما من قَالَ: مُطِرْنَا بِفضل الله وَرَحمته، فَذَلِك مُؤمن بِي وَكَافِر بالكوكب، وَأما من قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا فَذَلِك كَافِر بِي مُؤمن بالكوكب».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء بن عبد الْجَبَّار، عَن سُفْيَان، عَن عَمْرو- وَهُوَ ابْن دِينَار- عَن عتاب بن حنين، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَو أمسك الله الْقطر عَن عباده خمس سِنِين ثمَّ أرْسلهُ لأصبحت طَائِفَة من النَّاس كَافِرين يَقُولُونَ: سقينا بِنَوْء المجدح».
عتاب بن حنين وَيُقَال: ابْن أبي حنين، وَهُوَ مكي سمع أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ، روى عَنهُ: عَمْرو بن دِينَار، وَيحيى بن عبد الله بن صَيْفِي، ذكر ذَلِك ابْن أبي حَاتِم.

.أَبْوَاب صَلَاة الْكُسُوف:

.بَاب الْأَمر بِالصَّلَاةِ عِنْد كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا هشيم، عَن إِسْمَاعِيل، عَن قيس بن أبي حَازِم، عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، يخوف الله بهما عباده، وإنهما لَا ينكسفان لمَوْت أحد من النَّاس، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فصلوا، وَادعوا حَتَّى يكْشف مَا بكم».

.بَاب النداء لصَلَاة الْكُسُوف:

مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، قَالَ الْأَوْزَاعِيّ أَبُو عَمْرو وَغَيره: سَمِعت ابْن شهَاب، يخبر عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة «أن الشَّمْس خسفت على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبعث مناديا: الصَّلَاة جَامِعَة. فأجتمعوا، فَتقدم فَكبر وَصلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات».

.بَاب صفة صَلَاة الْكُسُوف وَمَا جَاءَ فِي ذَلِك:

مُسلم: حَدثنِي أَبُو طَاهِر وَمُحَمّد بن سَلمَة الْمرَادِي قَالَا: ثَنَا ابْن وهب، عَن يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت: «خسفت الشَّمْس فِي حَيَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخرج رَسُول الله إِلَى الْمَسْجِد، فَقَامَ وَكبر، وصف النَّاس وَرَاءه، فاقترأ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَة طَوِيلَة، ثمَّ كبر فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا، ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد. ثمَّ قَامَ فاقترأ قِرَاءَة طَوِيلَة هِيَ أدنى من الْقِرَاءَة الأولى، ثمَّ كبر فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا هُوَ أدنى من الرُّكُوع الأول، ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد. ثمَّ سجد- وَلم يذكر أَبُو الطَّاهِر: ثمَّ سجد- ثمَّ فعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل ذَلِك، حَتَّى اسْتكْمل أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات، وانجلت الشَّمْس قبل أَن ينْصَرف، ثمَّ قَامَ فَخَطب النَّاس فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رأيتموها فأفزعوا إِلَى الصَّلَاة». وَقَالَ أَيْضا: «فصلوا حَتَّى يفرج عَنْكُم». وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْت فِي مقَامي هَذَا كل شَيْء وعدتم، لقد رَأَيْتنِي أُرِيد أَن آخذ قطفا من الْجنَّة حِين رآيتموني جعلت أقدم- وَقَالَ الْمرَادِي: أتقدم- وَلَقَد رَأَيْت جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا حِين رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرت، وَرَأَيْت فِيهَا ابْن لحي وَهُوَ الَّذِي سيب السوائب».
وانْتهى حَدِيث أبي طَاهِر عِنْد قَوْله: «فافزعوا إِلَى الصَّلَاة».
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة.
وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة- وَاللَّفْظ لَهُ- ثَنَا عبد الله بن نمير، ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «خسفت الشَّمْس فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَسُول الله يُصَلِّي فَأطَال الْقيام جدا، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع جدا، ثمَّ رفع رَأسه فَأطَال الْقيام جدا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع جدا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد، ثمَّ قَامَ فَأطَال الْقيام وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ رفع رَأسه فَقَامَ فَأطَال وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد، ثمَّ انْصَرف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد تجلت الشَّمْس، فَخَطب النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر من آيَات الله، وإنهما لَا ينخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رأيتموها فكبروا وَادعوا الله وصلوا وتصدقوا، يَا أمة مُحَمَّد، إِن من أحد أغير من الله أَن يَزْنِي عَبده أَو تَزني أمته، يَا أمة مُحَمَّد لَو تعلمُونَ مَا أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكنم قَلِيلا، أَلا هَل بلغت». وَفِي رِوَايَة مَالك: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله» وَفِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة مُسلم: «ثمَّ رفع يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَل بلغت».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ، ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث، أَنا ابْن جريح، أَخْبرنِي مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن، عَن أمه صَفِيَّة بنت شيبَة، عَن أَسمَاء بنت أبي بكر قَالَت: «فزع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم- قَالَت: تَعْنِي يَوْم كسفت الشَّمْس- فَأخذ درعا حَتَّى أدْرك بردائه، فَقَامَ النَّاس قيَاما طَويلا حَتَّى لَو أَن إنْسَانا أَتَى لم يشْعر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركع، مَا حدث أَنه ركع من طول الْقيام».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَبدة بن عبد الرَّحِيم، أَنا ابْن عُيَيْنَة، عَن يحيى بن سعيد، عَن عمْرَة، عَن عَائِشَة «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فِي كسوف على صفة زَمْزَم أَربع رَكْعَات، وَأَرْبع سَجدَات».
مُسلم: حَدثنِي أَبُو غَسَّان المسمعي وَمُحَمّد بْن الْمثنى قَالَا: ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن عبيد بن عُمَيْر، عَن عَائِشَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فِي الْكُسُوف سِتّ رَكْعَات، وَأَرْبع سَجدَات».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن علية، عَن سُفْيَان، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «صلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين كسفت الشَّمْس ثَمَانِي رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات». وَعَن عَليّ مثل ذَلِك.
وروى النَّسَائِيّ: عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَن معَاذ بن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن قَتَادَة، عَن عَطاء، عَن عبيد بن عُمَيْر، عَن عَائِشَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عشر رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات».
قَالَ أَبُو عمر: سَماع قَتَادَة من عَطاء عِنْدهم غير صَحِيح.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا أَبُو النَّضر، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة- وَهُوَ شَيبَان النَّحْوِيّ- عَن يحيى- وَهُوَ ابْن أبي كثير- عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ.
وثنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، أَنا يحيى بن حسان، ثَنَا مُعَاوِيَة بن سَلام، عَن يحيى بن أبي كثير، أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن خبر عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ: «لما انكسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُودي بِالصَّلَاةِ جَامِعَة، فَرَكَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة ثمَّ جلي عَن الشَّمْس، فَقَالَت عَائِشَة: مَا ركعت رُكُوعًا قطّ وَلَا سجدت سجودا قطّ كَانَ أطول مِنْهُ».
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي عَمْرو بن عُثْمَان بن سعيد، ثَنَا الْوَلِيد، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: «خسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مناديا فَنَادَى أَن الصَّلَاة جَامِعَة، فَاجْتمعُوا وَاصْطَفُّوا، فصلى بهم أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا يزِيد- وَهُوَ ابْن زُرَيْع- ثَنَا يُونُس، عَن الْحسن، عَن أبي بكرَة قَالَ: «كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانكسفت الشَّمْس، فَقَامَ إِلَى الْمَسْجِد يجر رِدَاءَهُ من العجلة، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاس، فصلى رَكْعَتَيْنِ كَمَا تصلونَ، فَلَمَّا انجلت خَطَبنَا فَقَالَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله يخوف بهما عباده، وإنهما لَا ينكسفان لمَوْت أحد، فَإِذا رَأَيْتُمْ كسوف أَحدهمَا فصلوا وَادعوا حَتَّى ينْكَشف مَا بكم».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك، ثَنَا أَبُو هِشَام- هُوَ الْمُغيرَة بن سَلمَة المَخْزُومِي، ثِقَة- ثَنَا وهيب- هُوَ ابْن خَالِد- ثَنَا أَبُو مَسْعُود سعيد بْن إِيَاس الْجريرِي، عَن حَيَّان بن عُمَيْر، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ: «بَينا أترامي بأسهم لي بِالْمَدِينَةِ، إِذْ كسفت الشَّمْس، فَجمعت أسهمي وَقلت: لأنظرن مَا أحدث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كسوف الشَّمْس، فَأَتَيْته مِمَّا يَلِي ظَهره وَهُوَ فِي الْمَسْجِد، فَجعل يسبح وَيكبر وَيَدْعُو حَتَّى حسر عَنْهَا، قَالَ: ثمَّ قَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الْوَهَّاب، ثَنَا خَالِد، عَن أبي قلَابَة، عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: «انكسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج يجر ثَوْبه فَزعًا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد، فَلم يزل يُصَلِّي حَتَّى انجلت، فَلَمَّا انجلت قَالَ: إِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان إِلَّا لمَوْت عَظِيم من العظماء، وَلَيْسَ كَذَلِك، إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، ولكنهما آيتان من آيَات الله، وَإِن الله إِذا تجلى لشَيْء من خلقه خشع لَهُ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فصلوا، كأحدث صَلَاة صليتموها من الْمَكْتُوبَة».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي، حَدثنِي الْحَارِث بن عُمَيْر الْبَصْرِيّ، عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، عَن أبي قلَابَة، عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: «كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعل يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَيسْأل عَنْهَا حَتَّى انجلت».
الْحَارِث بن عُمَيْر هَذَا رجل صَالح ثِقَة مَشْهُور.