فصل: الحديث السَّادِس عشر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير



.الحديث الثَّانِي:

قَالَ الرَّافِعِيّ: وَاسْتحْسن فِي الْأُم أَن نقُول بعد التَّكْبِير مَا نقل عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ عَلَى الصَّفَا «الله أكبر كَبِيرا، وَالْحَمْد لله كثيرا، وَسُبْحَان الله بكرَة وَأَصِيلا، لَا إِلَه إِلَّا الله، وَلَا نعْبد إِلَّا إِيَّاه، مُخلصين لَهُ الدَّين وَلَو كره الْكَافِرُونَ، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، صدق وعده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده، لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر».
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه بِنَحْوِهِ وَهَذَا لَفظه: عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه قَالَ: «دَخَلنَا عَلَى جَابر...» فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ: «فَبَدَأَ بالصفا فرقى عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْت، فَاسْتقْبل الْبَيْت فَوحد الله وَكبره، وَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، أنْجز وعده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده...» ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث بِطُولِهِ، وسأذكره بِطُولِهِ فِي الْحَج إِن شَاءَ الله- تَعَالَى- ذَلِك وَقدره.

.الحديث الثَّالِث:

رُوِيَ «أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخرج يَوْم الْفطر والأضحى رَافعا صَوته بالتهليل وَالتَّكْبِير حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى».
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث ابْن خُزَيْمَة، عَن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب، عَن عَمه، عَن عبد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن عبد الله «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخرج فِي الْعِيدَيْنِ مَعَ الْفضل بن الْعَبَّاس، وَعبد الله، وَالْعَبَّاس، وَعلي وجعفر، وَالْحسن وَالْحُسَيْن، وَأُسَامَة بن زيد، وَزيد بن حَارِثَة، وأيمن بن أم أَيمن، رَافعا صَوته بِالتَّكْبِيرِ والتهليل حَتَّى يَأْخُذ طَرِيق الحدادين حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى، وَإِذا فرغ رَجَعَ عَلَى الحدادين حَتَّى يَأْتِي منزله».
الحدادين: بِالْحَاء الْمُهْملَة، وَقيل بِالْجِيم. ذكرهمَا ابْن البزري وَغَيره فِي أَلْفَاظ الْمُهَذّب.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد أَن رَوَى عَن ابْن عمر مَوْقُوفا «أَنه كَانَ يكبر لَيْلَة الْفطر حَتَّى يَغْدُو إِلَى الْمُصَلى» قَالَ: وَذكر اللَّيْلَة فِيهِ غَرِيب. وَعَن ابْن عمر أَيْضا: «أَنه كَانَ يَغْدُو إِلَى الْعِيد من الْمَسْجِد، وَكَانَ يرفع صَوته بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى، وَيكبر حَتَّى يَأْتِي الإِمَام». وَفِي لفظ «يَوْم الْفطر والأضحى» هَذَا هُوَ الصَّحِيح مَوْقُوف، وَقد رُوِيَ من وَجْهَيْن ضعيفين مَرْفُوعا، أما أمثلهما فَذكر الْمَرْفُوع الَّذِي قدمْنَاهُ، وَأما أضعفهما؛ فأسند من حَدِيث عبيد الله بن مُحَمَّد بن خُنَيْس الدِّمَشْقِي، نَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء، أَنا الْوَلِيد بن مُحَمَّد- هُوَ الموقري- ثَنَا الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي سَالم بن عبد الله، أَن عبد الله بن عمر أخبرهُ «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر يَوْم الْفطر من حِين يخرج من بَيته حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى». مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء مُنكر الحَدِيث ضَعِيف، والوليد بن مُحَمَّد الموقري ضَعِيف لَا يحْتَج بِرِوَايَة أمثالهما، والْحَدِيث الْمَحْفُوظ عَن ابْن عمر من قَوْله. قَالَ: وَرُوِيَ عَن عَلّي وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة مثله.
قلت: وَعبيد الله بن مُحَمَّد بن خُنَيْس. قَالَ ابْن الْقطَّان: لَا يعرف حَاله. وَقَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه: هَذَا حَدِيث غَرِيب الْإِسْنَاد والمتن، غير أَن الشَّيْخَيْنِ لم يحْتَجَّا بالوليد بن مُحَمَّد الموقري وَلَا بمُوسَى بن عَطاء الْبُلْقَاوِيُّ.
قلت: مَا أقصرا فِي ذَلِك فهما كذابان. قَالَ: وَهَذِه سنة تداولها أَئِمَّة أهل الحَدِيث، وَقد صحت بِهِ الرِّوَايَة عَن ابْن عمر وَغَيره من الصَّحَابَة. ثمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَن نَافِع، عَن ابْن عمر «أَنه كَانَ يخرج فِي الْعِيدَيْنِ من الْمَسْجِد فيكبر حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى»، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَن أبي عبد الرَّحْمَن قَالَ: «كَانُوا فِي التَّكْبِير فِي الْفطر أَشد مِنْهُم فِي الْأَضْحَى».

.الحديث الرَّابِع:

رُوِيَ «أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي الْعِيد حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى، وَيَقْضِي الصَّلَاة».
هَذَا الحَدِيث غَرِيب بِهَذِهِ الزِّيَادَة فِي آخِره، وَرَوَى الشَّافِعِي عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد، حَدثنِي مُحَمَّد بن عجلَان عَن نَافِع، عَن ابْن عمر «أَنه كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلى يَوْم الْفطر إِذا طلعت الشَّمْس، فيكبر حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى يَوْم الْعِيد ثمَّ يكبر بالمصلى، حَتَّى إِذا جلس الإِمَام ترك التَّكْبِير».
وَإِبْرَاهِيم بن أبي يَحْيَى قد عرفت حَاله فِي كتاب الطَّهَارَة، وَاعْلَم أَن الرَّافِعِيّ اسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث لأحد الْأَقْوَال أَنه يكبر إِلَى أَن يفرغ الإِمَام من الصَّلَاة. ثمَّ قَالَ: وَهَذَا القَوْل إِنَّمَا يَجِيء فِي حق من لَا يُصَلِّي مَعَ الإِمَام. فَتَأمل ذَلِك.

.الحديث الخَامِس:

رُوِيَ أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «من أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيد لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب».
هَذَا الحَدِيث ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقد سُئِلَ عَن حَدِيث أَبَى أُمَامَة مَرْفُوعا: «من أَحْيَا لَيْلَة الْفطر أَو لَيْلَة الْأَضْحَى لم يمت قلبه إِذا مَاتَت الْقُلُوب». فَقَالَ: يرويهِ ثَوْر بن يزِيد، وَاخْتلف عَنهُ؛ فَرَوَاهُ جرير بن عبد الحميد، عَن ثَوْر، عَن مَكْحُول، عَن أبي أُمَامَة. قَالَه ابْن قدامَة وَغَيره عَن جرير، وَرَوَاهُ عَمْرو بن هَارُون، عَن جرير، عَن ثَوْر، عَن مَكْحُول، قَالَ: وأسنده معَاذ بن جبل، عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالْمَحْفُوظ أَنه مَوْقُوف عَن مَكْحُول. وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه عَن أبي أَحْمد المرِّار بن حَمويه، ثَنَا مُحَمَّد بن المُصَفّى، نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد، عَن ثَوْر بن يزِيد، عَن خَالِد بن معدان، عَن أبي أُمَامَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «من قَامَ لَيْلَة الْعِيدَيْنِ محتسبًا لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب».
وَبَقِيَّة قد عرفت حَاله فِيمَا مَضَى لاسيما وَقد عنعن.
وَذكره الشَّافِعِي بِهَذَا اللَّفْظ مَوْقُوفا عَلَى أبي الدَّرْدَاء، رَوَاهُ عَن شَيْخه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ ثَوْر بن يزِيد: عَن خَالِد بن معدان، عَن أبي الدَّرْدَاء: «من قَامَ لَيْلَة الْعِيدَيْنِ لله محتسبًا لم يمت قلبه حِين تَمُوت الْقُلُوب».
وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي علله من حَدِيث جرير بن عبد الحميد، عَن مَكْحُول، عَن أبي أُمَامَة: «من أَحْيَا لَيْلَة الْفطر أَو لَيْلَة الْأَضْحَى، لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب». ثمَّ ذكر مقَالَة الدَّارَقُطْنِيّ السالفة، ثمَّ ذكره من حَدِيث عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي عَن سَلمَة بن سُلَيْمَان الْجَزرِي، عَن مَرْوَان بن سَالم، عَن ابْن كرْدُوس، عَن أَبِيه مَرْفُوعا: «من أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيد وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت فِيهِ الْقُلُوب». ثمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيث لَا يَصح؛ فِي إِسْنَاده آفَات:
أَحدهَا: مَرْوَان بن سَالم، قَالَ أَحْمد: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ والرَّازِيّ: مَتْرُوك.
ثَانِيهَا: سَلمَة بن سُلَيْمَان، قَالَ الْأَزْدِيّ: ضَعِيف. ثَالِثهَا: عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي، قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْء. وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا فِي الْكتاب الْمَذْكُور من حَدِيث معَاذ بن جبل مَرْفُوعا: «من أَحْيَا اللَّيَالِي الْأَرْبَع، وَجَبت لَهُ الْجنَّة: لَيْلَة التَّرويَة، وَلَيْلَة عَرَفَة، وَلَيْلَة النَّحْر، وَلَيْلَة الْفطر» ثمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيث لَا يَصح؛ فِي إِسْنَاده عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي تذنيبه: هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الشَّافِعِي مَوْقُوفا عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: قَالَ ثَوْر... فَذكره كَمَا أسلفناه، هَكَذَا رَوَاهُ مَوْقُوفا وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى تفرد الشَّافِعِي بروايته عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد، وَيروَى عَن عمر بن هَارُون، عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان، عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ: «من قَامَ لَيْلَتي الْعِيد إِيمَانًا واحتسابًا لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب». رَوَاهُ بَعضهم هَكَذَا، وَآخَرُونَ مَرْفُوعا، وَرَوَاهُ بَعضهم عَن عَمْرو، عَن ثَوْر، عَن خَالِد، عَن عبَادَة بن الصَّامِت، أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «من صَلَّى لَيْلَتي الْفطر والأضحى لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب».
قَالَ: وَالِاحْتِيَاط فِي مثل هَذَا أَن يُقَال: لما رُوِيَ. وَلَا يُقَال: لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام. وَلَا: قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام.
قلت: وَعبارَته فِي شَرحه: «أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ» محثوث عَلَيْهِ للْخَبَر الَّذِي رَوَاهُ الْغَزالِيّ- رَحِمَهُ اللَّهُ- ثمَّ ذكره، وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن لَا يُورِدهُ بِهَذِهِ الصِّيغَة بل بِصِيغَة التمريض، عَلَى مَا نبه عَلَيْهِ هُوَ فِي تذنيبه وَأما الْحَافِظ أَبُو مَنْصُور فَذكره فِي جَامع الدُّعَاء الصَّحِيح، فِي أثْنَاء حَدِيث طَوِيل فِي صفة صَلَاة لَيْلَة عيد الْفطر، ذكره عَنهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَحْكَامه، وَأقرهُ عَلَيْهِ، وَنقل الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ: بلغنَا أَن الدُّعَاء يُسْتَجَاب فِي خمس لَيَال: فِي لَيْلَة الْجُمُعَة، وَلَيْلَة الْأَضْحَى، وَلَيْلَة الْفطر، وَأول لَيْلَة من رَجَب، وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان.
قَالَ الشَّافِعِي: وَأَنا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد قَالَ: رَأَيْت مشيخة من خِيَار أهل الْمَدِينَة يظهرون عَلَى مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْعِيدَيْنِ فَيدعونَ ويذكرون الله- تَعَالَى- حَتَّى تذْهب سَاعَة من اللَّيْل. قَالَ الشَّافِعِي: وبلغنا أَن ابْن عمر كَانَ يحيي لَيْلَة النَّحْر. قَالَ الشَّافِعِي: وَأَنا أستحب كل مَا حكيت فِي هَذِه اللَّيَالِي من غير أَن يكون فرضا.
قلت: وَفِي غنية الملتمس فِي أيضاح الملتبس للخطيب الْبَغْدَادِيّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز «أَنه كتب إِلَى عدي بن أَرْطَاة إِن عَلَيْك بِأَرْبَع لَيَال فِي السّنة، فَإِن الله- تَعَالَى- يفرغ فِيهِنَّ الرَّحْمَة إفراغة: أول لَيْلَة من رَجَب، وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان، وَلَيْلَة الْفطر، وَلَيْلَة النَّحْر». وَرَوَى الْخلال فِي جُزْء جمعه فِي فَضَائِل رَجَب عَن خَالِد بن معدان قَالَ: «خمس لَيَال فِي السّنة من واظب عَلَيْهِنَّ رَجَاء ثوابهن وَتَصْدِيقًا بوعدهن أدخلهُ الله الْجنَّة: أول لَيْلَة من رَجَب يقوم لَيْلهَا ويصوم نَهَارهَا، وَلَيْلَة الْفطر يقوم لَيْلهَا وَيفْطر نَهَارهَا، وَلَيْلَة الْأَضْحَى يقوم لَيْلهَا وَيفْطر نَهَارهَا، وَلَيْلَة عَاشُورَاء يقوم لَيْلهَا ويصوم نَهَارهَا».
فَائِدَة: يَوْم تَمُوت الْقُلُوب هُوَ يَوْم الْقِيَامَة إِذا غمرها الْخَوْف لعظم الهول. قَالَ الصيدلاني: لم يرد فِي شَيْء من الْفَضَائِل مثل هَذَا؛ لِأَن موت الْقلب إِمَّا الْكفْر فِي الدَّين، وَإِمَّا الْفَزع فِي الْقِيَامَة، وَمَا أضيف إِلَى الْقلب فَهُوَ أعظم؛ لقَوْله تَعَالَى: {فَإِنَّهُ آثم قلبه} وَقيل: المُرَاد لم يشغف قلبه بحب الدُّنْيَا لِأَن من شغف قلبه من حبها مَاتَ قلبه، وَيروَى فِي بعض الْأَحَادِيث: «لَا تدْخلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمَوْتَى؛ قيل: وَمن هم؟ قَالَ: الْأَغْنِيَاء». قيل: المُرَاد أَن الله يحفظه من الشّرك فَلَا يخْتم لَهُ، قَالَ تَعَالَى: {أومن كَانَ مَيتا فأحييناه} أَي كَافِرًا فهديناه، وَقيل: المُرَاد لم يرع يَوْم الْقِيَامَة. حكاهن ابْن الرّفْعَة.

.الحديث السَّادِس:

«رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يغْتَسل للعيدين».
هَذَا الحَدِيث مَرْوِيّ من طرق:
أَحدهَا: عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يغْتَسل يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى». رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن جبارَة بن الْمُغلس، نَا حجاج بن تَمِيم، عَن مَيْمُون بن مهْرَان، عَن ابْن عَبَّاس بِهِ.
وَهَذَا ضَعِيف، جبارَة هَذَا قَالَ البُخَارِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب. وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد: عرضت عَلَى أبي أَحَادِيث سَمعتهَا مِنْهُ فَأنْكر وَقَالَ: هَذِه مَوْضُوعَة أَو كذب. وَقَالَ ابْن نمير: صَدُوق كَانَ يوضع لَهُ الحَدِيث فَيحدث بِهِ. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد ويرفع الْمَرَاسِيل. وَقَالَ ابْن عدي: جبارَة لَا بَأْس بِهِ، وَأَحَادِيث حجاج عَن مَيْمُون لَيست بمستقيمة. وَكَذَا قَالَ الْعقيلِيّ. قلت: وَضعف الْأَزْدِيّ حجاج بن تَمِيم أَيْضا.
ثَانِيهَا: عَن عبد الرَّحْمَن بن عقبَة بن الْفَاكِه بن سعد عَن جده الْفَاكِه بن سعد وكَانَت لَهُ صُحْبَة «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يغْتَسل يَوْم الْفطر، وَيَوْم النَّحْر، وَيَوْم عَرَفَة، وَكَانَ الْفَاكِه يَأْمر أَهله بِالْغسْلِ فِي هَذِه الْأَيَّام». رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا عَن نصر بن عَلّي الْجَهْضَمِي، ثَنَا يُوسُف بن خَالِد، نَا أَبُو جَعْفَر الخطمي، عَن عبد الرَّحْمَن بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَابْن قَانِع فِي مُعْجم الصَّحَابَة، وَزَادا: ويَوْم الْجُمُعَة، وَكَذَا أخرجه عبد الله بن أَحْمد فِي مُسْند أَبِيه، وَهَذَا ضَعِيف، يُوسُف بن خَالِد هَذَا هُوَ السَّمْتِي كَذَّاب وَضاع، وَنسبه ابْن معِين إِلَى الزندقة.
ثَالِثهَا: عَن منْدَل، عَن مُحَمَّد بن عبيد الله، عَن أَبِيه، عَن جده «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم اغْتسل للعيدين» وَذكر: «وَجَاء إِلَى الْعِيدَيْنِ مَاشِيا». رَوَاهُ الْبَزَّار، وَهَذَا ضَعِيف، منْدَل ضعفه أَحْمد، وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا، وَمُحَمّد بن عبيد الله قَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بِشَيْء. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ضَعِيف الحَدِيث جدًّا. وَقَالَ ابْن الْقطَّان: حَال منْدَل أحسن من حَال مُحَمَّد هَذَا وَإِن اشْتَركَا فِي الضعْف.
قلت: وَفِيه مَعَ ذَلِك آثَار عَن الصَّحَابَة:
فَعَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه: «أَن عليًّا كَانَ يغْتَسل يَوْم الْعِيدَيْنِ، وَيَوْم الْجُمُعَة، وَيَوْم عَرَفَة، وَإِذا أَرَادَ أَن يحرم». رَوَاهُ الشَّافِعِي عَن إِبْرَاهِيم عَن جَعْفَر بِهِ وَرَوَى أَيْضا اغتسال سَلمَة بن الْأَكْوَع للعيد، وَأَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ: إِنَّه السّنة. وَرَوَى مَالك فِي الْمُوَطَّأ، وَالشَّافِعِيّ عَنهُ عَن نَافِع «أَن ابْن عمر كَانَ يغْتَسل يَوْم الْفطر قبل أَن يَغْدُو إِلَى الْمُصَلى» قَالَ الشَّافِعِي- فِيمَا نَقله عَنهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة-: كَانَ مَذْهَب سعيد وَعُرْوَة فِي أَنه سنة أَنه أحسن وَأعرف وأنظف وَأَن قد فعله قوم صَالِحُونَ لَا أَنه حتم بِأَنَّهُ سنة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم.

.الحديث السَّابِع:

«أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ بمنى مُسَافِرًا يَوْم النَّحْر فَلم يصل الْعِيد».
هُوَ كَمَا قَالَ كَمَا سلف أول الْبَاب، وَهُوَ صَحِيح مَعْرُوف، وَأغْرب الْحَافِظ محب الدَّين الطَّبَرِيّ فَنقل فِي شَرحه «للتّنْبِيه» عَن شَيْخه أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفضل السّلمِيّ أَن ابْن حزم ذكر فِي صفة حجَّة الْوَدَاع الْكُبْرَى أَنه عَلَيْهِ السَّلَام صلاهَا بمنى، وراجعت الْكتاب الْمَذْكُور فَلم أر ذَلِك فِيهِ.

.الحديث الثَّامِن:

عَن الْحسن بن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نتطيب بأجود مَا نجد فِي الْعِيد». هَذَا الحَدِيث ذكره تبعا لصَاحب الْمُهَذّب، وبيض لَهُ الْمُنْذِرِيّ فِي تَخْرِيجه لأحاديثه بَيَاضًا، وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرحه: إِنَّه حَدِيث غَرِيب. وَقد ظَفرت بِهِ- بِحَمْد الله ومَنِّه- فِي كتابين شهيرين، أَحدهمَا: المعجم الْكَبِير للطبراني فَإِنَّهُ أخرجه من حَدِيث عبد الله بن صَالح، حَدثنِي اللَّيْث، حَدثنِي إِسْحَاق بن بَزُرْج، عَن الْحسن بن عَلّي قَالَ: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نلبس أَجود مَا نجد، وَأَن نتطيب بأجود مَا نجد، وَأَن نضحي بأسمن مَا نجد، الْبَقَرَة عَن سَبْعَة، وَالْجَزُور عَن عشرَة، وَأَن نظهر التَّكْبِير، وعلينا السكينَة وَالْوَقار».
الثَّانِي: صَحِيح الْحَاكِم أبي عبد الله فَإِنَّهُ أخرجه فِي كتاب الْأَضَاحِي مِنْهُ بالسند الْمَذْكُور لكنه قَالَ: حَدثنِي إِسْحَاق بن بَزُرْج، عَن زيد بن الْحسن، عَن أَبِيه قَالَ: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعِيدَيْنِ أَن نلبس أَجود...» كَمَا ذكر الطَّبَرَانِيّ أَي سَوَاء. ثمَّ قَالَ الْحَاكِم: لَوْلَا جَهَالَة إِسْحَاق بن بَزُرْج لحكمت للْحَدِيث بِالصِّحَّةِ.
قلت: لَيْسَ هُوَ بِمَجْهُول؛ فقد ضعفه الْأَزْدِيّ وَمَشاهُ ابْن حبَان ورأيته بعد ذَلِك فِي كتاب فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي كَمَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ سَوَاء، فَللَّه الْحَمد.

.الحديث التَّاسِع:

أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «لَا تمنعوا إِمَاء الله مَسَاجِد الله وليخرجن تفلات».
هَذَا الحَدِيث صَحِيح رَوَاهُ كَذَلِك أَبُو دَاوُد من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة، وَصَححهُ ابْن حبَان وإسنادها عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ، والقطعة الأولَى مِنْهُ ثَابِتَة فِي الصَّحِيحَيْنِ من هَذَا الْوَجْه أَيْضا. وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده، وَأَبُو حَاتِم بن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث زيد بن خَالِد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَيْضا، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي أكبر معاجمه ومن حَدِيث أبي عبيد فِي غَرِيبه عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، عَن أبي سَلمَة مَرْفُوعا وَرَوَاهَا أَيْضا الشَّافِعِي فِي «السّنَن المأثورة» الَّتِي رَوَاهَا عَنهُ الْمُزنِيّ، وَأحمد فِي مُسْنده أَيْضا.
فَائِدَة: تَفِلات بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة وَكسر الْفَاء أَي غير عطرات، أَي: تاركات للطيب، أَرَادَ ليخرجن بِمَنْزِلَة التفلات وهُن المنتنات الرّيح.

.الحديث العَاشِر:

عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: «لَو أدْرك رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحدث النِّسَاء بعده لمنعهن الْمَسَاجِد كَمَا منعت نسَاء بني إِسْرَائِيل».
هَذَا الحَدِيث مُتَّفق عَلَى صِحَّته من هَذَا الْوَجْه كَذَلِك.

.الحديث الحَادِي عشر:

عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج يَوْمًا وَفِي يَمِينه قِطْعَة حَرِير وَفِي شِمَاله قِطْعَة ذهب فَقَالَ: هَذَانِ حرامان عَلَى ذُكُور أمتِي حل لإناثها».
هَذَا الحَدِيث تقدم بَيَانه فِي بَاب الْآنِية، قَالَ الرَّافِعِيّ: وَفِي رِوَايَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: «حرم لِبَاس الْحَرِير وَالذَّهَب عَلَى ذُكُور أمتِي». قلت: تقدّمت أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور.

.الحديث الثَّانِي عشر:

«أنَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَهُ جُبَّة مَكْفُوفَة الجيب والكمين والفرجين بالديباج» هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من رِوَايَة عبد الله بن أبي عمر مولَى أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «رَأَيْت ابْن عمر فِي السُّوق اشْتَرَى ثوبا شاميًّا فَرَأَى فِيهِ خيطًا أَحْمَر فَرده، فَأتيت أَسمَاء فَذكرت ذَلِك لَهَا فَقَالَت: يَا جَارِيَة، ناوليني جُبَّة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخرجت جُبَّة طيالسة، مَكْفُوفَة الجيب والكمين والفرجين بالديباج». وَإِسْنَاده صَحِيح إِلَّا الْمُغيرَة بن زِيَاد الْموصِلِي أحد رِجَاله، فَاخْتلف فِي توثيقه، ضعفه أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى فِي رِوَايَة، وَقَالَ وَكِيع: كَانَ ثِقَة. وَوَثَّقَهُ أَيْضا الْأَزْدِيّ، وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي كتاب اللبَاس بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَلَفظه: عَن ابْن أبي عمر مولَى أَسمَاء قَالَ: رَأَيْت ابْن عمر اشْتَرَى عِمَامَة لَهَا علم، فَدَعَا بالقَلَمين فقصه فَدخلت عَلَى أَسمَاء فَذكرت ذَلِك لَهَا فَقَالَت: بؤسًا لعبد الله! يَا جَارِيَة، هَاتِي جُبَّة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَاءَت بجبة مَكْفُوفَة الكمين والجيب والفرجين بالديباج.
القَلَم: بِفَتْح- الْقَاف وَاللَّام-: المقص، قَالَه الْجَوْهَرِي الجيب: هُوَ الطوق.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه بِدُونِ هَذَا الرجل عَن قُتَيْبَة بن سعيد، عَن يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة، عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان، عَن عبد الله مولَى أَسمَاء قَالَ: أخرجت إِلَيّ أَسمَاء جُبَّة من طيالسة لَهَا لبنة من ديباج كسرواني شبر وفرجاها- يَعْنِي حَرِيرًا- مكفوفان، فَقَالَت: هَذِه جُبَّة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا قبض كَانَت عِنْد عَائِشَة قَالَ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى: خَالفه هشيم فَرَوَاهُ عَن عبد الْملك، عَن عَطاء، عَن أبي أَسمَاء، عَن أم سَلمَة فَذكره ثمَّ قَالَ: وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ، وَالَّذِي قبله الصَّوَاب. وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه من طَرِيق أُخْرَى فِي أثْنَاء الْجِهَاد من سنَنه رَوَاهُ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة، نَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان، عَن حجاج، عَن أبي عمر مولَى أَسمَاء عَن أَسمَاء بنت أبي بكر أَنَّهَا أخرجت جُبَّة مزرة بالديباج فَقَالَت: «كَانَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبس هَذِه إِذا لَقِي الْعَدو». وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه «عَن أَسمَاء أَنَّهَا أخرجت جُبَّة طيالسة كسروانية لَهَا لِبْنة من ديباج وفرجاها مكفوفان بالديباج، فَقَالَت: هَذِه جُبَّة رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبسهَا».
اللِّبْنة بِكَسْر اللَّام وَإِسْكَان الْبَاء الْمُوَحدَة رقْعَة فِي جيب الْقَمِيص. قلت: وَهَذَا كُله يضعف مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن النَّسَائِيّ، أَنا أَبُو الْمعَافى مُحَمَّد بن وهب، نَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي، عَن أبي عبد الرَّحِيم خَالِد بن أبي يزِيد، عَن زيد بن أبي أنيسَة، عَن مُحَمَّد بن جحادة، عَن أبي صَالح، عَن عبيد بن عُمَيْر، عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «نهاني رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المعصفر والقسي وَخَاتم الذَّهَب، وَعَن المكفف بالديباج». قَالَ الطَّبَرَانِيّ: لم يروه عَن ابْن حجادة إِلَّا ابْن أبي أنيسَة، تفرد بِهِ خَالِد، وَلَا يرْوَى عَن عبيد بن عُمَيْر عَن عَلّي إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد.

.الحديث الثَّالِث عشر:

عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ: «نهَى نَبِي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْحَرِير إِلَّا فِي مَوضِع إِصْبَع أَو إِصْبَعَيْنِ أَو ثَلَاث أَو أَربع».
هَذَا الحَدِيث لَا أعلم من خرجه من طَرِيق عَلّي، والرافعي تبع فِي إِيرَاده من طَرِيقه صَاحب الْمُهَذّب وَهُوَ ثَابت فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره من طَرِيق عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بِلَفْظ: «نهَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبس الْحَرِير إِلَّا فِي مَوضِع إِصْبَعَيْنِ أَو ثَلَاث أَو أَربع» رَوَاهُ البُخَارِيّ إِلَى قَوْله: «إِصْبَعَيْنِ» وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة» وَيصِح عَلَى تَأْوِيل الإصبع بالعضو.

.الحديث الرَّابِع عشر:

عَن حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «نَهَانَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبس الْحَرِير وَأَن نجلس عَلَيْهِ». هَذَا الحَدِيث مُتَّفق عَلَى صِحَّته أودعهُ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا إِلَّا قَوْله: «وَأَن نجلس عَلَيْهِ» فللبخاري وَحده ونجلس بِفَتْح النُّون. وَمن الْعجب عزو ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَحْقِيقه هَذَا الحَدِيث إِلَى رِوَايَة أَصْحَابهم وَهُوَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ كَمَا ترَاهُ.

.الحديث الخَامِس عشر:

«أَنه عَلَيْهِ السَّلَام رخص لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزبير بن الْعَوام فِي لبس الْحَرِير لحكة كَانَت بهما».
هَذَا الحَدِيث مُتَّفق عَلَى صِحَّته من حَدِيث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وَفِي رِوَايَة لمُسلم أرخص ذَلِك فِي السّفر وَعَزاهَا ابْن الصّلاح فِي مشكله ثمَّ النَّوَوِيّ فِي مَجْمُوعه إِلَى البُخَارِيّ أَيْضا، وَكَذَا عبد الْحق فِي أَحْكَامه وَادَّعَى الْحَافِظ محب الدَّين الطَّبَرِيّ فِي شرح التَّنْبِيه انْفِرَاد مُسلم بهَا، وراجعت البُخَارِيّ فِي اللبَاس وَالْجهَاد من صَحِيحه فَلم أرها فِيهِ، وَوَقع فِي وسيط الْغَزالِيّ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام رخص ذَلِك لِحَمْزَة، وَهُوَ غلط لَا يعرف.
والحِكة- بِكَسْر الْحَاء-: الجرب.

.الحديث السَّادِس عشر:

قَالَ الرَّافِعِيّ: وَيجوز لبس الْحَرِير لدفع الْقمل أَيْضا؛ لِأَن فِي بعض الرِّوَايَات أَن الزبير وَعبد الرَّحْمَن شكيا الْقمل فِي بعض الْأَسْفَار فَرخص لَهما.
هُوَ كَمَا قَالَ، وَقد أخرجه الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث أنس أَيْضا وَفِي رِوَايَة أَحْمد وَابْن حبَان «فَرَأَيْت عَلَى كل وَاحِد مِنْهُمَا قَمِيصًا من حَرِير».
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه أَيْضا بِلَفْظ: إِن نَبِي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:
«التَّكْبِير فِي الْفطر سبع فِي الأولَى وَخمْس فِي الْآخِرَة، وَالْقِرَاءَة بعدهمَا كلتيهما».
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا بِلَفْظ: «إِن نَبِي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كبر فِي صَلَاة الْعِيدَيْنِ سبعا وخمسًا». ومدار الحَدِيث عَلَى عبد الله الطرائفي م د ت ق الْمَذْكُور وَنسب بالطرائفي لاستطرافهم طرائف يَأْتِيهم بهَا. قَالَه ابْن الْقطَّان فِي علله.
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: الطَّائِفِي. وَتَبعهُ الذَّهَبِيّ وَهُوَ من فرسَان مُسلم، كَمَا أطلقهُ الْمزي والذهبي بِالْأولِ فِيهِ.
وَقَالَ صَاحب والكمال: أخرج لَهُ فِي المتابعات وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب.
وَقَالَ ابْن معِين فِي حَقه: صَالح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره: لَيْسَ بِالْقَوِيّ. قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَغَيره: قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله: سَأَلت البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: هُوَ حَدِيث صَحِيح.
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد: أَنا ذَاهِب إِلَى هَذَا. نَقله عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَحْقِيقه، ثمَّ قَالَ: هَذَا أصلح أَحَادِيث الْبَاب. وَقَالَ عبد الْحق: صحّح البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث. وَأنكر ابْن الْقطَّان هَذَا عَلَى عبد الْحق، وَقَالَ: البُخَارِيّ لم يُصَحِّحهُ؛ فَإِن الْمَنْقُول عَنهُ فِي ذَلِك مَا ذكره التِّرْمِذِيّ عَنهُ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت مُحَمَّدًا عَن كثير السالف فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْبَاب أصح من هَذَا، وَبِه أَقُول، وَحَدِيث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الطرائفي، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده فِي هَذَا الْبَاب هُوَ صَحِيح أَيْضا. هَذَا نَص مَا ذكره وَلَيْسَ فِيهِ تَصْحِيح البُخَارِيّ لوَاحِد مِنْهُمَا.
قَالَ: وَلَعَلَّ قَوْله: وَحَدِيث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن... إِلَى آخِره من كَلَام التِّرْمِذِيّ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي عهد فصحح هَذِه النُّسْخَة.
وَأما أَبُو مُحَمَّد بن حزم فَذكره فِي محلاه بِلَفْظ أبي دَاوُد، وَقَالَ: هَذَا لَا يَصح. فَدفعهُ بِالْقُوَّةِ، وَجَاء فِي رِوَايَة غَرِيبَة لأبي دَاوُد فِي هَذَا الحَدِيث «كبر فِي الأولَى سبعا وَفِي الثَّانِيَة أَرْبعا وَحكم الْبَيْهَقِيّ بخطئها».
الطَّرِيق الثَّالِث:
عَن عَائِشَة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي الْعِيدَيْنِ سبعا وخمسًا قبل الْقِرَاءَة».
رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده، عَن أبي سعيد مولَى بني هَاشم، نَا ابْن لَهِيعَة، عَن عقيل، عَن ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة، عَنْهَا بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْن مَاجَه بِلَفْظ: «كَانَ يكبر فِي الْفطر والأضحى فِي الأولَى سبع تَكْبِيرَات، وَفِي الثَّانِيَة خمس تَكْبِيرَات» وَابْن لَهِيعَة قد عرفت حَاله فِيمَا مَضَى، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله: وَإِسْنَاده مُضْطَرب، وَالِاضْطِرَاب فِيهَا من ابْن لَهِيعَة.
الطَّرِيق الرَّابِع:
عَن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن عمار بن سعد مُؤذن رَسُول الله، نَا أبي، عَن أَبِيه، عَن جده قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يكبر فِي الْعِيدَيْنِ: فِي الأولَى سبعا قبل الْقِرَاءَة، وَفِي الْآخِرَة خمْسا قبل الْقِرَاءَة».
رَوَاهُ ابْن مَاجَه كَذَلِك، وَعبد الرَّحْمَن هَذَا مُنكر الحَدِيث.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سعد بن عمار، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمار، عَن أَبِيه، عَن جده قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يكبر فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأولَى سبعا وَفِي الْأُخْرَى خمْسا» وَعبد الله هَذَا ضعفه ابْن معِين.
قَالَ الْعقيلِيّ فِي تَارِيخه: قَالَ عُثْمَان بن سعيد: قلت ليحيى بن معِين: عبد الله بن مُحَمَّد بن عمار بن سعد، وعمار وَعمر ابْني حَفْص بن عمر بن سعد، عَن آبَائِهِم عَن أجدادهم، كَيفَ حَال هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: لَيْسُوا بِشَيْء.
الطَّرِيق الْخَامِس:
عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ قَالَ: «شهِدت الْعِيد مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكبر فِي الأولَى سبعا وَفِي الثَّانِيَة خمْسا». ذكره ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقَالَ: سَأَلت أبي عَنهُ. فَقَالَ: بَاطِل.
الطَّرِيق السَّادِس:
عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه: «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي الْعِيدَيْنِ ثِنْتَيْ عشرَة تَكْبِيرَة».
سُئِلَ عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ؛ فَأجَاب فِي علله بِأَنَّهُ رُوِيَ مَوْصُولا هَكَذَا، ومرسلاً بِإِسْقَاط أَبِيه وَأَن الْمُرْسل أصح.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث الْحسن البَجلِيّ، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم تخرج لَهُ العنزة فِي الْعِيدَيْنِ، وَكَانَ يكبر ثَلَاث عشرَة تَكْبِيرَة، وَكَانَ أَبُو بكر وَعمر يفْعَلَانِ ذَلِك». ثمَّ قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: وَالْحسن هَذَا فلين الحَدِيث، وَقد سكت النَّاس عَن حَدِيثه وَأَحْسبهُ الْحسن بن عمَارَة.
الطَّرِيق السَّابِع:
عَن ابْن عَبَّاس- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما- «أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي الْعِيدَيْنِ ثِنْتَيْ عشرَة: فِي الأولَى سبعا، وَفِي الْآخِرَة خمْسا وَيذْهب فِي طَرِيق وَيرجع من آخر». فِيهِ سُلَيْمَان بن أَرقم وَقد تَرَكُوهُ، وَسَيَأْتِي كَلَام الْبَيْهَقِيّ فِي خلافياته فِيهِ قَرِيبا.
الطَّرِيق الثَّامِن:
عَن ابْن عمر- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما-.
رَوَاهُ الْبَزَّار كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا.
فَهَذِهِ طرق الحَدِيث مَجْمُوعَة وأقواها- عِنْدِي- الطَّرِيق الثَّانِي، وَالْبَاقِي شَوَاهِد لَهُ، وَقد ورد أَيْضا من قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام. رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَة وَابْن عمر- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده قَالَ: أَنا يَحْيَى، نَا ابْن لَهِيعَة، نَا الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «التَّكْبِير فِي الْعِيدَيْنِ سبع قبل الْقِرَاءَة، وَخمْس قبل الْقِرَاءَة».
وَابْن لَهِيعَة قد عرفت حَاله فِيمَا مَضَى.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي خلافياته: لَا شكّ فِي صِحَّته مَوْقُوفا عَلَى أبي هُرَيْرَة. قَالَ: وَعَن ابْن عَبَّاس مثله، ورُوَاته ثِقَات. وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله فِيهِ- أَعنِي فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة- فَإِنَّهُ قَالَ لما سُئِلَ عَنهُ: رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفًا وَالصَّحِيح الْمَوْقُوف.
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث فرج بن فضَالة، عَن يَحْيَى بن سعيد، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: «التَّكْبِير فِي الْعِيدَيْنِ، فِي الرَّكْعَة الأولَى سبع تَكْبِيرَات، وَفِي الْآخِرَة خمس تَكْبِيرَات». وَفرج د ت ق هَذَا ضَعَّفُوهُ، قَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث.
وَفِي «علل ابْن أبي حَاتِم»: سَالَتْ أبي عَن حَدِيث ابْن عمر «أَنه كَانَ يكبر فِي الْعِيدَيْنِ: سبعا فِي الأولَى، وخمسًا فِي الثَّانِيَة». فَقَالَ: هَذَا خطأ، يرْوَى هَذَا الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة «أَنه كَانَ يكبر».
وَاعْلَم أَن عبد الْحق عزا فِي أَحْكَامه حَدِيث ابْن عمر إِلَى الْبَزَّار، وَأعله بفرج بن فضَالة، وَتعقبه ابْن الْقطَّان فَقَالَ: إِنِّي قد جهدت أَن أجد هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند ابْن عمر عِنْد الْبَزَّار، فَمَا قدرت عَلَيْهِ وَقد رَجَوْت أَن يكون فِي بعض أَمَالِيهِ وَالَّذِي فِي مُسْند الْبَزَّار إِنَّمَا هُوَ الْفِعْل دون القَوْل، وَمن غير رِوَايَة فرج بن فضَالة وَهَذَا هُوَ: نَا عَبدة بن عبد الله، نَا عمر بن حبيب، نَا عبد الله بن عَامر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي صَلَاة الْعِيدَيْنِ ثِنْتَيْ عشرَة تَكْبِيرَة: سبعا فِي الأولَى، وخمسًا فِي الْآخِرَة».
قلت: وَفِي الْجُمْلَة فأحاديث الْبَاب كلهَا مُتَكَلم فِيهَا.
قَالَ الإِمَام أَحْمد: لَيْسَ يرْوَى فِي التَّكْبِير فِي الْعِيدَيْنِ عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث صَحِيح. نَقله الْعقيلِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ فِي تَحْقِيقه عَنهُ.
وَقَالَ ابْن رشد: إِنَّمَا صَارُوا إِلَى الْأَخْذ بأقاويل الصَّحَابَة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة؛ لِأَنَّهُ لم يثبت فِيهَا عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْء. وَنقل ذَلِك عَن أَحْمد، وَقَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه: فِي الْبَاب عَن عَائِشَة وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَعبد الله بن عَمْرو والطَّرِيق إِلَيْهِم فَاسِدَة.
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِعْلَامه بناسخ الحَدِيث ومنسوخه: وَفِي الْبَاب عَن جَابر أَيْضا. قَالَ: وَأما حَدِيث أبي مُوسَى وَحُذَيْفَة «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر فِي الْعِيدَيْنِ أَرْبعا» فَلَا يثبت؛ فِي إِسْنَاده عبد الرَّحْمَن بن ثَابت د ت ق قَالَ أَحْمد: أَحَادِيثه مَنَاكِير.
قلت: هُوَ فِي سنَن أبي دَاوُد وَأعله ابْن حزم بِعَبْد الرَّحْمَن هَذَا وَهُوَ ابْن ثَوْبَان- وَقَالَ أَحْمد وَغَيره: لَيْسَ بِالْقَوِيّ. ووثق أَيْضا- وبأبي عَائِشَة، وَقَالَ: هُوَ مَجْهُول لَا نَدْرِي من هُوَ وَلَا يعرفهُ أحد.