فصل: بَاب فضل أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب فضل أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ:

مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم، ثَنَا سُلَيْمَان، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: «دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا وَمَا هُوَ إِلَّا أَنا وَأمي وَأم حرَام خَالَتِي. فَقَالَت أُمِّي: يَا رَسُول الله، خويدمك ادْع الله لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لي بِكُل خير. وَكَانَ فِي آخر مَا دَعَا لي بِهِ أَن قَالَ: اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده، وَبَارك لَهُ فِيهِ».
فِي حَدِيث آخر لمُسلم- رَحمَه الله- قَالَ أنس: «فوَاللَّه إِن مَالِي لكثير، وَإِن وَلَدي وَولد وَلَدي ليتعادون على نَحْو الْمِائَة الْيَوْم».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن نَافِع، ثَنَا بهز، ثَنَا حَمَّاد أبنا ثَابت، عَن أنس قَالَ: «أَتَى عَليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا أَلعَب مَعَ الغلمان. قَالَ: فَسلم علينا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَة فأبطأت على أُمِّي، فَلَمَّا جِئْت قَالَت: مَا حَبسك؟ قلت: بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحَاجَة. قَالَت: مَا حَاجته؟ قلت: إِنَّهَا سر. قَالَت: لَا تحدثن بسر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا. قَالَ: أنس وَالله لَو حدثت بِهِ أحدا لحدثتك بِهِ يَا ثَابت».

.بَاب فضل حسان بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة:

مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ، أبنا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن «أنه سمع حسان بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ يستشهد أَبَا هُرَيْرَة: أنْشدك الله، هَل سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:
يَا حسان، أجب عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: نعم»
.
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن الْأَعْرَج قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: «إِنَّكُم تَزْعُمُونَ أَن أَبَا هُرَيْرَة يكثر الحَدِيث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالله الْموعد، كنت رجلا مِسْكينا أخدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ملْء بَطْني وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يشغلهم الصفق بالأسواق، وَكَانَت الْأَنْصَار يشغلهم الْقيام على أَمْوَالهم، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يبسط ثَوْبه فَلَنْ ينسى شَيْئا سَمعه مني، فبسطت ثوبي حَتَّى قضى حَدِيثه ثمَّ ضممته إِلَيّ فِيمَا نسيت شَيْئا سمعته مِنْهُ».
قَالَ البُخَارِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: «فَمَا نسيت من مقَالَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ من شَيْء».
رَوَاهُ عَن أبي الْيَمَان، عَن شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ. بِإِسْنَاد مُسلم- رحمهمَا الله.
مُسلم: حَدثنِي عَمْرو النَّاقِد، ثَنَا عمر بن يُونُس اليمامي، ثَنَا عِكْرِمَة بْن عمار، عَن أبي كثير، حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: «كن أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَام وَهِي مُشركَة، فدعوتها يَوْمًا فأسمعتني فِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أكره، فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا أبْكِي، قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَام فتأبى عَليّ. فدعوتها الْيَوْم فأسمعتني فِيك مَا أكره فَادع الله أَن يهدي أم أبي هُرَيْرَة. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اهدي أم أبي هُرَيْرَة. فَخرجت مُسْتَبْشِرًا بدعوة نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جِئْت فصرت إِلَى الْبَاب، فَإِذا هُوَ مُجَاف، فَسمِعت أُمِّي خشف قدمي، فَقَالَت: مَكَانك يَا أَبَا هُرَيْرَة وَسمعت خضخضة المَاء. قَالَ: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عَن خمارها ففتحت الْبَاب، ثمَّ قَالَت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. قَالَ: فَرَجَعت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْته وَأَنا أبْكِي من الْفَرح. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أبشر فقد اسْتَجَابَ الله دعوتك وَهدى أم أبي هُرَيْرَة. فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ خيرا. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يحببني وَأمي إِلَى عباده الْمُؤمنِينَ ويحببهم إِلَيْنَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ حبب عبيدك هَذَا- يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَة- وَأمه إِلَى عِبَادك الْمُؤمنِينَ وحبب إِلَيْهِم الْمُؤمنِينَ. فَمَا خلق مُؤمن يسمع بِي وَلَا يراني إِلَّا أَحبَّنِي».

.بَاب فضل خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَعَمْرو بن تغلب رَضِي الله عَنْهُمَا:

البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أبنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي خَارِجَة بْن زيد بن ثَابت، عَن أَبِيه قَالَ: «لما نسخنا الصُّحُف فِي الْمَصَاحِف فقدت آيَة من سُورَة الْأَحْزَاب كنت كثيرا أسمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْرؤهَا لم أَجدهَا مَعَ أحد إِلَّا مَعَ خُزَيْمَة الْأنْصَارِيّ الَّذِي جعل الله شَهَادَته شَهَادَة رجلَيْنِ {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ}».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر، حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن جرير بن حَازِم قَالَ: سَمِعت الْحسن يَقُول: ثَنَا عَمْرو بن تغلب «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِي بِمَال أَو شَيْء فَقَسمهُ فَأعْطى رجَالًا وَترك رجَالًا، فَبَلغهُ أَن الَّذين تركُوا عتبوا فَحَمدَ الله ثمَّ أثنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: أما بعد، فوَاللَّه إِنِّي أعطي الرجل، وأدع الرجل، وَالَّذِي أدع أحب إِلَيّ من الَّذِي أعطي، وَلَكِن أعطي أَقْوَامًا لما أرى فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع، وَأكل أَقْوَامًا لما جعل الله فِي قُلُوبهم من الْغنى وَالْخَيْر، فيهم: عَمْرو بن تغلب. فوَاللَّه مَا أحب أَن لي بِكَلِمَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمر النعم».

.بَاب فضل عَامر بن فهَيْرَة رَضِي الله عَنهُ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عبيد بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «اسْتَأْذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر فِي الْخُرُوج حِين اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَذَى، فَقَالَ لَهُ: أقِم. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أتطمع أَن يُؤذن لَك؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأرجو ذَلِك. قَالَت: فانتظره أَبُو بكر، فَأَتَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم ظهرا فناداه، فَقَالَ: أخرج من عنْدك. فَقَالَ أَبُو بكر: إِنَّمَا هما ابنتاي. فَقَالَ: أشعرت أَنه أذن لي فِي الْخُرُوج. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، الصُّحْبَة. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصُّحْبَة. قَالَ: يَا رَسُول الله، عِنْدِي ناقتان قد كنت أعددتهما لِلْخُرُوجِ. فَأعْطى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَاهمَا- وَهِي الجدعاء- فركبا فَانْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَار وَهُوَ بثور فتواريا فِيهِ، فَكَانَ عَامر بن فهَيْرَة غُلَاما لعبد الله بن الطُّفَيْل بن سَخْبَرَة أَخُو عَائِشَة لأمها، وَكَانَت لأبي بكر منحة، فَكَانَ يروح بهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِم وَيُصْبِح فيدلج إِلَيْهِمَا، ثمَّ يسرح فَلَا يفْطن بِهِ أحد من الرعاء، فَلَمَّا خرج خرج مَعَهُمَا يعقبانه حَتَّى قدما الْمَدِينَة فَقتل عَامر بن فهَيْرَة يَوْم بِئْر مَعُونَة».
وَعَن أبي أُسَامَة، قَالَ هِشَام بن عُرْوَة: فَأَخْبرنِي أبي قَالَ: «لما قتل الَّذين ببئر مَعُونَة وَأسر عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي، قَالَ لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل: من هَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى قَتِيل. فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن أُميَّة: هَذَا عَامر بن فهَيْرَة. قَالَ: فَلَقَد رَأَيْته بعد مَا قتل رفع إِلَى السَّمَاء حَتَّى إِنِّي لأنظر إِلَى السَّمَاء بَينه وَبَين الأَرْض، ثمَّ وضع فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرهم فنعاهم، فَقَالَ: إِن أصحابكم قد أصيبوا وَإِنَّهُم قد سَأَلُوا رَبهم. فَقَالُوا: رَبنَا أخبر عَنَّا إِخْوَاننَا بِمَا رَضِينَا عَنْك ورضيت عَنَّا. فَأخْبرهُم عَنْهُم وَأُصِيب فيهم يَوْمئِذٍ: عُرْوَة بن أَسمَاء بن الصَّلْت فَسُمي عُرْوَة بِهِ، وَمُنْذِر بْن عَمْرو وَسمي بِهِ منذرا».

.بَاب فضل أنس بن النَّضر:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد، ثَنَا عبد الْملك بن الْمُبَارك، أبنا سُلَيْمَان بْن الْمُغيرَة، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: «عمي أنس بن النَّضر سميت بِهِ، لم يشْهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكبر عَلَيْهِ فَقَالَ: أول مشْهد شهده رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غبت عَنهُ، أما وَالله لَئِن أَرَانِي الله مشهدا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بعد ليرين مَا أصنع. قَالَ: فهاب أَن يَقُول غَيرهَا، فَشهد مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد من الْعَام الْقَابِل فَاسْتَقْبلهُ سعد بن معَاذ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرو، أَيْن؟ قَالَ: واها لريح الْجنَّة أَجدهَا دون أحد. فقاتل حَتَّى قتل، فَوجدَ فِي جسده بضع وَثَمَانُونَ من بَين ضَرْبَة وطعنة ورمية، فَقَالَت عَمَّتي الرّبيع بنت النَّضر: فَمَا عرفت أخي إِلَّا ببنانه. وَنزلت هَذِه الْآيَة: {رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمنهمْ من قضى نحبه وَمِنْهُم من ينظر وَمَا بدلُوا تبديلا}».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب فضل أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو معمر، ثَنَا عبد الْوَارِث، عَن عبد الْعَزِيز، عَن أنس قَالَ: «لما كَانَ يَوْم أحد انهزم النَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجوب عَلَيْهِ بحجفة لن وَكَانَ أَبُو طَلْحَة رجلا راميا شَدِيد النزع، كسر يَوْم أحد قوسين أَو ثَلَاثًا. وَكَانَ الرجل يمر مَعَه بجعبة من النبل فَيَقُول: انثرها لأبي طَلْحَة. فَأَشْرَف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إِلَى الْقَوْم فَيَقُول أَبُو طَلْحَة: يَا نَبِي الله، بِأبي أَنْت وَأمي لَا تشرف يصبك سهم من سِهَام الْقَوْم، نحري دون نحرك. وَلَقَد رَأَيْت عَائِشَة بنت أبي بكر وَأم سليم وإنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان الْقرب على متونهما تنقزان فِي أَفْوَاه الْقَوْم، ثمَّ تَرْجِعَانِ فتملآنها ثمَّ تجيئان فتفرغانه فِي أَفْوَاه الْقَوْم، وَلَقَد وَقع السَّيْف من يَد أبي طَلْحَة إِمَّا مرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا».

.بَاب فضل أبي مُوسَى وَأبي عَامر الْأَشْعَرِيين وصهيب وَفضل أَصْحَاب الهجرتين:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو كريب، جَمِيعًا عَن أبي أُسَامَة. قَالَ أَبُو عَامر: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، ثَنَا بريد عَن جده أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «كنت عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازل بالجعرانة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَعَهُ بِلَال فَأتى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل أَعْرَابِي، فَقَالَ: أَلا تنجز لي يَا مُحَمَّد مَا وَعَدتنِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبشر. فَقَالَ لَهُ الْأَعرَابِي: أكثرت عَليّ من أبشر. فَأقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبي مُوسَى وبلال كَهَيئَةِ الغضبان فَقَالَ: إِن هَذَا قد رد الْبُشْرَى فاقبلا أَنْتُمَا. فَقَالَا: قبلنَا يَا رَسُول الله. ثمَّ دَعَا رَسُول الله بقدح فِيهِ مَاء فَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه ومج فِيهِ ثمَّ قَالَ: اشربا مِنْهُ وأفرغا على وجوهكما ونحور كَمَا وأبشرا. فأخذا الْقدح ففعلا مَا أَمرهمَا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنادتهما أم سَلمَة من وَرَاء السّتْر: أفضلا لأمكما فِي إنائكما فأفضلا لَهَا مِنْهُ طَائِفَة».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن بريد بن عبد الله، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «لما فرغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حنين بعث أَبَا عَامر على جَيش إِلَى أَوْطَاس فلقي دُرَيْد بن الصمَّة فَقتل دُرَيْد وَهزمَ الله أَصْحَابه. قَالَ أَبُو مُوسَى: وبعثني مَعَ أبي عَامر، فَرمي أَبُو عَامر فِي ركبته رَمَاه جشمي بِسَهْم فأثبته فِي ركبته فانتهيت إِلَيْهِ، فَقلت: يَا عَم، من رماك؟ فَأَشَارَ إِلَى أبي مُوسَى، فَقَالَ: ذَلِك قاتلي الَّذِي رماني، فقصدت لَهُ فلحقته فَلَمَّا رَآنِي ولى فاتبعته وَجعلت أَقُول لَهُ: لَا تَسْتَحي أَلا تثبت؟ فَكف فاختلفنا ضربتين بِالسَّيْفِ فَقتلته، ثمَّ قلت لأبي عَامر: قتل الله صَاحبك. قَالَ: فانزع هَذَا السهْم. فنزعته فنزا مِنْهُ المَاء، قَالَ: يَا ابْن أخي، أَقْْرِئ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَام وَقل لَهُ: اسْتغْفر لي. واستخلفني أَبُو عَامر على النَّاس، فَمَكثَ يَسِيرا ثمَّ، مَاتَ فَرَجَعت فَدخلت على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيته على سَرِير مرمل وَعَلِيهِ فرَاش، قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فَأَخْبَرته بخبرنا وَخبر أبي عَامر وَقَالَ: قل لَهُ: اسْتغْفر لي. قَالَ: فَدَعَا بِمَاء فَتَوَضَّأ ثمَّ رفع يَدَيْهِ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِعبيد أبي عَامر. وَرَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوق كثير من خلقك وَمن النَّاس. فَقلت: ولي فَاسْتَغْفر. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لعبد الله بن قيس ذَنبه وَأدْخلهُ يَوْم الْقِيَامَة مدخلًا كَرِيمًا. قَالَ أَبُو بردة: أَحدهمَا لأبي عَامر وَالْأُخْرَى لأبي مُوسَى».
رَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: «فَوق كثير من خلقك- أَو من النَّاس».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن حَاتِم، ثَنَا بهز، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن ثَابت، عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة، عَن عَائِذ بن عَمْرو «أن أَبَا سُفْيَان أَتَى على سلمَان وبِلَال وصهيب فِي نفر فَقَالُوا: وَالله مَا أخذت سيوف الله من عنق عَدو الله مأخذها. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بكر: أتقولون هَذَا لشيخ قُرَيْش وسيدهم؟ فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ. فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، لَعَلَّك أغضبتهم، لَئِن كنت أغضبتهم لقد أغضبت رَبك. فَأَتَاهُم أَبُو بكر فَقَالَ: يَا إخوتاه، أغضبتكم؟ قَالُوا: لَا، يغْفر الله لَك يَا أخي».