فصل: بَاب ذكر الله وَقِرَاءَة الْقُرْآن بعد الْحَدث:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب مَا جَاءَ فِي الْإِسْرَاف فِي الْوضُوء:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، أَنا سعيد الْجريرِي، عَن أبي نعَامَة أن عبد الله بن مُغفل سمع من ابْنه يَقُول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْقصر الْأَبْيَض عَن يَمِين الْجنَّة إِذا دَخَلتهَا. فَقَالَ: يَا بني، سل الله الْجنَّة، وتعوذ بِهِ من النَّار، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إِنَّه سَيكون فِي هَذِه الْأمة قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء».
أَبُو نعَامَة اسْمه قيس بن عَبَايَة، ثِقَة مَعْرُوف.

.بَاب فضل الطّهُور وَالْوُضُوء:

مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور، ثَنَا حبَان بن هِلَال، ثَنَا أبان، ثَنَا يحيى أَن زيدا حَدثهُ، أَن أَبَا سَلام حَدثهُ عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطّهُور شطر الْإِيمَان، وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان، وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله تملآن- أَو تملأ- مَا بَين السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَالصَّلَاة نور، وَالصَّدَََقَة برهَان، وَالصَّبْر ضِيَاء، وَالْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك، كل النَّاس يَغْدُو، فبائع نَفسه فمعتقها أَو موبقها».
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ قَالَا: ثَنَا عبد الْعَزِيز- وَهُوَ الدَّرَاورْدِي، عَن زيد بن أسلم، عَن حمْرَان مولى عُثْمَان قَالَ: «أتيت عُثْمَان بن عَفَّان بِوضُوء فَتَوَضَّأ. ثمَّ قَالَ: إِن نَاسا يتحدثون عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيث لَا أَدْرِي مَا هِيَ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأ مثل وضوئي هَذَا، ثمَّ قَالَ: من تَوَضَّأ هَكَذَا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَكَانَت صلَاته ومشيه إِلَى الْمَسْجِد نَافِلَة». وَفِي رِوَايَة ابْن عَبدة: «أتيت عُثْمَان فَتَوَضَّأ».
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي.
وثنا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَا جَمِيعًا: ثَنَا شُعْبَة، عَن جَامع بن شَدَّاد قَالَ: سَمِعت حمْرَان بن أبان يحدث أَبَا بردة فِي هَذَا الْمَسْجِد فِي إِمَارَة بشر، أَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أتم الْوضُوء كَمَا أمره الله عز وَجل فالصلوات المكتوبات كَفَّارَة لما بَينهُنَّ» هَذَا حَدِيث ابْن معَاذ، وَلَيْسَ فِي حَدِيث غنْدر: فِي إِمَارَة بشر وَلَا ذكر «المكتوبات».
الْبَزَّار: حَدثنَا سهل بن بَحر، ثَنَا مُعلى بن أَسد، حَدثنَا بشار بن الحكم أَبُو بدر الضَّبِّيّ، ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخصْلَة الْوَاحِدَة تكون فِي الرجل يصلح الله لَهُ بهَا عمله كُله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله ذنُوبه، وَتبقى صلَاته نَافِلَة لَهُ».
تفرد أَبُو بدر بِهَذَا الحَدِيث، وَهُوَ ثِقَة، وَثَّقَهُ أَبُو بكر الْبَزَّار.
مُسلم: حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد، عَن مَالك بن أنس.
وحَدثني أَبُو الطَّاهِر- وَاللَّفْظ لَهُ- أَنا عبد الله بن وهب، عَن مَالك بن أنس، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا تَوَضَّأ العَبْد الْمُسلم- أَو الْمُؤمن- فَغسل وَجهه خرج من وَجهه كل خَطِيئَة نظر إِلَيْهَا بِعَيْنِه مَعَ المَاء- أَو مَعَ آخر قطر المَاء- فَإِذا غسل يَدَيْهِ خرج من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة كَانَ بطشتها يَدَاهُ مَعَ المَاء- أَو مَعَ آخر قطر المَاء- فَإِذا غسل رجلَيْهِ خرجت كل خَطِيئَة مشتها رِجْلَاهُ مَعَ المَاء- أَو مَعَ آخر قطر المَاء حَتَّى يخرج نقيا من الذُّنُوب».
وَحدثنَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي حَدثنَا أَبُو هِشَام المَخْزُومِي، عَن عبد الْوَاحِد- وَهُوَ ابْن زِيَاد- حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم ثَنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن حمْرَان، عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء خرجت خطاياه من جسده حَتَّى تخرج من تَحت أَظْفَاره».
مُسلم: حَدثنِي أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَالقَاسِم بن زَكَرِيَّا بن دِينَار وَعبد بن حميد قَالُوا: ثَنَا خَالِد بن مخلد، عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، حَدثنِي عمَارَة بْن غزيَّة الْأنْصَارِيّ، عَن نعيم بن عبد الله المجمر قَالَ: «رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ يَده الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ مسح رَأسه، ثمَّ غسل رجله الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ غسل رجله الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَوَضَّأ. وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُم الغر المحجلون يَوْم الْقِيَامَة من إسباغ الْوضُوء. فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم فليطل غرته وتحجيله».
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي، حَدثنِي ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بْن الْحَارِث، عَن سعيد بن أبي هِلَال، عَن نعيم بن عبد الله «أنه رأى أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه وَيَديه حَتَّى كَاد يبلغ الْمَنْكِبَيْنِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ حَتَّى رفع إِلَى السَّاقَيْن، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إِن أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة غرا محجلين من أثر الْوضُوء. فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب وواصل بن عبد الْأَعْلَى- وَاللَّفْظ لواصل- قَالَا: ثَنَا ابْن فُضَيْل، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ترد عَليّ أمتِي الْحَوْض، وَأَنا أذود النَّاس عَنهُ كَمَا يذود الرجل إبل الرجل عَن إبِله. قَالُوا: يَا نَبِي الله، تعرفنا؟ قَالَ: نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد غَيْركُمْ تردون عَليّ غرا محجلين من آثَار الْوضُوء، وليصدن عني طَائِفَة مِنْكُم فَلَا يصلونَ، فَأَقُول: يَا رب، هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي. فيجيبني ملك فَيَقُول: وَهل تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك».
مُسلم: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا عَليّ بن مسْهر، عَن سعد بن طَارق، عَن ربعي بن حِرَاش، عَن حُذَيْفَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة من عدن، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأذود عَنهُ الرِّجَال كَمَا يذود الرجل الْإِبِل الغريبة عَن حَوْضه. قَالُوا: يَا رَسُول الله، وتعرفنا؟ قَالَ: نعم، تردون عَليّ غرا محجلين من آثَار الْوضُوء، لَيست لأحد غَيْركُمْ».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وسُرَيج بن يُونُس وقتيبة بن سعيد وَعلي بْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر- قَالَ ابْن أَيُّوب: ثَنَا إِسْمَاعِيل- أَخْبرنِي الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمقْبرَة فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون، وددت أَنا قد رَأينَا إِخْوَاننَا. قَالُوا: أَو لسنا إخوانك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: أَنْتُم أَصْحَابِي، وإخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد. فَقَالُوا: كَيفَ تعرف من لم يَأْتِ بعد من أمتك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: أَرَأَيْت لَو أَن رجلا لَهُ خيل غر محجلة بَين ظَهْري خيل دهم بهم، أَلا يعرف خيله؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: فَإِنَّهُم يأْتونَ غرا محجلين من الْوضُوء، وَأَنا فرطهم على الْحَوْض، أَلا ليذادن رجال عَن حَوْضِي كَمَا يذاد الْبَعِير الضال أناديهم أَلا هَلُمَّ فَيُقَال: إِنَّهُم قد بدلُوا بعْدك. فَأَقُول: سحقا سحقا».
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا خلف- يَعْنِي ابْن خَليفَة- عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي حَازِم قَالَ: «كنت خلف أبي هُرَيْرَة وَهُوَ يتَوَضَّأ للصَّلَاة، فَكَانَ يمد يَده حَتَّى تبلغ إبطه فَقلت لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا الْوضُوء؟ فَقَالَ: يَا بني فروخ أَنْتُم هَاهُنَا، لَو علمت أَنكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأت هَذَا الْوضُوء، سَمِعت خليلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: تبلغ الْحِلْية من الْمُؤمن حَيْثُ يبلغ الْوضُوء».

.بَاب فضل إسباغ الْوضُوء على المكاره:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَابْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر- قَالَ ابْن أَيُّوب: ثَنَا إِسْمَاعِيل- أَخْبرنِي الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلا أدلكم على مَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: إسباغ الْوضُوء على المكاره، وَكَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد، وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة، فذلكم الرِّبَاط».
حَدثنِي إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، ثَنَا معن، ثَنَا مَالك، عَن الْعَلَاء، بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَفِي حَدِيث مَالك مرَّتَيْنِ: «فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّبَاط».

.بَاب ذكر الله وَقِرَاءَة الْقُرْآن بعد الْحَدث:

مُسلم: حَدثنِي يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن مخرمَة بن سُلَيْمَان، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس «أن ابْن عَبَّاس أخبرهُ أَنه بَات لَيْلَة عِنْد مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ- وَهِي خَالَته- قَالَ: فاضطجعت فِي عرض الوسادة، قَالَ: واضطجع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهله فِي طولهَا، فَنَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انتصف اللَّيْل أَو قبله بِقَلِيل أَو بعده بِقَلِيل؛ اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعل يمسح النّوم عَن وَجهه بِيَدِهِ، ثمَّ قَرَأَ الْعشْر الْآيَات الخواتيم من سُورَة آل عمرَان، ثمَّ قَامَ إِلَى شن معلقَة فَتَوَضَّأ مِنْهَا فَأحْسن وضوءه، ثمَّ قَامَ فصلى، قَالَ ابْن عَبَّاس: فَقُمْت فصنعت مثل مَا صنع رَسُول الله، ثمَّ ذهبت فَقُمْت إِلَى جنبه، فَوضع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده الْيُمْنَى على رَأْسِي، وَأخذ بأذني الْيُمْنَى ففتلها، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ أوتر، ثمَّ اضْطجع حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين، ثمَّ خرج فصلى الصُّبْح».
وحَدثني مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي، ثَنَا عبد الله بن وهب، عَن عِيَاض بن عبد الله الفِهري، عَن مخرمَة بن سُلَيْمَان بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَزَاد: «ثمَّ عمد إِلَى شجب من مَاء فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأ، وأسبغ الْوضُوء وَلم يهرق من المَاء إِلَّا قَلِيلا، ثمَّ حركني فَقُمْت» وَسَائِر الحَدِيث نَحْو حَدِيث مَالك.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى قَالَا: ثَنَا ابْن أبي زَائِدَة، عَن أَبِيه، عَن خَالِد بن سَلمَة، عَن الْبَهِي، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر الله على كل أحيانه».

.أَبْوَاب الْغسْل:

.مَا يُوجب الْغسْل وَمَا جَاءَ فِي ذَلِك:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَيحيى بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر، قَالَ يحيى بن يحيى: أبنا. وَقَالَ الْآخرُونَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل- وَهُوَ ابْن جَعْفَر- عَن شريك- يَعْنِي ابْن أبي نمر- عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه قَالَ: «خرجت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الِاثْنَيْنِ إِلَى قبَاء، حَتَّى إِذا كُنَّا فِي بني سَالم وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بَاب عتْبَان، فَصَرَخَ بِهِ فَخرج يجر إزَاره، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعجلنا الرجل. فَقَالَ عتْبَان: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت الرجل يعجل عَن امْرَأَته وَلم يمن مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا المَاء من المَاء».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا غنْدر، عَن شُعْبَة.
وثنا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن ذكْوَان، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر على رجل من الْأَنْصَار فَأرْسل إِلَيْهِ فَخرج وَرَأسه يقطر. فَقَالَ: لَعَلَّنَا أعجلناك. قَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: إِذا عجلت أَو أقحطت فَلَا غسل عَلَيْك، وَعَلَيْك الْوضُوء».
وَقَالَ ابْن بشار: «إِذا أعجلت أَو أقحطت».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن الملي، عَن الملي- يَعْنِي بقوله: الملي، عَن الملي: أَبُو أَيُّوب، عَن أبي بن كَعْب، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنه قَالَ فِي الرجل يَأْتِي أَهله ثمَّ لَا ينزل. قَالَ: يغسل ذكره وَيتَوَضَّأ».
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَعبد بن حميد قَالَا: ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث.
وَحدثنَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد- وَاللَّفْظ لَهُ- حَدثنِي أبي، عَن جدي، عَن الْحُسَيْن بن ذكْوَان، عَن يحيى بن أبي كثير، أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة، أَن عَطاء بْن يسَار، أخبرهُ أَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أخبرهُ، أَنه سَأَلَ عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: «قلت: أَرَأَيْت إِذا جَامع الرجل امْرَأَته وَلم يمن؟ قَالَ عُثْمَان بن عَفَّان: يتَوَضَّأ كَمَا يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَيغسل ذكره. قَالَ عُثْمَان: سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
البُخَارِيّ: حَدثنَا سعد بن حَفْص، حَدثنَا شَيبَان، عَن يحيى، بِهَذَا الْإِسْنَاد «قلت: أَرَأَيْت إِذا جَامع وَلم يمن...» فَذكره. وَزَاد عَن زيد بن خَالِد: «فَسَأَلت عَن ذَلِك عليا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَأبي بن كَعْب، فأمروه بذلك».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن هِشَام بن عُرْوَة، أَخْبرنِي أبي، أَخْبرنِي أَبُو أَيُّوب،، أَخْبرنِي أبي بن كَعْب أَنه قَالَ: «يَا رَسُول الله، إِذا جَامع الرجل الْمَرْأَة فَلم ينزل؟ قَالَ: يغسل مَا مس الْمَرْأَة مِنْهُ، ثمَّ يتَوَضَّأ وَيُصلي».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ، ثَنَا مُبشر الْحلَبِي، عَن مُحَمَّد أبي غَسَّان، عَن أبي حَازِم، عَن سهل بن سعد قَالَ: حَدثنِي أبي بن كَعْب «أن الْفتيا الَّتِي كَانُوا يفتون أَن المَاء من المَاء كَانَت رخصَة رخصها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَدْء الْإِسْلَام، ثمَّ أَمر بالاغتسال بعد».
مُبشر هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل.
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو غَسَّان المسمعي.
وثنا مُحَمَّد بن الْمثنى وَابْن بشار قَالُوا: ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة ومطر، عَن الْحسن، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع ثمَّ جهدها فقد وَجب عَلَيْهِ الْغسْل» وَفِي حَدِيث مطر: «وَإِن لم ينزل» قَالَ زُهَيْر من بَينهم: «بَين أشعبها الْأَرْبَع».
قَاسم بن أصبغ قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن زُهَيْر، ثَنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا شُعْبَة وَهِشَام، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا قعد بَين شعبها الْأَرْبَع وألزق الْخِتَان بالختان فقد وَجب الْغسْل».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، ثَنَا هِشَام بن حسان، ثَنَا حميد بن هِلَال، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ.
وثنا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْأَعْلَى- وَهَذَا حَدِيثه- ثَنَا هِشَام، عَن حميد بْن هِلَال قَالَ: وَلَا أعلمهُ إِلَّا عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «اخْتلف فِي ذَلِك رَهْط من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق- أَو من المَاء- وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بل إِذا خالط فقد وَجب الْغسْل. قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنا أشفيكم من ذَلِك. فَقُمْت فاستأذنت على عَائِشَة، فَأَذنت لي. فَقلت لَهَا: يَا أُمَّاهُ- أَو يَا أم الْمُؤمنِينَ- إِنِّي أُرِيد أَن أَسأَلك عَن شَيْء، وَإِنِّي أستحييك. فَقَالَت: لَا تستحيي أَن تَسْأَلنِي عَمَّا كنت سَائِلًا عَنهُ أمك الَّتِي وَلدتك، فَإِنَّمَا أَنا أمك. قلت: فَمَا يُوجب الْغسْل؟ قَالَت: على الْخَبِير سَقَطت، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان فقد وَجب الْغسْل».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبيد الله بن سعيد، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يَقُول: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، حَدثنِي الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت: «إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان وَجب الْغسْل، فعلته أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، بِإِسْنَادِهِ مثله زَاد: «فاغتسلنا».
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل: قَالَ البُخَارِيّ: هَذَا الحَدِيث خطأ- يَعْنِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: «إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان» قَالَ: إِنَّمَا يرويهِ الْأَوْزَاعِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم مُرْسلا. وَقَالَ أَبُو الزِّنَاد: سَأَلت الْقَاسِم بن مُحَمَّد، سَمِعت فِي هَذَا الْبَاب شَيْئا؟ قَالَ: لَا.
وَذكر أَبُو عِيسَى من طَرِيق عَليّ بن زيد، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عَائِشَة، قَالَت: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان وَجب الْغسْل».
رَوَاهُ عَن هناد، عَن وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عَليّ بن زيد.
وَقَالَ: حَدِيث عَائِشَة حَدِيث حسن صَحِيح.