فصل: بَاب مَا جَاءَ فِي إِكْرَاه الْمَرِيض على الطَّعَام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب العيادة على وضوء:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، ثَنَا الرّبيع بن روح بن خُلَيْد، عَن مُحَمَّد بن خَالِد، ثَنَا الْفضل بن دلهم الوَاسِطِيّ، عَن ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء وَعَاد أَخَاهُ الْمُسلم محتسباً بوعد من جَهَنَّم مسيرَة سِتِّينَ خَرِيفًا». قلت: يَا أَبَا حَمْزَة، وَمَا الخريف. قَالَ: الْعَام.
الرّبيع بن روح هَذَا يكنى أَبَا روح، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ثَنَا الرّبيع بن روح أَبُو روح، وَكَانَ ثِقَة خياراً.
وَالْفضل بن دلهم أَيْضا صَالح الحَدِيث لَيْسَ بِهِ بَأْس، روى عَنهُ وَكِيع وَابْن الْمُبَارك وَيزِيد بن هَارُون، ذكر ذَلِك ابْن أبي حَاتِم.

.بَاب عِيَادَة الْأَعْمَى وَمن وجعت عَيناهُ:

الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن خُزَيْمَة، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن بشار الرَّمَادِي، ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا إِلَى بني وَاقِف، نعود ذَلِك الْبَصِير، وَكَانَ مَحْجُوب الْبَصَر».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي، ثَنَا حجاج بن مُحَمَّد عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق، عَن أَبِيه، عَن زيد بن أَرقم قَالَ: «عادني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجع كَانَ بعيني».

.بَاب عِيَادَة الذِّمِّيّ وَمن يظْهر إِسْلَامه:

البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: «كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يخْدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرض، فَأَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودهُ فَقعدَ عِنْد رَأسه فَقَالَ لَهُ: أسلم. فَنظر إِلَى أَبِيه وَهُوَ عِنْده، فَقَالَ: أطع أَبَا الْقَاسِم. فَأسلم، فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول: الْحَمد لله الَّذِي أنقذه بِي من النَّار».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن يحيى، عَن مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ: «خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعود عبد الله بن أبي فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ عرف فِيهِ الْمَوْت، قَالَ: قد كنت أَنهَاك عَن حب يهود. قَالَ: فقد أبْغضهُم أسعد بن زُرَارَة فَمه. فَلَمَّا مَاتَ أَتَاهُ ابْنه فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن عبد الله بن أبي قد مَاتَ، فَأعْطِنِي قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ. فَنزع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصه فَأعْطَاهُ إِيَّاه».

.بَاب مَا يَقُول من دخل على مَرِيض:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن يزِيد بن أبي خَالِد قَالَ: سَمِعت الْمنْهَال بن عَمْرو، يحدث عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «مَا من عبد مُسلم يعود مَرِيضا لم يحضر أَجله يَقُول سبع مَرَّات: أسأَل الله الْعَظِيم رب الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك. إِلَّا عوفي».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث الْمنْهَال بْن عَمْرو.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا وهب بن بَيَان، ثَنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن عبد ربه بن سعيد، حَدثنِي الْمنْهَال بن عَمْرو وَمرَّة سعيد بن جُبَير، عَن عبد الله بن الْحَارِث، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا عَاد مَرِيضا جلس عِنْد رَأسه، ثمَّ قَالَ سبع مَرَّات: أسأَل الله الْعَظِيم رب الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك. فَإِن كَانَ فِي أَجله تَأْخِير عوفي من وَجَعه ذَلِك».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا أَتَى مَرِيضا أَو أُتِي بِهِ قَالَ: أذهب الْبَأْس رب النَّاس، اشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً».

.بَاب وضع الْيَد على الْمَرِيض:

البُخَارِيّ: حَدثنَا الْمَكِّيّ بن إِبْرَاهِيم، أَنا الجعيد، عَن عَائِشَة بنت سعد، أَن أَبَاهَا قَالَ: «تشكيت بِمَكَّة شكوى شَدِيدَة فَجَاءَنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودنِي، فَقلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أترك مَالا وَإِنِّي لَا أترك إِلَّا ابْنة وَاحِدَة، فأوصي بِثُلثي مَالِي وأترك الثُّلُث؟ قَالَ: لَا. قلت: فأوصي بِالنِّصْفِ وأترك النّصْف؟ قَالَ: لَا. قلت: فأوصي بِالثُّلثِ، وأترك لَهَا الثُّلثَيْنِ؟ قَالَ: الثُّلُث، وَالثلث كثير. ثمَّ وضع يَده على جَبهته، ثمَّ مسح يَده على وَجْهي وبطني، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اشف سَعْدا، وأتمم لَهُ هجرته. فَمَا زلت أجد برده على كَبِدِي- فِيمَا يخال إِلَيّ- حَتَّى السَّاعَة».

.كتاب الطِّبّ:

.بَاب لكل دَاء دَوَاء:

البُخَارِيّ: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، ثَنَا عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن، ثَنَا عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أنزل الله دَاء إِلَّا أنزل لَهُ شِفَاء».
أَبُو أَحْمد الزبيرِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن الزبيرِي الْأَسدي مولى لَهُم روى عَنهُ: أَحْمد بن حَنْبَل، وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَغَيرهمَا، وَهُوَ ثِقَة حَافظ.
أَبُو دَاوُد: ثَنَا حَفْص بن عمر النمري، ثَنَا شُعْبَة، عَن زِيَاد بن علاقَة، عَن أُسَامَة بن شريك قَالَ: «أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه كَأَنَّمَا على رُءُوسهم الطير، فَسلمت ثمَّ قعدت، فَجَاءَت الْأَعْرَاب من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، نتداوى؟ قَالَ: تداووا؛ فَإِن الله لم يضع دَاء إِلَّا وضع لَهُ دَوَاء، غير دَاء وَاحِد الْهَرم».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن زِيَاد بن علاقَة، عَن أُسَامَة بن شريك قَالَ: «شهِدت الْأَعْرَاب يسْأَلُون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علينا حرج فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عباد الله، وضع الله الْحَرج، إِلَّا من اقْترض من عرض أَخِيه شَيْئا، فَذَلِك الَّذِي حرج، تداووا عباد الله؛ فَإِن الله لم يضع دَاء إِلَّا وضع مَعَه شِفَاء إِلَّا الْهَرم. قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا خير مَا أعطي العَبْد؟ قَالَ: حسن الْخلق».
وَمن طَرِيق سُفْيَان، ثَنَا عَطاء بن السَّائِب- وَكُنَّا لقيناه بِمَكَّة- قَالَ: «دخلت على أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أعوده، فَأَرَادَ غُلَام لَهُ أَن يداويه فنهيته، فَقَالَ: دَعه فَإِنِّي سَمِعت عبد الله بن مَسْعُود، يخبر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: مَا أنزل الله- تبَارك وَتَعَالَى- دَاء إِلَّا أنزل لَهُ دَوَاء- وَرُبمَا قَالَ سُفْيَان: شِفَاء- علمه من علمه، وجهله من جَهله».
وروى مُسلم: من طَرِيق أبي الزبير عَن جَابر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لكل دَاء دَوَاء، فَإِذا أُصِيب دَوَاء الدَّاء برأَ بِإِذن الله».

.بَاب فِي الحمية:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى، ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْقَرَوِي، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن عمَارَة بن غزيَّة، عَن عَاصِم بن عمر بن دارة، عَن مَحْمُود بن لبيد، عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا أحب الله عبدا حماه الدُّنْيَا كَمَا يظل أحدكُم يحمي سقيمة المَاء».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وَفِي الْبَاب عَن صُهَيْب، وَأم الْمُنْذر، وَقَتَادَة بن النُّعْمَان هُوَ الظفري أَخُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ لأمه، وَقد رُوِيَ عَن مَحْمُود بن لبيد، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

.بَاب مَا جَاءَ فِي إِكْرَاه الْمَرِيض على الطَّعَام:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا بكر بن يُونُس بن بكير، عَن مُوسَى بن عَليّ، عَن أَبِيه، عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تكْرهُوا مرضاكم على الطَّعَام؛ فَإِن الله يُطعمهُمْ ويسقيهم».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.

.بَاب معالجة الْحمى:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَمُحَمّد بن مثنى، قَالَا: ثَنَا يحيى- وَهُوَ ابْن سعيد- عَن عبيد الله، أَخْبرنِي نَافِع، عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحمى من فيح جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن مثنى وَمُحَمّد بن حَاتِم وَأَبُو بكر بن نَافِع، قَالُوا: ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن سُفْيَان، عَن أَبِيه، عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة، حَدثنِي رَافع بن خديج قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «الْحمى من فَور جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُم بِالْمَاءِ» وَلم يذكر أَبُو بكر: «عَنْكُم» وَقَالَ: أَخْبرنِي رَافع بن خديج.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا عَبدة بن سُلَيْمَان، عَن هِشَام، عَن فَاطِمَة، عَن أَسمَاء «أنهَا كَانَت تُؤْتى بِالْمَرْأَةِ الموعوكة، فتدعو بِالْمَاءِ فتصبه فِي جيبها وَتقول: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أبردوها بِالْمَاءِ. وَقَالَ: إِنَّهَا من فيح جَهَنَّم».
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا ابْن أبي دَاوُد، ثَنَا ابْن أبي عَائِشَة، ثَنَا حَمَّاد، عَن حميد، عَن أنس- قَالَ ابْن أبي عَائِشَة: هَكَذَا علقته أَنا- أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا حم أحدكُم فليشن عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد من السحر ثَلَاثًا».
ابْن أبي عَائِشَة هُوَ عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة ثِقَة مَشْهُور، وَحَمَّاد هُوَ ابْن سَلمَة ثِقَة مَشْهُور.
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن دَاوُد وَعلي بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بْن الْورْد، قَالُوا: ثَنَا عَفَّان بن مُسلم، ثَنَا همام بن يحيى، ثَنَا أَبُو جَمْرَة قَالَ: «كنت أدفَع الزحام عَن ابْن عَبَّاس، فاحتبست عَلَيْهِ أَيَّامًا فَقَالَ لي: مَا حَبسك؟ قلت: الْحمى. قَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحمى من فيح جَهَنَّم فَأَبْرِدُوهَا بِمَاء زَمْزَم».