فصل: بَاب مَا جَاءَ فِي الرقى وَفضل من لم يسترق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب مَا جَاءَ فِي الرقى والتعوذ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

مُسلم: حَدثنَا ابْن أبي عمر الْمَكِّيّ، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي، عَن يزِيد بن عبد الله- هُوَ ابْن أُسَامَة بن الْهَاد- عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَت: «كَانَ إِذا اشْتَكَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقاه جِبْرِيل- عَلَيْهِ السَّلَام- قَالَ: بِسم الله يبريك، وَمن كل دَاء يشفيك، من شَرّ حَاسِد إِذا حسد، وَمن شَرّ كل ذِي عين».
مُسلم: حَدثنَا بشر بن هِلَال الصَّواف، ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد: «أن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد اشتكيت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: بِسم الله أرقيك، من كل شَيْء يُؤْذِيك، وَمن شَرّ كل نفس، أَو عين حَاسِد الله يشفيك، بِسم الله أرقيك».
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي الضُّحَى، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة قَالَت: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا اشْتَكَى منا إِنْسَان مَسحه بِيَمِينِهِ، ثمَّ قَالَ: أذهب الْبَأْس رب النَّاس، واشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً. فَلَمَّا مرض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثقل أخذت بِيَدِهِ لأصنع بِهِ نَحْو مَا كَانَ يصنع، فَانْتزع يَده من يَدي وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي، واجعلني مَعَ الرفيق الْأَعْلَى. قَالَت: فَذَهَبت أنظر فَإِذا هُوَ قد قضى».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب- وَاللَّفْظ لأبي كريب- قَالَا: ثَنَا ابْن نمير، حَدثنَا هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يرقي بِهَذِهِ الرّقية: أذهب الْبَأْس رب النَّاس، بِيَدِك الشِّفَاء، لَا كاشف لَهُ إِلَّا أَنْت».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا اشْتَكَى يقْرَأ على نَفسه بالمعوذات وينفث، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعه كنت أَقرَأ عَلَيْهِ وأمسح عَنهُ بِيَدِهِ رَجَاء بركتها».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَابْن أبي عمر- وَاللَّفْظ لِابْنِ أبي عمر- قَالُوا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عبد ربه بن سعيد، عَن عمْرَة، عَن عَائِشَة: «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا اشْتَكَى الْإِنْسَان الشَّيْء مِنْهُ أَو كَانَت بِهِ قرحَة أَو جرح- قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإصبعه هَكَذَا- وَوضع سُفْيَان سبابته بِالْأَرْضِ ثمَّ رَفعهَا-: بِسم الله تربة أَرْضنَا بريقة بَعْضنَا يشفى بِهِ سقيمنا بِإِذن رَبنَا». قَالَ ابْن أبي شيبَة: «يشفى»، وَقَالَ زُهَيْر: «يشفى سقيمنا».
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر وحرملة بن يحيى قَالَا: أَنا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي نَافِع بن جُبَير بن مطعم، عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ: «أنه اشْتَكَى إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعاً يجده فِي جسده مُنْذُ أسلم، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضع يدك على الَّذِي تألم من جسدك وَقل: بِسم الله ثَلَاثًا، وَقل سبع مَرَّات: أعوذ بِاللَّه وَقدرته من شَرّ مَا أجد وأحاذر».
لِلتِّرْمِذِي: فِي لفظ هَذَا الحَدِيث: «امسحك بيمينك».
وروى التِّرْمِذِيّ أَيْضا قَالَ: ثَنَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد، حَدثنِي أبي، ثَنَا مُحَمَّد بن سَالم، ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ قَالَ: قَالَ لي: «يَا مُحَمَّد، إِذا اشتكيت فضع يدك حَيْثُ تَشْتَكِي وَقل: بِسم الله، أعوذ بعزة الله وَقدرته من شَرّ مَا أجد من وجعي هَذَا. ثمَّ ارْفَعْ يدك، ثمَّ أعد ذَلِك وترا؛ فَإِن أنس بن مَالك حَدثنِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث بذلك».
وَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه.
وروى أَيْضا قَالَ: ثَنَا مَحْمُود بن غيلَان، ثَنَا عبد الرَّزَّاق ويعلى، عَن سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن الْمنْهَال بن عَمْرو، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن يَقُول: أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة. وَيَقُول: هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِيم يعوذ إِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل- عَلَيْهِم السَّلَام».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب مَا جَاءَ فِي الرقى وَفضل من لم يسترق:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن ابْن أبي خزامة، عَن أَبِيه قَالَ: «سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى بِهِ، وتقاة نتقيها، هَل يرد من قدر الله شَيْئا؟ قَالَ: هِيَ من قدر الله».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
مُسلم: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور، ثَنَا هشيم، أَنا حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: «كنت عِنْد سعيد بن جُبَير فَقَالَ: أَيّكُم رأى الْكَوْكَب الَّذِي انقض البارحة؟ قلت: أَنا. ثمَّ قلت: أما إِنِّي لم أكن فِي صَلَاة، وَلَكِنِّي لدغت. قَالَ: فَمَاذَا صنعت؟ قلت: استرقيت. قَالَ: فَمَا حملك على ذَلِك؟ قلت: حَدِيث حدّثنَاهُ الشّعبِيّ. فَقَالَ: وَمَا حَدثكُمْ الشّعبِيّ؟ قلت: حَدثنَا عَن بُرَيْدَة بن حصيب الْأَسْلَمِيّ أَنه قَالَ: لَا رقية إِلَّا من عين أَو حمة. فَقَالَ: قد أحسن من انْتهى إِلَى مَا يسمع، وَلَكِن ثَنَا ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عرضت عَليّ الْأُمَم فَرَأَيْت النَّبِي وَمَعَهُ الرَّهْط، وَالنَّبِيّ وَمَعَهُ الرجل وَالرجلَانِ، وَالنَّبِيّ وَلَيْسَ مَعَه أحد، إِذْ رفع لي سَواد عَظِيم فَظَنَنْت أَنهم أمتِي فَقيل لي: هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَومه، وَلَكِن انْظُر إِلَى الْأُفق، فَنَظَرت فَإِذا سَواد عَظِيم. فَقيل لي: انْظُر إِلَى الْأُفق الآخر. فَإِذا سَواد عَظِيم. فَقيل لي: هَذِه أمتك، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب وَلَا عَذَاب. ثمَّ نَهَضَ فَدخل منزله، فَخَاضَ النَّاس فِي أُولَئِكَ الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب وَلَا عَذَاب؛ فَقَالَ بَعضهم: فلعلهم الَّذين صحبوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ بَعضهم: فلعلهم الَّذين ولدُوا فِي الْإِسْلَام، فَلم بشركوا بِاللَّه. وَذكروا أَشْيَاء، فَخرج عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الَّذِي تخوضون فِيهِ؟ فأخبروه فَقَالَ: هم الَّذين لَا يرقون وَلَا يسْتَرقونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ عكاشة بْن مُحصن فَقَالَ: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: أَنْت مِنْهُم. ثمَّ قَامَ رجل آخر فَقَالَ: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: سَبَقَك بهَا عكاشة».

.بَاب مَا ذكر من النشرة:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا عقيل بن معقل قَالَ: سَمِعت وهب بن مُنَبّه، يحدث عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: «سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن النشرة فَقَالَ: هِيَ من عمل الشَّيْطَان».
عقيل: هُوَ ابْن معقل بن مُنَبّه الْيَمَانِيّ، سمع عَمه وهب بن مُنَبّه، قَالَ يحيى بْن معِين: عقيل بن معقل ثِقَة.
الْبَزَّار: حَدثنَا الْحسن بن أَحْمد بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي، ثَنَا مِسْكين بن بكير، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي رَجَاء، عَن الْحسن «عَن أنس- وَسُئِلَ عَن النشرة- فَقَالَ: ذكر لي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هِيَ من عمل الشَّيْطَان».
أَبُو رَجَاء اسْمه مُحَمَّد بن يُوسُف، روى عَنهُ شُعْبَة وَيزِيد بن زُرَيْع وَغَيرهمَا.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ: سَمِعت ابْن عُيَيْنَة يَقُول: أول من حَدثنَا بِهِ ابْن جريج يَقُول: حَدثنِي آل عُرْوَة، عَن عُرْوَة، فَسَأَلت هشاماً عَنهُ، فحدثنا عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سحر حَتَّى كَانَ يرى كَأَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاء وَلَا يأتيهن- قَالَ سُفْيَان: وَهَذَا أَشد مَا يكون من السحر إِذا كَانَ كَذَا- فَقَالَ: يَا عَائِشَة، أعلمت أَن الله قد أفتاني فِيمَا استفتيته فِيهِ؟ أَتَانِي رجلَانِ فَقعدَ أَحدهمَا عِنْد رَأْسِي، وَالْآخر عِنْد رجْلي، فَقَالَ الَّذِي عِنْد رَأْسِي للْآخر: مَا بَال الرجل؟ قَالَ: مطبوب. قَالَ: فَمن طبه؟ قَالَ: لبيد بن الأعصم- رجل من بني زُرَيْق حَلِيف ليهود وَكَانَ منافقاً- قَالَ: وفيم؟ قَالَ: فِي مشط ومشاقة قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جف طلعة ذكر تَحت رعوفة فِي بِئْر ذروان. قَالَت: فَأتى الْبِئْر حَتَّى استخرجه فَقَالَ: هَذِه الْبِئْر الَّتِي أريتها وَكَأن ماءها نقاعة الْحِنَّاء، وَكَأن نخلها رُءُوس الشَّيَاطِين. قَالَ: فاستخرج. قَالَت: فَقلت: أَفلا أَي تنشرت. فَقَالَ: أما الله فقد شفاني فأكره أَن أثير على أحد من النَّاس شرا».

.بَاب فِي السحر:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا ابْن نمير، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «سحر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيّ من بني رُزَيْق، يُقَال لَهُ: لبيد بن الأعصم، قَالَت: حَتَّى كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخيل إِلَيْهِ أَنه يفعل الشَّيْء وَمَا يَفْعَله، حَتَّى إِذا كَانَ ذَات يَوْم أَو ذَات لَيْلَة دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ دَعَا، ثمَّ دَعَا، ثمَّ قَالَ: يَا عَائِشَة، أشعرت أَن الله- تبَارك وَتَعَالَى- أفتاني فِيمَا استفتيته؟ جَاءَنِي رجلَانِ فَقعدَ أَحدهمَا عِنْد رَأْسِي، وَالْآخر عِنْد رجْلي، فَقَالَ الَّذِي عِنْد رَأْسِي للَّذي عِنْد رجْلي- أَو الَّذِي عِنْد رجْلي للَّذي عِنْد رَأْسِي-: مَا وجع الرجل؟ قَالَ: مطبوب. قَالَ: من طبه؟ قَالَ: لبيد بن الأعصم. قَالَ: فِي أَي شَيْء؟ قَالَ: فِي ومشط مشاطة، وجف طلعة ذكر. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْر ذِي أروان. قَالَت: فَأَتَاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أنَاس من أَصْحَابه، ثمَّ قَالَ: وَالله يَا عَائِشَة لكأن ماءها نقاعة الْحِنَّاء، ولكأن نخلها رُءُوس الشَّيَاطِين. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، أَفلا أحرقته؟ قَالَ: لَا؛ أما أَنا فقد عافاني الله عز وَجل وكرهت أَن أثير على النَّاس شرا. فَأمرت بهَا فدفنت».

.بَاب مَا جَاءَ فِي إِيرَاد الممرض على المصح:

مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم وَحسن الْحلْوانِي وَعبد بن حميد، قَالَ عبد: حَدثنِي، وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا يَعْقُوب- يعنون: ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد- حَدثنِي أبي، عَن صَالح، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يحدث أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عدوى. وَيحدث مَعَ ذَلِك: لَا يُورد الممرض على المصح».
مُسلم: وحَدثني أَبُو الطَّاهِر وحرملة بن يحيى- وتقاربا فِي اللَّفْظ- قَالَا: ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَن أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف حَدثهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُورد ممرض على مصح قَالَ أَبُو سَلمَة: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدثهما كلتيهما عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ صمت أَبُو هُرَيْرَة بعد ذَلِك عَن قَوْله: لَا عدوى وَأقَام على أَن لَا يُورد ممرض على مصح قَالَ: فَقَالَ الْحَارِث بن أبي ذُبَاب- وَهُوَ ابْن عَم أبي هُرَيْرَة-: قد كنت أسمعك يَا أَبَا هُرَيْرَة، تحدثنا مَعَ هَذَا الحَدِيث حَدِيثا آخر قد سكت عَنهُ، كنت تَقول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا عدوى فَأبى أَبُو هُرَيْرَة أَن يعرف ذَلِك، وَقَالَ: لَا يُورد ممرض على مصح، فماراه الْحَارِث فِي ذَلِك حَتَّى غضب أَبُو هُرَيْرَة، فرطن بالحبشية فَقَالَ لِلْحَارِثِ: أتدرى مَاذَا قلت؟ قَالَ: لَا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِنِّي قلت: أَبيت. قَالَ أَبُو سَلمَة: ولعمري، لقد كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدثنا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا عدوى فَلَا أَدْرِي أنسي أَبُو هُرَيْرَة أم نسخ أحد الْقَوْلَيْنِ الآخر».