فصل: وَمن سُورَة الْأَنْفَال:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.وَمن سُورَة الْأَعْرَاف:

.قَوْله تَعَالَى: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد}:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن نَافِع، ثَنَا غنْدر، ثَنَا شُعْبَة، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن مُسلم البطين، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كَانَت الْمَرْأَة تَطوف بِالْبَيْتِ وَهِي عُرْيَانَة فَتَقول: من يعيرني تطوافا تَجْعَلهُ على فرجهَا، وَتقول:
الْيَوْم يَبْدُو بعضه أَو كُله ** فَمَا بدا مِنْهُ فَلَا أحله

فَنزلت هَذِه الْآيَة: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد}»
.

.قَوْله تَعَالَى: {قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن}:

البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن أبي وَائِل، عَن عبد الله قَالَ- قلت: أَنْت سَمِعت هَذَا من عبد الله؟ قَالَ: نعم. وَرَفعه- قَالَ: «لَا أحد أغير من الله، فَلذَلِك حرم الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله، فَلذَلِك مدح نَفسه».

.قَوْله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح نُشرا بَين يَدي رَحمته} الْآيَة:

أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن غنْدر، عَن شُعْبَة، عَن يعلى بن عَطاء، عَن وَكِيع بْن عدس، عَن أبي رزين قَالَ: «قلت: يَا نَبِي الله، كَيفَ يحيي الله الْمَوْتَى؟ قَالَ: أما مَرَرْت بالوادي ممحلا، ثمَّ تمر بِهِ خضرًا، ثمَّ تمر بِهِ ممحلا، ثمَّ تمر بِهِ خضرًا، كَذَلِك يحيى الله الْمَوْتَى».

.قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا تجلى ربه للجبل جعله دكاء}:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، أبنا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن ثَابت، عَن أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِه الْآيَة: {فَلَمَّا تجلى ربه للجبل جعله دكاء}. قَالَ حَمَّاد هَكَذَا، وَأمْسك سُلَيْمَان بِطرف إبهامه على أُنْمُلَة إصبعه الْيُمْنَى قَالَ: فساخ الْجَبَل {وخر مُوسَى صعقا}».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة.

.قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذرياتهم}:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْأنْصَارِيّ، ثَنَا معن، ثَنَا مَالك، عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، عَن مُسلم بن يسَار «أن عمر بن الْخطاب سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة: {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين} قَالَ عمر بن الْخطاب: سَمِعت رَسُول الله سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن الله عز وَجل خلق آدم، ثمَّ مسح ظَهره بِيَمِينِهِ، فاستخرج مِنْهُ ذُرِّيَّة. فَقَالَ: خلقت هَؤُلَاءِ للجنة وبعمل أهل الْجنَّة يعْملُونَ. ثمَّ مسح ظَهره فاستخرج مِنْهُ ذُرِّيَّة فَقَالَ: خلقت هَؤُلَاءِ للنار، وبعمل أهل النَّار يعْملُونَ. فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، فَفِيمَ الْعَمَل؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن الله إِذا خلق العَبْد للجنة اسْتَعْملهُ بِعَمَل أهل الْجنَّة، ثمَّ يَمُوت على عمل من أَعمال أهل الْجنَّة، فيدخله الْجنَّة وَإِذا خلق العَبْد للنار اسْتَعْملهُ بِعَمَل أهل النَّار؛ حَتَّى يَمُوت على عمل من أَعمال أهل النَّار فيدخله النَّار».
قَالَ أَبُو عِيسَى: مُسلم بن يسَار لم يسمع من عمر، وَقد ذكر بَعضهم فِي الْإِسْنَاد بَين مُسلم وَبَين عمر رجلا.
انْتهى كَلَام أبي عِيسَى.
الرجل الْمَذْكُور بَين مُسلم وَعمر هُوَ نعيم بن ربيعَة ذكر ذَلِك أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وَوصل الحَدِيث فَقَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن شُعَيْب، عَن عَليّ، حَدثنَا مُحَمَّد بن وهب بن أبي كَرِيمَة الْجَزرِي أَبُو الْمعَافى، حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي، حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحِيم- وَهُوَ خَالِد بن أبي يزِيد- حَدثنِي زيد- يَعْنِي ابْن أبي أنيسَة- عَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن، عَن مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ، عَن نعيم بن ربيعَة قَالَ: «كنت عِنْد عمر بن الْخطاب إِذْ جَاءَهُ رجل فَسَأَلَهُ عَن هَذِه الْآيَة: {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذرياتهم}». وَذكر بِنَحْوِ مَا تقدم.
قَالَ أَبُو جَعْفَر: فَجَاز لنا إِدْخَال هَذَا الحَدِيث فِي الْأَحَادِيث الْمُتَّصِلَة.
وَذكر أَيْضا سَماع مُسلم نعيما فِي هَذَا الحَدِيث فِي طَرِيق أُخْرَى.
قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَحدثنَا أَبُو أُميَّة، ثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المروروذي، حَدثنَا جرير بن حَازِم، عَن كُلْثُوم بن جبر، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَخذ الله الْمِيثَاق من ظهر آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنعمان- يَعْنِي عَرَفَة- فَأخْرج من صلبه كل ذُرِّيَّة ذرأها فنثرهم بَين يَدَيْهِ كالذر ثمَّ كَلمهمْ قبلا فَقَالَ: {أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين أَو تَقولُوا إِنَّمَا أشرك آبَاؤُنَا من قبل وَكُنَّا ذُرِّيَّة من بعدهمْ أفتهلكنا بِمَا فعل المبطلون}».
كُلْثُوم بن جبر ثِقَة مَشْهُور.

.وَمن سُورَة الْأَنْفَال:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا وهب بن بَقِيَّة، ثَنَا خَالِد، عَن دَاوُد، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر: من فعل كَذَا وَكَذَا فَلهُ من النَّفْل كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَتقدم الفتيان، وَلزِمَ المشيخة الرَّايَات، فَلم يبرحوها فَلَمَّا فتح الله عَلَيْهِم قَالَت المشيخة: كُنَّا ردْءًا لكم لَو انْهَزَمْتُمْ فئتم إِلَيْنَا فَلَا تذْهبُوا بالمغنم ونبقى. فَأبى الفتيان، وَقَالُوا: جعله رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنا. فَأنْزل الله عز وَجل: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَالرَّسُول} إِلَى قَوْله: {كَمَا أخرجك رَبك من بَيْتك بِالْحَقِّ وَإِن فريقا من الْمُؤمنِينَ لكارهون} يَقُول: فَكَانَ ذَلِك خيرا لَهُم، فَكَذَلِك أَيْضا، فأطيعوني، فَإِنِّي أعلم بعاقبة هَذَا مِنْكُم».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَمُحَمّد بن بشار- وَاللَّفْظ لِابْنِ الْمثنى- قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُصعب بن سعد، عَن أَبِيه قَالَ: «نزلت فيّ أَربع آيَات، أصبت سَيْفا فَأتي بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، نفلنيه، فَقَالَ: ضَعْهُ. ثمَّ قَامَ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعْهُ حَيْثُ أَخَذته. ثمَّ قَالَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، نفلنيه. فَقَالَ: ضَعْهُ. ثمَّ قَالَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، نفلنيه، أجعَل كمن لَا غناء لَهُ؟ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعْهُ من حَيْثُ أَخَذته قَالَ: فَنزلت: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَالرَّسُول}».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا هناد بن السّري، عَن أبي بكر، عَن عَاصِم، عَن مُصعب عَن أَبِيه بِمَعْنَاهُ، وَفِي آخِره: «فَقَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّك سَأَلتنِي هَذَا السَّيْف، وَلَيْسَ هُوَ لي وَلَا لَك، وَإِن الله قد جعله لي فَهُوَ لَك. ثمَّ قَرَأَ: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال}».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد بن حميد، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، عَن إِسْرَائِيل، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «لما فرغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر قيل لَهُ: عَلَيْك العير لَيْسَ دونهَا شَيْء. قَالَ: فناداه الْعَبَّاس وَهُوَ فِي وثَاقه: لَا يصلح، وَقَالَ: لِأَن الله وَعدك إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَقد أَعْطَاك مَا وَعدك. قَالَ: صدقت».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عمر بن يُونُس اليمامي، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، حَدثنَا أَبُو زميل، ثَنَا عبد الله بن عَبَّاس، حَدثنَا عمر بن الْخطاب قَالَ: «نظر نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْركين وهم ألف وَأَصْحَابه ثَلَاثمِائَة وَبضْعَة عشر رجلا، فَاسْتقْبل نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقبْلَة ثمَّ مد يَدَيْهِ، وَجعل يَهْتِف بربه: اللَّهُمَّ أنْجز لي مَا وَعَدتنِي اللَّهُمَّ آتني مَا وَعَدتنِي اللَّهُمَّ إِنَّك إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة من أهل الْإِسْلَام لَا تعبد فِي الأَرْض. فَمَا زَالَ يَهْتِف بربه مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبل الْقبْلَة، حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ من مَنْكِبَيْه فَأَتَاهُ أَبُو بكر فَأخذ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ على مَنْكِبَيْه، ثمَّ الْتَزمهُ من وَرَائه، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، كَفاك مُنَاشَدَتك رَبك، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعدك. فَأنْزل الله عز وَجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} فَأَمَدَّهُمْ الله بِالْمَلَائِكَةِ».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب، لَا نعرفه من حَدِيث عمر إِلَّا من حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار، عَن أبي زميل، وَأَبُو زميل اسْمه: سماك الْحَنَفِيّ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا يَوْم بدر.
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف، ثَنَا وَرْقَاء، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: «{إِن شَرّ الدَّوَابّ عِنْد الله الصم الْبكم الَّذين لَا يعْقلُونَ} قَالَ: هم نفر من بني عبد الدَّار».
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، حَدثنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن عبد الحميد صَاحب الزيَادي، سمع أنس بن مَالك يَقُول: «قَالَ أَبُو جهل: اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحق من عنْدك فَأمْطر علينا حِجَارَة من السَّمَاء اَوْ ائتنا بِعَذَاب أَلِيم. فَنزلت: {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ} الْآيَة: {وَمَا لَهُم أَلا يعذبهم الله وهم يصدون عَن الْمَسْجِد الْحَرَام} إِلَى آخر الْآيَة».
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَليّ بن عبد الله، ثَنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو، عَن ابْن عَبَّاس: «لما نزلت: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ وَإِن يكن مِنْكُم مائَة} فَكتب عَلَيْهِم أَلا يفر وَاحِد من عشرَة».
فَقَالَ سُفْيَان غير مرّة: «أَلا يفر عشرُون من مِائَتَيْنِ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد بن حميد، أَخْبرنِي مُعَاوِيَة بن عَمْرو، عَن زَائِدَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لم تحل الْغَنَائِم لأحد سود الرُّءُوس من قبلكُمْ، كَانَت تنزل نَار من السَّمَاء فتأكلها».
قَالَ سُلَيْمَان الْأَعْمَش: فَمن يَقُول هَذَا إِلَّا أَبُو هُرَيْرَة: «فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدر وَقَعُوا فِي الْغَنَائِم قبل أَن تحل لَهُم، فَأنْزل الله: {لَوْلَا كتاب من الله سبق لمسكم فِيمَا أخذتهم عَذَاب عليم}».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.وَمن سُورَة بَرَاءَة:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا يحيى بن سعيد وَمُحَمّد بن جَعْفَر وَابْن أبي عدي وَسَهل بن يُوسُف، قَالُوا: ثَنَا عَوْف بن أبي جميلَة، ثَنَا يزِيد الْفَارِسِي، حَدثنَا ابْن عَبَّاس قَالَ: «قلت لعُثْمَان بن عَفَّان: مَا حملكم أَن عمدتم إِلَى الْأَنْفَال وَهِي من المثاني، وَإِلَى الْبَرَاءَة وَهِي من المئين فقرنتم بَينهمَا، وَلم تكْتبُوا بَينهمَا سطر: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبع الطول؛ مَا حملكم على ذَلِك؟ فَقَالَ عُثْمَان: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَان وَهُوَ تنزل عَلَيْهِ السُّورَة ذَوَات الْعدَد، فَكَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الشَّيْء دَعَا بعض من كَانَ يكْتب فَيَقُول: ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَات فِي السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَإِذا نزلت عَلَيْهِ الْآيَة يَقُول: ضَعُوا هَذِه الْآيَة فِي السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَكَانَت الْأَنْفَال من أَوَائِل مَا أنزلت عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَت بَرَاءَة من آخر الْقُرْآن، وَكَانَت قصَّتهَا شَبِيها بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنْت أَنَّهَا مِنْهَا، فَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يبين لنا أَنَّهَا مِنْهَا فَمن أجل ذَلِك قرنت بَينهمَا، وَلم أكتب بَينهمَا سطر: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَوَضَعتهَا فِي السَّبع الطول».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن، لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عَوْف عَن يزِيد الْفَارِسِي، وَيزِيد الْفَارِسِي روى عَن ابْن عَبَّاس غير حَدِيث، وَيُقَال: هُوَ يزِيد بن هُرْمُز.
مُسلم: حَدثنِي عبد الله بن مُطِيع، ثَنَا هشيم، عَن أبي بشر، عَن سعيد بْن جُبَير: «قلت لِابْنِ عَبَّاس: سُورَة التَّوْبَة؟ قَالَ: آلتوبة. قَالَ: بل هِيَ الفاضحة، مَا زَالَت تنزل: وَمِنْهُم وَمِنْهُم. حَتَّى ظنُّوا أَنه لَا يبْقى منا أحد إِلَّا ذكر فِيهَا. قَالَ:
سُورَة الْأَنْفَال؟ قَالَ: تِلْكَ سُورَة بدر. قلت: فالحشر؟ قَالَ: نزلت فِي بني النَّضِير»
.
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، سَمِعت الْبَراء يَقُول: «إِن آخر آيَة نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة} وَآخر سُورَة نزلت: بَرَاءَة».