فصل: بَاب فضل خَدِيجَة وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب فضل الْحسن وَالْحُسَيْن:

مُسلم: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، عَن عبيد الله بن أبي يزِيد، عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «خرجت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَة من النَّهَار لَا يكلمني وَلَا ُأكَلِّمهُ، حَتَّى جَاءَ سوق بني قينقاع، قَالَ: ثمَّ انْصَرف حَتَّى أَتَى خباء فَاطِمَة فَقَالَ: أَثم لكع؟ حَتَّى جَاءَ- يَعْنِي حسنا- فظننا أَنه إِنَّمَا تحبسه أمه لِأَن تغسله وتلبسه سخابا، فَلم يلبث أَن جَاءَ يسْعَى فاعتنق كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه فَأَحبهُ وأحب
من يُحِبهُ»
.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي مُوسَى قَالَ: سَمِعت الْحسن يَقُول: سَمِعت أَبَا بكرَة يَقُول: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْمِنْبَر وَالْحسن بن عَليّ إِلَى جنبه وَهُوَ يقبل على النَّاس مرّة وَعَلِيهِ أُخْرَى وَيَقُول: إِن ابْني هَذَا سيد، وَلَعَلَّ الله أَن يصلح بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير- وَاللَّفْظ لأبي بكر- قَالَا: أبنا مُحَمَّد بن بشر، عَن زَكَرِيَّا، عَن مُصعب بن شيبَة، عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت: قَالَت عَائِشَة: «خرج النَّبِي غَدَاة وَعَلِيهِ مرط مرحل من شعر أسود، فجَاء الْحسن بن عَليّ فَأدْخلهُ، ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَدخل مَعَه، ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا، ثمَّ جَاءَ عَليّ فَأدْخلهُ ثمَّ تَلا: {إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا}».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن، عَن ابْن أبي مليكَة، عَن عقبَة بن الْحَارِث قَالَ: «صلى أَبُو بكر الْعَصْر ثمَّ خرج يمشي فَرَأى الْحسن يلْعَب مَعَ الصّبيان فَحَمله على عَاتِقه وَقَالَ: بِأبي شَبيه بِالنَّبِيِّ لَا شَبيه بعلي. وَعلي يضْحك».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، أخبرنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن إِسْرَائِيل، عَن أبي إِسْحَاق، عَن هَانِئ بن هَانِئ، عَن عَليّ قَالَ: «الْحسن أشبه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَين الصَّدْر إِلَى الرَّأْس، وَالْحُسَيْن أشبه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ أَسْفَل من ذَلِك».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان، حَدثنَا أَبُو دَاوُد الْحَفرِي، عَن سُفْيَان، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، عَن ابْن أبي نعم، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَإِسْحَاق بن مَنْصُور قَالَا: أبنا مُحَمَّد بن يُوسُف، عَن إِسْرَائِيل، عَن ميسرَة بن حبيب، عَن الْمنْهَال بن عَمْرو، عَن زر بن حُبَيْش، عَن حُذَيْفَة قَالَ: «سَأَلتنِي أُمِّي: مَتى عَهْدك- تَعْنِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقلت: مَا لي بِهِ عهد مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فنالت مني. فَقلت لَهَا: دعيني آتِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصلي مَعَه الْمغرب وأسأله أَن يسْتَغْفر لي وَلَك، فَأتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصليت مَعَه الْمغرب فصلى حَتَّى صلى الْعشَاء ثمَّ انْفَتَلَ فتبعته فَسمع صوتي فَقَالَ: من هَذَا؟ حُذَيْفَة؟ قلت: نعم. قَالَ: مَا حَاجَتك غفر الله لَك ولأمك؟ قَالَ: إِن هَذَا ملك لم ينزل الأَرْض قطّ قبل هَذِه اللَّيْلَة، اسْتَأْذن ربه أَن يسلم عَليّ ويبشرني بِأَن فَاطِمَة سيدة نسَاء أهل الْجنَّة، وَأَن الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِسْرَائِيل.
الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى وَمُحَمّد بن معمر قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد، ثَنَا شُرَحْبِيل بن مدرك الْجعْفِيّ، عَن عبد الله بن نجي، عَن أَبِيه «أنه سَافر مَعَ عَليّ وَكَانَ صَاحب مطهرته، فَلَمَّا حَاذَى بنينوى وَهُوَ منطلق إِلَى صفّين، فَنَادَى عَليّ: صبرا أَبَا عبد الله. فَقلت: وماذا أَبَا عبد الله؟ قَالَ: أَنا دخلت على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم وَعَيناهُ تفيضان، فَقلت: يَا رَسُول الله، أغضبك أحد مَا شَأْن عَيْنَيْك تفيضان؟ قَالَ: بلَى، قَامَ من عِنْدِي جِبْرِيل فَحَدثني أَن الْحُسَيْن يقتل بشط الْفُرَات، قَالَ: هَل لَك أَن أشمك من تربته؟ قَالَ: قلت: نعم. قَالَ: فَمد يَده فَقبض قَبْضَة من تُرَاب فَلم أملك عَيْني أَن فاضتا».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن عَليّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا وَاصل بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن عمَارَة بن عُمَيْر قَالَ: «لما جِيءَ بِرَأْس عبيد الله وَأَصْحَابه نضدت فِي الْمَسْجِد فِي الرحبة فانتهيت إِلَيْهِم وهم يَقُولُونَ: قد جَاءَت، قد جَاءَت. فَإِذا حَيَّة تخَلّل الرُّءُوس حَتَّى دخلت فِي منخري عبيد الله بن زِيَاد فَمَكثت هنيَّة ثمَّ خرجت فَذَهَبت حَتَّى تغيبت، ثمَّ قَالُوا: قد جَاءَت، قد جَاءَت. فَفعلت ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا».
هَذَا حَدِيث حسن.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا عَفَّان، عَن حَمَّاد بن سَلمَة، ثَنَا عمار بن أبي عمار، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يرى النَّائِم بِنصْف النَّهَار وَهُوَ قَائِم أَشْعَث أغبر بِيَدِهِ قَارُورَة فِيهَا دم. فَقلت: بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا دم الْحُسَيْن وَأَصْحَابه لم أزل ألتقطه مُنْذُ الْيَوْم. فَوجدَ قتل فِي ذَلِك الْيَوْم».

.بَاب فضل الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ:

الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد بن دَاوُد الوَاسِطِيّ، ثَنَا مُحَمَّد بن طَلْحَة الطَّوِيل التَّيْمِيّ، حَدثنَا أَبُو سهل بن مَالك، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن سعد «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إِلَى الْعَبَّاس فَقَالَ: هَذَا عَم نَبِيكُم أَجود قُرَيْش كفا وحناء عَلَيْهَا».
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَمُحَمّد بن طَلْحَة التَّيْمِيّ هَذَا رجل مَشْهُور من أهل الْمَدِينَة.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْقَاسِم بن دِينَار، ثَنَا عبيد الله، عَن إِسْرَائِيل، عَن عبد الْأَعْلَى، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَبَّاس مني وَأَنا مِنْهُ».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِسْرَائِيل.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، أبنا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، عَن ثَوْر، عَن مَكْحُول، عَن حُذَيْفَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْعَبَّاس: إِذا كَانَ غَدَاة الِاثْنَيْنِ فائتني أَنْت وولدك حَتَّى أَدعِي لَهُم بدعوة ينفعك الله، بهَا وولدك. فغدا وغدونا مَعَه وألبسنا كسَاء ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر للْعَبَّاس وَولده مغْفرَة ظَاهِرَة وباطنة لَا تغادر ذَنبا، اللَّهُمَّ احفظه فِي وَلَده».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.

.بَاب فضل جَعْفَر بن أبي طَالب وابنيه عبد الله وَعون ابْني جَعْفَر رَضِي الله عَنْهُم:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن إِسْرَائِيل، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْبَراء بن عَازِب «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لجَعْفَر بن أبي طَالب: أشبهت خلقي وخُلقي».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، أبنا إِسْمَاعِيل بْن علية، عَن حبيب بْن الشَّهِيد، عَن عبد الله بن أبي مليكَة قَالَ: «قَالَ عبد الله بن جَعْفَر لِابْنِ الزبير: أَتَذكر إِذْ تلقينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا وَأَنت وَابْن عَبَّاس؟ قَالَ: نعم. فحملنا وتركك».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة- وَاللَّفْظ ليحيى- قَالَ أَبُو بكر: حَدثنَا. وَقَالَ يحيى: أخبرنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن عَاصِم الْأَحول، عَن مُورق الْعجلِيّ، عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بَيته. قَالَ: وَإنَّهُ قدم من سفر فَسبق بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَين يَدَيْهِ ثمَّ جِيءَ بِأحد ابْني فَاطِمَة فأردفه خَلفه قَالَ: فأدخلنا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور، ثَنَا وهب، ثَنَا أبي قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب يحدث، عَن الْحسن بن سعد، عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: «بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا وَاسْتعْمل عَلَيْهِم زيد بن حَارِثَة، وَقَالَ: إِن قتل زيد- أَو اسْتشْهد- فأميركم جَعْفَر بن أبي طَالب، فَإِن قتل- أَو اسْتشْهد- فأميركم عبد الله بن رَوَاحَة. فَلَقوا الْعَدو فَأخذ الرَّايَة زيد، فقاتل حَتَّى قتل، ثمَّ أَخذ الرَّايَة جَعْفَر، فقاتل حَتَّى قتل، ثمَّ أَخذ الرَّايَة عبد الله بن رَوَاحَة فقاتل حَتَّى قتل، ثمَّ أَخذ الرَّايَة خَالِد بن الْوَلِيد فَفتح الله عَلَيْهِ فَأتى خبرهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخرج إِلَى النَّاس فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: إِن إخْوَانكُمْ لقوا الْعَدو فَأخذ الرَّايَة زيد بن حَارِثَة فقاتل حَتَّى قتل- أَو اسْتشْهد- ثمَّ أَخذ الرَّايَة جَعْفَر فقاتل حَتَّى قتل- أَو اسْتشْهد- ثمَّ أَخذ الرَّايَة عبد الله بن رَوَاحَة فقاتل حَتَّى قتل- أَو اسْتشْهد- ثمَّ أَخذ الرَّايَة سيف من سيوف الله خَالِد بن الْوَلِيد فَفتح الله عَلَيْهِ. ثمَّ أمْهل آل جَعْفَر ثَلَاثًا أَن يَأْتِيهم، ثمَّ أَتَاهُم فَقَالَ: لَا تبكوا على أخي بعد الْيَوْم. ثمَّ قَالَ: ادعوا لي بني أخي. فجيء بِنَا كأنا أفرخ فَقَالَ: ادعوا لي الحلاق. فَأمره بحلق رءوسنا، ثمَّ قَالَ لنا: مُحَمَّد فشبيه عمنَا أَبُو طَالب، وَأما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلقي. ثمَّ أَخذ بيَدي فأشالها فَقَالَ: اللَّهُمَّ اخلف جعفرا فِي أَهله وَبَارك لعبد الله فِي صَفْقَة يَمِينه- ثَلَاثًا».

.بَاب فضل خَدِيجَة وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت عبد الله بن جَعْفَر يَقُول: سَمِعت عليا بِالْكُوفَةِ يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «خير نسائها مَرْيَم ابْنة عمرَان، وَخير نسائها خَدِيجَة ابْنة خويلد».
قَالَ أَبُو كريب: وَأَشَارَ وَكِيع إِلَى السَّمَاء وَالْأَرْض.
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَابْن نمير قَالُوا: أبنا ابْن فُضَيْل، عَن عمَارَة، عَن أبي زرْعَة قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: «أَتَى جِبْرِيل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذِه خَدِيجَة قد أتتك، مَعهَا إِنَاء فِيهِ إدام أَو طَعَام أَو شراب، فَإِذا هِيَ أتتك فاقرأ عَلَيْهَا السَّلَام من رَبهَا ومني، وبشرها بِبَيْت فِي الْجنَّة من قصب، لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب».
قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته: عَن أبي هُرَيْرَة. وَلم يقل فِي الحَدِيث: «ومني».
مُسلم: حَدثنَا سهل بن عُثْمَان، ثَنَا حَفْص بن غياث، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «مَا غرت على نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا على خَدِيجَة، وَإِنِّي لم أدْركهَا. قَالَت: وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا ذبح الشَّاة يَقُول: أرْسلُوا بهَا إِلَى أصدقاء خَدِيجَة. قَالَت: فأغضبته يَوْمًا فَقلت: خَدِيجَة؟ فَقَالَ: رزقت حبها».
البُخَارِيّ: حَدثنِي عمر بن مُحَمَّد بن حسن، ثَنَا أبي، عَن حَفْص، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «مَا غرت على أحد من نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غرت على خَدِيجَة وَمَا رَأَيْتهَا، وَلَكِن كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر ذكرهَا، وَرُبمَا ذبح الشَّاة ثمَّ يقطعهَا أَعْضَاء، ثمَّ يبعثها فِي صدائق خَدِيجَة، فَرُبمَا قلت لَهُ: كَأَن لم تكن فِي الدُّنْيَا امْرَأَة إِلَّا خَدِيجَة؟ فَيَقُول: إِنَّهَا كَانَت وَكَانَت، وَكَانَ لي مِنْهَا ولدا».
عبد بن حميد: أخبرنَا عبد الرَّزَّاق، أبنا معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: «لم يتَزَوَّج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خَدِيجَة حَتَّى مَاتَت».
الْبَزَّار: حَدثنَا عبيد بن إِسْمَاعِيل، أبنا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «توفيت خَدِيجَة قبل أَن يخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث سِنِين».
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري، حَدثنَا أبي، أبنا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن مرّة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كمل من الرِّجَال كثير، وَلم يكمل من النِّسَاء غير مَرْيَم ابْنة عمرَان وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن، وَإِن فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام».
مُسلم: حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد، ثَنَا عَليّ بن مسْهر، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «اسْتَأْذَنت هَالة بنت خويلد أُخْت خَدِيجَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعرف اسْتِئْذَان خَدِيجَة فارتاح لذَلِك، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالة ابْنة خويلد. فغرت فَقلت: وَمَا تذكر من عَجُوز من عَجَائِز قُرَيْش حَمْرَاء الشدقين هَلَكت فِي الدَّهْر فأبدلك الله عز وَجل خيرا مِنْهَا».
زَاد ابْن أبي شيبَة بعد قَوْله: «هَلَكت فِي الدَّهْر، قَالَت: فتمعر وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمعرا مَا كنت أرَاهُ فِيهِ إِلَّا عِنْد نزُول الْوَحْي، وَإِذا رأى الرَّعْد والبرق حَتَّى يعلم رَحْمَة هِيَ أَو عَذَاب».
رَوَاهُ عَن عَفَّان، عَن حَمَّاد بن سَلمَة، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، عَن مُوسَى بْن طَلْحَة، عَن عَائِشَة.
مُسلم: حَدثنَا خلف بن هِشَام وَأَبُو الرّبيع، جَمِيعًا عَن حَمَّاد بن زيد- وَاللَّفْظ لأبي الرّبيع- قَالَ: أبنا حَمَّاد، ثَنَا هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أريتك فِي الْمَنَام ثَلَاث لَيَال جَاءَنِي بك الْملك فِي سَرقَة من حَرِير فَيَقُول: هَذِه امْرَأَتك. فأكشف عَن وَجهك فَإِذا أَنْت هِيَ فَأَقُول: إِن يَك من عِنْد الله عز وَجل يمضه».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد بن حميد، أخبرنَا عبد الرَّزَّاق، عَن عبد الله بن عَمْرو بن عَلْقَمَة الْمَكِّيّ، عَن ابْن أبي حُسَيْن، عَن ابْن أبي مليكَة، عَن عَائِشَة «أن جِبْرِيل جَاءَ بصورتها فِي خرقَة حَرِير خضراء إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِه زَوجتك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن عَلْقَمَة.
وَقد روى عبد الرَّحْمَن بن مهْدي هَذَا الحَدِيث عَن عبد الله بن عَمْرو بن عَلْقَمَة بِهَذَا الْإِسْنَاد مُرْسلا، وَلم يذكر فِيهِ عَن عَائِشَة.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق الصَّاغَانِي، ثَنَا شَاذان، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أم سَلمَة، لَا تؤذني فِي عَائِشَة؛ فَإِنَّهُ وَالله مَا أَتَانِي الْوَحْي فِي لِحَاف امْرَأَة مِنْكُن إِلَّا هِيَ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَحْمد بن سُفْيَان النَّسَائِيّ- وَأَصله مروزي- ثَنَا عَارِم، حَدثنَا حَمَّاد بن زيد، عَن ابْن عون، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: «توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عِنْده أحد غَيْرِي».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا عَبدة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة «أن النَّاس كَانُوا يتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة؛ يَبْتَغُونَ بذلك مرضات رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة قَالَ: وجدت فِي كتابي عَن أبي أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «إِن كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتفقد: أَيْن أَنا الْيَوْم؟ أَيْن أَنا غَدا؟ استبطاء ليَوْم عَائِشَة، فَلَمَّا كَانَ يومي قَبضه الله بَين سحرِي وَنَحْرِي».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب وَمُحَمّد بن بشار- وَاللَّفْظ لِابْنِ يَعْقُوب- ثَنَا يحيى بن حَمَّاد، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار، ثَنَا خَالِد الْحذاء، عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن عَمْرو بن الْعَاصِ «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْملهُ على جَيش ذَات السلَاسِل قَالَ: فَأَتَيْته فَقلت: يَا رَسُول الله، أَي النَّاس أحب إِلَيْك؟ قَالَ: عَائِشَة. قلت: من الرِّجَال؟ قَالَ: أَبوهَا».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنِي عبيد بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لأعْلم إِذا كنت عني راضية، وَإِذا كنت عَليّ غَضبى. قَالَت: فَقلت: من أَيْن تعرف ذَلِك؟ فَقَالَ: أما إِذا كنت عني راضية فَإنَّك تَقُولِينَ: لَا وَرب مُحَمَّد. وَإِذا كنت غَضبى قلت: لَا وَرب إِبْرَاهِيم. قَالَت: قلت: أجل، وَالله يَا رَسُول الله مَا أَهجر إِلَّا اسْمك».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، حَدثنَا زِيَاد بن الرّبيع، ثَنَا خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «مَا أشكل علينا أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث قطّ فسألنا عَنهُ عَائِشَة إِلَّا وجدنَا عِنْدهَا مِنْهُ علما».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح.