فصل: بَاب مَكَان الصَّلَاة من الْإِسْلَام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب هَل يُعِيد إِذا وجد المَاء؟

ابْن أَيمن: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي بِبَغْدَاد، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم، ثَنَا أَبُو رَجَاء العطاردي، عَن عمرَان بن الْحصن قَالَ: «كنت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْقَوْم جنب فَأمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَيَمم وَصلى، ثمَّ وجد المَاء بعد فَأمره أَن يغْتَسل وَلَا يُعِيد الصَّلَاة».
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي، ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد بن حزم، ثَنَا حمام، ثَنَا عَبَّاس بن أصبغ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن... فَذكره.
إِسْمَاعِيل بن مُسلم هُوَ الْعَبْدي الْمَكِّيّ- وَيُقَال: الْبَصْرِيّ- وَهُوَ يضعف.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمسَيبِي، ثَنَا عبد الله بن نَافِع، عَن اللَّيْث بن سعد، عَن بكر بن سوَادَة، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد قَالَ: «خرج رجلَانِ فِي سفر، فَحَضَرت الصَّلَاة وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاء، فتيمما صَعِيدا طيبا، ثمَّ وجدا المَاء فِي الْوَقْت، فَأَعَادَ أَحدهمَا الصَّلَاة وَالْوُضُوء، وَلم يعد الآخر، ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ للَّذي لم يعد: أصبت السّنة، وأجزأتك صَلَاتك. وَقَالَ للَّذي تَوَضَّأ وَأعَاد: لَك الْأجر مرَّتَيْنِ».
أرْسلهُ غَيره عَن عَطاء، قَالَ أَبُو دَاوُد: أَبُو سعيد لَيْسَ بِمَحْفُوظ فِي هَذَا الحَدِيث.

.بَاب إِذا لم يجد مَاء وَلَا تُرَابا:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا أَبُو أُسَامَة.
وثنا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة وَابْن بشر، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة «أنهَا استعارت من أَسمَاء قلادة فَهَلَكت، فَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسا من أَصْحَابه فِي طلبَهَا فأدركتهم الصَّلَاة فصلوا بِغَيْر وضوء، فَلَمَّا أَتَوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شكوا ذَلِك إِلَيْهِ فَنزلت آيَة التَّيَمُّم. فَقَالَ أسيد بن حضير: جَزَاك الله خيرا، فوَاللَّه مَا نزل بك أَمر قطّ إِلَّا جعل الله لَك مِنْهُ مخرجا، وَجعل للْمُسلمين فِيهِ بركَة».
الْخُشَنِي: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، ثَنَا شُعْبَة، عَن الْمخَارِق بن عبد الله، عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: «جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجنبت فَلم أصل. قَالَ: أَحْسَنت وجاءه آخر قَالَ: إِنِّي أجنبت فَتَيَمَّمت فَصليت. فَقَالَ: أَحْسَنت».
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ، ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد بن نَبَات، ثَنَا أَحْمد بن عون الله، ثَنَا قَاسم بن أصبغ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي... فَذكره.
الْمخَارِق بن عبد الله تَابِعِيّ ثِقَة، وطارق مَشْهُور الصُّحْبَة- رَضِي الله عَنهُ- قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: طَارق بن شهَاب أدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذكر بأسانيد صِحَاح إِلَى طَارق: «رَأَيْت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام».
تمّ كتاب الطَّهَارَة بِحَمْد الله وعونه.
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

.كتاب الصَّلَاة:

.بَاب فضل الصَّلَاة وَمَا جَاءَ أَنَّهَا كَفَّارَة:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَعُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي- وَاللَّفْظ لقتيبة- قَالَ إِسْحَاق: أَنا، وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا جرير، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن حمْرَان مولى عُثْمَان قَالَ: «سَمِعت عُثْمَان بْن عَفَّان بِفنَاء الْمَسْجِد، فَجَاءَهُ الْمُؤَذّن عِنْد الْعَصْر فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ، ثمَّ قَالَ: وَالله لأحدثنكم حَدِيثا لَوْلَا أَنه فِي كتاب الله مَا حدثتكم، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: لَا يتَوَضَّأ رجل فَيحسن الْوضُوء فَيصَلي صَلَاة إِلَّا غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الصَّلَاة الَّتِي تَلِيهَا».
وحدثناه أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة.
وثنا زُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو كريب قَالَا: حَدثنَا وَكِيع.
وثنا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، جَمِيعًا عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: «فَيحسن وضوءه ثمَّ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة».
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا أبي، عَن صَالح، قَالَ ابْن شهَاب: وَلَكِن عُرْوَة يحدث عَن حمْرَان أَنه قَالَ: «فَلَمَّا تَوَضَّأ عُثْمَان قَالَ: وَالله لأحدثنكم حَدِيثا، وَوَاللَّه لَوْلَا أَنه فِي كتاب الله مَا حَدَّثتكُمُوهُ. إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: لَا يتَوَضَّأ رجل فَيحسن وضوءه ثمَّ يُصَلِّي الصَّلَاة إِلَّا غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الصَّلَاة الَّتِي تَلِيهَا. قَالَ عُرْوَة: الْآيَة: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} إِلَى قَوْله: {اللاعنون}».
مُسلم: حَدثنَا عبد بن حميد وحجاج بن الشَّاعِر، كِلَاهُمَا عَن أبي الْوَلِيد- قَالَ عبد: حَدثنِي أَبُو الْوَلِيد- ثَنَا إِسْحَاق بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ، حَدثنِي أبي، عَن أَبِيه قَالَ: «كنت عِنْد عُثْمَان فَدَعَا بِطهُور، فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: مَا من امْرِئ مُسلم تحضره صَلَاة مَكْتُوبَة فَيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إِلَّا كَانَت كَفَّارَة لما قبلهَا من الذُّنُوب مَا لم يُؤْت كَبِيرَة، وَذَلِكَ الدَّهْر كُله».
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن سعيد، ثَنَا ابْن وهب، وَأَخْبرنِي مخرمَة بن بكير، عَن أَبِيه، عَن حمْرَان مولى عُثْمَان قَالَ: «تَوَضَّأ عُثْمَان بن عَفَّان يَوْمًا وضُوءًا حسنا، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ قَالَ: من تَوَضَّأ هَكَذَا ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد لَا ينهزه إِلَّا الصَّلَاة غفر لَهُ مَا خلا من ذَنبه».
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى قَالَا: أَنا عبد الله بن وهب، عَن عَمْرو بن الْحَارِث، أَن الْحَكِيم بن عبد الله الْقرشِي، حَدثهُ أَن نَافِع بْن جُبَير وَعبد الله بن أبي سَلمَة حَدَّثَاهُ أَن معَاذ بن عبد الرَّحْمَن حَدثهمَا عَن حمْرَان مولى عُثْمَان بن عَفَّان، أَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من تَوَضَّأ للصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء ثمَّ مَشى إِلَى الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة فَصلاهَا مَعَ النَّاس- أَو مَعَ الْجَمَاعَة أَو فِي الْمَسْجِد- غفر الله لَهُ ذنُوبه».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَعلي بن حجر، كلهم عَن إِسْمَاعِيل- قَالَ ابْن أَيُّوب: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر- أَخْبرنِي الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصَّلَوَات الْخمس وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَة لما بَينهُنَّ مَا لم تغش الْكَبَائِر».
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث.
وَقَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا بكر- يَعْنِي: ابْن مُضر- كِلَاهُمَا عَن ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ- وَفِي حَدِيث بكر أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول-: «أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مَرَّات، هَل يبْقى من درنه شَيْء؟ قَالُوا: لَا يبْقى من درنه شَيْء. قَالَ: فَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس- يمحو الله بِهن الْخَطَايَا».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الصَّلَوَات الْخمس كَمثل نهر جَار غمر على بَاب أحدكُم يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مَرَّات» قَالَ: قَالَ الْحسن: «مَا يبْقى ذَلِك من الدَّرن؟».
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة: ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن ابْن مَسْعُود «أن رجلا أصَاب من امْرَأَة قبْلَة، فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ، فَأنْزل الله عز وَجل: {وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات} فَقَالَ الرجل: يَا رَسُول الله، أَلِي هَذَا؟ قَالَ: لجَمِيع أمتِي كلهم».
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا أَبُو أُميَّة، ثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْحَرَّانِي- الْمَعْرُوف بسحيم- ثَنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن فلَانا يُصَلِّي اللَّيْل كُله. فَإِذا أصبح سرق! فَقَالَ: سينهاه مَا تَقول».

.بَاب وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ وَقَوله الْمُصَلِّي يُنَاجِي ربه:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَلام، ثَنَا يزِيد، ثَنَا همام، عَن قَتَادَة، عَن أبي الْخَلِيل، عَن سفينة، عَن أم سَلمَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَوْت جعل يَقُول: الصَّلَاة وَمَا ملكت أَيْمَانكُم. فَجعل يَقُولهَا وَمَا يفِيض».
أَبُو الْخَلِيل اسْمه صَالح بن أبي مَرْيَم، ثِقَة مَشْهُور.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار قَالَ ابْن مثنى: ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت قَتَادَة يحدث عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كَانَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه؛ فَلَا يبزقن بَين يَدَيْهِ وَلَا عَن يَمِينه، وَلَكِن عَن شِمَاله تَحت قدمه».

.بَاب مَا جَاءَ أَن الصَّلَاة أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا إِسْمَاعِيل، ثَنَا يُونُس، عَن الْحسن، عَن أنس بن حَكِيم قَالَ: خَافَ من زِيَاد- أَو من ابْن زِيَاد- فَأتى الْمَدِينَة فلقي أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: فنسبني فانتسبت لَهُ. قَالَ: يَا بني أَلا أحَدثك حَدِيثا؟ قلت: بلَى، رَحِمك الله- قَالَ يُونُس: وَأَحْسبهُ ذكره عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن أول مَا يُحَاسب النَّاس بِهِ يَوْم الْقِيَامَة من أَعْمَالهم الصَّلَاة. قَالَ: يَقُول رَبنَا عز وَجل لملائكته- وَهُوَ أعلم-: انْظُرُوا فِي صَلَاة عَبدِي أأتمها أم نَقصهَا. فَإِن كَانَت تَامَّة كتبت لَهُ تَامَّة، وَإِن كَانَ انْتقصَ مِنْهَا شَيْئا قَالَ: انْظُرُوا هَل لعبدي من تطوع. فَإِن كَانَ لَهُ تطوع قَالَ: أَتموا لعبدي فريضته من تطوعه. ثمَّ تُؤْخَذ الْأَعْمَال على ذاكم».
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، عَن دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن زُرَارَة بْن أوفى، عَن تَمِيم الدَّارِيّ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْمَعْنى- قَالَ: «ثمَّ الزَّكَاة مثل ذَلِك ثمَّ تُؤْخَذ الْأَعْمَال على حسب ذَلِك».

.بَاب مَكَان الصَّلَاة من الْإِسْلَام:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا عبد الله بن معَاذ الصَّنْعَانِيّ، عَن معمر، عَن عَاصِم بن أبي النجُود، عَن أبي وَائِل، عَن معَاذ بن جبل قَالَ: «كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فَأَصْبَحت يَوْمًا قَرِيبا مِنْهُ وَنحن نسير، فَقلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار. قَالَ: لقد سَأَلتنِي عَن عَظِيم وَإنَّهُ ليسير على من يسره الله عَلَيْهِ، تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة، وتؤتي الزَّكَاة، وتصوم رَمَضَان، وتحج الْبَيْت. ثمَّ قَالَ: أَلا أدلك على أَبْوَاب الْخَيْر؟ الصَّوْم جنَّة، وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار، وَصَلَاة الرجل من جَوف اللَّيْل ثمَّ تَلا: {تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع} حَتَّى بلغ: {يعْملُونَ} ثمَّ قَالَ: أَلا أخْبرك بِرَأْس الْأَمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: رَأس الْأَمر الْإِسْلَام، وعموده الصَّلَاة، وذروة سنامه الْجِهَاد. ثمَّ قَالَ: أَلا أخْبرك بملاك ذَلِك كُله؟ قلت: بلَى يَا رَسُول الله. فَأخذ بِلِسَانِهِ وَقَالَ كف عَلَيْك هَذَا؟ فَقلت: يَا نَبِي الله، وَإِنَّمَا لمؤاخذون بِمَا نتكلم بِهِ؟ فَقَالَ: ثكلتك أمك يَا معَاذ، وَهل يكب النَّاس فِي النَّار على وُجُوههم- أَو على مناخرهم- إِلَّا حصائد ألسنتهم».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.